انتشار ظاهرة سرقة الصور الشخصية.. من مواقع الإنترنت

تؤخذ من الشبكات الاجتماعية وتستخدم للترويج والإعلان من دون إذن أصحابها

مواقع الشبكات الاجتماعية على الانترنت ملأى بالصور الشخصية (كي آر تي)
TT

سرقة الصور واستخدامها بشكل غير شرعي، اصبحت تجارة انترنتية رائجة. والحديث لا يجري هنا عن صورة جيدة بل حتى عن صورة بلهاء التقطت لك في احدى الحفلات وجرى تحميلها، مثلا، على موقع «فليكر» الخاص بالمشاركة في الصور على الانترنت. او قد تكون صورة ابنتك وهي تتمشى على شاطئ البحر. هنا لقد تحولت انت وعائلتك الى «شيء حقيقي». وهذا هو السبب ربما الذي يجعل العديد من الشركات، لا سيما الكبيرة منها، متشوقة الى الحصول على مثل هذه الصور التي يبدو انهم يستخدمونها من دون اذن اصحابها.

* سرقة الصور

* مثال على ذلك. فتاة من مدينة دالاس في اميركا في الخامسة عشرة من عمرها اكتشفت ان صورة لها منشورة على موقع «فليكر»، قد استخدمت لاحقا في حملة اعلانية قامت بها «فيرجن موبايل» للهواتف الجوالة في استراليا. ولم تنشر الصورة بشكل مستحب، بل عرضت صاحبتها كهاوية للصداقات عن طريق المراسلات التي ترغب «فيرجن» ألا يراسلها احد، لانها لا تستخدم خدمة التراسل النصية الموجودة في الهواتف الجوالة. ولم تكتشف الفتاة امر الصورة المسروقة منها، الا عندما قام احد اصدقائها بارسال نسخة من الاعلان اليها.

والمثال الاخر جاء في مقال نشرته بعض الصحف الاميركية عن المصور نيال كندي الذي التقط بعض الصور في مؤتمر للتقنية ليرى احداها منشورة من دون نسبها اليه، او التعريف بجهده، في مدونة تديرها «مايكروسوفت». وعندما كتب اليها طالبا توضيحا لم يتلق اي رد. لكنه قام بمعالجة المشكلة عن طريق استبدال الصورة التي يرتبط بها الموقع بصورة اخرى تظهر شخصا حاملا كاميرا. وقامت «مايكروسوفت» بازالة الصورة خلال 15 دقيقة، في حين قدم صاحب المدونة الذي نشر الصورة في الاصل من دون التعريف بصاحبها. ومن الصعب هنا تجاهل الرياء الذي تنطوي عليه مثل هذه الامور، فالشركات الكبيرة بالمقابل مثلا، تقوم بحماية حقوقها بشكل لا يمكن القول عنه سوى انه شديد القسوة والضراوة. كما ابلغ احد الكنديين صحيفة اميركية ان لديه مستمسكات حول قيام «مايكروسوفت» بارسال اشخاص للتأكد من انه يمتلك فعلا حقوق تشغيل برمجياتها على كل كومبيوتر من كومبيوترات الموظفين العاملين لديه.. انها شركة تلاحق المخلين بحماية حقوقها على افتراض انهم مذنبون حتى تبيان براءتهم. وهذه مشكلة قديمة بتوضيب جديد، لان التقنيات الجديدة تثير دائما مسائل قانونية حول اسلوب استخدام المحتوى. وفي مثل هذه الحالة فانها ليست بمشكلة، لكن مصدر هذه المشكلة هو الذي يثير الاهتمام. وهو هنا مواقع الشبكات الاجتماعية، والنطاقات العريضة، وامكانية الدخول الى الانترنت لاسلكيا، ما يعني ان بمقدور اي شخص المشاركة في اي صورة من اي مكان.

* صور مشاعية

* ولكن لماذا الشركات متحمسة جدا ومتشوقة لهذا الحد لاستخدام هذه الصور؟ قد يكون السبب هو انه مع مجيء الشبكات الاجتماعية والمشاركة في الصور، افترضت هذه الشركات انه وعند نشر هذه الصور على الشبكة فانه من المسموح استخدامها، او انها حاولت توفير بعض المال والنفقات. لكن مثل هذا الامر ربما هو من اهتمام الشركات ذات الميزانيات الصغيرة وليس من اهتمامات شركات كبيرة مثل «مايكروسوفت» او «فيرجين». لا! فالذي ترغبه الشركات الكبيرة فعلا هو الذي يرغبه كل مستهلك، وهو الشيء الاصلي.. الشيء الحقيقي.

وتشير مجلة «تكنولوجي ريفيو» الاميركية الى ان المؤلفين جو باين وجيمس غيلمور يقولان في عرض لكتابهما الجديد «ماذا يرغب المستهلكون فعلا؟» انه «في عالم مليء بصورة متزايدة بالاختبارات والتجارب المفبركة عن عمد، اي انه عالم غير حقيقي بشكل متزايد، يختار المستهلكون الشراء، او عدم الشراء على اساس مدى ادراك واستيعاب واقع العرض. اذن التجارة والاعمال اليوم تتعلق بكل ما بكونه اصليا وحقيقيا وواقعيا ونزيها». واحد الاسباب المهمة في شعبية مواقع مثل «فليكر» و«ماي سبايس» و«فايسبوك» هو ان مستخدمي هذا الموقع ومشاهديه يعتقدون ان الاشخاص الذين يظهرون عليها هم حقيقيون، وان مضمونها هو فعلي وواقعي. ولكن هذا لا يعني ان البعض قادر على استخدامها مجانا من دون استئذان. وعندما تطلب وكالة للاعلان منك استخدام صورتك، يمكنك عند ذاك التقرير في هذا الطلب. وبعض وكالات الاعلان قد حددت رسوما معينة حول استخدام الصور، وبعضها الاخر قد يكون مستعدا للتفاوض. ولكن قبل الموافقة، عليك ان تعرف كيفية قيامهم باستخدام الصورة. وتذكر انه حال استخدام الصورة، فانها ستبقى هناك ولن تزول. كذلك تذكر انه حتى لو وضعت تحت صورتك عبارة «مسموح باستخدامها»، فانه يتوجب على مستخدمها ان ينسبها، او يعزوها اليك. وعلى الشركات الكبيرة ان تحترم ذلك.