شريحة إلكترونية في الدماغ وبرامج مفتوحة وتوظيف الإنترنت لمكافحة الفقر

مستقبل الشبكة الدولية خلال السنوات المقبلة كما يراه الخبراء والمطورون

TT

تناول كبار الخبراء والمطورين والمصممين في قطاع تقنية المعلومات أهم المؤشرات المقبلة في ميدان تطوير الانترنت من خلال مساهمتهم في استطلاع للآراء أجرته مجلة «تكنولوجي ريفيو» الصادرة عن معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا في بوسطن في الولايات المتحدة. وقد وجهت المجلة سؤالا الى بعض مبتكري التقنيات الجديدة ومستخدميها حول الشكل الذي ستؤول إليه شبكة الانترنت في السنوات الخمس الى العشر المقبلة، وإليكم أجوبتهم.

* شريحة إلكترونية دماغية

* يقول جوناثان ابرامز، مؤسس شركة «سوشلايزر أند فريندستر» ـ سان فرانسيسكو، الولايات المتحدة:

ـ إن السنوات الخمس الى العشر المقبلة ستشهد زراعة الشرائح الالكترونية في أدمغتنا. وإذا حدث ونظرت الى وجه احدهم في الشارع، فسيقوم برنامج «غوغل» في دماغك أوتوماتيكيا باستدعاء جميع الصور التي قد تكون متعلقة بذلك الشخص من جميع المواقع القديمة لشبكة الانترنت، مثل «فليكر» و«فايسبوك» و«ماي سبايس»، وبالتالي إدراج جميع الأصدقاء المشتركين في لائحة واحدة لتذكيرك بالشخص هذا، عن طريق ربط جميع المعلومات والحواشي الإضافية. وخلافا لبطء بعض الخدمات وإسهابها في التفاصيل كموقع «تويتر» مثلا، ستشمل عملية جمع المعلومات هذه حاصلا إجماليا لجميع مَن له علاقة بهذا الشخص، مستخلصا ذلك من مواقع الشبكة المختلفة والمدونات اليومية والاجتماعية، مما قد يؤدي أحيانا الى زيادة تحميل هذه الشريحة الالكترونية المزروعة في الدماغ، مسببة ربما نزيفا في الأنف، او في الدماغ!.

أما مينا تروت، رئيسة مؤسسة «سكس أبارت» ومؤسسها المشارك ـ سان فرانسيسكو، فتقول:

ـ إنه مع تزايد شعبية المدونات اليومية والمشاركة في الفيديوهات والصور على الشبكة، فنحن ندرك سلفا ان الأفراد راغبون في نشر أجزاء مهمة من حياتهم على الشبكة. فخلال عشر سنوات من الآن، يمكنني بسهولة ان أتبين ان احدهم قد يمضي 75 في المائة من وقته اليومي على الشبكة. لكن هذا قد لا يعني الجميع، لأن الغالبية ترغب ان يكون ذلك خاصا بها فقط. أي ان الأمر قد يكون أشبه بسجل شخصي لذاك الفرد فقط.

* الإنترنت ومكافحة الفقر

* من جهته، يقول السير تيم بارنرس ـ لي، مدير «وورلد وايد ويب كونسورتيوم»، ومخترع شبكة الانترنت ـ كمبردج، ولاية ماساشوسيتس الأميركية:

ـ أرغب بأن أرى الانترنت تصل الى أشخاص في المناطق الريفية ومساعدتهم من ثم على مكافحة الفقر. وارغب أيضا برؤية المزيد من الأشخاص يصلون الى الشبكة عبر أجهزة صغيرة وكبيرة، ثابتة ومتنقلة. وأتأمل في المزيد من تقنيات الصوت في السيناريوهات التي تكون فيها اليدان مشغولتين دائما لدى قيادة السيارات مثلا، وبالتالي زيادة القدرة بالنسبة الى الأشخاص من ذوي النظر الضعيف مثلا. ووجود الفيديو على الشبكة قد اوجد أسواقا جديدة تتعلق بالوصول المباشر الى الأفلام المستقلة. كذلك هناك إمكانية مكافحة الأمية. وأنا أتمنى انتشار «المعلومات المفتوحة الموصولة ببعضها» Linked Open Data و«الشبكة العاملة بالدلالات اللفظية». كما أتمنى قيام الحكومات بفتح مخازن معلوماتها أمام الجميع. ان عالما متجانسا مع بعضه بعضا، سيحصل على ثروة من معلومات الشبكة العاملة بالدلالات اللفظية التي تبشر بالجيل المقبل من الشبكة ذات التطور والإنتاج الخلاق.

