هواتف أكثر ذكاء وقدرات تخزين كبيرة وبطاريات تعمل بخلايا الوقود

5 اتجاهات تقنية حديثة خلال العامين المقبلين

دفاتر الملاحظات الالكترونية الصغيرة (الميني) تزداد انتشارا (ام سي تي)
TT

يتوقع الخبراء أن يجلب العامان المقبلان عددا وافرا من المنجزات التكنولوجية في مضمار الأعمال والتطبيقات الجوالة التي ستجعل حياة العاملين الإلكترونيين الجوالين أكثر إنتاجية.

وكانت السنتان المنصرمتان حافلتين، على صعيد الحركية مع ظهور دفاتر الملاحظات المطورة، ونظم الاتصالات من الجيل الرابع (4 جي)، والهواتف الجوالة الذكية الأولى الخالية من لوحة المفاتيح. إلا أن العامين المقبلين سيكونان حافلين أيضا بالتقنيات الجديدة.

في العام الماضي حدث لأول مرة أن تفوقت دفاتر الملاحظات الإلكترونية في مبيعاتها على الكومبيوترات المكتبية، استنادا إلى «آي سبلاي كورب» المتخصصة في التحليلات التقنية، كاشفة أن التحول إلى الحياة المتنقلة هو على قدم وساق. وما نشهده ليس سوى البداية فقط، كما يلاحظ ستيف كلاينهانس نائب الرئيس في قسم الأبحاث في مؤسسة «غارتنر»، «فالعامان الحالي والمقبل سيكونان عامي الحركية، مع حصول اختراقات كبيرة ستؤثر على ما نحمله من أجهزة، وفي كيفية ممارسة أعمالنا ولهونا»، على حد قوله.

وإضافة إلى دفاتر الملاحظات القوية والبطاريات الأفضل وسرعة الاتصالات، ستكون الهواتف الذكية أكثر تطورا. وفي ما يلي ما تتوقع مجلة «كومبيوتر وورلد» من التقنيات الأفضل في خمسة مجالات ستغير وجه «حركية الإنسان» في العالم المعاصر.

* دفاتر ملاحظات متطورة

* شهد العام الفائت بروز دفتر الملاحظات الإلكترونية عندما بيع نحو 14 مليون جهاز منها، استنادا إلى شركة «دسبلاي سيرتش» ومقرها مدينة أوستن الأميركية. وعلى الرغم من أنها تعمل جيدا كجهاز كومبيوتر ثان، أو ثالث، فإنها ينقصها الأداء الضروري للقيام بالأعمال الرئيسية. لكن هذا الأمر سيتغير بسرعة في أواخر العام الحالي لدى شحن هذه الأجهزة بمعالجات «أتوم» الثنائية النواة من «إنتل»، كطراز «موديل 330 أتوم» التي من شأنها منح القدرة على تنفيذ الأعمال الثقيلة.

و«سيكون العام الحالي عام دفاتر الملاحظات»، كما يوضح كلاينهانس، «التي ستكون صغيرة الحجم خفيفة الوزن لاصطحابها إلى أي مكان، مع القدرة الكافية للقيام بجميع الأعمال». وإضافة قلب إضافي للمعالجة، كما يقول كلاينهانس، لن يضاعف قدرات الجهاز، لكن الشريحة الجديدة «أتوم» من شأنها تعزيز الأداء الإجمالي لهذه الأجهزة الصغيرة بنسبة 50 في المائة ورفعها إلى مستوى الأجهزة العادية.

وسيجري أيضًا تحسن الغرافيكس في دفاتر «نيتبوك»، فقد وحدت «إنتل» جهودها مع «نيفيديا» لإنتاج مسرّع غرافيكس فعّال باسم «جي فورس 9400إم»، من شأنه أن ينقل جهاز «نيتبوك» إلى أكثر من تصفح الإنترنت، وعمليات البريد الإلكتروني، والتطبيقات البسيطة، للقيام بعمليات الغرافيكس المعقدة وعرض الفيديوهات العالية الوضوح.

