لعبة «سيفيلايزيشن ريفوليوشن».. جولة تاريخية عبر حضارات تحدّت الزمن

سباق لتطوير أنواع من الحضارات ونشرها عبر الأبحاث والحروب والدبلوماسية

مشاهد من اللعبة
TT

طرح إصدار جديد من لعبة محاكاة تطوير حضارات العالم تحت اسم «سيفيليزشن ريفوليوشن» Civilization Revolution التي تضع اللاعب مكان قائد لحضارة كبيرة، ويجب عليه تطويرها وحمايتها من حروب وهجمات الحضارات الأخرى، وشنّ الحروب الاستراتيجيّة لتوسيع حضارته والحصول على المزيد من الموارد، بالإضافة إلى واجبه كقائد للحفاظ على رخاء شعبه وعدم إرهاقه بالضرائب والعمل، وتوفير أجواء الراحة النفسيّة والتطوّر العلميّ والاجتماعيّ في شتى المجالات.

* حضارات مختلفة

* وتسمح اللعبة للاعب بتطوير 16 حضارة، هي العربيّة والبريطانيّة واليابانيّة والصينيّة والهنديّة والمنغوليّة والرومانيّة والمصريّة والفرنسيّة واليونانيّة والاسبانيّة والألمانيّة والزولو والروسيّة والأميركيّة والآزتيك، وأخذ دور قادة كبار في تاريخ هذه الدول، مثل «صلاح الدين الأيوبيّ» والملكة «إليزابيث الأولى» و«نابليون بونابارت» و«غاندي» و«جنكيز خان» و«يوليوس قيصر» و«كليوباترا» و«الاسكندر العظيم» و«إيسابيلا» و«بسمارك» و«كاثرين الثانية» و«شاكا» و«إبراهام لنكولن» و«ماو زيدونغ» و«موكتيزوما» و«توكاغاوا أيياسو»، بالإضافة إلى وجود حضارة البربر (لا يمكن اللعب بها) الذين سيهاجمون جميع حضارات اللعبة إلى حين فتح العالم كله أو دمار جميع الحضارات. وتتميّز كلّ حضارة بخصائص تختلف عن الأخرى، الأمر الذي يجعل تجربة كلّ واحدة منها أمرا فريدا من نوعه ومختلفا عن التجربة السابقة. وستكتسب كلّ حضارة المزيد من القدرات خلال فترة تطوّرها، وفي كلّ حقبة تاريخيّة تمرّ عبرها.

ويمكن للاعب الفوز عن طريق الوصول إلى 4 أهداف مختلفة، هي «الهيمنة» على العالم، حيث يجب على اللاعب احتلال المدن الرئيسيّة لجميع الحضارات الأخرى، و«الثقافة» التي يجب فيها إيجاد 20 شخصيّة عظيمة في حضارة اللاعب أو صُنع إحدى العجائب أو بناء الأمم المتحدة، و«الاقتصاد» الذي يمكن فيه بناء البنك الدوليّ، و«التقنية» التي يمكن فيها الوصول إلى الفضاء قبل الآخرين. وعلى ذلك، فإنّ اختيار اللعب بحضارة المصريين القدامى ستُعطي اللاعب ميزة الحصول على أعجوبة الأهرامات، أو اختيار حضارة الألمان نظرا لوجود محاربين ممتازين لديهم. ويمكن تجربة اللعب بجميع الحضارات لمعرفة نقاط قوّتها وضعفها، والحصول على أكبر قدر ممكن من المتعة من اللعبة، ذلك انّ إتمامها بواسطة حضارة ما لا يعني انتهاء المتعة.

وسيرى اللاعب عند البدء ببناء الحضارة أيقونات مختلفة على المربعات المحيطة تعلمه كميّة الغذاء والإنتاج والتجارة التي تنتجها حضارته. ويزيد الغذاء من شعبيّة حضارة اللاعب، ويزيد الإنتاج من قدرته على بناء المباني والوحدات المختلفة، بينما تطوّر التجارة من البحث العلميّ وترفع من كميّة النقود الواردة للدولة. وتُعتبر هذه الموارد أساسا لتطوّر كلّ حضارة ونموّها، حيث يمكن تحديد الأولويّات من بين هذه الموارد عند توسّع الحضارة وزيادة حجمها. وتجدر الإشارة إلى أنّه على خلاف الإصدارات السابقة لهذه السلسلة، فإنّ هذا الإصدار يسمح للعاملين بالعمل في نطاق الشاشة الرئيسيّة للمدينة. وعلى الرغم من أنّ دور العاملين أصبح أصغر من قبل، إلا أنّ العنصر الاستراتيجيّ لا يزال مهمّا جدّا، حيث يمكن لبعض المباني والتقنيات رفع حجم الواردات. ولذلك، فإنّ اختيار ما يجب إجراء الأبحاث عليه وما الذي يجب بناؤه هي عوامل في غاية الأهميّة لتطوير الحضارة بالشكل الأمثل. ويُعتبر هذا التشابك الاستراتيجيّ بين العوامل أمرا ممتعا ويُجبر اللاعبين على تفحص أدق التفاصيل في خطة النجاح. ويبدأ أغلب اللاعبين بالتوسع في المساحة المخصّصة لهم، وتدريب محاربين للدفاع عن أيّ هجمات مفاجئة على المدينة، ولاكتشاف البيئة والموارد من حولهم. وسيهدّد البرابرة حضارة اللاعب في أوقات مبكرة، إلا أنّ قتلهم سيدرّ الذهب إلى خزنة مدينة اللاعب، أو بعض الوحدات الإضافيّة، العناصر التي يمكن الحصول عليها من بعض القرى المسالمة والتي قد تمنح اللاعب تقنيات جديدة لا يعرفها. وإن عثر اللاعب على أعجوبة طبيعيّة مذهلة، مثل غابة ضخمة أو صحراء كبيرة، فإنّه سيحصل على النقود والقدرة على اختيار اسم لها يُنقش في كتب التاريخ. وإن عثر اللاعب على مدينة «أطلنطيس» المفقودة، فإنّه سيحصل على كميات مهولة من الذهب. وستُرغم هذه العناصر جميع اللاعبين على الاستكشاف الدائم، حتى لو أنّ مدنهم تمرّ بفترة رخاء وتقدّم في شتى المجالات.

