التواصل مع الشبكات الاجتماعية عبر الجوال.. تحول إلى سوق مثمرة

الكثير من الشباب يستخدمون الهاتف بدلا من الكومبيوتر واللاب توب

«تطبيقات مايكروسوفت» برامج جديدة تتيح لمستخدمي الهواتف الجوالة التواصل مع مختلف الشبكات الاجتماعية على الإنترنت (خدمة صور نيوزكوم)
TT

جيف سميث رجل مواظب على استخدام الشبكات الاجتماعية، لكنه لا يملك كومبيوتر «بي سي»، إلا أنه، كما يقول، «يفضل الهاتف الجوال والخدمات التي يقدمها». وسميث هذا، 40 سنة، يعمل كساعي بريد في ديترويت، وخدم سابقا ككشاف في الجيش الأميركي في عمليات في الخارج.

ولمدة سنة استخدم سميث «موكو سبايس» Moco Space (الحيز الخاص بالجماعات التي تستخدم الأجهزة الجوالة) لمقابلة الناس والدردشة معهم، والبحث في الشبكة، وممارسة الألعاب. أما الأشياء والأمور الأخرى فتبدو كثيرة عليه.

وغالبية الناس التي تشترك في الشبكات الاجتماعية تقوم بذلك عن طريق أجهزة «بي سي»، ومع ذلك فإن الكثير من الأشخاص لا يستطيعون تحمل شراء كومبيوتر، أو يفضلون عدم استخدامه، بل يستخدمون بدلا عنه الأجهزة الجوالة لإبلاغ أصدقائهم بمكان وجودهم وماذا يفعلون، وللمشاركة معهم في تبادل الصور ومشاهدتها.

والكثير من مستخدمي الجوال يشكلون جزءا مهمّا من «فيس بوك» و«تويتر» و«ماي سبايس»، لكن الكثير منهم شرعوا يتوجهون إلى نوع جديد من الشبكات الاجتماعية المخصصة للجوال فقط، مثل «موكو سبايس»، و«ميغ33» (Mig33)، و«بيبيرونتي» (Peperonity). وكانت «موكو سبايس» قد برزت على أنها المفضلة في الولايات المتحدة لأنها تتوفر في 22 مدينة، بما في ذلك نيويورك وسياتل ولوس أنجليس. وهي توفر خدمات الدردشة، والرسائل الفورية، والمشاركة في الفيديو والصور، والألعاب.

دردشة إنترنت هاتفية

* وكان عدد الأشخاص الذين يستخدمون الشبكات الاجتماعية من هواتفهم الذكية قد ارتفع بنسبة 178 في المائة إلى 18.3 مليون مستخدم في يوليو (تموز) الماضي، مقارنة بالشهر ذاته من العام الفائت، استنادا إلى مؤسسة «نيالسين». ويبدو أن الشبكات الاجتماعية هي بين أسرع النشاطات نموا في الأجهزة الجوالة، إلى جانب عمليات البحث والكشف على الأخبار، كما يقول جون ستيوارت مدير الأبحاث في قسم التقنيات والبحث في هذه المؤسسة.

فرص إعلانية كبيرة

* ومع تركيز الأنظار على الأجهزة الجوالة يبدو أن الفرص السانحة أمام المعلنين باتت كبيرة، إذ تتوقع «فيجين أغيين» للأبحاث أن تبلغ عائدات الشبكات الاجتماعية الجوالة 60 مليار دولار في عام 2012. ويتوقع جني الكثير من المال من المستهلكين الذين يشترون الهدايا الافتراضية لدى ممارسة الألعاب الجوالة مثلا، وفقا لدوغ بيوشر كبير مديري التسويق في «ميغ33».

وأفضل الفرص هنا هي مع مستخدمي هواتف «آي فون» و«غوغل أندرويد» الذين أظهروا ميلهم الكبير إلى مشاهدة الإعلانات عن طريق شاشاتهم الكبيرة. إذ إن هناك فرصة كبيرة لعرض الإعلانات التي تروج للأفلام السينمائية والسيارات والمطاعم في مناطق معينة، استنادا إلى جايسون سبيرو المدير العام لـ«أدموب» في أميركا الشمالية التي هي شبكة للإعلانات الجوالة.

