التقنيات اللاسلكية.. تجتاح الفنادق الكبرى

إسدال الستائر وضبط حرارة الغرفة وتشغيل المرافق الأخرى عن بعد

TT

عندما سجل إليوت أليسكو الدكتور القادم من ولاية ماريلاند قبل فترة قصيرة اسمه في فندق «مونتيج بيفرلي هيلز» في لوس أنجليس حصل على غرفة مجهزة بكل المرافق النموذجية الخاصة بالفنادق، مثل السرير، وشاشة تلفزيون مسطحة، ومنبه، وجهاز يدوي للتحكم عن بعد.. ولكن تقنية الغرفة لم تكن عادية أو نموذجية.

وعن طريق استخدام جهاز التحكم عن بعد ولائحة المهام المعروضة على شاشة التلفزيون قام أليسكو ببرمجة المنبه ليشغل موسيقاه المفضلة في الصباح. وقام أيضا بفتح النوافذ، وضبط الإضاءة ودرجة حرارة الغرفة، بالمستوى الذي يفضله، كل ذلك عن طريق الكبس على بضعة أزرار على جهاز التحكم اليدوي. وقال معلقا على التقنية اللاسلكية إن «مثل هذه الأمور تجعلني مرتاحا وكأنني في منزلي». وهذا ما يجعل الناس يتوقعون مزيدا من الدارات الكهربائية المعقدة في غرف الفنادق عبر البلاد كلها.

فنادق تقنية

* وعلى الرغم من أن الأجهزة عالية التقنية قد تبدو من الكماليات التي لا ضرورة لها، لا سيما في خضم هذا الركود الاقتصادي العالمي، فإن مزيدا من الفنادق شرعت تستثمر في التحديثات التقنية، نظرا لأن معدلات إشغال الفنادق متدنية في الوقت الراهن، فضلا عن أن منتجي الأجهزة مدفوعون إلى ترويج المبيعات. ويقول داني بريير المدير التنفيذي عن قسم مدينة ريتشموند في ولاية فيرجينيا في شركة «تيلي شويس» للاستشارات إن «اليوم هو الوقت المناسب لإجراء التحديثات وعمليات التجديد»، فقد شرع نزلاء الفنادق اليوم في رؤية التحديثات الحاصلة في الفنادق الفخمة التي تتراوح أسعار الغرف فيها بين 200 و400 دولار لليلة الواحدة.

وينوي فندق «هوتيل بيل ـ إير» الشهير في لوس أنجليس تركيب ستائر يمكن إدارتها عن بعد، مع تحسين الخدمات الهاتفية الخليوية الجوالة خلال عملية تجديد تستغرق 18 شهرا تبدأ في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وقامت «فنادق ومنتجعات شيراتون» بالتعاون مع شركة «مايكروسوفت» في الصيف الماضي بتركيب كومبيوترات بشاشات تعمل باللمس في بهو بعض الفنادق المختارة لتمكين النزلاء من الحصول على الوجهات الصحيحة إلى المحلات والمخازن والمطاعم، وبالتالي تنزيل الموسيقى وتنظيم صور العطلات.

ولكن هذه ليست فقط مجرد أجهزة عالية التقنية لتسلية النزلاء، بل إن مديري الفنادق شرعوا يعتمدون على مثل هذه الأجهزة لتوفير المال وجذب نزلاء جدد في وقت تظل فيه كثير من الغرف خالية وعائدات الفنادق تتهاوى بمعدل قدره 15 في المائة أو أكثر، في حين أن هذه النسبة في ما يخص الفنادق الغالية بلغت 25 في المائة، وربما أكثر.

وعن طريق أتمتة عمليات الإضاءة وتدفئة الغرف وتبريدها، وهي العمليات التي تتوقف عندما تكون الغرف خاوية، يمكن تخفيض استهلاك الطاقة بشكل كبير كما يقول أصحاب الفنادق. كما أن أكشاك الشاشات العاملة باللمس التي بمقدورها مسح وقراءة بطاقات الائتمان، ومن ثم تسليم مفاتيح الغرف، أن تخفض أيضا عدد العاملين في الفنادق.

«وكثير من الفنادق متعافية اقتصاديا إلى حد معقول، وبالتالي تستخدم هذه الفترة متدنية الرواج للقيام بعمليات التجديد»، كما يقول دوغلاس رايس نائب المدير التنفيذي لشركة «هوتيل تكنولوجي نيكست جينيريشن»، التي هي مجموعة تجارية تقوم بالترويج بين الفنادق ومعدّي الأجهزة والمعدات التقنية.

