مشغلات وسائط الإعلام المتعدد.. خضراء صديقة للبيئة

تتزود ذاتيا بالكهرباء وبمقدورها تزويد أجهزة أخرى بها

TT

يبدو أن الجبال الثلجية شرعت تذوب والدببة القطبية هي في طريقها إلى الانقراض، لكننا مع ذلك، علينا النظر إلى الجانب المشرق دائما. من هنا، فإن هذا الوعي البيئي الجديد شرع يطلق موجة من الابتكارات في جميع الحقول التقنية، بما فيها الموسيقى الجوالة ومشغلات الفيديو.

* «أجهزة خضراء»

* لكن كيف يمكن لجهاز «آي بود» أن يكون اخضر وصديقا للبيئة؟.. الجواب أن يكون ذاتي الإمداد بالطاقة، لأنه يتوفر حاليا مشغلان من هذا النوع: «ميديا ستريت إي موشن سولار» Media Street eMotion Solar بسعة واحد إلى 4 غيغابايت، و«بايليس إيكو ميديا بلاير» Baylis Eco Media Player بسعة 2 غيغابايت. وكلاهما لا يحتاج إلى بطاريات، أو إلى سلك من مصدر كهربائي رئيسي، مع القدرة الكلية على العمل بعيدا عن الشبكات الكهربائية.

وينفتح جهاز «إي موشن سولار» بحجم 5.5×3×1 بوصة كالكتاب، كاشفا عن لوحتين شمسيتين لماعتين عريضتين باللون الأسود. ولشحن هذه الآلة ينبغي وضعها باتجاه شعاع الشمس أشبه بستار النافذة. وحتى لو كانت الشمس محجوبة نوعا ما بالغيوم، فإن مؤشر الشحن الصغير ينشط. ويكتمل شحن البطارية بعد 12 إلى 15 ساعة من التعرض إلى الشمس، وهي المدة التي تقول الشركة الصانعة إنها كافية للاستماع إلى الموسيقى لمدة تسع ساعات. كما انه لو وضع الجهاز في مواجهة الشمس المباشرة، فقد تستطيع الاستغناء عن البطارية، لأن ذلك يكفي لتشغيل الموسيقى.

أما جهاز «إيكو بلاير» من الناحية الأخرى، فله جذع، أو ساعد إدارة، مبيّت فيه من الخلف على شكل حزام مشبكي. وسحب هذا الحزام باستمرار لتدوير (تكويك) أداة الشحن، هو نوع من التسلية بحد ذاتها، بفضل القدر الكافي من المقاومة التي يبديها. واستنادا إلى الشركة الصانعة، فإن دقيقة واحدة من التدوير تولد من التيار الكهربائي ما يكفي لمدة 40 دقيقة من التشغيل الموسيقي. أما إذا كانت البطارية مشحونة تماما، فإنها قادرة على عرض الموسيقى لمدة 20 ساعة، والفيديو لمدة عشر ساعات.

لكن لنكن صريحين هنا، فأجهزة تشغيل الوسائط ليست بتلك الآلات التي تسبب بكثرة الاحتباس الحراري للأرض، مع أن كل الأشياء الصغيرة قد تساعد طبعا. فثلوج جبل كيلمنجارو، لن تذوب لكوننا نصغي ساعات طويلة إلى أجهزة «آي بود».

لكن لحسن الحظ فإن المشغلات ذات الطاقة الذاتية لها سحرها الآخر، فهي أدوات لا يستغنى عنها بالنسبة إلى المتنزهين في البراري وهواة التخييم، وكل الذين يخططون في الابتعاد بعض الوقت عن المصادر الكهربائية. وفي الواقع جرى تصميم كل من الجهازين بطريقة متينة جدا بأسطح مطاطية مضادة للخدش. وثمة مزية إضافية أيضا، وهي إمكانية استخدام مثل هذه المشغلات لإعادة شحن الأجهزة الأخرى المحمولة.