وكان المعلنون قد أخذوا باحتمالات الوصول إلى الملايين من الشباب في العشرينات من عمرهم على نطاق العالم كله، الذين هم من هواة الهواتف الجوالة، بحيث إن الكثير منهم باتوا على استعداد للاطلاع على الإعلانات على الشبكة. وهؤلاء من الشباب الأكثر تذوقا للتقنيات، وفقا إلى دايفيد بيركوويتز كبير مديري قسم الوسائط الجديدة والابتكارات في وكالة التسويق الرقمية «360 آي»، الذي يتوقع انفجار استخدام الإنترنت الجوال، خصوصا في ما يتعلق بالشبكات الاجتماعية.

وتقول كورتيني كولنز، 23 سنة، مصففة الشعر التي تعيش قرب ديترويت: «هاتفي دائما معي، وهو يناسبني أكثر. إنه جزء من حياتي». وهي لا تملك جهاز «بي سي»، لكنها من المدمنين على استخدام «ماكو سبايس» و«فيس بوك» عن طريق هاتفها.

الألعاب الاجتماعية

* 65 مليون مستخدم لشبكة «فيس بوك» من أصل 300 مليون هم من مستخدمي الأجهزة الجوالة، وقبل ثمانية أشهر كانوا 20 مليونا. أما إجمالي الأعضاء في «ماي سبايس» فيقدر بنحو 125 مليونا في جميع أنحاء العالم، 25 مليونا منهم يستخدمون الأجهزة الجوالة. وكان العدد قبل سنة واحدة 6 ملايين.

والحصة الكبيرة في هذا النمو الكبير حاصلة في المناطق المدنية والبلدان النامية بين الشباب الصغار الذين لا يستطيعون شراء جهاز «بي سي» وتدبير ثمنه. من هنا «باتت الشبكات الاجتماعية الجوالة أسلوبا للحياة بالنسبة إلى الشباب، لا سيما بالنسبة إلى أولئك الراغبين في ممارسة الألعاب الاجتماعية»، كما يقول بيوشر الذي أكد أن «ميغ33» تضيف أكثر من 500 ألف مستخدم شهريا في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط. وتقوم الخدمات الدولية في هذا الموقع، عن طريق أعضائها البالغ عددهم 25 مليونا، بدمج الخدمات المجانية والمتهاودة السعر، بما فيها الاتصالات الهاتفية عبر الإنترنت والتراسل الفوري، والدردشة، والبريد الإلكتروني، والرسائل النصية، والمشاركة بالصور، فضلا عن مميزات الشبكات الاجتماعية الأخرى.

من جهته يتوقع المحلل تشارلز غولفن من مؤسسة «فوريستر لايسيرتش» للأبحاث أن الموجة الكبيرة المقبلة من مستخدمي الإنترنت، الذين قد يبلغ عددهم المليارات في الأقطار النامية، سيستخدمون الهواتف الذكية، بدلا من أجهزة «بي سي». وحتى في الولايات المتحدة سيلحق الشباب في المدن الذين يهمهم التوفير بالركب ذاته كما يقول، «وربما هذا هو الأسلوب الأفضل لردم الهوة الرقمية»، كما يقول جوستين سيغيل المدير التنفيذي لـ«ماكو سبايس»، الشركة التي تأسست قبل أربع سنوات فقط، والتي لها جمهورها الواسع من الشباب غير البيض في المدن الذين لا يستطيعون شراء الكومبيوترات لأسباب مادية، ويستخدمون الهواتف بدلا من ذلك. وهذه الخدمة المجانية شعبية ورائجة جدا بين العسكريين. وقد يشكل ذلك أسلوبا في الحياة، استنادا إلى استطلاع أجرته شركة «سبرينت»، بحيث إن 80 في المائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة يرون في هواتفهم اللاسلكية خطا للحياة والتواصل مع الآخرين. «كما أن الكثير من الأشخاص، لا سيما الشباب منهم، لا يرغبون أن يكونوا مقيدين إلى جهاز مكتبي، أو حتى جهاز (نيتبوك)»، كما يقول مايكل أوسترمان الذي يعمل كمحلل مستقل.

أما كيفن لوماكس، 29 سنة، الذي يعمل كمغنٍّ وكاتب أغانٍ ومنتج في نيويورك، فيلاحظ أن الذين يحملون جهاز لاب توب هم رجال الأعمال فقط. وهو يستخدم هاتفيه «آي فون» و«بالم بري» لوضع أغانيه في صفحة «ماكو سبايس» التي لها 4000 هاو.

* خدمة «يو إس إيه توداي» خاص بـ«الشرق الأوسط»