محرك «ديغ» جديد لاختيار أفضل التوصيات

نظام جديد للبحث والتنقيب عن أكثر الأخبار والقصص اليومية شعبية

TT

«ديغ» Digg موقع اجتماعي شعبي مفضل على الانترنت، شرع بداية شهر يوليو الحالي بإطلاق وتشغيل «محرك توصية»recommendation engine. وتصميم محرك التوصية هذا في اي حال هو امر مختلف تماما عن تصميم المحركات التي تستخدمها شركات اخرى مثل «امازون». وفي حين تميل مواقع التجارة الالكترونية الى استخلاص توصياتها عن طريق مزيج من المعلومات الخاصة بسلوكيات التصفح وعادات الشراء لدى المستخدمين من الافراد والمعلومات المتعلقة بالسلع المعروضة للبيع، فان نظام «ديغ»، مثله مثل الموقع ذاته، يضع ثقته الكاملة في حكمة الجماهير.

وكان موقع «ديغ» قد شيد شهرته على مساعدة المستخدمين في العثور على روايات وحكايات مثيرة بين زخم المعلومات الجديدة التي يجري وضعها وعرضها بانتظام على الانترنت. ويقوم المستخدمون بوضع معلومات طريفة على الشبكة، في حين يقوم المستخدمون الآخرون بـ«البحث والتنقيب» عن القصص التي يرغبونها و«دفن وطمر» تلك التي لا يرغبون فيها. وتشق تلك الروايات الشعبية جدا طريقها الى الصفحة الاولى من «ديغ».

* توصية شعبية

* وكان «ديغ» قد نما وتطور بشكل كبير منذ اطلاقه عام 2004، مما ادى الى مشكلة كبيرة بالنسبة اليه، وبالنسبة الى مستخدميه ايضا، لانه من الصعب جدا بالنسبة الى المستخدم المهتم بالبحث عبر اكثر من 15 ألف قصة يجري وضعها يوميا، وبالتالي فانه من الصعب جدا بالنسبة الى العديد من المستخدمين المشاركة بالتصويت حول ما هي القصص التي ينبغي ان تشق طريقها الى الصفحة الاولى. ويأمل أنطون كاست كبير العلماء في ان يقوم محرك التوصية هذا بتذليل مثل هذه العقبة. وعن طريق ابراز القصص والحكايات الجديدة التي قد يفضلها المستخدم، يصبح من السهل بالنسبة اليه «ادارة» القصص المتدفقة على حد قوله. ويشير الى انه «يتوجب عليك رؤية المواد التي قد تعجبك، وبالتالي المساهمة بها بطريقة اكثر فعالية مما سلف». واضاف ان طبيعة «ديغ» تتطلب تصميما لمحرك توصيات غير عادي، «لكن الامر ليس بتلك المسألة السحرية، ولا القول ان الكومبيوتر هو اكثر ذكاء منك، او اننا نعلم بالذي تعلمه، او من تكون انت»، بل الامر بكل بساطة هو انه بدلا من استخدام خصائص هذه القصص والروايات والمقالات الموضوعة لتشغيل التطبيقات الحاوية للرموز الكومبيوترية الخاصة بإطلاق التوصيات، فإن نظام «ديغ» يقوم على حساب الاتصالات بين المستخدمين. وفي كل مرة يقوم فيها احد المستخدمين بالبحث والتنقيب عن قصة من هذه القصص، يقوم النظام ايضا بمقارنة هذا الفعل مع افعال الاخرين في النظام والعثور على اي من المستخدمين الذين لديهم اعمال بحث وتنقيب متشابهة. وعوضا عن نشر جميع اعمال التنقيب على الخريطة الاجمالية بأكملها، يقوم النظام بحساب الروابط بين كل موضوع على حدة، كتشارك اثنين من المستخدمين في امر يجذبهما في العاب الفيديو، واللذين كانا لا يعتقدان بالضرورة، انهما يشتركان في ذلك، تماما كرأيين متشابهين في القصص السياسية. وللحفاظ على تنوع التوصيات يقوم النظام باظهار عدد محدود من الروايات من المستخدمين الذين تتلاءم قصصهم مع بعضها بعضا، وفي كل مرة يقوم فيها احد المستخدمين بطلب التوصيات، فانه يحصل على «كوتة» محدودة من الاقتراحات التي تنطوي على قصص مختارة من مستخدمين، هي اقل تجانسا في افكارها وآرائها مع بعضها بعضا.