* إمداد الأجهزة الأخرى نعم، إن بمقدور مثل هذه المشغلات أن تسحب معها الأجهزة الالكترونية الأخرى الأقل صداقة للبيئة بعيدا عن الشبكة الكهربائية العامة. وللقيام بذلك، يجري وصل الجهاز الآخر المطلوب شحنه إلى مثل هذه الأجهزة الصديقة للبيئة عن طريق كابل مهايئ موصول إلى فتحة «يو. إس. بي»، ويأتي جهاز «إي موشن سولار» مع 12 من مثل رؤوس الوصل هذه المصممة خصيصا لشحن الهواتف الجوالة (بما في ذلك أجهزة «بلاك بيري» و«تريو» و«آي بود»)، عن طريق «يو. إس. بي». أما مشغل «إيكو» من الناحية الأخرى، فيقوم بشحن الهواتف الجوالة فقط (وهو يأتي بخمس رؤوس لوصل الكابلات)، لدى إدارة جذع الإدارة.

ومن المزايا الأخرى أيضا، التي لا تتعلق بالمتنزهين فقط، أن هذه الآلات هي من بين المنتجات الأولى الموجهة إلى أولئك الذين يعانون من متلازمة الجهد والوهن الإضافيين التي قلما يجري الحديث عنها، لأنه في كل مرة تشتري جهازا جديدا مثل هاتف، أو كاميرا، أو مشغل للموسيقى، فأنت تضيف شيئا آخر للأشياء التي تحملها في نزهاتك وتجوالك التي ينبغي الاعتناء والاهتمام بها. كما انك قد تضيف عليها سلكا كهربائيا، أو قاعدة لحملها، إضافة إلى مجموعة من سماعات الأذن. وامتلاك كل هذه الأشياء المتعددة والمحافظة عليها وترتيبها وحملها ونقلها، تسبب مزيدا من التعب والإرهاق.

لكن هذين المشغلين الجديدين الصديقين للبيئة يمكنهما أن يكونا مكتفيين ذاتيا تماما، لكونهما يأتيان كاملين مع سماعات الأذن وأسلوب ثانوي للشحن («إي موشن سولار»، يملك وصلة مهايئة تقليدية للشحن بحيث يمكنه الشحن من مرفق «يو. إس. بي» خاص بالكومبيوتر)، وان كان هذا غير ضروري او مطلوب. إذ يمكن وضع المشغل بحد ذاته في حقيبتك من دون الحاجة إلى كوابل، أو معدات إضافية، وبالتالي الحصول على الطاقة من الشمس او من تدوير جذع الإدارة. وبلحظة بعد ذلك يمكن الإصغاء الى الموسيقى عبر السماعات المبيتة فيه، وبالتالي تكون قد تخلصت من الكثير من التقنيات الإضافية المعقدة.

والآن بعد أن علمنا كيفية حصول هذه الأجهزة على الطاقة، فكيف هو أداؤها كمشغلات للموسيقى والفيديو؟.

* تصاميم أولية لنعترف انه بعد التصميم الرفيع لبرمجيات وعتاد أجهزة «آي بود» و«زيون»، تبدو هذه المشغلات بدائية نوعا ما، فهي غير مطواعة. فالرسائل تبدو غير مرتبة جيدا، كما انه لا توجد عجلة إدارة للائحة المحتويات صعودا ونزولا، أو وسادة لمس لأغراض الملاحة. فإنك تمر عبر القوائم المختلفة عن طريق الكبس على السهمين الصاعد والنازل.

وتصميم مشغل «إي موشن سولار» هو كارثة بحد ذاتها. فهو يشبه لعبة الأطفال «غيم بوي» بشاشة قياس 3.5 بوصة وسماعة الأذن المزدوجة. ولسوء الحظ صممت الأزرار أيضا على شاكلة «غيم بوي» بوجود مجموعتين من الأزرار على الزاويتين المتقابلتين تحتوي كل منهما على أربعة أزرار. والمشكلة هي في عدم وجود أدوات تحكم مكرسة خصيصا لرفع الصوت وتخفيضه، أو للتشغيل/ التجميد، أو للمقطوعات السابقة/ المقبلة، وهكذا. وجميع مهام إعادة تشغيل المقطوعات الموسيقية أو الفيديو قد جرى تحويلها إلى ؟؟؟؟؟؟؟؟، أو تكليف الأزرار الخاصة باللعب، للقيام بها. أما أن تعلم أيا هي الأزرار التي تقوم بعمل ما، فإنه ينطوي على الكثير من التجارب والتكهنات.

