لا تشارك بكل معلوماتك الشخصية على المواقع الاجتماعية

حرصا على أمن خصوصياتك ولردع المحتالين

المواقع الاجتماعية يرتادها الكبار والصغار (ام سي تي)
TT

لقد كشف مديرك عن صور خاصة لك لا تريد الكشف عنها، وأحد جيرانك اكتشف انك تركت عملك. ان مثل هذه الامور المزعجة وغيرها تتكرر يوميا على الشبكات الاجتماعية في الانترنت، حيث الملايين من الاشخاص يجتمعون للمشاركة في جميع تفاصيل حياتهم، حتى مع الاشخاص الذين لا يعرفونهم.

ونحن كالأطفال المؤدبين نعشق بطبعنا المشاركة في مواقع الشبكة مثل «فايسبوك» و«لينكإيدإن» التي نمت، وكبرت، وباتت اكثر شعبية عن طريق جعل المشاركة اكبر حجما، واسرع، واسهل، وأكثر تسلية ومرحا. ومع هذا العدد الكبير من الجماهير التي تتشارك في ما بينها، بات نحو 35 في المائة من مستخدمي الانترنت في الولايات المتحدة الذين تزيد اعمارهم على 18 سنة، يستخدمون حاليا الشبكات الاجتماعية، استنادا الى احصائية صدرت في ديسمبر الماضي من قبل «بيو إنترنت بروجيكت»، مما جعل الحياة على هذه المواقع غنية جدا.

* إفشاء الأسرار الكترونيا

* لكن، مع امكانية افشاء كل اسرار ودقائق حياتك الى العالم كله في لحظة واحدة. ويكمن الكثير من الخطر في كون «اصدقائنا» على المواقع الاجتماعية هذه هم في الواقع مزيج من الاصدقاء والاقارب والمعارف والزملاء الذين عادة ما ان نتشارك معهم بجزء يسير من حياتنا. ومن الامور الجيدة هنا ان المواقع هذه لحرصها على عدم جعل المستخدمين الحذرين يقلصون ما يشاركون به خوفا من كشف اسرارهم، باتوا يضيفون مميزات لاعطاء المزيد من السيطرة والتحكم. على المعلومات. ومثل هذه الترتيبات الامنية الخاصة بالحفاظ على الخصوصية، ليست سهلة العثور عليها واستخدامها، وقد تكون معقدة الاستخدام ايضا. ولكن اذا فكرت، في هذه الترتيبات الخاصة بالمحافظة على الخصوصية قيد العمل، قبل وضع معلوماتك على الموقع، يمكنك ممارسة النشاط الاجتماعي على الشبكة باسلوب مريح لك من دون الخشية من الوقوع في الاخطاء.

والقرار الاول، كما تقول ريفا ريتشموند في "نيويورك تايمز"، هو ما اذا كنت راغبا في جعل سيرتك الخاصة عامة متوفرة للجميع، او جعلها خاصة؟ ان اكثر من ثلث البالغين من المستخدمين البالغين يسمحون للقادمين الجدد الى الموقع الاطلاع على سيرهم الخاصة، في حين ان 60 في المئة يقيدون الدخول الى هذه السير بطريقة ما، استنادا الى احصائية "بيو". ومن الامور المساعدة هنا هو تحديد اهدافك: هل ترغب مثلا ببساطة الاتصال مع اصدقاء تعرفهم سلفا؟ او انك تبحث عن اصدقاء جدد؟ او فتح اتصالات مع الغير بقصد اقامة علاقات عمل أو تجارة؟ وتوفر جميع المواقع الاجتماعية الكبيرة لك سيطرة على امكانية دخول الآخرين، لكن كل دخول يبدأ من مكان مختلف من سلسلة كبيرة من المواقع .

