قلم إلكتروني ذكي.. للتعامل مع كومبيوترات «ماك»

يحقق التزاوج بين الكتابة العادية والرسم والكومبيوتر

قلم «بالص سمارت بين»
TT

يبدو أن التفاعل بين الكومبيوتر والقلم ليس تقنية سهلة يمكن التمرس بها، على الرغم من أن شركة «لايفسكرايب» استحوذت على اهتمام أولئك الذين يتطلعون إلى مثل هذه الحلول. فمع التعاون مع «فيجن أوبجيكتس» استطاعت أن تخرج بتطبيق لتحويل الملاحظات المدونة على الورق إلى نص يظهر على شاشة الكومبيوتر كاملا، مع تسجيل صوتي. وإليكم التفاصيل:

لأكثر من عقدين من الزمن بذل التقنيون جهدا كبيرا محاولين المزاوجة بين قوة القلم والكومبيوتر. ولكن حتى الآن ذهبت جهودهم أدراج الرياح. لكن هذه الإخفاقات الماضية لم تردع «لايفسكرايب» من إعادة النظر في مثل هذا الأمر. والأكثر من ذلك أن شرع قلم «بالص سمارت بين» Pulse Smartpen الذكي (يتراوح سعره بين 149.95 و199.95 دولار)، وهو من إنتاج شركة مقرها مدينة سان فرانسيسكو، يستقطب اهتماما واسعا من قِبل مستخدمي كومبيوترات «ماك» و «بي سي» معا.

من الكتابة إلى الشاشة

* وفي الواقع استقطب هذا القلم شعبية واسعة بين مستخدمي كومبيوتر «ماك»، بحيث عقدت الشركة المنتجة له أخيرا صفقة مع شركة فرنسية، هي «فيجن أوبجيكتس» لإنتاج نسخة من نظام التشغيل «OS X» من برنامجها الذي يحول النصوص المدونة باليد إلى برنامج نص كومبيوتري خاص بالقلم «بالص» هذا، يدعى «ماي سكريبت فور لايفسكرايب».

والنقل من نصوص الكتابة باليد إلى نصوص كومبيوتر كان أحد أكثر المطالب من قِبل الجماعات التي تستخدم «ماك»، على حد قول إيريك بيتيت كبير مديري التسويق في «لايفسكرايب» لدى كشف النقاب عن الصفقة هذه في حديث لمجلة «تكنولوجي ريفيو» الإلكترونية الأميركية. وتقول آن ـ صوفي بيلود مديرة التسويق في «فيجن أوبجيكتس» إن «مستخدمي (ماك) أكثر استعدادا من الآخرين لاستخدام الأقلام الرقمية»، خصوصا وأن (ماك) هي سوق مهمة بالنسبة إلينا». وقلم «بالص سمارت بين» كقريبه من قبل، يتيح لك الكتابة، أو الرسم على ورق مصمَّم خصيصا لنقلها إلى الكومبيوتر، كملفات رسم، أو صور. ومع «ماي سكريبت» تتحول الكلمات في هذه الملفات إلى نصوص. وقلم «لايفسكرايب» يحتوي أيضا على مسجل صوتي رقمي يصلح جدا لتسجيل الملاحظات والمحاضرات والاجتماعات.

وأكثر من ذلك، فإنه يقوم بوصل الصوت مع الرسوم والنصوص اليدوية، أي ما يخربشه القلم، في الزمن الحقيقي. إذ يمكن النقر على كلمة في الملاحظات المدونة ليقوم القلم بتشغيل وبث ما جرى قوله في تلك اللحظة بالذات. كما يمكن النقر على كلمة على سطح المكتب أيضا للحصول على النتيجة ذاتها.

وعلى الرغم من الحاجة إلى «ماي سكريبت» لتحويل كتابة اليد إلى نص، فإن القلم ذاته مزود ببرنامجه الخاص بالتعرف بحيث أن الصفحات التي يقوم القلم بتحويلها إلى الكومبيوتر يمكن البحث فيها عن الكلمات، دون مغادرة تطبيق سطح المكتب الخاص بـ«لايفسكرايب».

