عوائق كومبيوترية متواصلة.. أمام المعاقين بصريا

برامج قراءة الشاشة ومفاتيح توجيه الأوامر لا تزال تثير غضبهم

هشام كامل الطالب في كلية الهندسة الكهربائية والكومبيوتر بجامعة كاليفورنيا في بيركلي في صورة أرشيفية مع برنامج طوره للرسم على الكومبيوتر لفاقدي البصر من أمثاله عام 2002 (كي آر تي)
TT

إليك هذا الاختبار لواجهة الغرافيكس للمستخدم: قم بتعديل التباين اللوني حتى تصبح الشاشة سوداء تماماً. والآن، قم بمهماتك الأساسية من استخدام البريد الإلكتروني وبرامج معالجة النصوص وتصفح الإنترنت.

ماذا؟ هل هناك مشكلة؟

مرحباً بك في عالم يضم 1.3 مليون أميركي من الأشخاص فاقدي البصر. وبالنسبة لهم، فإن عالم الكومبيوترات الشخصية وأتمتة المكاتب والإنترنت يقدم مزيجاً من المميزات والعيوب، فهذا العالم لم يكن مصمماً من أجلهم،ولكن مع التكنولوجيا المساعدة المناسبة، يستطيع هؤلاء الأشخاص المشاركة في هذا العالم. وعندما يعمل كل شيء على نحو جيد، يتمكن هؤلاء من الوصول إلى بحر من المعلومات يفوق إلى حد كبير كل ما كان يتوافر لهم في ما مضى. إلا أن الأخطاء والاحباطات المثيرة للغضب تظل واقعا ثابتا.

* برنامج قارئ الشاشة

* يوضح جيل يارنيل، صاحب شركة «أدابتيف تكنولوجي كونسالتينغ» في أميسبيري بولاية ماساتشوستس الاميركية، وهو كفيف، أن مستخدمي الكومبيوتر من فاقدي البصر يعتمدون بشكل أساسي على برامج «قارئ الشاشة»، التي تصف ما يحدث على الشاشة وتقرأ النصوص الموجودة في العديد من النوافذ. وقد يتطلب الأمر بعض الوقت من أجل قراءة معلومات على موقع غريب إلى حد يثير الجنون. وتقول جاي ليفينثال، محرر «أكسيس وورلد ماجازين»، إن سعر قارئات الشاشة يتراوح بين 500 و1000 دولار أميركي، موضحةً في حديث لمجلة «كومبيوتر وورلد» الالكترونية أن هناك برامج قارئ شاشة مجانية يمكن الحصول عليها عن طريق الإنترنت (ويأتي مع كل من «ويندوز إكس بي» و«فيستا» قارئ شاشة يسمى «ناراتور»، إلا أن شركة «مايكروسوفت» نفسها تقول إن هذا البرنامج ليس قوياً بما يكفي لاستخدامه في الأغراض الجدية). ومن الممكن إرسال نتائج قراءة الشاشة إلى سماعات الكومبيوتر لتخرج على هيئة صوت، كما يمكن إرسالها إلى شاشة عرض بلغة برايل لفاقدي البصر. وتستخدم الأخيرة دبابيس دفعية صغيرة من أجل وضع نموذج من نقاط مرتفعة يمكن قراءتها عن طريق تمرير الأصابع فوقها. وتكلف وحدة مكونة من سطر يحتوي على 80 حرفاً أو رمزاً (والتي تكفي لكتابة سطر كامل) حوالي 10000 دولار أميركي. ويقول يارنيل إن معظم فاقدي البصر يستخدمون وحدة من 40 حرفاً أو رمزاً، والتي تكلف نحو 5000 دولار أميركي. وتعتبر شاشات عرض برايل طريقة أفضل من السماعات في تحرير النصوص، وذلك لإمكانية فصل الرموز أو الحروف عن بعضها، وهو ما يعد أمراً ضرورياً بالنسبة للأصم الأعمى، على حد قول جاي. وأضافت جاي أن شاشات عرض برايل تسمح لها بقراءة بريدها الإلكتروني في صمت في الوقت الذي تتحدث فيه إلى شخص آخر.

