الشبكات الاجتماعية تنتقل إلى الهواتف الجوالة

(خدمة صور نيويورك تايمز)
TT

الشبكات الاجتماعية قد لا تكون جديدة للذين اعتادوا الانترنت، فبعد سنوات من المنافسة فقد تمخضت المنافسة بين مواقع «فايسبوك» و«ماي سبايس» و«فرينديستر» عن انخراط عشرات الملايين من الاعضاء فيها.

ولكن السوق اخذت اليوم، بالتعاون مع الشركات في جلب هذه الظاهرة نحو الهواتف الخليوية. فهناك العديد من الشبكات الاجتماعية الخاصة بالهواتف الجوالة الجديدة التي باشرت اعمالها. وفي الواقع عندما حاولت مجلة «نيو ميديا أيج» في بريطانيا ان تتعرف على بعض هذه الشبكات انتهت الى تعداد عشر شركات منها.

وبعض هذه الشركات او الشبكات تخلت في حرارة المعركة عن اعمالها لان لها الكثير من المنافسين. «ولكن ان لم يوجد هناك منافسون، فلن توجد هناك سوق» كما يقول دان هاربل المؤسس والمدير التنفيذي لـ «غاي بيساي» GyPSii التي هي شبكة اجتماعية للهواتف الجوالة مقرها امستردام الذي تابع يقول "هناك نحو 30 شركة او اكثر حاليا، وخلال ثلاث سنوات ستكون هناك خمسة اضعاف هذا العدد».

والغنيمة التي تلاحقها هذه الشبكات الجديدة هي انه يوجد حاليا 3.3 مليار مشترك بالهاتف الجوال، وهو عدد يفوق بكثير عدد مستخدمي الانترنت الاجماليين. وافضلية هذه الشبكات على الجاليات التي اساسها الكومبيوتر، كما يعتقد اصحابها، هي القدرة على معرفة مكان وجود الهاتف الجوال، وذلك بفضل الاقمار الصناعية التي تحدد المواقع والتقنيات المتعلقة بها.

* شبكات الجوال الاجتماعية وتقول «إنفورما تيليكومس» الشركة المتخصصة في ابحاث السوق في تقرير لها اخيرا ان نحو 50 مليون شخص، اي نحو 2.3 في المئة من جميع مستخدمي الهاتف الجوال، باتوا يستخدمون اجهزتهم سلفا لاغراض الشبكات الاجتماعية ابتداء من خدمات الدردشة الى المشاركة في الوسائط المتعددة. وتتوقع هذه الشركة ان تزداد هذه النسبة المئوية الى 12.5 على الاقل خلال خمس سنوات.

وتبدو اغلبية الشبكات الاجتماعية الجوالة انها تستثمر على معلومات مواقع وجود المستخدمين. فخدمة «سبايس مي» من «غاي بيساي» على سبيل المثال تبين للمستخدمين موقع اصدقائهم والآخرين من الاعضاء، واين يوجدون في الزمن الحقيقي.

ويقوم بحث «غاي بيساي» باظهار خريطة لضواحي المدينة للمستخدمين مليئة بالنقاط التي تمثل الصور الفوتوغرافية والفيديوهات والمعلومات الصادرة عن الاعضاء الاخرين.

و«بلين» bliin هي شبكة اخرى بدأت في امستردام تتيح للمستخدمين تحديد مواقع وجودهم، وبالتالي تحديثها كل 15 ثانية. لكن بالنسبة الى الشبكات الاخرى فان الجغرافيا والمعلومات الخاصة بالمواقع ليست مهمة. ومثال على ذلك شبكة «ماي غاما» MyGamma الاجتماعية التي تديرها شركة «بز سيتي» في سنغافورة التي تستقطب نحو 2.5 مليون مستخدم من الاقطار النامية في آسيا وافريقيا، كما يقول ليا كوك فنج مديرها التنفيذي.

واستنادا الى ليا فان هذه الاقطار لا تستخدم الانترنت كثيرا ولا يشكل الكومبيوتر محور حياتهم «لكون الهاتف الجوال بالنسبة الى اعضائنا هو الاسلوب الوحيد للوصول الى الانترنت». ولهذا السبب لا يهتم ليا كثيرا باسماء الانترنت الكبيرة مثل «ماي سبايس» و«فايسبوك» بل همه هو اكتساح الهاتف الجوال.

* مبادرات جديدة ولدى كل من «أميركان أون لاين» AOL و«ياهو» و«نوكيا» مبادرات لتأسيس جاليات خفية من مستخدمي الهاتف الجوال. «لكن لا اعتقد ان ايا منها ستكون قادرة على ترك أثر كبير في الفضاء الجوال»، على حد قول ليا، «لكونهم يرون في الهاتف الجوال امتدادا الى مواقع الشبكة، في حين ندرك ان اعضاءنا يستخدمون الهاتف الجوال بصورة مختلفة كلية». واستنادا الى دراسة اعدتها «بز سيتي» فان الاعضاء يتصلون بالشبكات الاجتماعية الجوالة من المنزل، او العمل، ويستخدمون هواتفهم الجوالة اولا، او حتى قد يستطيعون الوصول الى الشبكة التي يرغبونها عبر الكومبيوتر الشخصي. وبالنسبة الى اغلبية المستخدمين، ونسبتهم 62 في المئة، فان كل جلسة دردشة على موقع «ماي غاما» تدوم بين 30 دقيقة والساعة الواحدة.

اما شبكة Itsmy.com الاجتماعية التي تديرها «غو فريش» من ميونيخ فموجودة ايضا في عالم الهواتف الجوالة فقط. وتزعم ان لها اكثر من مليون مشترك مسجل. وقد دشنت خدمتها باللغة الايطالية قبل اسبوعين. وهي متوفرة سلفا باللغات الانجليزية والالمانية والاسبانية، كما تنوي اطلاق خدمة اخرى باليابانية.

وكانت «غاي بيساي» قد اعلنت قبل اسبوعين عن نسخة من برنامجها مخصصة لهاتف «آي فون»، كما وقعت في الشهر الماضي على عقد مع «شينا يونيكوم» للشروع بخدمتها خلال اولمبياد بكين.

ولا يعتبر هاربل احد رجال الاعمال الاميركيين الذين يتعاطون بالتقنيات انه امر غير عادي ان ينشأ هذا العدد الكبير من الشبكات الاجتماعية الجوالة خارج الولايات المتحدة التي سيطرت على جميع اعمال الانترنت. ويتوقع هاربل انه سيكون لـ «غاي بيساي» المزيد من المستخدمين في سنة واحدة، اكثر بكثير من «فايسبوك» في ثلاث سنوات.

* خدمة «نيويورك تايمز»