«غوغل» تطرح أول نظام تشغيل سحابي في العالم

النسخة التجريبية لـ«كروم» تركز على السرعة والبساطة والتفاعل مع الإنترنت

TT

طرحت شركة «غوغل» الأسبوع الماضي النص البرمجي للنسخة التجريبية الأولية لنظام التشغيل السحابي المقبل «كروم أو إس» (Chrome OS) ضمن مشروع «كروميوم أو إس»(Chromium OS) لتطوير نظام مفتوح المصدر، وسمحت للجميع استراق النظر إلى ما تخبئه لهم في المستقبل القريب. وتريد الشركة التركيز على البساطة والسرعة أكثر من المزايا، حيث إن واجهة التفاعل هي عبارة عن متصفح وزر إضافي للخيارات. وحملت «الشرق الأوسط» هذه النسخة وجربتها، وسنشرح للقراء كيفية تحميلها وتشغيلها.

وسيرى من يجرب هذه النسخة أن النظام هو عبارة عن متصفح «كروم» مع بعض المزايا القليلة الإضافية. وبعد تسجيل الدخول إلى النظام، لن يشاهد المستخدم سطح المكتب كما هو معتاد في الكثير من أنظمة التشغيل، ولن يشاهد شاشة كتابة الأوامر النصية، بل سيشاهد أمامه متصفح «كروم». ويوجد في زاوية الشاشة زر صغير يعرض بعض البرامج السحابية عند الضغط عليه، مع وجود مؤشر في زاوية أخرى يعرض درجة شحن بطارية جهاز المستخدم. وتجدر الإشارة إلى أن النظام صمم ليعمل على أجهزة الكومبيوتر المحمولة الصغير «نتبوك» (Netbook)، ولكن يمكنه العمل على الأجهزة الأخرى من دون أي مشاكل. ومن المزايا المهمة للنظام أنه يستطيع بدء عمله في زمن لا يتجاوز أكثر من 3 ثوان (في النسخة النهائية، حسب تصريحات «غوغل»)، وستعمل جميع البرامج في ألسنة (Tab) شبيهة بتلك المستخدمة عند تصفح الإنترنت. ويجب على المستخدم إدخال معلومات بريده الإلكتروني الخاص ببريد «غوغل» للدخول إلى النظام، حيث إن النظام سحابي، ويستخدم معلومات موجودة في أجهزة مركزية في الإنترنت.

الحوسبة السحابية

* وتعرف «الحوسبة السحابية» بأنها نقل عملية المعالجة من جهاز المستخدم إلى أجهزة خادمة عبر الإنترنت، وحفظ ملفات المستخدم هناك، ليستطيع المستخدم الوصول إليها من أي مكان وأي جهاز، ولتصبح البرامج مجرد خدمات، وليصبح كومبيوتر المستخدم مجرد واجهة أو نافذة رقمية. وغالبا ما تستخدم الأجهزة الخادمة تقنيات الأوساط الافتراضية للسماح لعدة مستخدمين باستخدام الخدمة ذاتها. وحصل هذا المصطلح على كلمة «السحابة» من الرسومات التقنية التي تعبر عن التفاعل مع الإنترنت (أو مجموعة كبيرة من الأجهزة المتصل بعضها ببعض) على شكل رسمة سحابة. وبالنسبة للمستخدم، فالخدمة تعني أنه لا يجب عليه الاكتراث بما يدور داخل تلك «السحابة»، حيث إنها مسؤولة بطريقة ما عن تقديم ما يريده بشكل كامل.

