كاميرا.. تتعرف على موقع التصوير

نظام لاسلكي جديد لتحديد المواقع يتيح لها تسجيل تواريخ وأماكن صورها الملتقطة

آلات تصوير متقدمة.. احدث كاميرا رقمية من «كوداك» بشاشات الصمامات الثنائية العضوية الباعثة للضوء («نيويورك تايمز»)
TT

العبارة الوحيدة التي لم يكتبها آرثر سي. كلارك هي: «اي بطاقة ذاكرة متطورة بما فيها الكفاية لا يمكن تمييزها عن السحر».

ولكن لو كان قد كتب هذه العبارة لكان يشير فعلا الى بطاقة المشاركة «آي – فاي شير كارد» Eye-Fi Share card بسعة 2 غيغابايتات (100 دولار) التي تناسب اغلبية الكاميرات الرقمية. وهي تأتي مدعومة بشبكة «واي- فاي» مشيدة داخلها. فكلما اصطحبت كاميرتك معك الى المنزل تقوم الشبكة اللاسلكية ببث الصور التي التقطتها الى جهازك الكومبيوتري لاسلكيا وبشكل اتوماتيكي. وبعد ذلك يمكن تحميلها الى مواقع «فليكر» و«بيكاسا» او اي موقع آخر مخصص للصور على الشبكة اتوماتيكيا ولاسلكيا.

* نقل الصور لاسلكيا

* لكن ما الهدف من كل ذلك؟

* اولا، الاسلوب هذا يغنيك عن مشقة العثور على كابل نقل الصور «يو. إس. بي» وتركيبه. وثانيا، يغنيك ايضا عن مشقة الخطوات المتعددة لتحميل الصور الجديدة اتوماتيكيا الى موقع الصور على الشبكة. ثم هناك ايضا عامل المفاخرة، سواء من قبلك، او من قبل الشركة الصانعة حول كيفية القيام بتركيب دارة الـ «واي- فاي» داخل بطاقة «إس دي» ذات الحجم العادي التي يمكن اخفاؤها خلف طابع بريدي.

في اي حال ظهر اخيرا خلال الاسبوعين الماضيين طراز جديد رائع ذو مميزات متفوقة. اذ نحن نعلم جميعا كيف ان الكاميرا الرقمية تقوم بشكل خفي بختم كل صورة بالوقت والتاريخ اللذين التقطت فيهما. حسنا! تقوم بطاقة «آي- فاي إكسبلور» Eye-Fi Explore (130 دولارا) بشكل خفي ايضا بختم كل صورة باسم الموضع او المكان الذي التقطت فيه. نعم فان عملية ختم الامكنة التي تلتقط فيها الصور وتاريخها بشكل اتوماتيكي زهيد قد وصلت اخيرا الى الكاميرا التي تحملها مجنبة اياك الاجراءات المملة الخاصة بتسجيل ذلك يدويا.

وحالما تصبح هذه الصور في جهاز «ماك» او «بي سي» تظهر كل واحدة منها المدينة، والولاية التي التقطت فيها. ولدى النقر على الصورة يمكنك الكشف ايضا على الشارع وخريطة المكان، مع صورة جوية له تبرز تماما اين كنت تقف لدى التقاطك الصورة، ومتى كبست على مصراع الكاميرا. واخيرا لقد وصلت التقنية الى مرحلة بحيث لا تحتاج ابدا معها تدوين عبارة «برج ايفل، 1988» على ظهر الصورة المطبوعة كنوع من التذكير. وبمقدور مواقع مثل «فليكر» و«بيكاسا» و«سمغ مع» عرض هذه الخرائط ايضا.

والامر هذا في غاية الاثارة، ولكن المثير الاكثر هو معرفة كيفية القيام بذلك. والامر هذا لا يجري مطلقا عن طريق «النظام العالمي الشامل لتحديد المواقع» (جي. بي. إس)، لانه حتى الشركة الصانعة لا تستطيع ان تصغر مستقبل اشارات «جي. بي. إس» وتقلصه لوضعه داخل بطاقة «إس دي».

* تحديد موقع الصورة

* وفي الواقع ان هذه البطاقة تتضمن تقنية جديدة تنافس «جي. بي. إس» تدعى «دبليو. بي. إس» W.P.S. Wi-Fi Positioning System اي نظام تحديد المواقع عن طريق شبكة «واي- فاي». وكانت شركة تدعى «سكايهوك» قد خرجت بهذه الفكرة. ولمعرفة كيفية عمل «سكايهوك» فان الامر يتطلب الخوض في لغة التقنيات المعقدة. لكن الامر لا يخلو من الاثارة، خاصة انه المفتاح الى بطاقة «آي – فاي» ومع ما تشكله من عوامل قوة وضعف.

وفي هذه اللحظة بالذات هناك اكثر من 70 مليون محطة «واي- فاي» مركزية موزعة في المنازل والمكاتب والمحلات تذيع كل منها اسمها وعنوان شبكتها الفريد مرة كل ثانية. وعلى الرغم من انك تحتاج الى مسافة 150 قدما، او اشبه، لكي تستطيع الاتصال بالانترنت، استنادا الى «سكايهوك»، الا ان جهاز اللابتوب بمقدوره تحري مثل هذه الاشارة القوية من مسافة 1500 قدم.