وعلى الرغم من احتواء أنظمة التشغيل الرئيسية على برامج داخلية لقراءة الشاشة تتيح للمستخدمين الفاقدي البصر الوصول إليها، فإن هذه البرامج بدائية في أحسن الأحوال. وفي واقع الأمر، فعند تشغيلك لـ«ناراتور» Narrator، وهو قارئ الشاشة الذي يأتي مع كل من «ويندوز إكس بي» و«فيستا»، تجد العبارة التالية على الشاشة الاستهلالية: «معظم المستخدمين الذين يعانون من ضعف النظر سيحتاجون إلى قارئ شاشة على درجة أكبر من الفعالية من أجل الاستخدام اليومي».

* مفاتيح الأوامر

* ولكن التعرف على النص المكتوب على الشاشة إنما هو مجرد بداية فقط، فالمستخدم الكفيف يجب عليه أن يصدر أوامر عن طريق استخدام مفاتيح الاختصار، لأن مؤشر الماوس يكون عديم الفائدة في مثل هذه الأحوال. واستخدام مفاتيح الاختصار يتطلب الكثير من الحفظ. إلا أن الخيار دائماً ما يكون موجوداً، أو على الأقل كان موجوداً في ما مضى. ويوضح ديف بورتر، وهو مستشار ورئيس شركة كومب يونيك في شيكاغو، الأمر بقوله: «بدءًا من إصدار 3.1، عملت «مايكروسوفت» على التأكد من إمكانية القيام بأي شيء عن طريق الضغط على المفاتيح في (ويندوز). ولكن يبدو أننا فقدنا هذا الخيط مع فيستا».

وتكمن المشكلة الرئيسية في ما يتعلق بنظام التشغيل فيستا في اعتماد تأثير الضغط في المفاتيح على الموقف في ثلث الحالات. علاوة على ذلك، فإن هناك أشياء لا يمكن القيام بها من خلال الضغط على المفاتيح، حسبما قال بورتر الكفيف. وقال روب سينكلير، مدير قسم الوصول في مايكرسوفت: «الأمر لا يتعلق بشكل كبير باختلاف اختصارات لوحة المفاتيح، ولكن بتغير واجهة الغرافيكس للمستخدم. لقد ابتعدنا عن الكثير من القوائم وأوجدنا اوضاعا أيسر. ولا يستطيع أحد أن يدعي أننا لم نحرز تقدماً. لكننا رأينا قيمة ما أنجزناه وسمعنا ملاحظات إيجابية من أولئك الذين بذلوا مجهوداً من أجل تعلم الإصدار الجديد».

وأضاف ان هناك بعض المزايا ذات القوة المذهلة في فيستا من أجل المعاقين، مثل مفتاح وظيفة «ستارت» (ابدأ) والذي يبدأ بحقل بحث. وتستطيع كتابة اسم برنامج، أو أمر، أو البحث عن كلمة أساسية في وثيقة ما أو في بريد إلكتروني. وتستطيع تشغيل أي برنامج من خلال الضغط على عدد قليل من المفاتيح، وهو أمر أسهل من استخدام القوائم». كما أوضح روب أن الإصدار الأخير من «مايكروسوفت أوفيس» لا يزال يستخدم اختصارات لوحة المفاتيح.

* ما بعد «ويندوز»

* وحول تطبيقات المستخدم، قال دان ويريش، أحد مؤسسي شركة «جي دابليو مايكرو» GW Micro المتخصصة في بيع برنامج قارئ الشاشة في فورت وين بولاية إنديانا، إن الانسجام مع برامج قراءة الشاشة قد يكون مغامرة خطرة، مضيفاً أن بعض حزم البرامج التجارية تحتوي على أدوات تحكم خاصة لا تتمكن تلك البرامج من تمييزها.

وقال دان: «في الأيام التي كنا نستخدم فيها نظام التشغيل دوس (DOS)، كان هناك عدد ثابت من الحروف أو الرموز عبر الشاشة. وعليه، كان التعرف على المعلومات في أنحاء الشاشة المختلفة أمراً سهلاً نسبياً.. الا ان إيجاد حدود المعلومات أصبح أكثر صعوبة الآن، حيث إنه لم يعد هناك ما يدل على محتوى كل نافذة بصورة محددة».

وقال إن برنامجه يأتي مع العشرات من الإعدادات المسبقة لحزم البرامج المتنوعة، موضحاً أنه لا حاجة إلى إجراء تعديلات عند تشغيله مع التطبيقات الأكثر استخداماً.