تعقب تحركات أولادك.. عن طريق الجوال

برنامج إلكتروني يتيح رصد الحركة عبر الأقمار الصناعية والأبراج الخليوية

TT

أنا أراقب تحركات ولدي جيمس لأنني كنت لا أعلم أين يذهب خلال اليوم، وأخذت كفايتي من القلق عليه. ولكن عن طريق استخدام «غليمبس» Glympse الذي هو تطبيق جديد جرى زرعه في هاتفين جوالين يحملهما دائما معه، يمكنني مراقبة جميع تحركاته من هاتفي الجوال، أو الكومبيوتر المكتبي.

وبينما أنا أكتب هذه المقالة تقوم خريطة بإظهار جيمس وهو يقود سيارته في الجوار في طريقه لزيارة أحد المحلات لكونه يعمل بائعا متجولا، وها أنا أراه يدخل إلى طريق سريع بسرعة 70 ميلا في الساعة. 70 ميلاً.. هذه سرعة غير مسموح بها! لكنه نفى ذلك عبر الهاتف الجوال، وأكد لي أنه سيصل إلى وجهته بعد لحظات. عند ذاك قمت بالكشف ثانية وتبين لي أنه يسير بسرعة 37 ميلا في الساعة فقط.

أمر مثير فعلا! إذ تقوم شركات الهاتف الجوال منذ سنوات بتسويق خدمات التشارك بتحديد المواقع والأمكنة بحيث يمكن للأشخاص تعقب تحركاتك الطبيعية أينما كان جهازك الهاتفي عاملا.

وقد يذهلك هنا أن نكون محط مراقبة من قبل الأشخاص مع إذاعة أمكنة وجودك طوال الوقت، أو حتى معظم الوقت، وهذا ما دعاني تحديدا إلى تفادي مثل هذه التطبيقات أسوة بسائر الناس. وحتى إذا رغبت في التشارك بمكان وجودك وتحركاتك مع الآخرين يتوجب عليهم أيضا الاشتراك أيضا في الخدمة ذاتها أملا أن تتطابق هواتفهم أيضا مع الخدمة هذه.

لقد قام «غليمبس» بحل عقدة الخوف حول مكان وجود الآخر هذه، وبينما أنت ما زلت بحاجة إلى شبكة «جي1» من «تي ـ موبايل» لبثّ أماكن وجودك، فإن أي هاتف يدعم الإنترنت، أو كومبيوتر «بي سي»، بمقدوره تلقّي وعرض المعلومات الخاصة بهذه الأماكن. وقريبا سيأتي هذا التطبيق أيضا إلى هواتف «آي فون» وهواتف «ويندوز موبايل» و«بلاك بيري»، وسائر الأجهزة الأخرى.

طريقة العمل وإليكم كيف يعمل هذا التطبيق. في البداية اشترك بشبكة «جي1» من «تي ـ موبايل»، هذا إذا كنت تعيش في منطقة حيث تغطية هذه الخدمة جيدة، والتطبيقات التي يمكن إضافتها إلى هذا الهاتف ليست كثيرة جدا، لكنها تكفي، وهي تنمو باستمرار.

ويمكن العثور على «غليمبس» في سوق «أندرويد ماركت»، وهو جواب «جي1» على مخزن «أب ستور» من «أبل». وبعد تنزيلك التطبيق، يمكنك إرسال تحركاتك وتنقلاتك إلى أي شخص يمكنه تلقي الرسائل النصية «إس إم إس»، أو البريد الإلكتروني. وعندما ترغب في أن تُطلِع أي كان على مكان وجودك، كوجودك في اجتماع معين مثلا، أو أن تُطلِعهم أنك في طريقك إلى منزلك، افتح التطبيق وأدخل رقم هاتف الشخص المعني، أو عنوان بريده الإلكتروني.

وبإمكان المستخدمين اختيار الزمن الذي بمقدور متلقي الإشارة تعقبك وفقا لهذا التطبيق، والفترة عادة تدوم لمدة نصف ساعة، لكن بإمكانك إطالتها لفترة أربع ساعات.

ويمكن أيضا أن تضمّن إشارتك المكان المتوجه إليه إذا كان مختلفا عن المكان الذي أنت فيه، عن طريق إضافة عبارة من عدة عبارات متوفرة سلفا لتقول لمتلقي الرسالة مثلا إنك محشور في زحمة السير، أو «سأقابلك في ردهة الاستقبال في الفندق». وما دامت تتوفر لمتلقي إشارتك قدرة الدخول على الإنترنت عن طريق هاتفه، يمكنه أن يتصل بصفحة «غليمبس ويب» على الشبكة التي تريه تماما أين أنت موجود وسرعتك التنقلية.

تعقّب فضائي خليوي وعملية التعقب هذه دقيقة للغاية ما دام نظام «جي بي إس» على الهاتف مكشوفا على الأقمار الصناعية، بحيث تريك «غليمبس» موقعك في حدود 10 ياردات (الياردة نحو 90 سم)، أو أقل. وإذا حدث وكنت في منطقة كثيفة الأشجار أو غيرها التي تحجب الأقمار الصناعية، لكنك ما تزال ضمن مدى الأبراج الخليوية، تستخدم «غليمبس» هذه الأخيرة لتحديد مكانك.

من هنا فإنه في المناطق المدنية التي تكثر فيها الأبراج والصواري الخليوية، فإن هذا النظام يعمل جيدا، لكن في المناطق الريفية يكون أقل دقة بكثير. وهذا ما يدعو إلى تذكر ذلك جيدا عندما يصبح «غليمبس» متوفرا على خيار واسع من الهواتف، بما فيها تلك التي تفتقر إلى تقنية «جي بي إس».

وأحد الهاتفين اللذين يحملهما ابني كان من نوع «آي فون» الذي كان يشغل نسخة تجريبية من «غليمبس». وكان حظي أوفر في عملية تعقب «آي فون» من الهاتف الآخر «جي1». وعندما قام كومبيوتري المكتبي «بي سي» بفتح الرابط المرسل من «آي فون» شاهدت ابني يتحرك حول البناية قبل أن يقطع موقف السيارات ليدخل إلى الطريق العام مرة أخرى. وعندما نقرت لأشاهد الخريطة المرسلة من قِبل «جي1» أرتني ابني وهو ما يزال في المدخل الخاص بالسيارات. وعزا مسؤولو «غليمبس» المشكلة إلى القمر الصناعي المتصل بهاتف «جي1»، أو ربما إلى فيروس في النسخة التجريبية (بيتا) من البرنامج. لكن بالتأكيد عندما قمت باستخدام النسخة المتوفرة للعموم عملت بشكل جيد.

والآن ماذا يحصل إذا قام الآباء المصرون على تتبع خطوات أولادهم عن طريق مكان الهاتف إذا انقضى الوقت المحدد سلفا للمراقبة؟ لا شيء، إذ بإمكانهم النقر على الرابط القديم الذي أرسل إليهم ما شاؤوا، لكن دون أي نتيجة.

وهذا التطبيق مجاني، لكن الشركة المقدمة للخدمة بمقدورها أن تفرض عليك وعلى أصدقائك رسما مقابل الرسالة، أو البريد الإلكتروني المرسل، لذلك إذا أصبحت من المعجبين بهذا التطبيق، فقد يكون من الأفضل للجميع التقيد بمخطط غير محدود لتبادل مثل هذه البيانات.

* خدمة «نيويورك تايمز»