والمناطق الواقعة حاليا ضمن المدن الاميركية تعج حاليا باشارات «واي- فاي» التي تتداخل بعضها مع البعض الآخر. واذا حدث وكنت في تقاطع شارعين في منطقة منهاتن في نيويورك، فقد تكون ضمن مجال 20 محطة مركزية. وكانت فكرة «سكايهوك» الكبيرة انه اذا تمكنت من التوفيق بين هذه الاشارات المختلفة ومواقعها الطبيعية، تستطيع تحديد موقعك بالضبط على الشاكلة التي يعمل بها نظام «جي. بي. إس»، ولكن من دون «جي. بي. إس».

وكان 500 من موظفي «سكايهوك» قد قضوا السنوات الخمس الاخيرة يجوبون فيها جميع الطرقات والمناطق والاحياء المختلفة في جميع المدن الاميركية الكبرى، وبعد ذلك المدن الاوروبية والآسيوية. وقامت معداتهم بقياس جميع اشارات «واي- فاي» المتسربة من المنازل والمكاتب، وبالتالي مقارنة هذه المعلومات المستحصلة مع مواقع «جي. بي. إس» في السيارات التي تجوب الطرقات ايضا.

ولا بد من الاشارة هنا الى ان هذه الاجهزة، اوهواتف «آي فون»، او بطاقات «آي- فاي» لا تقوم بالاتصال فعليا بهذه المحطات المركزية، بل تقوم فقط بقراءة الاشارة الواحدة الصادرة عنها، حتى ولو كانت محمية بكلمة مرور.

* نظام جديد

* وحتى لا تتعرف قاعدة المعلومات «سكايهوك» على 50 مليون نقطة ساخنة من شبكات «واي- فاي» مع مواقعها على خطوط العرض والطول. وهكذا فان أي جهاز «واي- فاي» مدعوم ببرمجيات «سكايهوك» مثل هواتف «آي فون» الجوالة وبطاقات «آي – فاي» يمكنه ان يحدد موقعه بشكل دقيق حتى مسافة 100 قدم. وكمزية إضافية، فإن نظام «سكايهوك» قادر على تصحيح ذاته بذاته.

ولنفترض على سبيل المثال انك تقف في احد شوارع منطقة بروكلين في نيويورك. وقام هاتفك «آي فون» بالتعرف على ست محطات «واي- فاي» حولك. لكن واحدة من هذه المحطات، استنادا الى قاعدة «سكايهوك» للمعلومات، مفترض بها ان تكون في ولاية كونيتيكت. من الواضح هنا ان احد اصحاب هذه المحطات قد قام بنقلها الى مكان آخر. هنا تقوم برمجيات «سكايهوك» بالتساؤل بالقول ان الخمس المحطات الاخرى هي صحيحة، وفي الامكنة المفترض ان تكون فيها، لكن السادسة تبدو مشكوكا في امرها. لذا يقول النظام: «سأقوم بتحديث سجلاتي وتعديلها وفقا لذلك»، بعدما تبين ان المحطة السادسة هذه قد انتقلت الى منطقة «بروكلين».

ونقطة الضعف الكبرى في نظام «سكايهوك» تتمثل في التغطية. فالخمسون مليون نقطة ساخنة التي تتعرف عليها الشركة كافية لتغطية 70 في المائة من المناطق المأهولة في الولايات المتحدة وكندا، فضلا عن 50 في المائة من اوروبا. وهذا يعني ان بطاقة «آي- فاي» لا تظهر الموقع في بعض الامكنة عندما تكون راغبا جدا في تسجيل ذلك على الصور الملتقطة هناك. وعلى الاغلب فان الاماكن التي تمارس فيها رياضة المشي، او التزلج، او التخييم، او ركوب الزوارق، او حتى السفر الى الاماكن النائية، هي اماكن قد لا تجد فيها اي اشارات لشبكات «واي- فاي».

ولكن اذا كان مثل هذا الاحتمال يؤرقك، يمكنك عندها شراء جهاز «جي. بي. إس. فوتو فايندر» (150 دولارا) من «ايه تي بي» الذي بعد التقاط عدة صور، يمكنك وضع بطاقة الذاكرة داخل علبته الصغيرة ليقوم بختم جميع الصور بالمواقع الملتقطة فيها. والعملية هذه رغم عنائها مقارنة بنظام «آي – فاي»، الا انها عملية دقيقة، لكونها تجري عن طريق «جي. بي. إس» حقيقي.

من ناحية اخرى، فان القوة الحقيقية لـ «سكايهوك» هي كيفية عملها الجيد داخل المنازل وبشكل سريع مقارنة بنظام «جي. بي. إس» الذي يعمل بشكل سيئ جدا داخل الابنية والعمارات.

وفي الواقع ان هاتف «آي فون» الجديد الذي طرح في الاسواق في الشهر الماضي يعمل على «جي. بي. إس» و«سكايهوك» معا. كما انه مجهز بنظام ثالث لتحديد المواقع قامت بتطويره «غوغل» الذي يقوم بعمله عن طريق تحديد المسافة التي تفصلك عن صاريات اجهزة الهاتف الجوالة المركبة هنا وهناك. ومثل هذا الهاتف يستطيع تماما وبدقة متناهية تحديد موقعك.

* خدمة «نيويورك تايمز»