برامج تلفزيونية لاسلكية على هاتف «آي فون»

خدمات لكسب الملايين من مستخدميه

خدمات متنوعة لهاتف «آي فون».. منها خدمة «أي باسكيتبول» للعب كرة السلة (خدمة صور «نيوز. كوم»)
TT

وضعت خدمة «غوست» لفيديو الإنترنت، هاتف «آي فون» نصب أعينها لكي تعود إلى الساحة بقوة مجددا. وكانت «غوست» واحدة من الخدمات الأولى التي طورت فكرة مشاهدة البرامج التلفزيونية على الشبكة، لكنها بعد قيامها في العام الماضي بإطلاق العديد من البرامج غير المجدية، تعرضت للمنافسة من قبل مواقع أخرى جديدة مثل «هيولو» و«فيو».

لكن في أواخر العام المنصرم تجاوزت «غوست» منافساتها عن طريق تطبيق مجاني في هواتف «آي فون»، التي تتيح مراقبة البرامج التلفزيونية الخاصة بشبكات وبرامج «سي بي إس» و«كوميدي سينترال» و«ورنر بروذرس» و«سوني» من دون أي كلفة أو رسوم، وذلك عبر التواصل مع شبكة «واي - فاي». وباتت هذه الخدمة واحدة من أكثر تطبيقات «آي فون» شعبية. ويأمل مايك فولبي مدير «غوست» التنفيذي أن تشجع هذه الخدمة الجمهور على إعادة النظر في خدمات شركته.

ويقول جيفيرسون غراهام المحرر في «يو إس إيه توداي» إن فولبي الذي كان في زيارة لهوليوود لإقناع الشبكات هناك للعمل مع «غوست»، كما يقول إن «10 ملايين شخص يملكون هواتف (آي فون)، ونحن نرغب في إعطائهم تطبيقا لكي يتعرفوا بنا، وبالتالي نأمل في إعادتهم إلى موقعنا على الشبكة».

ويقول جيمس ماك كويفي المحلل في «فوريستر ريسيرتش»، إن أجهزة «آي فون» من «آبل» هي بطاقة «غوست» من الماضي المنسي، «لكون الأسلوب الوحيد للحصول على العديد من المحتويات المرخص بها على هواتف (آي فون) الآن هو عن طريق شرائها من (آي تيونز)».

وتقوم «آبل» ببيع البرامج التلفزيونية على «آي تيونز» الخاصة بالشبكات الرئيسية الكبرى بسعر 99 سنتا فأكثر. وتقول الشركة إنها باعت أكثر من 200 مليون حلقة تلفزيونية خلال السنتين المنصرمتين. ومع ذلك فإن مستقبل مشاهدة التلفزيون الرقمي ليس في تنزيل هذه البرامج المدفوعة، بل في نوعية الخبرة التي تَعوّدنا عليها منذ الخمسينات، والتي تدعمها الإعلانات، حسب قول ماك كويفي، الذي يشير قائلا: «انظروا فقط إلى الأرقام».

واستنادا إلى مؤسسة «كوم سكور ميديا ميتريكس» التي تتبع أخبار السوق، عرضت «هيولو» التي انطلقت رسميا في عملها في مارس (آذار) الماضي، 200 مليون فيديو في أكتوبر الماضي، أو ما يقارب ما عرضته في شهر واحد عدد البرامج التي باعتها «أبل» في سنتين.

وبالنسبة إلى الفترة الحالية يبدو أن لـ«غوست» أساليب فعالة في اللحاق بمنافسيها، فقد عرضت 272 ألف فيديو فقط في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي استنادا إلى «كوم سكور». وهي تمضي قدما إلى الأمام في أي حال عندما شهدت قدوم 564 ألف زائر لها على موقعها انطلاقا من أقل من 100 ألف زائر في يوليو (تموز) الماضي، على حد قول «كوانت كاست» المؤسسة المتخصصة بملاحقة أحوال الأسواق. ويضع ماك كويفي كل أماله على الأفراد الذين يشاهدون البرامج التلفزيونية مع إعلاناتها على الشبكة، فيقول إن مؤسسة «فوريستر» مع كل الوضع الاقتصادي الحالي المتردي تتوقع عائدات تصل إلى 900 مليون دولار من إعلانات الفيديو في هذا العام الجديد في مواقع مثل «هيولو» و«فيو» التي ستقفز إلى 1,7 مليار دولار في العام المقبل.

وكانت «غوست» قد تأسست من قبل نيكلاس زينيزستروم وجانيوس فريس، وهما الشخصان اللذان قاما بتطوير موقع «كازا» الذي كان في وقت من الأوقات التطبيق غير المرخص به الأكثر شعبية في العالم. كما قاما بتأسيس خدمة «سكايب» الهاتفية على الإنترنت التي قاما ببيعها إلى «إي باي».