أما جهاز «بايليس إيكو ميديا بلاير»، فهو اصغر بكثير، فهو يبدو أشبه بجهاز «ووكي ـ توكي». وشاشته القاتمة الألوان قياس 1.8 بوصة ليست بالنموذجية، لكنها تقوم بعملها. أما البرنامج الذي تعمل عليه فهو سهل التعلم، لكن التصميم هنا مرة أخرى يعتمد على أزرار تقوم بمهمة ما إذا كبست بشكل طفيف، وبمهمة أخرى لدى الكبس عليها مطولا.

والسبب الآخر أن هذه الآلات ليست أجهزة «آي بود» بالمعنى الصحيح، لأن عملية تحميلها بملفات الموسيقى والفيديو والنصوص والصور تجري يدويا تماما. فقط قم بوصل المشغل إلى جهاز الكومبيوتر «بي سي» أو «ماك» بواسطة كيبل «يو. إس. بي»، وقم بسحب الملفات إلى أيقونة سطح المكتب. أما الصيغ الصوتية المحفوظة الحقوق، فلا تحتاج إلى طلب مسبق. ويتعرف كل مشغل على صيغة فيديو واحد فقط، فإذا كنت تملك فيديوهات بصيغ وأشكال أخرى، يتوجب عليك أولا تحويلها، مستخدما برنامج «ويندوز» فقط. ويمكن إضافة المزيد من سعة التخزين بواسطة بطاقة ذاكرة «إس دي» (حتى 2 غيغابايت بالنسبة الى «سولار»، و8 غيغابايتات بالنسبة الى «إيكو»). وباختصار، فإن هواة الأناقة والبساطة قد تحمر وجوههم وهم يحاولون استيعاب لغز تشغيل هذه المشغلات الخضراء الصديقة للبيئة.

لكن بالمقابل فقد يسر محبو الوسائط بهذين الجهازين اللذين يشغلان الموسيقى والفيديو وعرض الصور. وهما مزودان أيضا بميكرفونات مشيدة للتسجيلات الصوتية. ومشغل «إيكو» مجهز بمرفق لتحويل الصوت العادي التناظري (من شرائط كاسيت الى مشغلات تسجيلات) الى ملفات رقمية. وبمقدور الآلتين عرض الملفات النصية لقراءتها ككتب الكترونية. ويقوم «إي موشن» بإحاطة كل خط من كومبيوتري الخطوط النصية بمربع احمر براق كنوع من التصميم الذي لا تفسير له. وبالإمكان قراءة ملفات هذه النصوص بصوت كومبيوتري عال سلس. وهناك راديو «إف إم» مبيت داخل الجهازين مع كشافين ضوئيين يعملان بمبدأ الصمام الثنائي المصدر للصوت (إل. إي. دي). ويأتي «إي موشن» بأربع ألعاب قديمة من «نينتيندو»، لعل ؟؟؟حدث؟؟؟ وانحصرت في جزيرة مشمسة صحراوية. وفي مثل هذا الوضع يصبح للأزرار، التي هي على شاكلة أزرار لعبة «غايم بوي»، معنى كبير. وتجمع هاتان الآلتان الغريبتان بين العبقرية والتفاهة، سواء على صعيد البرمجيات أو المميزات، وبعضها قادم من عصر الثمانينات من القرن الماضي. ومع ذلك، فإن قدرتها على شحن ذاتها وشحن الأجهزة الأخرى، هي من القدرات الجيدة جدا، بحيث تجعلك تفكر ما الذي ينتظره العالم الالكتروني لكي يحذو على هذا المسار.

وأخيرا إذا كنت شخصا آخر في منطقة أخرى من العالم، خذ في الاعتبار احد هذين الجهازين، إذا كان التيار الكهربائي ينقطع بصورة دائمة. أما إذا كان لا ينقطع، فاعتبر مثل هذه الأجهزة مقدمة إلى منتجات جديدة خضراء وواعدة.

* خدمة «نيويورك تايمز»