تحكم آلي

* وفي فندق «مونتيج» يستطيع النزلاء التحكم وإدارة جميع مرافق الغرفة من دون مغادرة الفراش. فعن طريق استخدام أداة التحكم عن بعد، يمكن للنزلاء مثل أليسكو تعديل الإضاءة ودرجة حرارة الغرفة، والتنقل بين القنوات التلفزيونية المختلفة، وتشغيل المنبه، وإسدال ستائر النوافذ، وحتى تعطيل جرس باب الغرفة حفاظا على الخصوصية. «والنظام هذا في (مونتيج) هو من البساطة بحيث إنك لا تحتاج مطلقا للتفكير وتشغيل رأسك»، على حد قول أليسكو. وكانت «كونترول4»، وهي شركة متخصصة في التسلية والترفيه والأجهزة الأوتوماتيكية، مقرها مدينة سولت لايك قد طورت هذا النظام المستخدم في «مونتيج» وفي ثلاثة فنادق أميركية أخرى. وتستغل هذه التقنية الجديدة بروتوكول مواصفات جديد يمكن الأجهزة الإلكترونية المختلفة في الغرفة، كآلية إسدال الستائر ورفعها، ومفاتيح تخفيض الإضاءة ودرجة الحرارة أن تتواصل في ما بينها. وبفضل بروتوكول الاتصالات بات بإمكان الفنادق تركيب الأجهزة والمعدات في جميع أنحاء الغرفة، من دون الحاجة إلى الأسلاك، كما يقول جيم غيست نائب رئيس شركة «كونترول4» للاستضافات الدولية.

وقد جرى برمجة نظام فندق «مونتيج» هذا لكي يقفل مكيف الهواء، ومصابيح الإنارة، ويسدل الستائر حالما ينهي النزيل معاملات خروجه من الفندق. و«مع التوفير في الطاقة والتخلص من الأسلاك، فإن التكلفة تسدد ذاتها مع العام الأول من الاستخدام» وفقا لـ«غيست».

ويبدو أن التقنية الجديدة هذه موجودة أيضا في فندق «ألوفت» في رانشو كيوكامونغا الذي هو جزء من سلسلة فنادق متفرعة عن شركة «ستاروود هوتيلز آند ريزورتز وورلد وايلد» التي تملك أيضا علامة «شيراتون». ففي الردهة الأمامية من الفندق هناك كشكان بشاشتين تعملان باللمس، حيث يقوم النزلاء بإدخال بطاقة ائتمان في أحد الكشكين ليقوم النزيل بإجراء معاملات حجز إحدى الغرف والحصول على مفتاحها، من دون التحدث حتى إلى أحد موظفي الفندق. والكشكان هذان موصولان أيضا بنظام الحجز التابع لعشرات خطوط الطيران، مما يمكن النزيل من طباعة بطاقات الدخول إلى الطائرة من ردهة الفندق. ويوجد هناك أيضا أحد الموظفين لخدمة النزلاء الذين يواجهون صعوبة في التعامل مع التقنيات هذه.

وتمتد هذه التقنية حتى إلى مركز اللياقة البدنية، حيث يوجد جهاز تلفزيون بشاشة مسطحة مشيدة داخل أجهزة تمارين المشي (تريدميلز) لعرض الأفلام وتشغيل الموسيقى عن طريق مشغلات للوسائط المتعددة تمسك باليد. وفي الغرف يمكن للنزلاء وصل جميع أجهزتهم اليدوية، بما فيها مشغلات الموسيقى الرقمية وكومبيوترات «لاب توب»، بمحطة إرساء التي تقوم بدورها بوصلها إلى شاشة تلفزيونية من البلور السائل (إل سي دي) قياس 42 بوصة.

وحتى برك السباحة مجهزة بمكبرات صوت تحت الماء، بحيث يمكن للنزلاء سماع الموسيقى التي يبثها الفندق في صالوناته وردهاته وهم يمارسون الغطس والسباحة.

وعلى الرغم من أن كثيرا من هذه الأجهزة والمعدات قد تساعد في توفير المال، فإن مدير المبيعات في فندق «ألوفت» جورج أزبيتيا يقول إن الهدف الرئيسي من وراء ذلك هو تمييز الفندق عن غيره، بحيث يغري نزلاءه بالعودة إليه.

*خدمة «لوس أنجليس تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»