هاتف ذكي أنيق جديد.. من «بالم»

قد ينافس «آي فون»

هاتف «بري» الجديد من «بالم» (خدمة صور «نيويورك تايمز»)
TT

في محاولة منها لإعادة إنعاش وضعها المالي وإنتاج خليفة لهاتفها القديم «تريو»، كشفت شركة «بالم» أخيرا، عن جهازها الجديد النحيف الأنيق والذكي «بري» Pre، في شراكة حصرية مع شركة «سبرينت» التي ستقوم بتوزيعه.

ويقول مديرو «بالم» إن الجهاز الجديد ذا الشاشة التي تعمل باللمس، وبنظام التشغيل داخله WebOS، من شأنهما فتح مضمار جديد في سوق الهواتف الذكية التنافسية الشديدة. وتشمل مزايا التسويق الكبرى للهاتف الجديد، التأكيد على التصفح السريع للشبكة، ومهامه الكثيرة الفعالة.

لكن جونثان روبشتاين المدير التنفيذي لشركة «بالم»، رفض المقارنة بين «بري» وهاتف «آي فون» من «آبل»، وقال: «لم تكن نيتنا أن نصنع هاتفا يقضي على (آي فون)، بل إنتاج جهاز يقضي على جهاز آخر من إنتاجنا». وأضاف أنه شعر أن «بالم» كانت تخوض حربا ضروسا بأجهزتها وبرمجياتها، التي أكل الدهر عليها وشرب، ولم يعد بمقدورها الاستمرار في ذلك. «إن هاتف (بري) يعيدنا إلى اللعبة مجددا» على حد قوله.

وسوف يتوفر جهاز «بري» الذي عُرض في معرض الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الذي عقد الشهر الماضي في لاس فيغاس، في النصف الأول من العام الحالي. لكن الشركة لم تكشف عن سعره بعد. وللجهاز واجهة تفاعل معقدة، ويشحن على منصة خاصة من دون الحاجة إلى كابل. ويأتي «بري» بسعة تخزين قدرها 8 غيغابايتات، وقدرات للملاحة بنظم «جي بي إس»، وبشبكة «واي - فاي»، ولوحة مفاتيح تنفتح انزلاقيا. والإعلان الأخير من «بالم» عن الهاتف الجديد، هو محاولة منها لإعادة الشركة إلى مسارها الصحيح، بعدما كان جهازها «تريو» صنوا للهواتف الذكية الأخرى قبل أن تتعداه أجهزة أخرى مثل «آي فون» و«بلاك بيري». وهي في مسعاها هذا لا ترغب في اللحاق بسوق الهواتف فحسب، بل ترغب أيضا في وضع مستوى أو مقياس جديد، لكنها تواجه منافسة حادة من قبل شركات تتوجه إلى الزبائن أنفسهم. ويقول روجر إنتينر المحلل في صناعة الاتصالات في شركة «نيلسين»، إنه على الرغم من العقبات الرئيسية التي تعاني منها، فإن انطباعه الأولي عن الهاتف الجديد كان إيجابيا، كما نقلت عنه صحيفة «نيويورك تايمز». وأضاف أنه إذا استطاع الأخير اللحاق بالركب، فإنه قد يحسن من صورة «بالم» و«سبرينت» أيضا، التي - شأنها شأن الأولى - أخذت تعاني لإعادة اكتساب موقعها السابق.

وهذا الهاتف هو من النوع المحبب للناس، مثل هاتف «رازر» و«آي فون»، الذي يقنع الناس أن يغيروا الشركات التي تقدم لهم خدمات الاتصال. وأشار دانيال هيس كبير مديري شركة «سبرينت» إلى أن لشركته أفضل شبكة للاتصالات السريعة، التي يعول عليها، وهذه ضربة موجهة إلى هاتف «آي فون»، نظرا إلى المشكلات التي تواجه مستخدميه مع شبكة «إيه تي آند تي».

لكن المحللين الصناعيين يشككون في قدرة «بالم» على إنعاش صيتها من جديد، وحصتها في السوق الاستهلاكية. ففي الولايات المتحدة تشكل أجهزة الهاتف التي تستخدم نظام «بالم» الحالي للتشغيل نحو 14 في المائة من أجهزة الهاتف الذكية، مما يعني أنها تأتي في المرتبة الرابعة بعد الشركة المنتجة لهاتف «بلاك بيري»، وهي «ريسيرتش إن موشن»، والهواتف التي أساسها نظام «ويندوز»، و«آي فون»، استنادا إلى «كوم سكور» الشركة المتخصصة في أبحاث السوق.

ويبدو أن الحظ لم يحالف «بالم» في جهودها الأخيرة التي تتعلق بالابتكارات. فقد أعلنت في عام 2007 أنها ستنتج جهاز «فوليو»، الذي كان عبارة عن هاتف ذكي على شكل لاب توب مصغر، لكنها سرعات ما ألغت خطط هذا المشروع خلال شهور قليلة.

ويقول المحللون إن «بالم» قد تجد صعوبة في الحصول على مطورين للبرمجيات لاستنباط الجديد منها، التي تتمكن من العمل على هواتفها من طراز WebOS، لكون هؤلاء يركزون بشكل كبير على أجهزة «بلاك بيري» و«آي فون»، نظرا إلى أن عدد الأشخاص الذين يستخدمون مثل هذه الأجهزة كبير، وفي تزايد مستمر. ويبدو أن المطورين باتوا أكثر اهتماما في ما يتعلق بالهواتف الذكية، نظرا إلى أنهم قادرون على إغنائها عن طريق إضافة جميع أنواع الوظائف إليها، كالألعاب والقدرات الملاحية.

وجوهر الكلام، وفقا لرأي كين دولاناي المحلل في شؤون الكومبيوترات الجوالة في «غارتنر»، الشركة المتخصصة في أبحاث تقنيات المعلومات، أن «الذي سيشيد منصة (بالم) أو يحطمها، هو إمكانية الحصول على مطورين مكرسين لها أو لا. ثم إن التحدي الآخر هو الاقتصاد، لأن الناس باتوا أقل رغبة في إنفاق المال في تحديث هواتفهم إلى أخرى جديدة لافتة للنظر، خصوصا في ضوء الوضع الاقتصادي العالمي الحالي». وعلى أي حال فإن جهاز «بالم» هذا يعتبر منصة جديدة كلية، وهي بالتأكيد نقطة بداية لانطلاقة جديدة.