ولدى سؤال مورين كيتينغ مديرة الإنتاج في «لايفسكرايب» عن النجاح الذي يحققه قلم «بالص سمارت بين» الذكي، والذي لم يحققه في الماضي قلم من هذا النوع، ذكرت أن التقنية تمكنت من اللحاق بالتوقعات المنتظرة من هذه الفئة من المنتجات. وأضافت أن «هناك طلبا واضحا من السوق لمثل هذه الأنواع من الأجهزة المركبة في المعدات المستخدمة يوميا. لكن مع كل الأمور العديدة التي شرعت تنضج حاليا، فإن التقنية باتت تتيح وضع تقنيات جذابة جدا داخل أحجام صغيرة مثل هذه الأقلام».

وكانت الأقلام الأولى من هذا النوع كبيرة وصعبة الاستخدام وغالية الثمن كما تقول. وتابعت: «نحن نتابع مسيرتنا بشكل جيد لكوننا نملك المزيج الصحيح من المميزات إلى جانب السعر».

ويبدو أن «لايفسكرايب» حققت حماسا غير متوقع في أسواق «ماك» نظير سلعتها هذه. وكانت «لايفسكرايب» قلقة من الدخول إلى حلبة «ماك» بعد ثمانية أشهر من إطلاق الأخيرة «ويندوز» لمرة واحدة الذي من شأنه أن يستولي على بعض أسواقها» وفقا لاعتراف كيتينغ. لكنها أقرت أنه «لم تحدث خسارة أي أسواق، بل العكس، فقد ازدادت مبيعاتنا بنحو 30 في المائة».

نجاحات وإخفاقات

* ولاحظت كيتينغ أنه من إحدى الأسواق المهمة التي تستهدفها «لايفسكرايب» التعليم العالي، لا سيما طلاب السنتين الأوليين من الجامعة، «فهم يكونون عادة داخل قاعة محاضرات كبيرة، وفي جو تنهمر عليهم فيه المعلومات بكثرة، وعن طريق تسجيل صوت المحاضر الذي يتزامن مع الملاحظات التي يدوّنوها، نرى أن ذلك يؤدي إلى إعطائهم أفضلية تنافسية على أقرانهم من الطلاب» على حد قولها.

بيد أن شعبية هذه المعدات بين الطلاب كانت مثار تساؤل من قِبل بول سافو الأكاديمي المتميز الزائر في شبكة أبحاث «ستاندفورد ميديا ـ إكس» في باولو ألتو في ولاية كاليفورنيا، الذي قال: «لم أرَ قلم (سمارت بين) ذكيا في حرم الجامعة، فالطلبة لا يكتبون، بل يطبعون». وأضاف: «لقد أمضيت أربع سنوات في التدريس هنا، وعلى الرغم من أن عدد طلابي صغير نسبيا، فإن غالبيتهم لم يواجهوا أي صعوبة في فتح أجهزة اللابتوب وطباعة ملاحظاتهم عليها».

وعلى الرغم من نجاح قلم «بالص سمارت بين» في هذه المرحلة من التطوير، فإنه يبقى من المنتجات المختارة، استنادا إلى سافو الذي يستخدم هو ذاته هذا القلم.

وأضاف أن الحيرة والتخبط يحيطان بهذا القلم، فهو يتطلب أشخاصا يهوون استخدام القلم والورق ليجدوا أنفسهم يستخدمون ورق «لايفسكرايب» وأقلامها فقط، «وهذا من شأنه أن يزيل من اللائحة الشخص الذي يهوى الكتابة على دفاتر الملاحظات الورقية عن طريق استخدام أقلام الحبر العادية، أو أقلام الحبر الناشف التي تطرح بعد الاستخدام. لذا أنت بحاجة إلى زبون يهوى القلم والورقة، لكنه لا يهواهما بدرجة كافية بحيث لا يمكنه التخلص منهما، والتحول إلى قلم (لايفسكرايب) والورق الخاص بهذه الشركة»، كما يقول، وتابع: «إن السر يكمن في كيفية إغلاق الهوة بين التناظريات والرقميات دون الحاجة إلى تغيير السلوك الشخصي الذي يقف عادة حجر عثرة أمام ذلك».