* متعة جماعية

* وسيكتشف اللاعب بأنّه ليس وحيدا في هذا العالم خلال بناء الحضارة وتدريب الجنود والبحث عن النقود، حيث سيعثر على مدن مختلفة يوجد لديها قادة مسالمون أو عدائيّون أو يريدون التحالف لأغراض تجاريّة أو عسكريّة أو علميّة. وسيعثر اللاعب على بعض القادة الذين سيطالبون اللاعب مشاركة تقنياته، وإلا سيمسحون حضارته من على وجه العالم (حسب مستوى الصعوبة الذي اختاره اللاعب). ويمكن للاعب استخدام هذا الأسلوب ضدّ الحضارات الأخرى، ولكن يجب عليه تحمّل العواقب الوخيمة إن رفضت الحضارة الانصياع لطلباته وإن كان جيشه أضعف من جيش تلك الحضارة. هذا ويمكن دفع المال لبعض الحضارات لشنّ حروب على حضارات أخرى بالنيابة عن اللاعب.

ويوجد لدى كلّ وحدة قتال تقييم منفصل لقدرات الهجوم والدفاع، ويجب مراعاة ذلك قبل شنّ حروب عشوائيّة. وكمثال على ذلك، فإنّ قدرات رماة الأسهم الدفاعيّة في بداية اللعب تكون ضعف قدراتهم الهجوميّة، وتركهم يدافعون عن المدينة أثناء انشغال اللاعب بتوجيه وحدات ذات قدرات هجوميّة مرتفعة على مدينة أخرى هو قرار استراتيجيّ صحيح، عوضا عن أخذ الجيش كله إلى الحرب. وسيشعر اللاعب بالرضا التام عند فوزه في حرب خطط لها بشكل مدروس ومتقن، وحصوله على الموارد الجديدة. وستحصل الوحدات القتالية على الخبرة عند فوزها في المعركة، بالإضافة إلى تعلمها مهارات جديدة مهمّة، مثل قدرات دفاعيّة أفضل. ويمكن للسفن نقل العديد من الوحدات، الأمر الذي يعني بأنّ استخدام المحيطات لصالح اللاعب قد يكون أمرا أفضل من قيادة الجيش عبر الجبال والغابات الخطرة. هذا وسيظهر استشاريّون حربيّون وعلماء لمساعدة اللاعب وتقديم العديد من النصائح له.

وتسمح اللعبة باللعب الجماعيّ عبر الإنترنت، حيث يمكن اللعب بين حضارتين متنافستين، أو 4 حضارات مختلفة، كلّ 2 منهما متحالفة. وعلى الرغم من أنّ هذا النمط قد يبدو بطيئا (يجب على كلّ لاعب انتظار انتهاء اللاعبين الآخرين قبل معاودة اللعب)، إلا أنّه يمكن استخدام عدّاد للوقت يشبه ذلك المستخدم في ألعاب الشطرنج لتسريع اللعب، أو استخدام منصّة الدبلوماسيّة وشاشة المدينة خلال لعب الآخرين. هذا ويمكن مشاركة لاعب آخر لمحاربة الذكاء الاصطناعيّ، ويمكن استخدام السمّاعات الرأسيّة والميكروفون للتخاطب مع الآخرين خلال هذه المعارك الجماعيّة لتحديد الخطط المستخدمة، أو للمزاح قبل الهجوم.

