خدمة تزامن جديدة من «أبل» لوضع البيانات على كل أجهزتك الإلكترونية

توظف العمليات الكومبيوترية السحابية لتسجيلها معاً على الهواتف والكومبيوترات

غاليري الصور في خدمة «موبايل مي» (خدمة صور «نيويورك تايمز»)
TT

«العمليات الكومبيوترية السحابية» مرغوبة جدا هذه الايام. وهي تعني اساسا العمل على ملفات وبرامج مقرها الانترنت، اي ما يتعدى جدران شركتك.. أي هناك في «السحاب» البعيد. ويقوم المستهلكون يوميا بمثل هذه الحسابات السحابية ايضا، ربما حتى من دون ان يشعروا، او يلاحظوا ذلك. وعندما تستخدم خدمة دعم اساسها الانترنت، او نظام معالجة الكلمات، او «سبريد شيت» (الجداول الحسابية) في «غوغل»، او «جي مايل»، او البريد الالكتروني في «ياهو»، فإنك تتعامل مع معلومات ضمن خادم انترنتي امين في مكان ما، وليس على قرصك الصلب.

و«أبل» هي آخر الشركات التي عثرت لها على مكان فضي في «السحاب»، الا وهو خدمة «موبايل مي» الجديد (100 دولار سنويا) التي هي عبارة عن مجموعة شاملة من مميزات الانترنت التي كانت تدعىMac.

* خدمة جديدة

* وعبر السنوات قام مليونا شخص بالاشتراك بـ Mac استنادا الى «أبل»، حتى وان كانت نوعا من خدمة متنافرة مكونة من مزيج غير مركز. لكن «موبايل مي» كانت لها رسالة اكثر وضوحا، حلت مشكلات بصورة واضحة ايضا. فقد قصدت ان تحفظ البريد الالكتروني، والتقاويم، ودليل العناوين، والمواقع المفضلة على الانترنت التي هي موجودة على جميع اجهزتك الكومبيوتر مثل «ماك» و«ويندوز بي سي»، و«آي فون»، و«آي بود تاتش» متزامنة في الزمن الحقيقي.

ويعمل هذا النظام عن طريق تخزين النسخة الاساسية (الماستر) لجميع هذه المعلومات في «السحاب». وكلما اتصلت اجهزتك بشبكة الانترنت، تقوم بالاتصال ايضا بسفينة القيادة، مع اجراء التحديثات الجديدة. وعندما تقوم بتحرير عنوان، او تعديله على هاتفك «آي فون»، سترى التغيير ذاته ظاهرا في دليل العناوين (على جهاز ماك)، او على «أوتلوك» (على جهاز بي سي). واذا قمت بارسال رد على رسالة الكترونية من جهازك «بي سي» في المكتب، فقد تعثر عليها في ملف البريد المرسل في جهاز الـ«ماك» الموجود في منزلك.

وخدمة «موبايل مي» هي عامل مساعد كبير بالنسبة الى العائلات التي لها اشغال ومواعيد كثيرة تنتظرها، اذ بات بمقدور الجميع العودة الى دفتر المواعيد الدائم ذاته. كما تتيح الافلات من مشكلة وجود صندوقين للبريد بحيث يكون هاتفك الجوال وجهازك الكومبيوتري يملكان عنوانين بريديين الكترونيين مختلفين، بحيث لا تستطيع ان تتذكر اين قرأت شيئا ما. كما انه يغنيك عن الاتصال بالمنزل للتفتيش عن رقم هاتف يهمك.

كل هذه الامور ينبغي ان تبدو مألوفة للعاملين في الشركات. وجهاز «بلاك بيري» يعمل بالاسلوب ذاته، وكذلك الكومبيوترات والهواتف الموصولة الى خادمات المقسمات (البدالات) في الشركات. وشعار «أبل» بالنسبة الى «موبايل مي» هو «مقسمات خاصة بنا نحن»، الذي هو شعار غريب قديم لكون الهدف في الواقع هو الناس جميعهم، اما المقصود بـ«الخاصة بنا نحن فقط»، فهم الاشخاص الذين لا فكرة لديهم ما هي ما معنى «المقسمات».