و«إنتل» ليست وحدها في هذا المجال، إذ تخطط «إي إم دي» للتركيز على المجال ذاته، بالتعاون مع «ألتون نيو». كما تخطط شركة «فيا» الصانعة لمعالجات «سي 7» التي تستخدمها شركة «هيوليت-باكارد» في دفترها «ميني-نوت 2133» لإعادة تصميم هذه المعالجات، لكي تصبح ثنائية القلب تحت اسم «فيا نانو»، وذلك في أواخر العام الحالي. وستوفر هذه المعالجات ما لا توفره كل من «إنتل» و«إي إم دي»، ألا وهو ترميز الأجهزة والعتاد للمعلومات والبيانات للأغراض الأمنية. والمشكلة الوحيد هنا تطوير بطاريات تكفي شحنتها لتشغيل هذه الأجهزة الجديدة التي تستهلك من 6 إلى 8 واطات أكثر من القدرة الكهربائية.

* تخزين المعلومات

* الأقراص الصلبة التي تدور بسرعة عالية، والتي تخزن المعلومات على نقاط مغناطيسية صغيرة عليها، باتت تبدو أكثر فأكثر من مخلفات الماضي، إذ حلت محلها مشغلات ذاكرة فلاش بالحالة الصلبة التي تستخدم طاقة أقل من الأقراص التقليدية الصلبة، والتي يمكن أن تقرأ المعلومات وتدونها بشكل أسرع، كما أنها تبدو منيعة على الكسر والتدمير. فـ«ذاكرة فلاش» هي «مستقبل عالم الكومبيوتر»، على حد قول برايان بيرد مدير تسويق منتجات فلاش في شركة «سامسونغ» التي هي أكبر منتجة لهذا النوع من شرائح الذاكرة. ويضيف أنه في حلول العام 2012 ستحتل ذاكرات الحالة الصلبة (إس إس دي) نسبة 30 في المائة من سوق أدوات تخزين المعلومات الجوالة (النقالة) بحجم مبيعات يصل إلى 10 ملايين ذاكرة فلاش.

وكانت المشكلة مع الجيل الأول من برنامج «إس إس دي» لقراءة المعلومات وكتابتها أنها كانت بالكاد تحاكي الأقراص الصلبة، مسرعة دفاتر الملاحظات بنسبة ضئيلة جدًّا، لأن الأقراص الصلبة تعمل في أفضل وجه عندما تكون المعلومات والبيانات قريبة بعضها من بعض، فإذا تشتتت هذه البيانات وتفرقت فإنها تتطلب أجزاء من آلاف من الثانية الواحدة كي يجري العثور عليها. إلا أن «إس إس دي» من الناحية الأخرى هي من السرعة بحيث لا يهمها قرب هذه المعلومات بعضها من بعض، أو تشتتها. ويوضح بيرد أن «ذاكرات فلاش الجديدة من شأنها مضاعفة أداء ذاكرات فلاش القديمة، وهذا ما يوازي الحصول على قرص صلب في دفتر الملاحظات يدور بسرعة 15 ألف دورة في الدقيقة».

ولكن لا تحكم سلفا على الأقراص الصلبة التقليدية، إذ أن صانعيها شرعوا يعززونها بالعديد من الغيغابايتات من ذاكرات فلاش، لتتحول إلى ذاكرات هجين ذات قدرات عالية جدا، كذاكرات فلاش الصرفة، بأسعار متهاودة، كما يقول جوني كلارك مدير الإنتاج في «سيغايت تكنولوجي». وفي الأفق تقنية جديدة من شأنها رفع قدرة التخزين على الأقراص الصلبة للوصول إلى عصر الـ«تيرابايت»، وذلك عن طريق التسجيل المغناطيسي بالمساعدة الحرارية بأسلوب الليزر HAMR الذي من شأنه أن ينفخ حياة جديدة في الأقراص الصلبة.

* بطاريات أفضل

* العامان المقبلان سيحملان الكثير على صعيد بطاريات الليثيوم وقدرات تخزينها، والتي ستموّن بالطاقة كل الأجهزة بالطاقة، مثل مشغلات الموسيقى والهواتف الجوالة ودفاتر الملاحظات والكاميرات. والخطوة الكبيرة في هذا المضمار ستحدث في أواخر العام الحالي مع مجيء خلايا الطاقة، التي لن تفنى بعد سنتين من الاستخدام.

