شاشته تعمل تماما كشاشة هاتف «آي فون».. لكن ينقصه الأداء العالي

الكومبيوتر الجديد «توش سمارت» («واشنطن بوست»)
TT

«توش سمارت آي كيو506» TouchSmart IQ506 من «هيوليت-باكرد» غريب بعض الشيء لكونه جهاز كومبيوتر «بي سي» يوضع على المكتب بشاشة قياس 22 بوصة ذات درجة وضوح 1650×1080، وتوجد في داخله معدات جهاز لابتوب. وعلى الرغم من سعره البالغ في الولايات المتحدة 1500 دولار، غير انه ليس آلة مكتبية قوية جدا تستطيع ان تشغل العابا على درجة عالية من الغرافيكس، ولا يتمكن من هضم معلومات كبيرة على مستوى الكومبيوترات المتفوقة، الا انه يشكل نظاما مركزيا بشاشة تعمل باللمس المتعدد التي تجعلك تعتقد انك تلهو مع كومبيوتر «بي سي» متقدم عن زمانه الحالي.

واذا كنت جاهلا بالأمور، فقد تخطئ في الاعتقاد بأن «توش سمارت» هذا، هو جهاز تلفزيون يعمل بالبلور السائل (إل سي دي). وهذا ما اعتقدته فعلا لدى دخولي الى مركز «بي سي ورلد تيست» (لاختبار الاجهزة الالكترونية) ورؤية الجهاز معروضا هناك لأول مرة. وللجهاز نظام موالفة يوفر دخولا الى الاشارات التناظرية والاشارات العالية الوضوح، التي تأتي عبر الاثير، وتبرز الالوان على شاشته بوضوح.

* أناقة وملمس

* وشأنه شأن «غايتواي وان» و«أبل آي ماكس» فان جهاز «توش سمارت» هو جهاز يتعلق بالاناقة، فقد سحرني وانا اتطلع الى جهاز جميل المنظر تعمل شاشته باللمس، وهو امر لا توفره الاجهزة المنافسة الاخرى. وهو ليس المحاولة الاولى من قبل «هيوليت-باكرد» (إتش بي)، فقد كان الجيل الاول من هذه الاجهزة هو «توش سمارت آي كيو 770» الذي يشبه كثيرا جهازا مكتبيا ذا نسق انيق، ولكن ثمة امورا قليلة خيبت ظننا في ذلك الوقت، مثل اجزائه ومكوناته البليدة الخالية من الجمال، وشاشته قياس 19 بوصة العاملة باللمس التي لا تستطيع التعرف سوى على نقطة لمس واحدة.

لكن في هذه المرة في الجهاز الجديد استغلت «إتش بي» قدرة «ويندوز فيستا» على التعرف على نقطتي لمس في الشاشة. فسواء رغبت في التنقل بين المستندات والوثائق المختلفة، او توسيع رقعة الصور، او تمرير اصابعك عبر الشاشة، فان استخدام «توش سمارت آي كيو506» هو مسألة بسيطة لا تتعدى حركات الاصابع على الشاشة. فشاشته تعمل تماما كشاشة هاتف «آي فون»، إذ يمكن تقريب اصابعك من بعضها بعضا، او ابعادها عن بعض لأغراض تصغير مشاهد الشاشة او تكبيرها. فقد حفظت الدرس الان بحيث يمكنك حتى ممارسة بعض الالعاب البسيطة عن طريق واجهة التفاعل العاملة باللمس. وقمت بالنقر على الشاشة لتحريك اوراق اللعب. وقد حصل ذلك معي بسهولة، لكن ممارستي لعبة من يطلق النار اولا، عن طريق استخدام اصبعي الضاغط على الزناد، لم تكن قريبة من الواقع تماما.

والجهاز الجديد هذا متفوق على سائر الاجهزة من فئته بقدرته على القيام باغلبية الاعمال الانتاجية بسهولة. كما ان ترتيب ادواته معقول جدا، لكن لكونه يستخدم مكونات دفاتر الملاحظات فهو تنقصه قوة المعالجة التي تتمتع بها الاجهزة المنافسة من فئته. والجهاز الذي قمنا باختباره يأتي بمعالج ثنائي القلب (النواة) بسرعة 2.16 غيغاهيرتز من طراز Duo T5850 Intel CPU بذاكرة عشوائية (رام) سعة 4 غيغابايت، مع قرص صلب سعة 500 غيغابايت يدور بسرعة 7200 دورة في الدقيقة.

* نجاحات وإخفاقات

* واستطاع هذا الجهاز اجتياز بعض اختبارات «ورلد بينش 6» المتعلقة بكل الامور ابتداء من «فوتوشوب» الى ترميز الوسائط متجاوزا جهاز «غايت وان» على سبيل المثال. اما في ما يتعلق باختبارات الالعاب فلم يتمكن معالج الالعابGS nVidia GForce 9300M من الاداء جيدا مقابل جهازي «غايتواي» و«آي ماك». وقامت «إتش بي» بوصف جمال التصميم هذا باسم «توش سمارت» الجديد، لانه يصلح لوضعه في غرفة الجلوس في المنزل، او في غرفة النوم، او حتى في المكتب. وهو يأتي بخمس فتحات «يو إس بي 2.0»، وفتحة «فاير واير» واحدة، وايثرنيت بسعة غيغابيت واحدة، وشق لتحميل مشغل «دي في دي»، وفتحة لفيديو «إس-فيديو»، وشبكة «واي-فاي» طراز 802.11b/g/n، ونظام بلوتوث مبيت داخله.

ولسوء الحظ لا يمكن فتح الغطاء الخارجي لاجراء التعديلات والتحديثات عليه، وهذه من العيوب التي تعيق «توش سمارت» ان ينمو ويتوسع اذا ما رغبت في ذلك. وتأتي مع الجهاز في علبته لوحة مفاتيح لاسلكية وماوس. وهو كما ذكرنا آنفا محدود القدرات، ولا يقوى على التعامل مع كل ما تريده وترغبه، او مع نشاطات الغرافيكس المعقدة والثقيلة، وان كان قادرا على تولي الاعمال اليومية الروتينية والوسائط المتعددة الخفيفة. لذا فهو صالح كجهاز «بي سي» ثانوي في المنزل، او مساعد ليس إلا. • خدمة «واشنطن بوست»ٍ ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»