«أنتشارتد 2: أمونغ ثيفز».. إنجاز تقني مذهل لحل لغز تاريخي قديم

تجربة سينمائية تضاهي أفضل أفلام الحركة.. ومتعة في اللعب الفردي والجماعي

TT

لعل لعبة «أنتشارتد: دريكس فورتشن» Uncharted: Drake’s Fortune هي اللعبة التي حددت وبدأت رحلة نجاح جهاز «بلايستيشن 3» في أواخر عام 2007، وذلك بفضل المراحل الممتعة والألغاز المثيرة ومناطق القتال المكثف، والرسومات والموسيقى متقنة الأداء. وطورت الشركة المبرمجة تقنياتها وأصدرت الجزء الثاني من اللعبة تحت اسم «أنتشارتد 2: أمونغ ثيفز» Uncharted 2: Among Thieves، الإصدار الذي يقدم تطويرات كبيرة (على الرغم من اعتقاد النقاد بأن الشركة لن تستطيع التفوق على نجاحها بعد طرح الإصدار الأول، نظرا لأنه كان مثالا للكمال التقني) في المراحل والقصة والرسومات، لدرجة أنها تعتبر من أفضل ما أنجز على الجهاز، لغاية الآن. وتقدم الشركة تجربة سينمائية مذهلة تستحق التقدير، مع طرح نمط لعب جماعي هو الأول في السلسلة.

اختفاء 13 سفينة

* تروي اللعبة قصة «نيثان دريك» Nathan Drake (Nate) الملقب بـ«نيت»، بعد عامين على مرور أحداث الجزء الأول، حيث يخوض مغامرة لحل لغز تاريخي، هو رحلة «ماركو بولو» المشؤومة من الصين في عام 1292، بعد قضاء 20 عاما في محكمة الإمبراطور المنغولي «كابلاي خان»، ومن ثم غادر بصحبة 14 سفينة و600 راكب. ولكن بعد وصوله إلى هدفه بعد عام ونصف، لم يبق سوى سفينة واحدة و18 راكبا فقط، مع عدم وصفه لما حدث للسفن المفقودة، على الرغم من تقديمه تفاصيل دقيقة حول رحلته. وتبدأ اللعبة عندما يجد «نيت» نفسه مجروحا على متن قطار يتأرجح من جانب جبل شاهق، ويعلم اللاعب من خلال تذكر الشخصية للأحداث أن شخصيات «هاري» و«كلوي» قد عرضتا عليه العمل معهما لسرقة مصباح منغولي من متحف في مدينة اسطنبول التركية. ويوافق اللاعب بعد معرفة أن المصباح يحتوي على إجابة لغز اختفاء طاقم سفن «ماركو بولو»، ويحصل «هاري» و«نيث» على المصباح الذي يحتوي على خريطة تخبرهم بأن الطاقم كان ينقل حجرا اسمه «حجر تشينتاماني» من منطقة «شامبالا» في التبت، قبل أن يواجهوا إعصارا بحريا ويصلوا إلى جزيرة «بورنيو» في جنوب شرق آسيا. وتعتقل الشرطة التركية «نيت» وتضعه في السجن لمدة 3 أشهر، قبل أن يخرجه صديقه «فيكتور ساليفان» و«كلوي».

ويعلم «نيت» أن الخريطة أصبحت موجودة لدى مجرم حرب صربي اسمه «زوران لازاروفيتش» في جزيرة «بورنيو»، وأن طاقم السفينة المفقود لم يكن يحمل «حجر تشينتاماني» على الإطلاق. ويعثر اللاعب على مقبرة تحتوي على أجساد الطاقم، بالإضافة إلى خنجر ذهبي من التيبت، ورسالة من «ماركو بولو» تفيد بوجود دليل آخر داخل معبد «بوكهارا» في نبيال. ويهرع «نيت» و«كلوي» إلى نيبال، ليفاجأوا بخوض المدينة حربا أهلية أشعلها «لازاروفيتش» للبحث عن المعبد المقصود. وخلال بحثهما عن المعبد، يجد «نيت» و«كلوي» صديقة «نيت» من الجزء الأول، «إيلينا فيشر» برفقة مصور، وذلك خلال إعدادهما تقريرا إخباريا حول بقاء «لازاروفيتش» على قيد الحياة. ويعثر الجميع على المعبد، ويكتشفون أن الحجر ومنطقة «شامبالا» موجودان في جبال الهملايا.