* اختيار التوصيات

* ويقوم محرك البحث ايضا بتحديد تأثير البحث الواحد بحيث ان الذي يقوم بالتنقيب عن قصة شعبية جدا لن يصبح فجأة موصولا الى آلاف المستخدمين الآخرين. ولكون النظام يقوم بحساب مثل هذه العلاقات المتشابهة في الزمن الحقيقي، واستخدام خادمات منفصلة مكرسة لانجاز مثل هذه الحسابات، فان اي عملية بحث وتنقيب جديدة ستترك تأثيرها على نظام التوصية خلال دقيقة واحدة، او دقيقتين، كما يقول كاست. ويقول بول لامير احد المهندسين العاملين بقضايا البحث في مشروع التوصيات الخاصة بالموسيقى في شركة «صن مايكوسيستمز» انه على الرغم من انه من الصعب تشييد محركات توصية يمكنها ان تولج كميات كبيرة من المعلومات والحسابات، الا ان طبيعة نظام «ديغ» يسهل هذه الصعوبة. ويضيف انه خلافا الى الانظمة الاخرى المختلفة مثل «أمازون» التي يزداد فيها عدد البنود والسلع في قاعدة المعلومات بصورة ثابتة، يقوم «ديغ» بتحديد محرك التوصيات لتشمل بنودا يختارها المستخدمون خلال الثلاثين يوما الماضية، مما يجعل قاعدة المعلومات صغيرة. ويبدو اكثر من ذلك ان تجزئة التوصيات عن طريق المواضيع، قد تساعد على عملية التقليص هذه، لكونها تقلل من كمية المعلومات التي هي بحاجة الى معالجتها فورا. ويلاحظ لامير انه في جعل التوصيات تعتمد فقط على المستخدمين بدلا من مميزات وخواص المقالات والقصص ذاتها، هناك خطر القضاء على التنوع والاختلاف واخراجهما من النظام. واضاف «أنها ظاهرة الغني الذي يصبح غنيا اكثر»، لأنه عن طريق اضافة محركات التوصية التي تعمل على خصائص المنتجات او القصص هذه، يمكنها موازنة البنود والسلع الشعبية عن طريق تقديم الاقل شهرة منها، على المعروفة منها، التي تتشابه في المواصفات والمميزات.

وعلى الرغم من ان محرك التوصيات «ديغ» بات متوفرا للمستخدمين في نسخته الاختبارية التجريبية، الا انه ترك تأثيره في الاسلوب الذي يعمل عليه الموقع كما يقول كاست. ولاحظ الاخير انه حصلت موجة كبيرة من نشاطات البحث والتنقيب على الموقع، مع زيادات كبيرة في عدد الباحثين. ويضيف كاست ان شركته تأمل ان يؤدي هذا الامر الى تحسين نوعية الموقع على الشبكة. فاذا اصبح المزيد من المستخدمين اكثر نشاطا في اختيار القصص في وقت مبكر، كما يوضح، فانه سيصبح لدى رموز «ديغ» الكومبيوترية المزيد من الاحصاءات الجيدة للعمل عليها لدى عرض القصص، والترويج لها على الصفحة الاولى.

ويقول جون ريدل استاذ العلوم الكومبيوترية في جامعة مينيسوتا الذي يقوم بدراسة محركات التوصية ان دخول «ديغ» الى ميدان التوصيات هو امر في غاية الجاذبية نظرا الى ان الاخبار لها مميزات وطبيعة مختلفة عن التجارة الالكترونية. ففي الوقت الذي تقوم فيه مواقع التسوق بالتعامل مع الصرعات والبدع الجديدة التي تشق طريقها الى المستهلكين خلال اسابيع واشهر، الا ان مواقع الاخبار تتعامل مع مثل هذه الصرعات التي تشق طريقها الى الفضاء الالكتروني خلال ساعات قليلة.

واضاف ان ضغط الوقت يجعل من الصعب الاتيان بنظام يمكنه فهم كنه القصص والروايات التي هي حديثة العهد جدا وذات نوعية عالية، على حد قوله. واضاف انه يرى في خطوة «ديغ» جزءا من الخطوة التالية في تغيير اسلوب وصول المعلومات الى الاشخاص، «كما اتطلع الى انتشار المعلومات وتوزيعها، لكون المادة وحدها هي التي تثير اهتمامنا جدا كأفراد، خاصة اذا كانت تعتمد على اذواقنا ومميزاتنا كأشخاص». واختتم بقوله:«لا ادري ان كان «ديغ» استطاع ان يصل الى ذلك حتى الان، لكنني اعتقد انها فرصة كبيرة لا تصدق».