هذا وتحتوي اللعبة على موسوعة ضخمة حول وحدات وشخصيّات كلّ حضارة، والتي يمكن الوصول إليها بضغطة زرّ واحدة من أيّ شاشة، وهي تحتوي على العديد من الوسائط المتعددة لتثقيف اللاعبين بشخصيّات اللعبة القياديّة المهمّة، مثل عروض الفيديو والصور. وفقدت اللعبة بعض المزايا الموجودة في الإصدارات السابقة، مثل المعاهدات التجاريّة طويلة الأجل، والموارد التسويقيّة (مثل الحديد والحليب والحرير)، بالإضافة إلى غياب درجات السلام مع الحضارات الأخرى، مثل الحدود المفتوحة. وسيعتبر الحلفاء دخول اللاعب إلى مناطقهم إعلانا للحرب. ولا يمكن للسفن الهجوم على أهداف بريّة، ولكنّ ترتيبهم إلى جوار جيوش اللاعب سيزيد من قدراتهم الهجوميّة.

* مواصفات تقنية

* رسومات تحرّك الشخصيّات Animations متقنة وجميلة، ولا ينخفض معدّل الرسومات إلا خلال الحروب الضخمة بين العديد من الوحدات. وتقدّم اللعبة الكثير من المؤثرات البصريّة الجميلة، مثل أمواج المحيطات والأسماك فيها، والجبال والغابات والأنهار المرسومة بدقة بالغة. وتحتوي اللعبة على العديد من المؤثرات الصوتيّة والموسيقى الدراميّة الجميلة التي ستصل إلى ذروتها عند اكتشاف أعجوبة طبيعيّة أو الفوز في معركة ضخمة.

ويمكن اعتبار أنّ هذا الإصدار مصنوع بعناية بالغة ليناسب أجهزة الألعاب، ذلك أنّ السلسلة نجحت على الكومبيوترات الشخصيّة، ولكنّ عدم وجود لوحة مفاتيح وفأرة في هذه الاجهزة هو أمر طالما تحدى دخول هذا النوع من الألعاب. التحكم سلس جدّا، واللعبة تُعتبر نسخة مبسطة مقتبسة عن إصدارات الكومبيوتر الشخصيّ السابقة، ويمكن للاعبين المهرة والجدد الاستمتاع بها. ويُعتبر أسلوب التحكم ممتازا ومريحا للاستخدام، ويمكن للاعب الوصول إلى ما يريده بسرعة ومن دون الدخول في قوائم مختلفة قد تزعجه وتبطئ من تقدمه. ويمكن استخدام عصا التحكم اليسرى لتغيير منطقة التصوير، واستخدام العصا اليمنى لإصدار الأوامر المختلفة. ويمكن تغيير الواحدات المختارة بواسطة أسهم التحكم، بينما يمكن تقريب منظور التصوير باستخدام الأزرار الخلفيّة اليسرى. وإن استخدم اللاعب الأزرار الخلفيّة اليمنى، فإنّه سيحصل على نظرة سريعة على نموّ حضارته الماليّ والعلميّ والحضاريّ. وبالنسبة لإصدار «نينتندو دي إس»، فإنّ استخدام لوحة التفاعل باللمس مريحة وسلسة، وستشعر اللاعبين براحة كبيرة أثناء اللعب.

هذا وطُرحت نسخة تجريبيّة مجانيّة للعبة على شبكة «إكس بوكس لايف» تسمح للاعبين بتجربة اللعبة لغاية عام 1250 باستخدام «كيلوباترا» أو «يوليوس قيصر»، وتسمح باللعب الجماعيّ أيضا. وقرّرت الشركة المبرمجة للعبة طرح سيناريو جديد في كلّ أسبوع لإصدارات «إكس بوكس 360» و«بلايستيشن 3»، يمكن تحميله من الإنترنت، ويمكن للاعبين التنافس للحصول على أفضل نقاط في ذلك الأسبوع. وأكدّت الشركة أيضا عزمها طرح آثار وعجائب جديدة يمكن إضافتها إلى عالم اللعبة، التي ستوفرها في المستقبل القريب جدّا. هذا وأوقفت الشركة المبرمجة تطوير إصدارات «وي» و«بلايستيشن 2» و«بلايستيشن بورتابل بي إس بي» في هذه الفترة، إلا أنّ فكرة طرحها في المستقبل القريب واردة جدّا، وذلك بسبب عدم توفر الوقت والطاقم اللازم لتطوير اللعبة على جميع الأجهزة المذكورة.

* معلومات عن اللعبة

* الشركة المبرمجة: «فيراكسيز» Firaxis http://www.firaxis.com الشركة الناشرة: «2 كيه غيمز» 2K Games http://www.2kgames.com صفحة اللعبة على الإنترنت: http://civilizationrevolution.com نوع اللعبة: استراتيجيّة بالتناوب Turn-based Strategy أجهزة اللعب: «إكس بوكس 360» Xbox 360 و«بلايستيشن 3» Playstation 3 و«نينتندو دس إس» Nintendo DS تاريخ الإصدار: 07/2008 تقييم مجلس برمجيّات الترفيه ESRB: لجميع من هم أكبر من 10 أعوام «E 10+» عدد اللاعبين: 1-4