ويعثر «لازاروفيتش» على المجموعة، ويسرق الخنجر الذهبي الخاص من «نيت»، ويهرب اللاعب و«إيلينا» على متن سيارة مسروقة ويلحقا بالقطار الذي استقله «لازاروفيتش» ورجاله للتوجه إلى الهملايا. ويصاب «نيت» بطلقات نارية في بطنه وهو على متن القطار، ولكنه يطلق النيران على خزانات غازية موجودة على متن القطار، الأمر الذي يرسل نصف القطار متأرجحا فوق هاوية شاهقة، ليكمل بعدها اللاعب رحلته المثيرة التي تأخذ إلى مدن جبلية وكهوف ثلجية، ومدن منسية تحميها مجموعات غامضة من المخلوقات الغريبة.

مزايا اللعب

* وتجمع اللعبة بين استكشاف المناطق وحل الألغاز والقتال، بأسلوب ممتع جدا لا يشعر المستخدم بالملل على الإطلاق. وسيمر اللاعب عبر مراحل منوعة، مثل الأدغال والجبال والمدن الأثرية وكهوف تحت الأرض والمناطق المتجمدة وقطار مسرع ومطاردات السيارات والدبابات والطائرات القتالية. هذا، وتطور نمط القتال بشكل كبير مقارنة بالإصدار الأول، حيث أن تبادل النيران مع الأعداء أصبح أكثر سهولة ودقة، وسيشعر اللاعب بشدة المعارك وسيستمتع بها ولن يشعر بالملل منها، على الرغم من أن بعض المناطق قد تتطلب أكثر من 10 دقائق من القتال المستمر. هذا وتمزج بعض المعارك بين القتال والمطاردة والهرب وتسلق الجبال والقفز من فوق الأماكن الخطرة، كل في إخراج سينمائي مذهل يعجب من يلعب ومن يشاهد غيره يلعب.

هذا وتعتمد اللعبة على مهارات التسلل بشكل أكبر، حيث يمكن للاعب الدخول إلى منطقة جديدة توجد فيها مجموعة من الأعداء، والبدء بإطلاق النيران نحوهم، ليردوا النار عليه مباشرة، أو بإمكانه التسلل والاختباء وراء الصناديق والجدران والعربات للوصول وراء عدو ما، ومن ثم قتله بصمت بواسطة حركات قتالية مميزة، ثم الانتقال إلى العدو التالي، وهكذا، ليقاتل اللاعب مجموعة صغيرة من الأعداء بواسطة الأسلحة النارية عوضا عن قتالهم جميعا. ويمكن اعتبار أن هذه اللعبة هي واحدة من الألعاب النادرة التي تصبح أفضل أكثر وأكثر مع تطور اللاعب ووصوله إلى مراحل جديدة، خصوصا بعد إتمام أول 5 أو 6 مناطق (من أصل 26 منطقة)، وسينبهر اللاعب مع وصوله إلى كل مرحلة جديدة، وقد يختار عدم إتمام المرحلة من أجل أن يستمتع بها أكثر، نظرا لأن إيقاع اللعب يصبح أكثر سرعة من قبل.

ونذكر أن شخصيات مختلفة سترافق اللاعب في غالبية الأوقات، وستقاتل إلى جانبه وتساعده في الكثير من الأحيان، مثل إضعاف الأعداء وإطلاق النيران نحو أماكن لم يعلم اللاعب أنها تحتوي على أعداء يتربصوا له. ولن تزعج هذه الشخصيات اللاعب أو تعيق سيره، وهي تتبدل أكثر من مرة، الأمر الذي يعطي تنوعا ملحوظا ومتعة أكبر في اللعب. وستلحق هذه الشخصيات باللاعب في مراحل الألغاز، وقد تساعده في بعض الأحيان، أو تقول جملة طريفة تكسر بها التوتر الناجم عن التفكير بحل اللغز الغريب.

وبالنسبة لنمط اللعب الجماعي، فهو مفاجأة هذه اللعبة، حيث أنه ليس مجرد إضافة عشوائية من طاقم البرمجة، بل يحتوي على مزايا غنية، وقدرات على تطوير الأسلحة، وأنماط مختلفة تناسب جميع الأذواق، مثل مباريات التحدي الجماعية التي يجب فيها قتل الآخرين، أو النمط التعاوني الذي يجب فيه على الجميع مساعدة بعضهم البعض. هذا، وتقدم اللعبة نمط اللعب «البقاء على قيد الحياة» الذي يجب فيه قتال جيوش لا تنتهي من الأعداء، قدر الإمكان.