مزايا النظام

* ونظرا لأن النظام سحابي، فمن المتوقع أن يعمل بسرعة كبيرة، نظرا لأنه سيقرأ معلوماته من الإنترنت، ولن يحملها من القرص الصلب لفترات مطولة. وتصف «غوغل» تجربة تشغيل النظام بمشاهدة التلفاز، حيث يضغط المستخدم على زر، وتظهر الصورة في ثوان قليلة. ويضاف إلى ذلك أن عمل النظام من الإنترنت سيرفع من مستويات الأمن بشكل كبير، حيث إن الملفات لن تخزن على جهاز المستخدم وتكون عرضة للفيروسات وبرامج التصيد الاحتيالي، بل ستخزن على أجهزة مركزية محصنة بأفضل وسائل الأمن الممكنة، مع تحديثها بشكل مستمر، ومن دون أن يشعر المستخدم بذلك على الإطلاق. ولن يسمح النظام لأي برنامج بإجراء أي تعديل على ملفات النظام، وسيحدث المناطق التي تغيرت أو تضررت (في حال استطاع أحد تغييرها) فورا، وبشكل آلي، وستخزن الوحدات المهمة للنظام في مناطق لا يمكن تعديلها أو مسحها على الإطلاق. وستكون المعلومات الوحيدة التي تخزن على جهاز المستخدم هي خياراته في استخدام النظام، بعد تشفيرها وتخزينها على الإنترنت أيضا. ويكمن السبب في تخزين خيارات المستخدم على الإنترنت في أنه لو غير المستخدم جهازه أو استخدم جهازا آخر، فإن خياراته ستبقى نفسها، ولن يشعر بأي تغيير على الإطلاق، ولن يضيع وقته في إعادة تخصيص الخيارات في كل مرة يستخدم فيها جهازا جديدا.

ويمكن لأي برنامج يعمل عبر الإنترنت صمم للعمل وفق قوانين المتصفحات القياسية العمل بشكل مباشر في النظام الجديد. وحتى مجموعة برامج «مايكروسوفت أوفيس لايف»(Microsoft Office Live) المكتبية ستعمل على النظام الجديد، لدرجة أن «غوغل» اختارتها لتكون البرنامج الرئيسي للتعامل مع جداول «إكسل» من داخل النظام! نظام مجاني

* ومن فوائد النظام أن أسعار الكومبيوترات المحمولة التي تستخدمه ستكون منخفضة جدا، نظرا لأن النظام مجاني، ولعدم حاجتها إلى وجود مواصفات متطورة، إذ يكفي استخدام ذاكرة تكفي لعمل المتصفح، ووجود اتصال بالإنترنت، ومأخذ «يو إس بي» للتفاعل مع ملفات المستخدم الشخصية أو الملحقات. وتعمل «غوغل» حاليا مع شركات التصنيع لطرح قائمة بالمواصفات الأساسية المطلوبة لعمل النظام، والملحقات التي يدعمها. ومن الملحقات الحالية التي يدعمها الأقراص ذات الحالة الصلبة SSD التي تعمل بتقنيات ذاكرة «فلاش» لتخزين وقراءة المعلومات.

وليس من المتوقع أن يطيح النظام بأنظمة التشغيل الحالية، نظرا لأن المستخدمين يريدون استخدام الكثير من الملحقات والبرامج المختلفة الضرورية لأعمالهم أو للترفيه، بل ستكون الأجهزة التي تعمل بالنظام عبارة عن أجهزة مكملة لهم، أو أجهزة بسيطة للتواصل مع الآخرين وأداء المهمات البسيطة، أو لمن ليست لديهم أي خبرة تقنية ولا يريدون الدخول في مشاكل مكافحة الفيروسات وتحديث نظام التشغيل، أو عدم توافق عمل بعض البرامج معه أو حتى تثبيتها، إذ يكفي اختيار البرنامج الذي يريده المستخدم، ليعمل فورا من الإنترنت ومن دون تثبيته.

وتتوقع الشركة طرح الأجهزة التي تعمل بهذا النظام نهاية العام المقبل. ومن الخطأ الحكم على النظام وفقا لهذه النسخة الأولية، إذ توجد لدى فريق التطوير أشهر طويلة من إضافة المزايا وتطوير النظام بالشكل المفترض، وقد يختلف مظهره وعمله في النسخة النهائية بشكل كبير عن النسخة الأولية.

تحديات مقبلة

* وقد يرى البعض أن عدم القدرة على إضافة أي برنامج إلى النظام ستحد من خياراتهم، مثل عدم قدرة محبي متصفح «فايرفوكس» على استخدامه أو تثبيته، إلا في حال تعديل شركة «موزيلا» للنص البرمجي الخاص بالنظام (النظام مفتوح المصدر، ويمكن تحميل نصه البرمجي وتعديله كما يشاء المستخدم، وهو نسخة مشتقة من نظام التشغيل «لينوكس» مفتوح المصدر أيضا) وطرح إصدار خاص يعمل بمتصفحها. ولن تعمل البرامج المصممة للعمل في بيئة نظام «آندرويد» (Android) الخاص بالهواتف الجوالة، نظرا لأنه يجب تحميل تلك البرامج وتثبيتها في النظام، الأمر غير المسموح به في «كروميوم أو إس».

