استخدم كومبيوترك.. كما تستخدم الأجهزة الكهربائية العادية في منزلك

للقيام بعمليات البحث الفوري في الحالات الطارئة وإرسال الرسائل الإلكترونية المستعجلة

TT

هل ما زلت تفكر في جهازك الكومبيوتري كـ «كومبيوتر» ليس الا؟ اذا كنت تفكر كذلك، فان ثمة احتمالات بعدم استغلالك لما هو موجود ومتوفر. من هنا عليك ان تفكر به كأحد الاجهزة المنزلية الكهربائية. فعندما ترغب في استخدام الهاتف، فهل تفكر في تشغيله فقط لاجراء مكالمة؟ وماذا عن جهاز التلفزيون؟ هل تقوم بتنشيط جهاز التلفزيون لمجرد مشاهدة احد البرامج؟ وماذا عن تشغيل منظفة الصحون للقيام بتنظيف عدد من الاطباق؟ وهل اخذت في الاعتبار ايضا تشغيل الثلاجة الكهربائية لتناول قدح من الحليب؟ وبالتأكيد فانك لا تقوم بعملية انتاج كبيرة عن طريق استخدام جهاز «آي بود»، أو الهاتف الجوال، او اي جهاز استهلاكي الكتروني آخر. انك تستخدمه فقط للقيام بعمل ما، فلماذا اذن يثير استخدام الكومبيوتر مثل هذه الاهمية الكبيرة؟ لذلك ينبغي استخدامه مثل اي شيء آخر نستخدمه، لتحسين نوعية حياتنا اليومية وجودتها.

* الكومبيوتر روح العصر

* في يوم ما، منذ مدة قريبة، ربما تكون قد احتجت الى شخص يقدم لك خدمة لتصليح شيء ما في المنزل. هل قمت بالاستعانة بالدليل الورقي للشركات، او قمت بالاتصال بالاستعلامات، او تصفح الصحيفة اليومية، او التوجه الى المخازن الكبرى للكشف على لوحة الاعلانات؟ لو كان هذا الامر قبل 20 سنة، لكنت لجأت الى احد هذه الخيارات، او جميعها. لكننا اليوم في القرن الحادي والعشرين، ولذلك فاننا نتوجه ببساطة الى الكومبيوتر، ونجري بحثا على موقع «غوغل». وبلحظات تكون امامنا اسماء العديد من الاشخاص المختصين بالتصليحات وعناوينهم وارقام هواتفهم ومواقعهم على الشبكة التي وفرت لنا ما يزيد على القدر الذي احتجته من المعلومات تتعلق بكل شخص من هؤلاء، بغية اتخاذ القرار الصائب من قبلنا. لقد استغرق الامر لحظات قليلة فقط، ما دام جهاز الكومبيوتر كان شغالا طوال الوقت ومتصلا بالانترنت عبر خطوط الاشتراك الرقمي السريع «دي إس إل»، مع الابقاء على الاتصال بالشبكة مستمرا طوال الوقت ايضا. فهو احد القطع المنزلية الكهربائية، فلماذا يتوجب علي ان اغلقه؟ فانا لا اقوم بإطفاء جهاز الهاتف الجوال، او توقيف الثلاجة، نظرا لانني اقوم باستمرار باستخدام الاثنين طوال اليوم.

هناك بالطبع استثناءات، فاقوم بتوقيف التلفزيون لكون صوته المستمر قد يكون مصدر ازعاج، فضلا عن انه يعود الى الحياة فورا بمجرد تشغيله ثانية. كذلك فانا لا اقوم بترك غسالة الاطباق، او غسالة الثياب شغالتين، لكوني لا احتاج اليهما سوى مرة واحدة، او مرتين في الاسبوع. ولكن لكون الكومبيوتر يحتاج الى عدة دقائق كي يصبح جاهزا لدى تشغيله، فمن الافضل ربما تركه شغالا طوال الوقت. ولا تستغرب، فكومبيوترات اليوم العصرية ذات كفاءة عالية، وتستهلك القليل من التيار الكهربائي الذي لا يتجاوز مصباحا بقدرة 100 واط.

* كومبيوتر 24 ساعة

* ولا توجد حتى الآن دراسة وافية في هذا المجال، ولكن يبدو ان هناك الكثيرين من الذين يملكون اجهزة كومبيوتر لا يقومون باستخدامها بالقدر الكافي، خاصة انها تستغرق وقتا طويلا نسبيا، فضلا عن الجهد، لتشغيلها وبالتالي انتظارها لكي تصبح جاهزة للعمل.

لذلك قد يكون الاقتراح التالي الذي يقدمه غريغ كروسمان احد الخبراء الاميركيين مقبولا: شغلوا اجهزتكم الكومبيوترية واتركوها شغالة طوال الوقت. وإن فعلت ذلك، فقد تجد نفسك تستخدم الكومبيوتر اكثر، وبأساليب لم تكن تأخذها بعين الاعتبار سابقا. اتركه شغالا بحيث يكون البريد الالكتروني، وموقع صحيفتك المفضلة على الشبكة بانتظارك في الصباح.. مع فنجان القهوة! نعم اترك الكومبيوتر مفتوحا حتى اذا ما احتجت الى شيء يكون بانتظارك للقيام بعمليات البحث. واذا كان مفتوحا دائما، يمكن لاصدقائك ارسال الرسائل الفورية لك آنيا، اذا ما احتاجوك لأمر ما، او تبليغك بخبر ما. وفي الوقت الذي تستجيب فيه لطلب اصدقائك، يمكنك الكبس على ذلك الزر لارسال الرسالة التي اعددتها، ولكن لم يتسن لك الوقت قبلا لارسالها بالبريد العادي، لكونك كنت بحاجة الى تشغيل الكومبيوتر والطابعة. نعم الطابعة التي حالها حال الاجهزة الكومبيوترية الطرفية الاخرى في هذه الايام، مقتصدة جدا في استهلاك الطاقة، وينبغي الابقاء عليها ايضا منشطة لتشغيلها بشكل دائم.