وطرحت الشركة إصدارا خاصا من اللعبة في الولايات المتحدة الأميركية يحتوي على صندوق توجد فيه اللعبة، وكتيب يقدم نصائح مهمة للاعبين، وكتيب رسومات فنية عن اللعبة، وقرصا ليزريا يحتوي على موسيقى اللعبة، ومجسم لخنجر أثري من اللعبة، بالإضافة إلى أن العبوة موقعة من مبرمجي الشركة. هذا، وطرح إصدار خاص في المنطقة الأوروبية، يحتوي على اللعبة، ومجسمين لسلاحين ذهبيين من أحداث اللعبة، وبطاقتين خاصتين، وتصميم جديد لقوائم جهاز «بلايستيشن 3»، بالإضافة إلى رسومات شخصيات جديدة في نمط اللعب الجماعي.

مواصفات تقنية

* وأرادت الشركة المبرمجة استغلال قدرات جهاز «بلايستيشن 3» إلى أقصى حد، واستطاعت تحقيق ذلك بجدارة، حيث أن البيئة تتفاعل بشكل واقعي، ورسومات اللعبة أفضل بكثير مما سبق، وخصوصا في مدينة «بوكهارا» التي تبدو واقعية للغاية، ورسومات تحرك الشخصيات Animation متقنة للغاية. ووفقا للشركة المبرمجة، فإن اللعبة تستخدم نسبة 90 إلى 100% من قدرات معالج الجهاز، و25 غيغابايت من المساحة التخزينية على القرص الليزري، بالإضافة إلى استخدامها القرص الصلب بشكل مؤقت، حيث أنها تحضر المعلومات اللازمة لعرض المناطق المقبلة أمام اللاعب أثناء لعبه بالمناطق الحالية، ومن دون أن يشعر بتحميل الملفات المقبلة. وبالنسبة لرسومات البيئة، فهي رائعة وستذهل اللاعبين، على الرغم من عدم وجود دور في اللعب لبعضها، بل هو موجود فقط لجذب اللاعبين إلى داخل البيئة، بالإضافة إلى وجود مئات التفاصيل الصغيرة في كل مرحلة لإضافة المزيد من الواقعية إلى أجواء اللعب. ويمكن اعتبار هذه اللعبة إنجازا تقنيا مذهلا بكل ما في الكلمة من معنى ودقة، وهي تضاهي ألعابا أخرى أذهلت اللاعبين، مثل «ميتال غير سوليد 4» Metal Gear Solid 4، و«كيلزون 2» Killzone 2 من حيث الجمال والمتعة.

واستخدمت الشركة المبرمجة ممثلي الأصوات لأداء حركات الشخصيات التي تعرض أمامهم، وذلك للحصول على أفضل أداء ممكن للصوت ولحركات الشخصيات التي يمثلونها. وبالنسبة للذكاء الصناعي، فقد تطور مقارنة بالإصدار السابق، حيث أنه سيشكل بعض الأعداء تحديا أمام قدرات اللاعبين، خصوصا أن بعضهم سيطلقون النار على اللاعب بكثافة من أجل توفير تغطية نارية أمام البعض الآخر الذي يستخدم أسلحة قد تقتل اللاعب بسرعة كبيرة ويحاولون الوصول إليه أثناء بحثه عن الحماية بين الجدران أو الصخور المختلفة. ويتوقع النقاد أن تحصد اللعبة 21 جائزة من 10 مواقع على الأقل، ذلك أن الجميع يعلم بأنها رائعة، ولكنهم لا يعرفون إلى أي درجة من الكمال استطاعت الوصول، وهي سبب كاف ومقنع لشراء جهاز «بلايستيشن 3».

معلومات عن اللعبة

* الشركة المبرمجة: «نوتي دوغ» Naughty Dog http://www.naughtydog.com

* الشركة الناشرة: «سوني كومبيوتر إنترتينمنت» Sony Computer Entertainment http://www.scei.co.jp/index_e.html

* صفحة اللعبة على الإنترنت: http://www.unchartedps3.com

* نوع اللعبة: مغامرات وقتال Action-Adventure

* أجهزة اللعب: «بلايستيشن 3» Playstation 3 حصريا

* تاريخ الإصدار: 10/2009

* تقييم مجلس برمجيات الترفيه ESRB: للمراهقين «T»

* عدد اللاعبين: 1 ـ 10