الشراء من محلات البقالة.. أصبح أسهل

آلة إلكترونية منزلية أميركية تسهل حجز الطلبات فورا على الإنترنت

آلة «آي كان» (خدمة صور نيويورك تايمز)
TT

كنا نتخيل في الماضي أن بامكاننا الحصول على طبقنا المفضل من الطعام عن طريق الضغط على زر آلة ما، فيخرج لنا طبق الطعام الذي نشتهيه بالطريقة التي نرغب بها. وقد ظهرت في عالمنا الواقعي آلة جديدة تسمى «آي كان» Ikan. ومهمة هذه الآلة التي تتكلف 400 دولار هي أن تقلل من رحلاتنا اليومية إلى محلات البقالة. وهي تتكون من جهاز لمسح شرائط الشفرات، ويتم تركيبها على رف أو حامل جداري. وهي تحتوي على شاشة ملونة وماسح ليزر ضوئي تحتها، بالإضافة إلى هوائي «واي فاي» يتصل بالشبكة اللاسلكية في المنزل. وفي كل مرة توشك فيها على إلقاء أي معلبات فارغة، مثل قناني الصلصة والحليب ومغلفات الحبوب والمعكرونة، أو غير ذلك، يمكنك تمرير شريط الشفرات الموجود في كل منتج منها، تحت الماسح الضوئي. وبسرعة ودقة فائقة، فإن الآلة ترجع إلى قاعدة البيانات الفورية التي تضم مليون منتج لكي تعرض الاسم الكامل والمواصفات الخاصة بهذا المنتج. والآن يمكنك إلقاء العلبة، وتشعر بالسعادة لأن محتوياتها قد أضيفت إلى قائمة الشراء الخاصة بك. وبعد عدة أيام، يمكنك مراجعة القائمة الفورية على موقع Ikan.net وإذا بدا أن كل شيء على ما يرام، يمكنك النقر مرة واحدة ليصل كل شيء إلى منزلك في الوقت الذي تحدده.

* آلة إلكترونية منزلية

* وربما لا تكون هذه الآلة هي الآلة الخيالية التي كانت في عقولنا ونحن صغار، لكن ربما تكون محل بقالة خاصا بك على الأقل. وقد كان هناك العديد من ردود الأفعال المتباينة بخصوص هذه الآلة. فربات البيوت كبيرات السن ربما ينظرن إليها على أنها نوع من الترفيه الزائد عن الحد. وربما يتساءلن: أليس من الأفضل كتابة قائمة والذهاب إلى محل البقالة والذهاب إلى خارج المنزل والتفاعل مع الآخرين؟

وهناك آخرون يعتقدون أن هذه الآلة توفر الكثير من الوقت. فالذهاب إلى التسوق مرة كل أسبوع لمدة ساعتين، يمكن أن يختصر إلى 10 دقائق فقط. وكل ما عليك فعله هو الموافقة على قائمة الشراء الفورية، وأن تترك الآخرين يجلبون لك حاجياتك ويعانون من زحمة المرور ويدفعون البنزين. وقد وجدت شركة «آي كان» أن ردود فعل العملاء تعتمد على السن والموقع (المدينة في مقابل الضاحية على سبيل المثال). لكن قبل أن نقرر شراء هذه الآلة، علينا وضع بعض الأمور في اعتباراتك. أول هذه الأمور، هو أن هذه الآلة صديقة للبيئة. وهناك شعار إعادة التدوير ذي اللون الأخضر على شاشة «آي كان»، يظهر في كل مرة تقوم فيها بمسح أي علبة يمكن إعادة تدويرها في المدينة الخاصة بك، وتنبهك إلى عدم إلقاء هذه العلبة. وبالإضافة إلى ذلك فإن جمع العديد من الطلبات في سيارة واحدة، من شأنه أن يحد من زحام المرور وانبعاث الغازات (الضارة بالبيئة)، مما يؤثر إيجابيا في البيئة. ومع ذلك، فإن سعادتك بآلة «آي كان» تعتمد على مدى توافر منتجات البقالة في المنطقة التي تعيش بها. ومن أفضل الأماكن، مانهاتن أو بعض الضواحي التي تتكامل فيها خدمة «آي كان» مع سلسلة محلات بقالة داغوستينو. فعلى سبيل المثال، إذا طلبت شيئا ليس عليه شريط تشفير، مثل الفاكهة الطازجة، يمكن الضغط على زر التذكير الصوتي وتتحدث قائلا:«ست أصابع موز أخضر». وسوف يضيف مندوب داغوستينو على الفور ما طلبته يدويا. وبالإضافة إلى ذلك، إذا طلبت شيئا غير متوافر في داغوستينو، فسوف يتصل بك مندوب لمناقشة المنتجات البديلة. وبعد ذلك يمكن بالطبع وضع البدائل التي رغبت فيها في حالة عدم وجود الطلبات الأصلية. وإذا كنت تعيش خارج مدينة نيويورك، فربما تكون قادرا على الحصول على المنتجات من خلال شركات مثل بيبود، والتي تقدم خدماتها من خلال سلاسل محلات ستوب آند شوب وجايانت في 10 ولايات. (وقد جربت هذه الخدمة).