* معلومات مؤمّنة

* وتتوفر السير الكاملة لمستخدمي "ماي سبايس" من سن 18 سنة وما فوق للجميع على الانترنت كأمر سار. لكن المستخدمين يستطيعون جعل هذه السير من الخصوصيات بشكل سهل جدا. لكن هذه المهمة تقع على عاتقهم وحدهم. اذ يمكنهم الذهاب الSettings Account، ومن ثم الى Privacy Settings وChange Settings، وبعد ذلك الى "من يمكنه ان يطلع على سيرتي الذاتية "Who Can View My Profile، ومن هناك يمكن تعيين الاشخاص الذين بمقدورهم الاطلاع على الذي ترغب ان يطلع عليه فقط. وفي "فايسبوك" فان "الامر الساري" default هو سيرة خاصة، وعلى مستخدميه ان يقرروا فسحة الباب المسموح بفتحها، بحيث يمكنهم تحديد الدخول للاصدقاء فقط، او السماح لاعضاء شبكتهم كلهم، او لبعضهم، الذين قد يشملون اشخاصا كانوا زملاء دراسة مثلا، او رفاق عمل، او يعيشون في بلدك، او مدينتك. وللقيام بهذه الترتيبات والتعديلات اذهب الى Settings وانقر على Privecy Settings وتابع بعد ذلك الاختيارات الاخرى التي تقررها. وكانت "فايسبوك" قد سمحت منذ فترة طويلة للمستخدمين وضع "سير ذاتية محدودة" للاصدقاء المحددين فقط. ولكن منذ سنة تقريبا وسعت هذه الفكرة ومكنت المستخدمين من وضع العديد من "قوائم الاصدقاء"، واحدة لزملاء الدراسة، واخرى لرفاق العمل، وثالثة لافراد العائلة، مع التحكم بالمعلومات التي يتشاركون بها. وهذا ما يمكن مثلا من توزيع صور الحفلات مع افضل الاصدقاء فقط، والصور العائلية مع افراد العائلة لا غيرهم. واذا كنت تحافظ على سيرة ذاتية محدودة جدا وغير بارزة في "فايسبوك"، فقد يكون من المفيد ايضا النظر الى قسم "التطبيقات" في Privacy Settings لانك اذا كانت هناك اجزاء محمية من سيرتك، فان ذلك لا يعني انك فعلت الامر ذاته مع تطبيقات "فايسبوك" التي يمكنها الدخول الى الكثير من المعلومات ذاتها عن طريق "الامر الساري".

اما بالنسبة الى موقع "لينكإيدإن" الذي يستخدم كشبكة للمحترفين بشكل رئيسي، فغالبية الجمهور هناك ترغب في وضع سير عامة، التي تعتبر ايضا "أمرا ساريا الى حين طلبك خلاف ذلك". والمعلومات التي يتشارك بها مستخدمو "لينكإيدإن" تميل ان تكون اوراقا ومستندات رسمية، وليست تفاصيل عن حياتهم الاجتماعية، لذلك لا حاجة هناك الى حماية الخصوصية. "لذلك يتوجب التفكير ب "لينكإيدإن" كمرجع أمين يعود اليه الجميع للتعرف على الاشخاص" وفقا الى كاي لاو الناطقة الرسمية للموقع هذا. ومع ذلك يتوجب على مستخدمي "لينكإيدإن" ان يكونوا حذرين في الامور التي يودون الافصاح عنها. فجيمس جاي. تلاريكو جونيور وهو مستشار تجاري مستقل مقره دالاس يستخدم هذا الموقع للتواصل مع الزبائن المحتملين الباحثين عن مصادر تمويل، او مع المستثمرين المهتمين بمشاريع للاستثمار بها بحيث يمكنه من خدمتهم لقاء عمولة طبعا. لكنه في الفترة الاخيرة قام بتغيير ترتيباته ووضعه لاخفاء قائمة اتصالاته المكونة من 2000 شخص، بعدما لاحظ ان هناك منافسا له يقوم بالتجسس على سيرته. (انقر على account & Settings عن طريق صفحتك الاساسية او الافتتاحية homepage ثم انزل الى اسفل لتعديل الترتيبات settings الخاصة بالخصوصية). وسواء كانت سيرتك عامة، او خاصة، فانه من الافضل أمنيا تفادي وضع عنوانك المنزلي وارقام الهاتف والمعلومات الاخرى التي قد تجعل اللصوص يستغلونها في الاحتيال عليك. لذلك كان من الافضل تفادي وضع الصور، او اي اعترافات التي قد تسيء اليك، او الى اصدقائك، خاصة اذا وصلت الى جمهور واسع منتشر في العالم كله. واحد الامثلة على ذلك شخص يعمل في احد المصارف الذي ارسل رسالة بالبريد الالكتروني الى رئيسه في العمل يتوسل اليه ان يسمح له بالقيام برحلة سريعة الى مدينته نيويورك لاسباب طارئة. لكن زملاءه في العمل شاهدوا صورة له في "فايسبوك" في اليوم التالي وهو يمرح سعيدا ثملا في شوارع المدينة، فقام مديره بارسال الصورة اليه بالبريد ايضا ناقلا اليه عن غير قصد الصفحة برمتها من الموقع. وخلال ساعات كانت هذه الصورة منشورة وموزعة على مواقع المدونات الشعبية في كل مكان.