عقبات وراء القبول البطيء لنظام «ويب 2.0»

منها الشبكات القديمة والتعقيدات التقنية والعائدات والشكوك الأمنية

TT

وصف نظام «ويب 2.0» كواحد من اكبر الانجازات الصناعية في مضمار الكومبيوتر في العام الماضي. ولكونه كان أشبه بعملية تحديث لبرمجيات، فإنه يذكرنا بعمليات معالجة آثار الفيروسات التي كانت تضرب الكومبيوترات والشبكات والمزايا الجديدة التي كانت تظهر. لكن في الواقع فإن «ويب 2.0» ليس أكثر من جولة جديدة للعمليات والمهام الانترنتية التي أدخلت على البنية الأساسية القديمة المنهكة للشبكة العالمية.

وبروز تقنيات «ويب 2.0» جعلت العديد من كبار موظفي تقنيات المعلومات في الشركات ومشاريع الأعمال الصغيرة والمتوسطة يرون أن هناك طريقا ذهبيا لكي يشاركوا في هذه التقنية الجديدة الناجحة. ويرى العديد من الشركات في «ويب 2.0» أداة جديدة أخرى لزيادة الفعالية وتخفيض نفقات السفر والمشاركة في المصادر في أي وقت ومكان. والوعد الكبير الذي يحمله مشروع «ويب 2.0» هو تأمين مثل هذا الطريق السريع الجديد. وقد جرى تمهيد الأرض استعدادا لهذا الطريق، لكنه أنجز هذا التمهيد بخلفية تراثية كبيرة استنادا إلى بعض المراقبين. ويبدو أن تقنية شبكة «ويب 2.0» متوفرة، لكن سطحها الممهد لا يزال طريا. إذن، ما الذي يقف في طريق تقويته بغية قيام المزيد من المسافرين باستخدامه؟.

* مشكلة النطاق العريض

* وإحدى هذه المسائل المهمة التي يجري التغاضي عنها هي الضغط الذي تمارسه مبادرات «ويب 2.0» على الشبكات اللاسلكية الخاصة بالمناطق WAN wireless area network، التي قد تشلها في النهاية، بسبب بنيتها الضعيفة، على حد قول شركة «سيرتيون»، التي تقدم العتاد والتجهيزات الخاصة بتسريع أداء الانترنت.

ويقول غاريث تاوب، نائب رئيس التسويق العالمي في شركة «سيرتيون»، إن «ويب 2.0» صممت للاستخدام مع النطاقات العريضة للكوابل. لكن مع المشاركة الواسعة في استخدام هذه النطاقات، شرعت أجزاء ومكونات نظام الشبكة هذه تتطلب المزيد من النطاقات العريضة. لكن مثل هذا التعاون والمشاركة وصل حد التوقف، بسبب الطلب الكبير على حركة النطاقات التي هي في الواقع محدودة.

وتتوفر تطبيقات جدية لـ «ويب 2.0»، ومثال على ذلك الرموز المبيتة لـ «خدمات المكاتب المتشاركة» MSOS Sharepoint Offices Services من «مايكروسوفت»، المحملة بـ «لغة التأشير الموسعة» XML، و«بروتوكول نقل النصوص المنشطة» HTTP. ويستخدمها الآن آلاف الأشخاص، كما يلاحظ تاوب. لكن المشكلة في ان «شبكات المناطق المحلية» LAN- Local Area Networks، تبرز دائما كعقبة في الطريق، كما يقول.

وبغية أن تصل تطبيقات 2.0 إلى إمكاناتها الكاملة، فإن المشاريع بحاجة إلى العثور على وسيلة لمضاعفة مصادرها الحالية الخاصة بالتسليم، والحل الشائع هو في نشر تطبيقات التسريع LAN على نطاق العالم كله، على حد قوله. وتقوم شركة «سيرتيون» بصنع تطبيقات لمراكز المعلومات والمكاتب الخلفية بغية تسريع الانترنت.

ونظرا إلى أن أدوات تسريع التطبيقات تقوم بضغط المعلومات المرسلة عبر شبكات WAN، وبالتالي تسريع تلقيها، فإنها تعتبر واحدة من الأساليب الفعالة لتمكين مشروع «ويب 2.0». ونقلت مجلة «تك نيوز وورلد» الالكترونية عن تاوب ان الاستفادة من WAN هي في بث المعلومات المتغيرة فقط، وهذا ما يجعل «ويب 2.0» مفيدة في التركيبات التجارية. كما ان تسريع شبكات WAN مصممة حول الأنواع المختلفة من الأجزاء والمكونات المستخدمة في تطبيقات «ويب 2.0». والكثير من شبكة «ويب 2.0» تعتمد حاليا على مواضيع صغيرة يقوم بمعالجتها متصفحو الشبكة. ويقول آخرون إن تعقيدات العملية التجارية ذاتها لـ «ويب 2.0» تقوم بإعاقة المزيد من القبول الواسع لها ولفرصها الكثيرة، فقد كان اعتمادها سريعا بين المستهلكين، نظرا لقدرتها على تشغيل المواقع المختلفة بأقل ما يمكن من الكلفة، أو حتى من دونها.