وفي الوقت الحالي، لا تتكامل آلة «آي كان» تماما مع منتجات «بيبود»، فعلى سبيل المثال، لا يتم نقل تسجيلات الفاكهة الطازجة التي أشرنا إليها في قائمة Peapod.com. ولا يتم الاتصال بالعميل في ما يتعلق بالمنتجات البديلة. فالمنتجات غير المتوافرة في بيبود يتم جمعها في قسم خاص في قائمة Peapod.com. ويتم ترك اختيار البدائل للعميل. وربما تكمن معظم نقاط الضعف الخاصة بـ «آي كان» في عدم تجربة هذه الآلة لفترة كافية، وليس في تصميمها أو مشكلات عملها. ويمتاز أداؤها بالثبات والسرعة، حيث تتعرف على شبكة العمل المنزلية وتحدد المنتجات التي تقوم بمسحها وتنقلها على الفور إلى الانترنت.

* مزايا إضافية

* ومن المنتظر أن يزداد الإقبال على هذه الآلة، نظرا لأن الشركة تقوم بعقد العديد من الشراكات مع سلاسل المحلات، حيث تزداد مزايا هذه الآلة وينخفض سعرها. وهي لا تتميز بكبر الحجم. ومن المنتظر أن يكون الإصدار الجديد منها أصغر حجما. وسوف تحتوي على كاميرا رقمية بدلا من جهاز الليزر. ومن المميزات المهمة لهذه الآلة، اتصالها بالانترنت، حيث يمكنك معرفة الأخبار وأحوال الطقس وغير ذلك من المعلومات، بل يمكنك معرفة الوصفات الخاصة بإعداد الطعام ومشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة بالطهو. وتفيد الشركة بأنها سوف تقوم بإضافة كل هذه المميزات. ويتم موقع الشركة بروعة تصميمه وإمكانية تكوين قائمة الطلبات بسرعة كبيرة ويمكنك البحث عن المنتجات من خلال الفئة أو الاسم أو المنتجات التي طلبتها قبل ذلك.

ويمكنكم تحديد موعد لتسليم المنتجات، وترك بعض التعليمات من قبيل:«إذا لم أكن موجودا، الرجاء ترك المنتجات في مرآب السيارات»، أو يمكنكم استخدام بطاقات المحل وإعطائها للسائق. ويتم تسليم المنتجات المجمدة وحولها طبقة من الثلج الجاف. والشيء الوحيد الذي ضايقني: هو أن كل شيء طلبته جاء في كيس بلاستيكي خاص به. حتى إنني بعد أن أخرجت العبوات، جمعت 30 كيسا بلاستيكيا، ووضعتها في العبوات التي يحضر فيها المندوب المنتجات حتى يفهم المحل رسالتي. أو على الأقل، يقومون باستخدامها مع العميل التالي. وأعتقد أن الوقت الذي يتم توفيره وقت كبير. ففي مقابل 6 إلى 8 دولارات وهي خدمة التوصيل، أكون قد وفرت ساعتين من الشراء. وربما لا يكون المرء في حاجة إلى توفير هذا الوقت وربما يرغب في الذهاب إلى المحل لممارسة رياضة السير على الأقدام، لكن يمكن الاستفادة من هذا الوقت بالذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية. إنها الطريقة التي سيكون عليها نمط الحياة في المستقبل، أليس كذلك؟

* خدمة «نيويورك تايمز»