من يحتاج إلى تلفزيون.. لمشاهدة برامجه المفضلة؟

في عصر الكومبيوتر المحمول والإنترنت

TT

عندما ابلغت ألان وورتزل رئيس قسم الابحاث في «إن بي سي يونيفيرسال» بأنني تخلصت من جهازي التلفزيوني في العام الماضي وشرعت اراقب برامجي المفضلة على جهازي اللابتوب نظر إلي مستغربا قائلا بنبرة شبه حادة «سمعت عن اشخاص مثلك، لكن فكرة تخلي الاشخاص عن مشاهدة تلفزيون الكابلات، او تلفزيون الشبكات، هو عبارة عن خرافة سائدة في المدن».

نعم أنا استمتع بقراءة بعض روايات المؤلفين المحببين لدي من وقت الى آخر. ولكن لكوني لا أملك جهازا تلفزيونا لا يعني انني لا افتقد بعض البرامج التلفزيونية المفضلة لدي. فقط يعود الامر الى انني لا أملك جهازا تلفزيونيا كبيرا في غرفة الجلوس، ولا اسدد المبلغ الشهري لشركة الكابلات. وأنا لا احتاج الى ذلك لكون أغلبية الشبكات التلفزيونية الكبرى والمحطات الاخرى شرعت توفر برامجها مجانا على شبكة الانترنت.

وعلى الرغم من ان أغلبية الاميركيين ما يزالون يشاهدون برامجهم على اجهزتهم التلفزيونية، لكن هناك من يقول ان مشاهدة التلفزيون على الشبكة هو اكثر من مجرد هواية عابرة. فقد اثبت الانترنت انه وسط جيد للترويج. وتقول شبكة «إن بي سي» التلفزيونية ان 7 من اصل 10 مشاهدين قد جرى تشجيعهم وتحفيزهم على مشاهدة بعض البرامج التلفزيونية، بعد مشاهدتهم مقتطفات، او نماذج منها اولا على الشبكة. وبالنسبة الى شبكة «أي بي سي» هذه فان نحو 8 في المائة من المشاهدين الذين جرى تعقبهم ومراقبتهم، او نحو واحد بين كل 12 شخصا، يشاهدون التلفزيون على الانترنت فقط.

ولنضرب بعض الامثلة. تقوم صديقتي لويز باستخدام جهاز عرض موصول بجهازها اللابتوب لمشاهدة مسلسل «لوست» الذي تسلطه على جدار غرفة الجلوس. أما ابنة اختي البالغة من العمر 24 سنة فلم تقتن تلفزيونا في حياتها الى ان اعطيتها جهازي. وهي تستخدمه لمشاهدة اقراص «دي في دي»، في حين تشاهد البرامج الاخرى عبر شبكة الانترنت. وفي الواقع راقب احد المديرين التنفيذيين من معارفي البالغ من العمر 40 سنة، الحوار الرئاسي الذي دار بين السناتورين المرشحين للرئاسة الاميركية جون ماكين وباراك اوباما على كومبيوتره المنزلي. برامج عبر الإنترنت

* وفي الواقع لم يكن منزلي خاليا دائما من جهاز تلفزيون، فعندما كنت اعيش في لوس انجليس كنت املك واحدا موصولا الى الكابل. لكنني كنت نادرا ما اكون في المنزل لمشاهدة برامجي المفضلة. والامر المضحك ايضا انه على الرغم من انني لا أملك جهازا تلفزيونيا، لكنني اشاهد اليوم الكثير من البرامج، اكثر بكثير من اليوم الذي كنت املك واحدا موصولا الى شبكة الكابلات. والفرق هنا انني اصبحت اكثر تدقيقا في الاختيار. فلا محاولات بعد الآن لتغيير القنوات وتقليبها لمعرفة ما الذي يعرض فيها. بل اصبحت ملتزمة اكثر فقط ببعض المواقع. وافضل الاماكن التي ينبغي الشروع بها بالنسبة الى برامج الشبكات التلفزيونية هي ABC.com وCBS.com وNBC.com و FOX.com حيث يجري وضع البرامج خلال 24 ساعة من عرضها على التلفزيون. و ABC.com وفقا الى خبرتي هو واحد من اكثر المواقع المبسطة استخداما. فقد كانت السباقة في وضع البرامج على الشبكة، على الرغم من بخلها الشديد في الايام الاولى، لانها لم تكن راغبة في المشاركة بإنتاجها مع المواقع الاخرى. ويطلب ABC.com من المشاهدين ايضا النقر على زر معين بغية الاستمرار في مشاهدة البرنامج بعد الإنتهاء من عرض اعلان تجاري. وهذه استراتيجية خداع ذكية لإبقاء المشاهد مشدودا الى الاعلان. فقد توجب علي الجلوس والانتظار نصف دقيقة كاملة مدة الاعلان، للنقر على الزر المذكور لمعرفة ما اذا كان احد ابطال مسلسل «ديسبريت وايفس» مات فعلا بسبب استنشاقه دخان الحريق. وفعلا جلست مدة 30 ثانية كاملة اشاهد الاعلان، والعد الزمني العكسي، حتى يتسنى لي النقر على الزر المذكور، والا كنت فقدت المتابعة، وبالتالي توجب اعادة العرض من اوله.