وبالنسبة لمن يتخوف من تخزين ملفاته عبر الإنترنت، وعدم القدرة إلى الوصول إليها في حال تعطل الأجهزة المركزية، فيمكن لفت نظره إلى أن احتمال تعطل جميع الأجهزة المركزية لـ«غوغل» أقل بكثير من احتمال سرقة أو تلف كومبيوتره المحمول، أضف إلى ذلك أنه يمكنه استرجاع ملفاته من الأجهزة المركزية السحابية بعد إصلاح العطل، على خلاف سرقة أو تعطل كومبيوتره المحمول، مع عدم حاجته إلى حفظ نسخ احتياطية لملفاته في كل فترة عند استخدام الأجهزة السحابية، إذ ستبقى كل وثيقة يعدلها محفوظة، ويمكن استرجاعها في أي وقت يشاء.

* الموقع الرسمي للنظام (http://www.chromium.org) اختبار النسخة التجريبية لنظام تشغيل «كروم»

* اختبرت «الشرق الأوسط» النسخة التجريبية، وكانت النتائج مرضية نوعا ما، إذ إن عمل النظام كان سريعا، واستغرق بدء العمل منذ الضغط على زر التشغيل إلى ظهور شاشة إدخال اسم المستخدم وكلمة السر نحو 8 ثوان، واستغرق النظام بعدها نحو 4 ثوان لعرض المتصفح. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الإصدار يفتقر إلى دعم اللغة العربية عند تصفح المواقع العربية على الإنترنت، حتى عند تغيير الترميز Encoding إلى ترميز يدعم اللغة العربية. وسألت «الشرق الأوسط» سايمون موريسون، مدير الاتصالات مع الشركات في «غوغل»، حول احتمال تعريب النظام عند طرحه، فأجاب «نحن في (غوغل) نسعى لطرح جميع منتجاتنا في إصدارات محلية للغات الـ 40 الأكثر استخداما في العالم، ومن ضمنها اللغة العربية، ولن نستثني نظام «كروم أو إس» من هذه العملية».

ومن البرامج الموجودة في النظام والتي يمكن استخدامها حاليا، «نوتباد» لكتابة الملاحظات، و«كونتاكتس» لتخزين واسترجاع أرقام وعناوين أصدقاء المستخدم، و«تو دو ليست» لإدارة المهمات التي يريد المستخدم القيام بها، وآلة حاسبة، بالإضافة إلى لعبة شطرنج وبعض الروابط لمواقع البريد الإلكتروني والشبكات الاجتماعية المشهورة، وبعض مواقع خدمات البرامج، مثل «تقويم غوغل» و«وثائق غوغل»، وغيرهما.

وإن أردت تحميل النظام، يمكنك إما تحميل النص البرمجي وإدخاله في بيئة برمجية لإيجاد الملفات اللازمة للعمل على نظام التشغيل الحالي لك (جهد يتطلب معرفة برمجية تقنية)، أو يمكنك تحميل ملف خاص جاهز بحجم يقارب 280 ميغابايت (سيصبح حجم الملف أكثر من 700 ميغابايت بعد فك ضغطه)، يعمل في بيئة افتراضية (Virtual Machine)، نظرا لأنه لا يمكن تثبيت النظام حاليا. ويتطلب هذا الأمر تحميل برنامج لإعداد البيئة الافتراضية، مثل «فيرتشوال بوكس» (Virtual Box) المجاني (http://www.virtualbox.org) على الكثير من أنظمة التشغيل، أو «في إم ووير» (http://www.vmware.com) الذي يعمل لغاية 30 يوميا مجانا، ومن ثم يجب شراء نسخة منه بسعر 80 دولارا أميركيا (ملاحظة: «في إم ووير بلاير» يعمل على نظام التشغيل «ويندوز»، بينما يعمل «في إم ووير فيوجين» على نظام التشغيل «ماك أو إس»). ويمكنك تحميل النسخة الخاصة بالبيئة الافتراضية التي تريدها من موقع «جي دي جي تي» gdgt (http://gdgt.com/google/chrome - os/download).