وكل بطارية ليثيوم هي في الواقع معمل كيميائي صغير يعمل عن طريق مقايضة الطاقة الكيماوية المخزنة داخلها بالتيار الكهربائي الذي يمد الجهاز بالطاقة. ولدى نضوب الطاقة منها يمكن شحنها ثانية لتجديد إمداداتها من الطاقة الكيميائية. ومثل هذا الشحن والتفريغ المتكرر للطاقة من شأنه إيجاد طبقات ضارة على الأقطاب الموجبة من البطارية تؤدي إلى تعطيل خلايا الوقود. ولذا فإن تنظيف تلك الأقطاب سيساعد في منع تراكم الطبقات الضارة، ويطيل من عمر البطارية. واستنادا إلى كريستينا لامب - أونريود المديرة التنفيذية لشركة «بوسطن باور» الصانعة للبطاريات، فإن تصميم بطارياتها من ماركة «سوناتا» يتيح إعادة شحنها 1400 مرة، أي ثلاثة أو أربعة أضعاف البطاريات التقليدية، مما يعني أربع سنوات من الشحن اليومي لها. إضافة إلى ذلك يمكن شحن «سوناتا» إلى 40 في المائة من قدرتها خلال 10 دقائق، وإلى 80 في المائة منها خلال 30 دقيقة، وهذا أمر مفيد لدى الانتظار في المطارات.

هذا ويقوم يي سوي الأستاذ المساعد في علوم المواد في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، بصنع الأقطاب الموجبة للبطاريات من أسلاك السليكون الدقيقة جدا (نانو) بدلا من الكربون. وهي أدق من شعر الإنسان، وتدوم أطول من البطاريات العادية بمقدار ضعفين، كما أنها أكثر فعالية من الكربون.

وفي العام 2010 فقد لا تحتاج الطاقة الخاصة بالأجهزة الجوالة إلى بطارية، وعلى الرغم من أن ذلك يبدو غريبا، فإنه يمكن مد دفاتر الملاحظات والأجهزة الأخرى بالطاقة عن طريق خلايا الوقود التي تحول الميثانول إلى كهرباء. وهذه تقنية مختلفة كلية عن البطاريات لكون خلايا الوقود هذه تحول الهيدروجين الذي يحتويه الوقود، أي الميثانول، إلى كهرباء، مخلفا وراءه الماء وثاني أوكسيد الكربون.

ويعمل العديد من منتجي دفاتر الملاحظات منذ سنوات في تهذيب إنتاج نماذج أولية تعمل بهذه الخلايا، ويبدو أن «باناسونيك» هي الأقرب إلى تحقيق هذا الاختراق. ويبدو أن خلايا وقود هذه الشركة لها حياة قد تدوم 10 سنوات، ووزنها وحجمها لا يتعديان رزمة البطارية العادية، لكنها قد تعمل 20 ساعة بخمس أونصات فقط من الميثانول.

وأفضل ما في هذا الجهاز أنه لا توجد وصلة مهايئة للتيار الكهربائي المتناوب (آي سي) لشحنها بالتيار الكهربائي، كما تفعل البطارية عادة، فإذا ما فرغت الشحنة الكهربائية فكل ما يحتاج إليه الأمر هو إدخال خزان صغير للوقود ليعمل الجهاز 20 ساعة أخرى دون متاعب البحث عن مصدر كهربائي للشحن منه.

* تواصل شبكي عالمي

* تخيل أنك في حالة اتصال لاسلكي مع الإنترنت بسرعة 3 ميغابايتات في الثانية، بغض النظر عن أين تكون، لتحصل على فكرة عن قدرات شبكة «4 جي»، فهي لا تتيح لك تنزيل كميات كبيرة من العروض وتشغيل الفيديوهات دون أي مشكلة، أو حتى عقد مؤتمرات فيديو متنقلة جوالة فحسب، بل القيام أيضًا بمجموعة من هذه المهام في وقت واحد.

ويقول داريل سكولار كبير المحللين في «إن - سات» التي مركزها سكوتسدايل في ولاية أريزونا في أميركا: «إن شبكة (واي ماكس) هي نصر للأعمال والتجارة، إذ سيمكن عن طريقها الاتصال والعمل على الطرق، كما لو كنت في المكتب. فهذه التقنية تؤدي مهمتها، لكن التحدي هو في التغطية».

