سماعات موسيقية تمتعك بالألحان.. بأساليب جديدة

تتجاوز طبلة الأذن عن طريق العظام

سماعات «آوديو بون» للاستماع عبر العظم (خدمة «نيويورك تايمز»ْ)
TT

والآن وقد باعت «أبل» اكثر من 160 مليون وحدة من «آي بود» التي قامت جميعها باعادة صياغة اسلوب وعمليات الاستماع الى الموسيقى، وألهمت عشرات المنافسين من الشركات الاخرى، فقد حان الوقت للإقرار بأن هذه الاداة الخاصة بالاستماع الى الموسيقى هي اكثر من بدعة او صرعة.

ولكن طوال هذا الوقت لم يقم احدهم بإثارة موضوع العيب الكامن في كل من هذه الاجهزة الا وهو سماعات الاذن الصغيرة التي تأتي معها. نعم يقوم مالكو هذه الاجهزة مئات الملايين من المرات يوميا بوضع اقراص صغيرة بيضاء في اذانهم من دون اي حساب او تفكير معرضين انفسهم للطرش وقلة التهذيب واللياقة بالنسبة الى العالم الخارجي. هذا اذا استطاعوا الاحتفاظ بها داخل آذانهم لان شطرا كبيرا منهم لا يملك تضاريس الاذن الملائمة للاحتفاظ بهذه السماعات في مكانها. فمن يقدم يد المساعدة لهؤلاء المساكين؟

* سماعات بديلة

* حسنا. لقد اوجدت التقنية هذه المشكلة، وها هي قد قامت حاليا بحلها، اذ تتوفر سماعتان بديلتان في الولايات المتحدة قامتا بحل جميع المسائل المتعلقة بالاستماع ومشكلات التركيب الخاصة بهذه السماعات القرصية الشكل التقليدية. فهي بدلا من ان تدخل الى الاذنين تمرر الاشارات الصوتية عبر العظام او الغضاريف. واهم السماعات الواعدة جدا هي «أوديو بون» Audio Bone التي تأتي باللون البرتقالي والازرق والاسود، او الابيض، مقابل 190 دولارا، او باللون القرنفلي، او الليموني، او الاسمر الضارب الى الصفرة، او الارجواني، لقاء 30 دولارا اضافيا.

وهذه سماعات اذن توصل الاصوات عبر العظام، مما يعني انها تمرر الصوت مباشرة عبر الجمجمة الى الاذن الداخلية متجاوزة طبلة الاذن، اذ يقوم رباط، او عصابة الرأس البلاستيكية بالالتفاف حول الرأس وتعلق فوق الاذنين بخطاف بحيث تثبت السماعتان الصغيرتان امامهما. اي بعبارة اخرى تبقى الاخريان مفتوحتين تماما، وبذلك يمكنك سماع الموسيقى الآتية من الجهاز والاستماع ايضا الى الاصوات الاخرى التي حولك.

وثمة نوع من الذكاء في هذا التصميم مع لائحة طويلة من الفوائد. ومثال على ذلك ان هذه السماعات تحل مشكلة اللياقة والتهذيب لكونك لا تقم بعزل ذاتك عن أحاديث الآخرين، لان الامر يشبه درجا للكتب عليه جهاز ستيريو يبث الموسيقى والاغاني من خلفية الغرفة، ولكنه صغير جدا بحيث تستطيع الاستماع اليه. ويبقى هذا الجهاز ثابتا في مكانه على الرأس لانه لا توجد اي قطعة فيه تلج الى داخل غضروف الاذن، فتعليقه بخطاف حول الاذنين يثبته في مكانه، فليس الجميع يملك جهاز «آي بود» يلائم غضروف اذنيه، لكن الجميع يملكون آذانا. وكمزية اضافية فان جهاز «أوديو بونز» هذا هو اقل تعقيدا من السماعات العادية القياسية، لان سلكا واحدا فقط يبرز من خلف عصابة الرأس، وليس سلكا من كل سماعة اذن.

* مشاركة في الاستماع

* وقد يبدو ما سنذكره هنا مثيرا للجدل. ولكن ان فكرنا في الامر مليا، فان استخدام هذه السماعات هو آمن جدا لدى قيادة السيارة، فهي ليست اكثر خطورة من عملية الاستماع الى راديو السيارة. والفرق الوحيد هنا هو ان مكبرات الصوت هي صغيرة جدا واكثر قربا من رأسك.