* برامج مفتوحة

* ليه كولفير، المؤسس المشارك لـ«باونس» ـ سان فرانسيسكو، يقول:

ـ إن المستويات والمقاييس المفتوحة ستكون دوما هي مستقبل الشبكة. ويتوجب على المطورين ان يكونوا قادرين دوما على الاعتماد على برامجهم وهي تعمل بشكل جيد على المنصات المتعددة. ومواصفات تشبيكات الوصل لبرامج الاستخدام API المبسطة والمفتوحة، مثل «مايكروفورماتس» و«أوبن سوشال» و«كيو أوث» و«أو إيمبيد» ستساعد المطورين على تشييد الجيل المقبل من التطبيقات الشبكية التي نرغبها ونفضلها.

اما جوناثان زيترين، استاذ القانون والمؤسس المشارك لمركز بيركمان للانترنت والمجتمع في كلية الحقوق في جامعة هارفارد ومؤلف «مستقبل الانترنت.. وكيفية ايقاف ذلك» ـ كمبردج، ولاية ماساشوسيتس، فيقول:

ـ إن مستقبل الانترنت قد يكمن في ماضيه، اي وفرة في المستويات والمواصفات المفتوحة مع العودة الى الجاليات المغلقة الأبواب التي كانت تقدم «الأمن والتناسق الصحيح». ولتفادي هذا المستقبل، على مطوري التطبيقات، ممارسة الضغوط على صانعي المنصات الجديدة الجذابة مثل «فايسبوك» و«غوغل ابليكيشن» (او حتى هاتف «آي فون» بهذا الخصوص)، للتخلي عن قدرتهم في قتل اي تطبيق، في اي وقت من الأوقات، ولأي سبب كان.

* نهاية الخصوصية الفردية

* ويقول بيارن شتراوستروب، الاستاذ في جامعة آي أند ام في تكساس، ومصمم لغة البرمجة C++ - كوليج ستايشن:

ـ إن المستقبل هو النهاية الكاملة للخصوصيات الفردية. وستقوم الحكومات والسياسيون والمجرمون، وحتى الأصدقاء، بالبحث في سنوات من المعلومات التي جرى جمعها (التي تخصنا والتي جمعها الآخرون) عن طريق أدوات معقدة جدا غير معقولة. كما ان الغموض والزمن الذي انقضى لن يشكلا بعد الآن ستارا للتغطية.

ريتشارد ستولمان، المطور الرئيسي لنظام «جي إن يو/ لينكس»، ومؤسس «حركة البرمجيات المجانية الحرة» ـ كمبردج، ولاية ماساشوسيتس، يشير الى انه:

ـ لا يستطيع أي شخص أن يرى المستقبل لأنه يعتمد عليك. لكنني أرى خطرا في الانترنت اليوم، لأنك تقوم بأعمالك على خادمات تشغل برمجيات لا تستطيع تغييرها او دراستها، وبالتالي فإنك تعطي بثقة المعلومات الخاصة بك الى شركات أميركية مطلوب منها إيصالها إلى «الشقيق الأكبر» (أي جهات الرقابة)، من دون حتى مذكرة تفتيش.. فلا تخاطروا في مثل هذه الأمور.

