تطبيقات تعليمية.. تحث على تذكر المعلومات

عن طريق «دغدغة الذاكرة»

«طاولة ليب ستارت للتعليم» مخصصة لتعليم الأطفال الحروف الأبجدية والحساب (إم سي تي)
TT

أحد التطبيقات الموجهة لتعليم اللغات، الذي شاع كثيرا في اليابان، شرع يغزو الولايات المتحدة حاليا على شكل تطبيق يستخدم في هواتف «آي فون» الجديدة. وتقول مؤسسة «سمارت دوت إف إم» (Smart.fm) التي مقرها اليابان، إن البرامج الكومبيوترية التي وضعت في هذا التطبيق تساعد المستخدمين على تذكر شتى أنواع المعلومات.

وهذه المؤسسة واحدة ضمن الكثير من الشركات التي تبيع البرمجيات المصممة لمساعدة مستخدميها على التذكر. وقد توصل باحثو المؤسسة إلى هذه البرامج بعد دراستهم الأبحاث التي تظهر أن الأشخاص يتذكرون المعلومات بشكل أكثر فعالية، عندما يحاولون حفظها في الأوقات الحرجة، حسب ما يقول مؤسسها ورئيسها، أندرو سميث لويس.

وتقرر هذه البرامج عدد المرات التي ينبغي فيها تقديم المعلومة إلى المستخدم، وبأي صيغة. ومثال على ذلك عرض كلمة جديدة وترجمتها على الشخص المعني مرارا، بحيث يسأل المستخدم أسئلة سهلة نسبيا تتعلق بها، بغية «دغدغة» ذاكرته. ولكن حالما يظهر المستخدم القدرة على تذكر الكلمة ومعناها يقل عدد المرات التي تظهر فيها هذه المعلومات. ويقول لويس إن «الكفاءة هي الأمر الأساسي، ونحن نرغب في التوفيق بين عدد المرات القليلة التي يجري فيها عرض المعلومة، والفعالية القصوى في تذكرها».

تطبيق إعلامي متعدد

* ولاستخدام تطبيق «Smart.fm»، على الشخص المعني اختيار لائحة من المواد، من قاموس يضم كلمات أجنبية على سبيل المثال، أو الشروع في بناء لائحة جديدة. وقد تكون هذه اللائحة من النصوص فقط، لكن بمقدور النظام دعم المعلومات بالصور والأصوات أيضا. ويمكن للمستخدم أن يجانس مثلا أسماء الطيور بالأصوات التي تحْدثها، أو عرض صور أجزاء الدماغ البشرية المختلفة لتعلم كيفية التمييز بينها، أو محاولة الاستعانة بهذا البرنامج لتذكر أسماء الأشخاص الذين صورتهم أثناء حضورك المؤتمرات.

ويقول بيتر بروسيلوفسكي، مدير مختبر منظومات شبكات التكيف الخصوصية في كلية العلوم المعلوماتية في جامعة بتسبيرغ في أميركا في حديث لمجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية، «لا تزال التطبيقات التعليمية التي تقدم المحفزات التكيفية التي تعتمد على معدلات النسيان، نادرة نسبيا». لكن أساليب التعليم التي تعتمدها «Smart.fm» يمكن تطبيقها على أي نوع من المواد، كما يقول لويس، الذي تابع قائلا: «إن منصة التعلم التكيفي لا تعرف عنك إن كنت مثلا تدرس عن الرسامين الروس، أو عن لعبة الشطرنج، أو الأقوال الفرنسية السائدة، فكل الذي تدركه هو أنها جميعا أمور فردية».

وخلافا لجميع التطبيقات الأخرى الخاصة بالذاكرة تتخذ «Smart.fm» منحى اجتماعيا متيحة للمستخدمين مشاركة لوائحهم مع الآخرين، وإضافة التعليقات على اللوائح الأخرى. وفي المستقبل، يقول لويس، سيكون هناك المزيد من الأساليب لسحب المعلومات إلى النظام هذا، إذ تعمل المؤسسة على التكامل مع «فريبايس»، وهو موقع يجمع قواعد المعلومات التي يجمعها المستخدمون. وحال إنجاز هذا المشروع سيكون بمقدور مستخدمي «Smart.fm» المهتمين بموضوع معين الوصول إلى معلومات تتعلق به، عن طريق «فريبايس» بصورة أوتوماتيكية.

تطبيقات تعليمية

* ويقول كارل هاو، المحلل الذي يركز على البحث عن طريق الأجهزة الجوالة في «يانكي غروب»: «إن تطبيقات التعليم هي واحدة من أكثر المجالات نموا في مخزن (آي فون) للتطبيقات. ويعتقد أيضا أن (Smart.fm) كانت حكيمة في توسيع نطاق مادتها إلى ما يتعدى نطاق تعلم اللغات وإتقانها». وبالنسبة إلى تطبيقات التعليم أضاف: «إن الجانب الأساسي هو في معرفة كيفية جذب اهتمام الأشخاص».

ولاحظ هاو أن أبرز التطبيقات التعليمية بالنسبة إلى «آي فون» قد صممت من أجل طلاب المدارس الابتدائية والثانوية. وهو يعتقد أن هناك فرصة كبيرة للوصول إلى مستوى الكليات أيضا. لكن الشركات التي تصمم تطبيقات التعليم الإلكتروني قد تجد نفسها تتنافس مع مواد من جامعات راسخة في هذا المجال، مثل «إم آي تي» و«ستانفورد» اللتين تقدمان مواد مجانية للتعليم الخاص على الشبكة.

ويعتمد هذا النموذج التجاري من «Smart.fm» على إمكانية التعاون مع الشركات والمؤسسات الأخرى الراغبة في توفير التعليم على الشبكة، وهي لذلك تشاركت سلفا مع شركة الاتصالات اليابانية العملاقة «إن تي تي» التي استخدمت البرنامج لتنظيم مواقع للتعليم تركز على مواضيع معينة.

ويأمل لويس أن تصبح مثل هذه الاتفاقات والصفقات المصدر الأساسي للدخل في «Smart.fm»، على الرغم من أنه يدرس أيضا احتمال قيام «Smart.fm» تقديم المحتويات الجوهرية إلى المستخدمين لقاء ثمن. أما تطبيقات «آي فون» فهي مجانية وستبقى كذلك.