لكن هذا لا ينطبق على جميع الأعمال والشركات، إذ ان بعضها يبدو راضيا للتحول إلى هذه الخدمات المقدمة لها، شرط أن تتوفر لها التغييرات الضرورية للقيام بأعمالها ولأنظمتها المعلوماتية وعملياتها الأخرى.

* تقبل بطيء

* وفي هذا الصدد يقول سايمون سبيرمان، المحلل في مؤسسة «سوشال تكنولوجيس» للأبحاث المستقبلية والاستشارات التي مقرها واشنطن العاصمة «إن الشركات التجارية لا تستطيع ببساطة تحمل نفقات وأعباء هذه الخدمات من دون اعتبار الفوائد، مقابل التكلفة على صعيد المكاسب والإنتاجية والعائدات».

وإذا ما أريد لـ «ويب 2.0» أن تندمج في المشاريع التجارية، فإنها بحاجة في البداية أن تتمم العمليات التجارية الموجودة سلفا، بدلا من محاولة تغييرها جذريا بالكامل، كما يلاحظ سبيرمان، لأن الشركات بحاجة إلى اعتماد التقنية كجزء من العمليات اليومية لأعمالها. وكما يرى سبيرمان، فإن الشركات الصغيرة شرعت سلفا في الانتفاع من خدمات «ويب 2.0» مثل «غوغل دوكس» و«سبيرشيتس» و«زوهو». ومثل هذه المنتجات تمكن الشركات الصغيرة من زيادة جهودها التعاونية، من دون الحاجة إلى الاستثمار في صفقات من البرمجيات الراسخة والمعروفة الخاصة بالشركات والمشاريع.

ومن شأن «ويب 2.0» تسهيل مستوى الأعمال بالنسبة إلى المؤسسات الصغيرة عن طريق استخدام البرمجيات المتوفرة على الشبكة التي توفر إمكانات وقدرات كانت تتطلب تقليديا الكثير من المال والخبرات، أو قد يمكن الاكتساب عبرها الأفكار والخبرات عن طريق الممارسة كما يوضح سبيرمان.

وحجم الشركة في أي حال ليس هو الذي يقرر قبول خدمات «ويب 2.0» او رفضها، لأن بعض هذه الشركات ما زالت تقاسي، رغم فوائد التقنية والاتصالات التي توفرت أول مرة في «الشبكة 1.0».

* شكوك أمنية

* كما انه بالنسبة إلى «شبكة 2.0».. «فإن العديد من الشركات والمؤسسات لا تفهمها» على حد قول شاما حيدر، كبيرة خبراء التسويق والمديرة التنفيذية لمؤسسة «افتر ذي لونش» للتسويق الافتراضي، التي تابعت تقول «إن فكرة «ويب 2.0» ما زالت غريبة جدا بالنسبة إلى الكثير من مؤسسات الأعمال والتجارة، وهي غير متأكدة ما الفوائد والمخاطر من تقنية مثل هذه». كما أن العديد من المؤسسات تخشى أن تكون «ويب 2.0» مجرد فقاعة ستنفجر في النهاية، لأنها غير مقتنعة أنها تقنية مستمرة ستدعم أعمالها. وحتى بالنسبة إلى الذين يؤمنون بهذه التقنية، فإنهم غالبا ما يخشون من سطوتها، كما توضح حيدر.

وأضافت أن المعتمدين الأوائل لها لا يدرون من أين يبتدئون. والكثيرون منهم يرغبون في اعتمادها، لكنهم يجدون المعلومات حولها كثيرة وجامحة، وحتى الخبراء لا يزالون يتعلمون ما هي الأشياء التي تعمل أو لا تعمل.. «ان العائدات من الاستثمار في هذه التقنية لم تعرف بعد، لكن على الصعيد المثالي، فإن تنفيذها قد يؤدي إلى تخفيض النفقات وزيادة الفعالية. من هنا، فإن الشركات ترى في ذلك مخاطرة كبرى».

والمعلوم أن تطبيقات «ويب 2.0» تستخدم تقنيات جديدة مثل «أجاكس» و«آر إس إس» (أي جمع الأخبار من الشبكة بأسلوب مبسط فعلا)، والصوت عبر بروتوكول الانترنت. لكن مسألة الأمن، هي ما يخشاه مديرو تقنيات المعلومات، التي ما زالت معلقة حتى الآن حتى بالنسبة إلى الأنظمة والشبكات الأخرى الأقل تعقيدا. فالعديد من هذه التقنيات لا تزال جديدة وليست مضادة للخروقات، وهذا ما يدفع المستخدمين إلى الابتعاد عن العديد من تطبيقات «ويب 2.0».

والسبب الآخر الذي وراء القبول البطيء لتطبيقات «ويب 2.0» من قِبل المؤسسات، هو العامل الاجتماعي، خاصة التطبيقات التي تشجع على مزيد من الاتصالات مع المواقع الاجتماعية. وهذا هو السبب الذي يحدو ببعض الشركات الى منع استخدام الشبكات الاجتماعية في أجهزتها ومكاتبها.