وكلا التطبيقين «كازا» و«سكايب» يستخدمان تقنية الند إلى الند التي تقوم بوصل أجهزة الكومبيوتر معًا لنقل الملفات الكبيرة جدا بفعالية عبر جمهور واسع. ومع «غوست» فكرا أيضا أن تقنية الند إلى الند هي الجواب لنقل ملفات الفيديو الكبيرة من مكان إلى آخر. لكن هذه التقنية تغيرت، فملفات الفيديو أصبحت أكثر سهولة في الانضغاط، كما أن شبكات النطاق العريض باتت أفضل في نقل الفيديو، على حد قول ماك كويفي.

ولا يمكن مشاهدة البرامج على «غوست» ما لم يتم تنزيل تطبيق معين. وهذا يشكل عبئا كبيرا ينبغي تذليله، نظرا إلى أن العديد من الأشخاص يرفضون وضع برمجيات إضافية على أجهزتهم الكومبيوترية.

لكن في هذا الوقت قام العديد من الخدمات التلفزيونية الجديدة التي أساسها الإنترنت، والتي تنطلق من «هيولو» و«فيو» و«فانكاست»، إلى جانب مواقع على شبكات «سي بي إس» و«إن بي سي» و«إيه بي سي» و«فوكس». وجميعها استقطبت الملايين من المشاهدين من دون سؤالهم القيام بتنزيل أي برمجيات.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي انضمت «غوست» أخيرا إلى الركب عندما أعادت إطلاق خدمتها على الشبكة، وأغلقت منذ ذلك الحين تطبيقاتها القديمة الخاصة بـ«الند إلى الند». والطريقة الوحيدة لرؤية «غوست» حاليا هي عبر الشبكة أو «آي فون».

وعندما كانت «غوست» مجرد لؤلؤة في عيني صاحبها «لم يكن هناك في الواقع أي شيء تلفزيوني متوفر على الشبكة» كما يقول فولبي، «فقد حصل تغير هائل خلال العامين الأخيرين» على حد قوله.

والتحدي الآخر الذي ينتظر «غوست» هو البرامج التلفزيونية، ففي الوقت الذي يتوفر لديها فيه برامج كبيرة من شبكة «سي بي إس»، فهي تتوفر أيضا على أغلبية المواقع التلفزيونية مثل «فيو» و«فانكاست» وموقع «سلينغ دوت كوم» الجديد. ومثل هذه المواقع لها عقود واتفاقات أيضا لتقديم برامج من «إن بي سي» و«فوكس». وهذا ما جلب فولبي لزيارة لوس أنجليس لمقابلة مسؤولي الشبكات لإقناعهم بجدوى عرض برامجهم في «غوست». وعلق على هذه الزيارة بقوله: «لقد رغبت في أن أظهر لهم أننا نملك حاليا موقعا ناجحا، وأننا من أصحاب الابتكارات، وأن بمقدورهم الحصول على أرباح طائلة عن طريق وضع محتوياتهم وبرامجهم في (غوست)».

وكان يتوجب عليه أيضا عرض التطبيق الخاص بهواتف «آي فون» الذي هو في الواقع خطوة مبكرة، مع كل إيجابياتها وسلبياتها.

الإيجابيات منها أن مستخدمي هذه الهواتف لهم حق الولوج المجاني إلى كم هائل من البرامج التي تعرض في الأوقات الرئيسية من النهار. أما السلبيات فهي أنه ينبغي أن تكون ضمن تغطية شبكات «واي - فاي» للحصول عليها. كما أن تطبيق «غوست» لا يعمل مع شريك «آبل»، أي شبكة «3 جي» من «إيه تي آند تي».

وهذا يعني أنه لا يمكن الحصول على البرامج التلفزيونية إذا كنت واقفا ضمن طابور أمام إحدى دور السينما منتظرا حدثا رياضيا مهما، أو كنت جالسا في السيارة منتظرا بملل أحد الأصدقاء، إلا إذا كنت ضمن تغطية شبكة «واي - فاي». ويقر فولبي بذلك لكونه لا يملك الحقوق الكاملة للبث الجوال بالنسبة إلى البرامج التلفزيونية المرخص بها.

على كل حال استطاعت «غوست» تعزيز مكانتها عن طريق كونها الأولى التي استطاعت ابتكار التطبيقات التلفزيونية بالنسبة إلى هواتف «آي فون»، لكن ماك كويفي يتوقع أن هذه السوق لن تكون حصرا عليها فقط لفترة طويلة، لأنه يمكن الرهان على أن كل شركة تعمل في مضمار الوسائط المتعددة تنظر في هذا الأمر وتتساءل: «لماذا لا نكون نحن أيضا هناك؟».