تلفزيونات.. تعرض الأفلام من الإنترنت

أجهزة مطورة وخدمات سينمائية عبر الفضاء الإلكتروني

خدمة «نيويورك تايمز»
TT

لأكثر من عقد من الزمن كافحت شركات التقنية والوسائط المتعددة في تطوير طرق لتوصيل الأفلام السينمائية الرقمية إلى المستهلكين مباشرة عبر الإنترنت، أي الحصول على الملفات المحمية من النسخ والقرصنة، مباشرة من الكومبيوتر إلى الشاشة الكبيرة في غرفة الجلوس. لكن الحلول الأولى لم تشف كثيرا غليل الراغبين في عدم مغادرة مقاعدهم لتعديل مشاهد البث. فقد كان الأسلوب آنذاك، يتمثل إما في توصيل كومبيوتر اللابتوب بجهاز التلفزيون، أو شراء جهاز إضافي يدعى «الممدد، أو الموسع، الوسائطي» media extender لاستخدامه في السينما المنزلية الذي يتلقى الملفات التي يجري بثها من جهاز الكومبيوتر. لكن مثل هذه «الممددات» أثبتت أنها صعبة أثناء التشغيل، إذ إن بعض الملفات لم تكن تعمل على بعض «الممددات» الأخرى، فقد كانت هذه الأجهزة معقدة الضبط والتركيب، وكان تنزيل الأفلام بطيئا للغاية. ومنذ ذلك الحين، أضحت سرعات النطاق العريض أكثر شيوعا، وعرفت الشركات كيفية بث الفيديوهات التي تبدأ بالعمل خلال ثوان، مما أوحى للشركات المنتجة للأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية بتركيب وصلات الإنترنت داخل الأجهزة التلفزيونية، فضلا عن مشغلات أقراص «بلو ـ راي»، والأجهزة الأخرى، لطلب الخدمات السينمائية من الشبكة من مواقع مثل «نيتفليكس» و«بلوكباستر». وكانت هذه نهاية عروض الفيديو المحدودة من قبل شركات الكابلات التي أنهت الحاجة إلى وجود جهاز إضافي منفصل.

تلفزيون إنترنتي

* ويقول دان شيناسي مدير التسويق في شركة «سامسونغ إليكترونيكس أميركا» إن «هذه سوق كبيرة.. فهذا ما كنا ننتظره». وتبدو «سامسونغ» متحمسة من دون أي شك، لتوفير مثل هذه الاتصالات الإنترنتية مع 23 محطة تلفزيونية مختلفة، تبلغ أسعارها ابتداء 1600 دولار بالنسبة لجهاز تلفزيون بشاشة من البلور السائل (إل سي دي) قياس 40 بوصة، وثلاثة مشغلات «بلو ـ راي» يتراوح سعرها بين 200 و350 دولارا. ويقول جون كوين في «نيويورك تايمو» إن الاتجاه كان في الواقع يشير إلى أن مثل عمليات التوصيل هذه بالإنترنت ستصبح بسرعة من الأمور القياسية. واستنادا إلى محللي البحث في شركة «إن بي دي»، فإن 12 في المائة من الأجهزة التلفزيونية ذات الشاشة المستوية التي بيعت في سبتمبر (أيلول) الماضي في الولايات المتحدة، يمكنها الاتصال بالشبكة، مقابل أقل من واحد في المائة قبل سنة من الآن. وتتوفر حاليا طرز جاهزة مع الإنترنت من شركات «إل جي» و«ميتسوبيشي» و«باناسونيك» و«شارب» و«سوني» «وفيزيو».

وتلفزيونات «سامسونغ» على سبيل المثال يمكنها الحصول على الأفلام من الشبكة عبر خدمات مثل «أمازون فيديو أون ديماند» و«بلوكباستر أون ديماند» عن طريق استخدام البرامج المصغرة widgets «ياهو»، والأيقونات الصغيرة التي تظهر في أسفل الشاشة، والتي تشمل أيضا خدمات شائعة على الشبكة مثل «فليكر» و«إي باي» و«يو تيوب».