وفي الواقع إن تقنية الاتصالات اللاسلكية «4 جي» قد وصلت فعلا، ولكن إن كنت تعيش وتعمل فقط في بالتيمور، أو في مدينة أور في بورتلاند في الولايات المتحدة. والسبب أن هاتين المدينتين هما من الأوائل في أميركا التي حصلت على خدمات شبكة «واي ماكس» اللاسلكية من «كليروايرس كلير واي ماكس». وكانت هذه الشركة قد تلقت 3 مليارات دولار من عمالقة التقنيات من أمثال «سبرينت» و«إنتيل» و«غوغل» وغيرها لتشييد وتوسيع هذه الشبكة. وقد يبدو هذا المبلغ كبيرا، لكنه بحاجة إلى خمسة مليارات دولار أخرى لتشييد شبكة «واي ماكس» وطنية في طول البلاد وعرضها. وخلال العام الحالي سيجري مد الشبكة إلى مدن أتلانتا وبوسطن وشيكاغو ودالاس وفيلاديلفيا ولاس فيغاس.

وقد تكون «واي ماكس» في مقدمة اتصالات «4 جي»، لكن هناك تقنيات أخرى منافسة تلوح في الأفق، مثل «لونغ تيرم إيفوليوشن»، أو «إل تي إي» التي تقدم أداء أفضل قليلا على الصعيد النظري. والملاحظ أن «إل تي إي» هي الخيار المفضل للشركات العالمية، حسب توضيح سكولار، لكونها تحديثا لتقنيتها الحالية، وبالتالي سهلة النشر. وشرعت شركة «تي - موبايل» التي تملكها «دويتش تيليكوم» الألمانية سلفا بإجراء التجارب على «إل تي إي» لاستخدامها في أميركا أيضًا عن طريق خدمات «فيرزون».

* هواتف أكثر ذكاء

* قد لا يصغر حجم الهواتف الذكية، لكنها ستصبح أكثر ذكاء خلال العامين المقبلين. ومثال على ذلك فإن أي شخص محبَط لعدم وجود لوحة مفاتيح فعلية في هواتف «آي فون» ستسعده الشاشات الخاصة بالهاتف التي ستأتي خلال العامين المقبلين. وفي الوقت الذي لن تصبح فيه لوحة المفاتيح الحالية التي تعمل بالإبهام من السلالات المنقرضة، يجري البحث عن تصاميم جديدة للهاتف التي تركز على العمل باللمس.

والمفتاح لعمل ذلك هو تأمين ردود فعل كافية إيجابية بحيث تشعر الأصابع بإحساس ما لتأكيد ما تقوم به، إذ تستخدم «بلاك بيري ستورم» و«سامسونغ أني كول» الصوت والارتجاجات لتأكيد ما تقوم به الأصابع، لكنها لا تقاس بالشاشات التي تعمل باللمس الآتية على الطريق.

وهذا ليس بالأمر البعيد، فقد قدمت «نوكيا» أخيرا طلبا للترخيص لها ببراءة اختراع شاشة «هابتيكوس تيكتايل تاتش سكرين» التي تعمل باللمس، وعن طريق غشاء رقيق مرن يغطي الشاشة. وتقبع تحت الغشاء هذا مجموعة مؤلفة من ملايين القضبان، أو الأسطوانات الصغيرة جدا التي ترتفع قليلا أعلى من سطح الشاشة، لدى تعريضها لجهد كهربائي لتنفيذ جميع المهام. من التحكم بحجم الصوت وارتفاعه، إلى مفتاح التشغيل والأقفال. ولكون هذه القضبان موصولة كهربائيا، فإنه يمكن موالفتها لتتحول إلى لوحة مفاتيح، أو ببطء إلى مفتاح للتحكم بارتفاع الصوت، أو غيره. كما أنها تتحسس للضغط، مما يحولها إلى مفاتيح فعالة جدا يمكن ترتيبها في أي مكان على الشاشة.

ومن التقنيات الأخرى تصميم كاميرات أفضل في داخل الهاتف. وفي الصيف المقبل ستبدأ «سوني إيريكسون» إنتاج نماذج لكاميرا هاتف يمكنها التقاط صور بقدرة 12,3 ميغابيكسل التي ستكون بقوة الكاميرات العادية التي يمكن تسديد عدستها على المشاهد والتقاطها. ومن الشائعات المتداولة أن «سامسونغ» ستعلن عن هاتف بكاميرا بقدرة 12 ميغابيكسل خلال انعقاد «المؤتمر العالمي للأجهزة الجوالة» أواخر الشهر الحالي. هذا وتعمل «سوني» أيضًا على نموذج بقدرة 20 ميغابيكسل للجيل المقبل من الهواتف الجوالة في العام 2010.