التنقيب في المواقع الاجتماعية يكشف الكثير من الأسرار

يرصد معلومات شخصية أكثر بكثير مما يتصوره البعض

TT

أخطار وضع معلومات شخصية حساسة على مواقع الشبكات الاجتماعية، أمر معروف تماما، لكن أحد الباحثين كشف أخيرا كيف أن التنقيب عن هذه المواقع يمكنه الكشف عن معلومات شخصية لم يجر الكشف عنها بعد، أي لم تُعرف حتى الآن.

وقبل أكثر من ثلاثة أسابيع شرح نيتيش دهنجاني في كلمة ألقاها في مؤتمر «بلاك هات» للأمن الكومبيوتري في لاس فيغاس، وهو مؤتمر يجمع المتسللين وخبراء الأمن المعلوماتي، كيف أن المعلومات الموضوعة على المواقع الاجتماعية على الشبكة مثل «فيسبوك» و«تويتر» يمكن التنقيب فيها لمعرفة مكان وجود الأشخاص ومعرفة نشاطاتهم أيضا. وعرض دهنجاني عدة برامج لجمع المعلومات التي يمكن صنعها مستخدما عدد البرمجة وأدواتها التي تطلقها مثل هذه المواقع. ومثال على ذلك فقد كشف كيف يمكن تعقب تحركات السياسيين والشخصيات المهمة مستخدما موقع «تويتر»، عن طريق التنقيب في الخدمة للحصول على المعلومات الجغرافية المناسبة. وفي أوائل العام الحالي جرى انتقاد رجل الكونغرس الأميركي عن الحزب الجمهوري بيت هويكسترا لأنه نشر معلومات على «تويتر» كشف فيها عن مكانه خلال سفره إلى العراق. وعرض دهنجاني أيضا كيفية التعرف على نوع البرنامج الذي يستخدمه الشخص للنشر على «تويتر»، ومثل هذه المعلومات قد تساعد المخربين على التسلل إلى حساب الشخص كما قال.

معلومات حساسة ويمكن أيضا الكشف عن معلومات حساسة عن طريق التنقيب في اتصالات الشبكات الاجتماعية، ومثال على ذلك إذا كانت هناك شائعة تقول إن محادثات تجري بين شركتين لغرض الاندماج، يمكن للفريق المهتم بذلك مراقبة موقع «Linkedln» الخاص بشبكات التجارة والأعمال بحثا عن الاتصالات الجارية بين موظفي الشركتين. فإذا كانت هذه الاتصالات تجري بشكل يفوق المعدل العادي، فقد يساعد ذلك على تأكيد الشائعة.

ويحتاج المتطفل في بعض المواقع الاجتماعية إلى أن يكون صديقا لأحدهم بغية الاطلاع على اتصالاته الشخصية. لكن في العام الماضي عرض اثنان من الاستشاريين في أمن الكومبيوترات، وهما ناثان هاميل من مجموعة «هيكساغون سيكيورتي غروب»، وشون موير من «أغورا ديجيتال سيكيورتي»، كيف يمكن القيام بذلك عن طريق العثور على صديق للهدف المنشود الذي لم ينشر بعدُ سيرة ذاتية، لكن يمكن تزييف سيرة تُنسَب إليه. وفي مثل هذه المرحلة غالبا ما يقوم أصدقاء الهدف المطلوب بالشروع في اتصالات اجتماعية بينهم. «فكلما كنت أكثر قوة ونفوذا، كانت سرية دليل العناوين مهمة جدا»، على حد قول دهنجاني، لكون المهاجم يستطيع تجميع معلومات مهمة عن هدفه، فقط عن طريق إمكانية الدخول إلى الشبكة. في أي حال قام دهنجاني بعرض الاستخدامات الأكثر إيجابية للتنقيب بالشبكات الاجتماعية. فقد عرض أداة يمكنها ترشيح المواقع على «تويتر» بواسطة المساحة الجغرافية، مع البحث عن الكلمات المعينة التي تشكل مفاتيح مثل «نار»، أو «دخان» التي يجري ذكرها في بعض المواقع، لتقديم إنذار مبكر للذين يستجيبون في الحالات الطارئة.

كشف المجرمين وقال إن الشبكات الاجتماعية قد تساعد أيضا بالتحقيقات الجنائية. فاليوم يقوم المحققون بالتحدث إلى أصدقاء ومعارف المجرمين المعروفين للتعرف على المتورطين منهم. ومثل هذه الاتصالات على المواقع الاجتماعية قد تساعد في كشف من هم أقرب إلى الهدف المطلوب.

وفي وقت سابق استطاع دهنجاني تعرف مجرم عن طريق بطاقة الائتمان التي من المحتمل أنها تخصه، عن طريق مراقبة سلوكه عبر عدد من المواقع الاجتماعية، كما نقلت مجلة «تكنولوجي ريفيو» الإلكترونية. فقد تمكن من ربط سيرة المجرم هذا إلى هوية حقيقية مشكوك بأمرها، وذلك عن طريق تحليل ما ينشره على المواقع. ويتفق الباحثون الآخرون على أن مواقع الشبكات الاجتماعية تكشف أكثر بكثير عما ينوي عليه المستخدمون عادة. «فالبرمجيات الشرعية تقوم بكل الأشياء التي كانت تقوم به البرمجيات الضارة، والتي كانت تستخدم لأغراض الخداع» كما يقول هاميل من «هيكساغون سيكيورتي». ويلاحظ دهنجاني أن الشبكات الاجتماعية لها صفات إيجابية وسلبية معا. «فالوسط الاجتماعي هو أمر جميل وأنا استخدمه أيضا»، على حد قوله. فهو كباحث في الشؤون الأمنية يحاول أن يكون حذرا حول ما يُكشف عنه لدى استخدامه «تويتر». لكنه اكتشف أنه لا يستطيع حماية خصوصياته بشكل كامل. «فالوسط الاجتماعي هو تماما مثل حفلات الكوكتيل، فلكي تستخرج شيئا منها، عليك أن تتخلى عما يقابله».