ويقدم «بلوكباستر» خدمات تأجير الأفلام ابتداء من 2.99 إلى 3.99 دولار، وخدمات شراء تتراوح بين 7.99 و19.99 دولار. ومثلها أيضا خدمات «أمازون فيديو أون ديماند» على الرغم من أنها تملك كما يبدو مكتبة أوسع بكثير. فهي تزعم أنها تملك أكثر من 50 ألف عنوان، 2000 منها على الأقل بالوضوح والتحديد العاليين، ويبلغ سعر إيجارها 4.99 دولار للواحد.

خدمات سينمائية

* وتقدم الأجهزة الأخرى البرامج المصغرة من «ياهو» وأفلاما يمكن بثها من الشبكة. وتقدم «سوني» خاصيات «ياهو» في بعض الأجهزة، كما تخطط لتقديم أفلام البث من «نيتفليكس» مع نهاية العام الحالي. أما «إل جي» إلكترونيكس» فتملك طرزا ببرامج مصغرة من «ياهو» التي تشمل سلفا أيضا خدمات سينمائية على الشبكة، مثل «فيديو» و«نيتفليكس». وتملك الخدمة الأولى أوسع عرض من الأفلام العالية الوضوح للتأجير، أو التي تملكها على الشبكة. وأفلام التأجير منها حسب صيغة «إتش دي إكس» تتميز بتفاصيل حادة للصور مع صوت أفضل من العروض الأخرى، على الرغم من أنني وجدت أن نسخ الأفلام التي تم تنزيلها، أو التي يجري بثها من الشبكة، قاتمة قليلا مقارنة بتلك التي مصدرها البث الإذاعي العالي الوضوح.

«نيتفليكس» من جهتها تعرف بإمكانية الاشتراك بأفلامها عن طريق البريد، وأصبحت واحدة من أكبر المزودات للأفلام الرقمية عن طريق بثها مجانا إلى المشتركين. ورسم الاشتراك الشهري لها وقدره 8.99 دولار الذي يجري تسديده بريديا، يتيح لك مشاهدة ما ترغبه من مجموعة 17 ألف عنوان بعدد المرات التي ترغبها. لكن الوضوح العالي هنا هو أقل وضوحا من أفلام «فيديو»، لكنه يتوفر في العديد من الأجهزة المختلفة في غرف الجلوس، مثل «إكسبوكس 360»، و«بلايستيشن 3»، و«روكيو»، والتلفزيون التفاعلي TiVo. لذلك فإن كنت ترغب في اختيار «نيتفليكس» فلا حاجة هناك مطلقا إلى شراء جهاز تلفزيون جديد، أو مشغل «بلو ـ راي» للحصول عليه.

لكن الخيارات الكثيرة تعني الاضطراب والفوضى أيضا. فليست جميع الخدمات متوفرة على جميع الأجهزة. كما أن هذه الأخيرة لا توفر لك المميزات والخصائص ذاتها. وقد يجد بعض المشترين أيضا أن بعض الأجهزة مثل «باناسونيك» و«سامسونغ» و«سوني» تتطلب توصيلا سلكيا بـ«الايثرنت» للدخول إلى الشبكة. ويقدم وكلاء «سامسونغ» خيار التوصيل بشبكة «واي ـ فاي» مقابل 80 دولارا. وهناك وصلات مهايئة عالية السرعة تتصل فقط بالمنافذ الكهربائية. ومع ذلك ما زلنا بعيدين جدا عن القدرة على طلب أي فيلم سينمائي في أي وقت نطلبه. إذ إن استوديوهات الأفلام السينمائية تتردد من إطلاق ما تراه يشكل خبطة سينمائية كبيرة على شكل أقراص «دي في دي» رقمية. ومثال على ذلك هناك فترة تأخر، أو احتجاز تمتد إلى شهور بعد الإطلاق لأسباب متعددة، منها ما يتعلق بحقوق الملكية والنسخ، أو ما يتعلق بالخصوصيات، أو غيرها. وحتى الأفلام التي تستطيع أن تستأجرها رقميا من «بلوكباستر»، أو «أمازون»، غالبا ما تكون عرضة إلى نافذة، أو فسحة مدتها 24 ساعة، ينبغي مشاهدتها خلالها، أو دفع رسم إضافي. على أي حال فإن خيار مشاهدة البث السينمائي من أي مكان.. من «نيتفليكس»، أو «أمازون»، أو غيرهما، هو وثبة كبيرة إلى الأمام. فهي تحرر المشاهد من نير المخزن، أو المصدر الواحد، وهي خطوة اتخذتها شركات الكابلات، وبعض المواقع مثل «أبل تي في». وستكون بالتأكيد في نهاية المطاف خطوة تحررية كبيرة.