وكانت قد حصلت كارثة لدى طرح هذه الخدمة قبل اسبوعين استمرت اياما. فقد كان من المفروض اوتوماتيكيا تحديث جهاز كل مستخدم من المستخدمين الذين يملكون معدات «ماك». لكن العديد منهم ظل من دون رسائل الكترونية لمدة يوم او يومين. كما كانت هناك فيروسات وتعقيدات وصعوبات ورسائل مغلوطة لايام، جاعلة هذا الاطلاق الجديد للخدمة واحدا من اكثرها سوءا في تاريخ «أبل»، كما لو ان الذي تولجها هو من الهواة، وليس من المحترفين. وقد يكون من غير المناسب ابدا اطلاق «موبايل مي»، وهاتف «آي فون 3جي» الجديد في الوقت ذاته.

* استخدام «موبايل مي»

* في اي حال ما هي حالة «موبايل مي» الان؟ اولا، اسمح لمرور ساعتين من الوقت لتركيب الخدمة وجعلها تستقر، كما ان هناك المزيد من البرامج والتطبيقات التي ينبغي تنزيلها وتحضيرها، كما ان تعليمات «أبل» وارشاداتها ليست كاملة دائما. كما عليك ان تركب برنامج البريد الالكتروني لكي يتعرف على عنوان البريد الالكتروني الجديد الخاص بـ«موبايل مي» الذي ينتهي بـ me.com.

لكن عندما تصبح جميع الامور جاهزة تصبح الامور سلسة كالسحر. قم بأي تغيير في جهاز «ماك» ولاحظه كيف يظهر على هاتفك «آي فون» وعلى جهاز «بي سي». اضف اسم صديق جديد الى دفتر العناوين في «أوتلوك إكسبريس» في جهاز «ويندوز إكس بي»، ولاحظ كيف يظهر ايضا في «ويندوز كونتاكتس» في جهاز «فيستا بي سي».

قم بتغيير أي موعد في «آي كول» iCal في جهاز «ماك» في المطبخ لتدرك انه قد جرى نقل ذلك الى هاتف «آي فون» الخاص بصديقك المسافر على مبعدة اربع ولايات منك. كذلك تكون جميع المواقع المفضلة على الشبكة bookmarkers هي ذاتها تماما في كل مكان.

أما اذا حصل وجرى تغيير على آلتين معا في الوقت ذاته، مما يعني حصول تضارب، فلا تقلق، اذ سترى التعديلين، ومع نقرة واحدة ستختار الذي تفضله. وبالنسبة الى اجهزة «ماك»، بمقدور «موبايل مي» الحفاظ على المزيد من الاجهزة متزامنة مع بعضها البعض بما في ذلك كلمات المرور الخاصة بك وترتيباتك الخاصة المفضلة.

وفي الواقع هناك مكان اخر يمكنك العمل فيه بالنسبة الى بياناتك، الا وهو الشبكة ذاتها. فعلى Me.com قامت «أبل» بتشييد نسخ جذابة على الشبكة خالية من الاعلانات لدفتر عناوينك، والتقويم، وبرنامج البريد الالكتروني، وبرامج تنظيم الصور. وهذه خلافا لاغلبية البرامج على الشبكة، تملك المرونة والايجاز اللتين تتصف بهما عادة برمجيات سطح المكتب. ومثال على ذلك يمكن سحب واسقاط الرسائل في ملفات البريد الالكتروني، والتقليب بين الصور عن طريق الماوس، والسحب عموديا لتحديد المواعيد الزمنية في التقويم، وبالتالي النقر على مفتاح الادخال Enter Key بدلا من النقر على مفتاح الموافقة OK. في الاطار المخصص للحوار، وهكذا دواليك. وجمال شبكة الانترنت هنا طبعا انك قادر على الوصول اليها من اي جهاز كومبيوتر. ولكن احذر فقد تكون بحاجة الى النسخة الاخيرة من «فايرفوكس»، او متصفح الشبكة «أبل سافاري» لكي تستغل كل هذه المميزات. (بعد كل هذه السنوات التي عوملت فيها «أبل» كأقلية مضطهدة، حان الوقت لكي تسترد بعض حقها وتستثني «انترنت إكسبلورر» من هذه الامور، نظرا الى انها تتلاءم مع معايير الشبكات الاصلية العصرية).