وللتوفير في الوقت أتفادى مواقع مثل Veoh.com، او «أميركان أون لاينز» AOL، لانه يوجد القليل هنا الذي يشجعني على المشاهدة. فكلاهما يملكان مجموعة من البرامج التلفزيونية والافلام السينمائية التي عرضت اخيرا، وقد تشوش عليك ان كنت غير متأكد عما تبحث عنه. إلا ان الاستثناء الوحيد هنا هو موقع Sling.com الذي يقدم المحتويات ذاتها تقريبا، ولكن بأسلوب صديق للمستخدم. وبالطبع هناك مجموعة من المواقع التي تتضمن محتويات مقرصنة التي لا اقصدها تفاديا للمشاكل ومخالفة القوانين.

واخيرا كنت اتحدث مع كوينسي سميث رئيس شركة «سي بي إس» التفاعلية الذي طلب مني زيارة قناة هذه المحطة على موقع «يو تيوب»، غير انه كان من المحرج جدا انني احتجت اليه لكي يقودني عبر الهاتف، وانا جالسة امام اللابتوب لكي اشق طريقي عليه. وتنوي شركة «إم جي إم» تقديم افلام سينمائية هنا ايضا، لكن القائمة لن تكون شاملة.

لكن من المواقع البارزة Hulu.com الذي هو مشروع مشترك بين «إن بي سي» و«فوكس». وهو سهل الاستخدام ومنظم جدا. وهو لا يعرض سوى البرامج الحديثة إضافة الى الافلام الكلاسيكية القديمة الجيدة. أفلام سينمائية

* والموقع هذا اسوة بالمواقع الاخرى يملك برامج عبر الكابل. وخلال فترة الانتخابات الرئاسية الاخيرة في الولايات المتحدة كنت اكشف باستمرار وشوق على هذا الموقع لاطلع على الامور التي فاتتني.

ثم هناك مخزن الوسائط «آي تيونز» التابع لـ «أبل» الذي يبيع البرامج التلفزيونية منذ ثلاث سنوات تقريبا. والشراء منه عملية سهلة. لكن المشكلة مع هذا الموقع انه ينبغي عليك ان تدفع ثمن البرامج التي تود مشاهدتها. ولكن مع وجود العديد من الأساليب القانونية والشرعية للحصول على بعضها مجانا، فلا يوجد لي اي حافز لدفع المال، ما لم يكن من الصعب الحصول على برنامج، كبرنامج «الرجال المجانين» و«إينتوراج» على سبيل المثال.

وتشكل الافلام السينمائية مشكلة لشركات التسلية والترفيه الراغبة في وضعها على مواقعها. ففي موقع Hulu.com وغيره هناك عدد منها مجاني، ولكن ليس الحديث منها. «وهذا ما يشكل عملا تجاريا مختلفا بالنسبة الينا»، كما يقول البرت شينغ مدير الوسائط الرقمية في «أيه بي سي»، الذي اضاف: «ما زلنا نحاول ان نتأكد من وجود مشاهدين للسينما». لكن البعض يفضل شراء قرص «دي في دي» بمبلغ 10 دولارات من «فيرجن ميغاستور» وتشغيله بسهولة ووضوح على الكومبيوترات الشخصية، الى ان تصبح عملية التنزيل، او البث المباشر، عملية سهلة.

وعلى الرغم من ان مشاهدة البرامج على الشبكة جيدة بالنسبة الي، الا انها لا تبدو كذلك بالنسبة الى البعض الاخر. فالبرامج لا تظهر الا في اليوم التالي من بثها على التلفزيون، وهذا امر مقلق جدا للمهووسين بها، كما انه من الصعب العثور على احداث رياضية حية التي يجري تأخير نقلها على مواقع الشبكة، خاصة اذا كانت من المباريات الكبرى الرئيسية. أمر آخر وهو ان الافلام السينمائية والاحداث الرياضية لها وقعها الخاص لدى عرضها على الشاشات الكبيرة الخاصة بالتلفزيون، بدلا من عرضها على شاشات صغيرة قياس 13 بوصة الخاصة باجهزة اللابتوب. وهنا لايمكن الخلط ابدا بين هذه الشاشات الصغيرة، وشاشات البلازما التلفزيونية العالية الوضوح قياس 50 بوصة مثلا.

وعندما سألت زوج اختي الذي يملك صالة تلفزيونية كبيرة في منزله، عما اذا كان يرغب في مشاهدة مباريات فريق كرة القدم الاميركية المفضل لديه على شاشة جهاز اللابتوب الذي لا يتعدى حجمه حجم المجلة العادية، نظر الي مستغربا قائلا لي «وهل يقوم بعضهم بذلك فعلا»؟

* خدمة «نيويورك تايمز»