تلفزيون الإنترنت.. بداية العام الجديد

* قد يكون هناك سبب وجيه للشك عندما يذكر أحدهم أن الملايين من مشاهدي التلفزيون العاديين هم على وشك تصفح الإنترنت في غرف الجلوس بحثا عن المحطات. وكنا قد سمعنا عن تلاقي الشبكة والتلفزيون منذ أكثر من عقد مضى، وعن الجهود الطموحة لتحقيق ذلك، بما في ذلك جهود «أميركان أون لاين تي في» (AOL TV)، و«ويب تي في نيتوركس». وفي كل مرة كان المتفائلون على خطأ.

لكن العام الحالي قد يكون مختلفا، إذ تستعد كبريات الشركات المنتجة للأجهزة التلفزيونية، مثل «سوني» و«سامسونغ» و«إل جي» و«باناسونيك» و«فيزيو» لتطوير أجهزتها التلفزيونية في موسم أعياد نهاية العام الحالي لكي تطلق الجيل الجديد من هذه الأجهزة التي تجمع أيضا محتويات الشبكة مع الأخبار التلفزيونية التقليدية والتسليات من دون الحاجة إلى التعقيدات التي ترافق وصل جهاز التلفزيون بعلبة خاصة بذلك.

ويقول راندي واينيك، نائب رئيس مجموعة المعدات الاستهلاكية في «سوني»، إنه في صباح اليوم الأول من العام المقبل الجديد ستطالعنا الصحف بهذا الخبر السعيد، أي نزول التلفزيونات الموصولة بالإنترنت، كما نقلت عنه صحيفة «يو إس إيه توداي» الأميركية.

وقد تكون هذه الحملة محفوفة بالمخاطر مخافة أن يصبح الإنترنت معقدا جدا أشبه بالكومبيوتر. ويبدو أن المنتجين هم الآن في سباق مع شركات الكابلات ومزودي المعدات، بمن فيهم منتجو مسجلات الفيديو الرقمية ومشغلات أقراص «بلو ـ راي» والألعاب الإلكترونية الذين يقدمون أساليب بديلة للدمج بين الإنترنت والتلفزيون.

ولكن نسخا جديدة من تلفزيون الشبكات ستصبح هي المنتج الطبيعي السائد في محلات بيع الإلكترونيات الاستهلاكية، إذ من المتوقع في عام 2014 قيام المستهلكين في أميركا الشمالية بشراء 45 مليونا من هذه الأجهزة التي ستمثل 69% من مبيعات العام الحالي.

وستكون التلفزيونات الجديدة هذه خالية من المتصفحات التي تعطي الأشخاص حرية الإبحار في الإنترنت، ولكنها ستكون متصلة بالأخيرة عبر كابل الأثيرنت، أو الشبكة اللاسلكية المنزلية. فالشركات ترغب في ترويج تلفزيون الإنترنت عن طريق تبسيط التقنية واستخدامها، أي أن الجهاز سيكون خاليا من لوحة المفاتيح والماوس.