وفي الواقع هناك الكثير من المميزات لـ«موبايل مي» التي تفوق عملية التزامن، لكونها تحتفظ ايضا بغالبية مميزات خدمة .Mac القديمة. ومثال على ذلك يمكن تحميل الصور والافلام السينمائية على واحد من افضل مواقع الغاليريات في الشبكة. وبذلك يقوم العرض المتحرك الأخاذ للسلايدات باستقبال وتحية ضيوفك وزوارك الذين يستطيعون باختيارك ورضاك تنزيل ملفات الصور بتحديد ووضوح كاملين لاغراض الطباعة. كما يمكن للاشخاص ارسال صورهم ايضا الى الغاليري الخاص بك عن طريق البريد الالكتروني، او الهاتف الجوال اذا ما رغبت في ذلك.

كما تحصل ايضا على «آي ديسك» iDisk، وهو قرص صلب افتراضي الذي يمكنك فيه وضع الملفات، او دعمها، او نقلها، والتي تكون كبيرة جدا لارسالها بالبريد الالكتروني.

لكن ليست جميع مميزات «آي ديسك» القديمة استمرت في اي حال، فبطاقات المعايدة والمناسبات التي ترسل الكترونيا ذهبت واختفت، كذلك الامر بالنسبة الى مجموعات النقاش وصفحات الشبكة التي تصنع وتعد في المنزل، وبرنامج الدعم.

والواقع ان «موبايل مي» هو عرض ذو قيمة كعادة «أبل». وقد تستطيع ان تعثر على نسخ اقل كلفة من هذه الخدمة على الشبكة، لكن ولا واحدة منها تجاريها في التكامل والسلاسة والاتمتة. الى ذلك يبدو ان سعر «موبايل مي» وكلفتها ليسا بذلك السوء. فعن طريق 100 دولار سنويا تحصل على 20 غيغابايت من التخزين على الشبكة، في حين يكلف العرض العائلي منها 150 دولارا، ويقدم لك خمسة حسابات مجموعها 40 غيغابايت.

والان لابد من القول ان سحابة «أبل» هذه لا تمطر دائما بسهولة، لانه تبرز احيانا بعض الاعاقات. ومثال على ذلك المبالغة قليلا في سهولة بعض الاجراءات. صحيح ان التغييرات والتعديلات التي تجريها على الشبكة، او على هاتف «آي فون»، يجري بثها ذهابا ورجوعا آنيا. لكن كومبيوترات «ويندوز بي سي» و«ماك» ترسل وتتلقى هذه التعديلات مرة واحدة كل 15 دقيقة، او كلما استخدمت الامر Sync Now الموجود على شريط الخدمات والمهام «مينيو»، او صينية النظام. بيد ان «أبل» تقول انها تعمل على حل ذلك وجعل التزامن أكثر فورية.

الا انه على الرغم من كل ذلك، والبداية الصعبة بعض الشيء، يبدو ان خدمة «موبايل مي» جاهزة لحل المشكلات الشائكة للكثيرين من الذين يملكون اكثر من كومبيوتر واحد، او هاتف ذكي، كما انه من الجيد معرفة ان النسخ الاخيرة من قواعد المعلومات المهمة التي تخصك، سواء كانت بريدا الكترونيا، او مواعيد خاصة، او عناوين، هي مدعومة ومحفوظة دائما في مكان امين، بعيدا عن الغرق والحريق واللصوص.

• خدمة «نيويورك تايمز»