* اتصالات سريعة

* فينت سيرف، نائب رئيس «غوغل»، وأحد كبار مطوري ومهندسي شبكة الانترنت، والمصمم المشارك في بروتوكولات TCP/IP - ماك لين، ولاية فيرجينيا، يعتقد انه:

ـ ستكون هناك سرعة عالية في الاتصال مع الانترنت عن طريق وسائط الألياف الضوئية واللاسلكية. وستكون نسبة 70 في المائة من جميع الأجهزة الجوالة قادرة على الاتصال بالانترنت خلال السنوات العشر المقبلة او اقل. وستتوفر بشكل عام سرعات بالغيغابيت، سواء سلكيا او لاسلكيا، كما ان العديد من الأجهزة، سواء في المنزل، او العمل، أو السيارة، او التي تحملها شخصيا ستكون متصلة بالشبكة. كما سيقدم التلفزيون عن طريق الانترنت فرصا إعلانية جذرية جديدة يتحكم بها المستهلكون. وسيكون نظام IPv6 هو النمط الغالب في الاتصال بالانترنت واستخدامه. كذلك ستكون واجهات التفاعل التي تعمل بالصوت، او باللمس المتعدد شائعة الاستخدام جدا. وستقوم الأجهزة باكتشاف الواحدة للأخرى عندما تكون متجاورة محليا، ومن ثم التفاعل بنمط P2P. اما مارك بينيوف، مؤسس «سيلسفورس دوت كوم» ومديرها التنفيذي ـ سان فرانسيسكو، فيقول:

ـ إن مستقبل الشبكة سيدور حول تعزيز قدرات المطورين. ولقد رأينا كيف أن الشبكة تقوم بتشويش العمليات التجارية والتوسطية والإخلال بها. من هنا فإن الدور المقبل هو لتطوير البرمجيات. وشركات مثل «سيلسفورس دوت كوم»، «غوغل»، و«أمازون»، ستجعل من الممكن إنتاج وتشغيل تطبيقات تجارية قوية سحابيا، وهذا من شأنه تغيير اقتصاديات الصناعة البرمجية الى الأبد.

ويقول جيمس بيرس، نائب رئيس قسم التقنيات في «دوت موبي» ـ دبلن، ايرلندا:

ـ إن الانترنت الجوال سيجعلنا خلال عشر سنوات من الآن ننظر الى الوراء، الى هذه السنوات الغريبة القليلة التي كانت خبراتنا تتطلب منا الجلوس قبالة لوحة مفاتيح وشاشة منفردتين، ففي القرن الواحد والعشرين لا يتطلب الأمر منك سوى الجلوس أمام جهاز «هاي ـ فاي» للاستماع الى الموسيقى، كما انه لماذا يتوجب عليك الجلوس فقط أمام جهاز كومبيوتر «بي سي» لكي تستخدم شبكة الانترنت؟.

* مستقبل الدول النامية

* من جهته، يشير ايريك هيرسمان، المؤسس المشارك لـ«يوشاهيدي»، ومؤلف المدونة «هوايت أفريكان دوت كوم» ـ أورلاندو (ولاية فلوريدا)، ونيروبي (كينيا)، إلى:

ـ أن مستقبل الشبكة في أفريقيا يكمن في الهاتف الجوال. وستستخدم الرسائل النصية، والمكالمات الصوتية، في إكمال مهمة الشبكات الاجتماعية القائمة حاليا، وبالتالي تعزيز التجارة وزيادة المشاركة في المعلومات. وفي الوقت الذي سيحصل هناك تطور مستمر في الفضاء التقليدي للشبكة، نظرا لان شبكات المعلومات باتت تصبح أكثر قوة وصلابة، فإن الانفجار الحقيقي لن يأتي إلا عن طريق جهاز يكون متوفرا دائما في جميع الأمكنة وبسعر متدن.

مهيت هيرا، مدير في مؤسسة «إندياتايمس دوت كوم»، الهند يقول:

ـ الشبكة 2.0 والشبكات الاجتماعية هي آخر الصرعات في الهند، كما هي في بقية أنحاء العالم. لكن توجد حاليا هنا حركة خفية تقريبا لتبني الأفكار الجديدة التي تناسب احتياجات المستخدم الهندي. فابتداء من اللغات الى التطبيقات الجوالة، سنرى مجموعة من عمليات التأقلم مع المواقع والمنصات الموجودة التي تجتذب الشباب الهندي. ومن المحتمل ان تشكل السينما ورياضة الكريكت والموسيقى أحجار الزاوية الثلاثة التي ستتطور حولها الشبكة.

«توش سمارت».. كومبيوتر جديد وأنيق