ومن المدهش فعلا انه يمكنك حتى الاستماع الى موسيقى «أوديو بونز» حتى ولو كنت واضعا سدادتين في الاذنين. وهذا مناسب جدا اذا كنت تعمل في مكان كثير الضجيج. ولكن لا تستخدم ذلك مع سماعات اذن «آي بود» العادية، وهو مقاوم للماء ايضا. فاذا استطعت الحفاظ على مشغل الموسيقى جافا بعيدا عن الماء (كشراء غطاء مقاوم للماء مثلا) يمكنك الاصغاء مثلا الى مقطوعة الموسيقار هاندل «موسيقى الماء» وأنت تمارس السباحة.

وثمة نقطة اخرى هامشية ربما، ولكنها جديرة بالذكر، وهي امكانية المشاركة في استخدام «أوديو بونز» مع الآخرين من دون الانزعاج من قيام احدهم بادخال السماعة عميقا في قنوات اذنه، كما هو الحال مع السماعات العادية، ثم مناولته اياها اليك، لكي تضعها بدورك انت في اذنك ولو للحظات قصيرة، مما يعني اثارة مسألة الصحة العامة الشخصية. وتقول الشركة الصانعة لـ«أوديو بونز» ان توصيل الاصوات عبر العظام هو اقل اسهاما في ضرر ضياع السمع مع السنوات، كما ان مثل هذه التقنية تتيح لبعض الاشخاص الذين يعانون من تلف في طبلة الاذن من الاستماع الى الموسيقى مرة ثانية. (توصيل الصوت عبر العظام يتوفر سلفا في بعض مساعدات السمع المستخدمة حاليا). هذه هي الفضائل، وهي كثيرة، فضلا عن تهاود السعر، لكن هناك مأخذا واحدا ولكنه مهم بالنسبة الى هذا الجهاز، وهو ان نوعية الصوت ليست على ما يرام مقارنة بالسماعات العادية. كما ان الصوت منخفض جدا مما يتوجب رفع الصوت الصادر عن «آي بود» الى اقصى درجاته لسماعه. لكنه مناسب جدا للاستماع الى الكتب المسجلة صوتيا والموسيقى الخلفية البعيدة. ولكن هذا الجهاز ليس الاسلوب الوحيد بالنسبة الى محبي الموسيقى.

* صوت عبر الغضروف

* فهناك شركة تدعى «زيلكو» تقدم حلا آخر للاستماع الى الموسيقى من خارج الاذن ايضا عن طريق سماعتها التي تدعى «أوتي أيربدس» (110 دولارات). وتنشبك هذه السماعة خارج الاذنين، مما يحولها الى اول سماعة تنقل الاصوات عبر غضروف الاذن.

وايجاد النقطة المناسبة بالغضروف قد يتطلب بعض الوقت، لكون الصوت يتغير كثيرا وفقا الى المكان الذي تقبع فيه السماعة على الاذن. وهذا امر ليس بالضرورة مريحا ايضا لكون السماعة تبقى في مكانها تحز في لحمك (من حسن الحظ ان غضروف الاذن ليس حساسا بشكل خاص).

بيد ان الجزء الغريب هنا هو المزية الخفية لـ«أوتي» التي تصبح مرئية واضحة فقط عند تشغيل الموسيقى، لانها تبدأ بالارتجاج الذي يتلاءم مع ضربات الطبول مثلا، او نبضات الغيتار، وان كان هذا الارتجاج لا يرقى الى الايقاع الفعلي وتناغم الالحان، ولكن تأثيره يسيطر على الفرد بحيث ان بعضهم يعتقد ان الارتجاجات هذه هي افضل من اللحن ذاته، وتجعل الموسيقى اكثر استقطابا ومتعة، في حين ان بعضهم لا يستطيعون الانتظار وتحمل بقاء السماعة على رؤوسهم طويلا فيزيلونها بسرعة. لكن لسوء الحظ ان جهاز «أوتي» هذا يتطلب ايضا رزمة خاصة للبطارية التي هي عبارة عن علبة بلاستيكية بيضاء ينبغي شبكها بالملابس وشحنها كل ست الى ثماني ساعات. انها عملية مزعجة للغاية.

* خدمة «نيويورك تايمز»