تطبيقات جديدة لإنشاء سيرة شخصية كاملة من نتف المعلومات الإلكترونية

تصطاد البيانات البسيطة من المواقع الاجتماعية

TT

تطورت تطبيقات وبرامج جديدة يمكنها العثور بسرعة على المعلومات الخاصة بالأفراد وجمعها من المواقع الاجتماعية على الشبكة، وغيرها من المصادر العامة، والتنسيق بينها، مما يوفر للمحتالين على الشبكة سلاحا جديدا، كما يقول الباحثون في شؤون الأمن.

وتتيح مثل هذه العدد والأدوات الفرصة لوضع سيرة حياة مفصلة عن الأفراد عن طريق العثور على نتف من المعلومات تتعلق بهم، موزعة على المواقع الاجتماعية والمحافل العامة الأخرى، وجمعها معا بحيث يمكن استخدامها لاحقا في عمليات التصيد والاحتيال الموجهة بشكل خاص جدا ضد الأفراد والمؤسسات.

تطبيقات التقاط البيانات

* وتقوم شركتان بتأمين مثل الأدوات، وهما شركة «كور سيكيورتي تكنولوجيز إنك» التي تستخدم تطبيقها «إيكسومايند» (Exomind)، وشركة «باتيرافا» بمنتجها «مالتيغو» (Maltego). وقد صمم «إيكسومايند» للعثور على المعلومات الخاصة بالأفراد والمجموعات من المواقع الاجتماعية المتعددة وتوحيدها وتنسيقها وربطها في ما بينها. ويمكن استخدامها لإنشاء سيرة ذاتية موجزة عن الفرد وتحديد علاقاته الخاصة المهمة مع الآخرين على مثل هذه المواقع وفي العالم الحقيقي، كما يقول إيريال وايزبيان رئيس وحدة «كور لابس» للأبحاث والتطوير في «كور سيكيورتي» في حديث لمجلة «كومبيوتر ورلد» الإلكترونية. وتصف «باتيرافا» «مالتيغو» على أنه تطبيق جنائي واستخباراتي مفتوح المصدر يمكنه جلب المعلومات وربطها من أي مصدر متاح علانية، بما في ذلك المواقع الاجتماعية ومحركات البحث وقواعد المعلومات الخاصة جدا. ويمكن تنزيل نسخة عامة خاصة بالجماعات من هذه العدد والأدوات.

ويمكن استخدام التطبيق لتحديد العلاقات والاتصالات والروابط بين الأشخاص والجماعات في العالم الحقيقي، وكما هو موجود في الشبكات الاجتماعية، وفي الشركات ومواقع الشبكة. كما يمكن استخدامه للعثور على الروابط بين صفات المواقع (أسماء النطاقات)، وأسمائها، وعناوين بروتوكولات الإنترنت، وحتى المستندات والملفات الموجودة على الشبكة.

وعلى سبيل المثال يمكن استخدام هذه الأدوات لتطوير لائحة بمستخدمي «جي مايل» (بريد غوغل الإلكتروني) في مؤسسة الأمن القومي في أميركا (إن إس إيه)، أو لأي من موظفي وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) يستخدم «ماي سبايس»، أو لإلحاق عناوين البريد الإلكتروني بالأرقام الهاتفية. وتقوم واجهة تفاعل خاصة بالاستخدام البياني (غرافيك) بتقديم هذه المعلومات بشكل مرئي.

استخبارات مفتوحة

* وتدعي «باتيرافا» أن نحو 5000 شخص يعملون في الأمن والجنائيات وحماية الأمن والقانون والصناعات الخاصة بذلك، يستخدمونها. أما «مالتيغو» فقد استخدمت في أعمال ومهمات لتخطيط الشركات والشبكات الاجتماعية وتنفيذ «بصمات معلوماتية» تتعلق بالشركات.

ويمكن استخدام «إيكسومايند» حتى لوضع سيرة للمفردات التي يستخدمها الأفراد في معاملاتهم مع الآخرين في مواقع الشبكات الاجتماعية، كما يقول وايزبيان. ويمكن استخدام هذه المعلومات لرسم صورة شخصية جدا للموظفين أو الشركاء في العمل، أو الزبائن بحيث يجري تحديد حتى المفردات الخاصة المعينة التي يستخدمها ذلك الشخص.

ويستطرد وايزبيان قائلا: «(إيكسومايند) هو الإطار الذي يتيح لنا القيام باستخبارات مفتوحة المصدر عبر الشبكات الاجتماعية». فهو أداة يمكن استخدامها لفهم، وبالتالي استغلال، العلاقات الموثوق بها التي تنعقد داخل مواقع هذه الشبكات، «فهي لا تساعد على استغلال هذا النظام، لكنها توفر الأدوات للتأثير على مثل هذه العلاقات»، على حد قوله.

وأضاف: «جرى تطوير (إيكسومايند) لفهم التأثيرات السلبية على الخصوصيات في المواقع الاجتماعية، وعن طريق التوقع مسبقا ماذا بمقدور الأشرار أن يفعلوه بشكل عام، ومن ثم اقتراح إجراءات مضادة. يمكننا تقديم يد المساعدة لجاليات الإنترنت الكبيرة».

ويقول هيو ثومبسون رئيس لجنة البرامج وعضو مجلس شركة «آر إس إيه» للمؤتمرات، إن الاستخبارات المؤثرة التي يمكن لمثل هذه الأدوات جمعها من المواقع الاجتماعية وغيرها، تشكل مصدر خطر للشركات والمؤسسات، فالموظفون بمقدورهم مباشرة، أو بشكل غير مباشر، الكشف عن الكثير من المعلومات المتعلقة بشركاتهم على المواقع الاجتماعية التي من شأنها تعريضها للخطر أمنيا ومعلوماتيا.

ومثال على ذلك قيام أحد الموظفين فجأة بتغيير علاقاته الاجتماعية على الشبكة، أو قيام علاقة جديدة بين موظفي شركتين مختلفتين من شأنها الإشارة إلى نوع من الشراكة التي قد تقوم بين الاثنتين. فرسالة على «تويتر» من شركة المبيعات «بينتونفيل» مثلا حول اجتماع سيعقد في مقرها في مدينة «أرك» في أميركا من شأنها الإشارة إلى علاقة جيدة ستقوم مع شركة «وال ـ مارت»، بحسب قول ثومبسون. وعلى المنوال ذاته فإن الزيادة المفاجئة في عدد الباحثين عن عمل من داخل إحدى الشركات قد تنبئ بصرف عدد من موظفيها، على حد قوله أيضا. وأضاف: «إذا ما شاهدت مثل هذا التصرف من شخص واحد فإن ذلك قد لا يعني الكثير، ولكن إذا ما رأيته صادرا عن عدد من الأشخاص المنضويين في المجموعة ذاتها فقد يكون ذلك مؤشرا لاتجاه آخر واسع النطاق».

ويبرز توفر مثل هذه العدد والأدوات، الحاجة لأن يكون الأشخاص حذرين حول ما ينشرونه أو يفصحون عنه في المواقع الاجتماعية. وحتى إذا لم يقم الأشخاص بالكشف عن معلومات حساسة مباشرة فإنهم يكشفون ما فيه الكفاية عن أنفسهم وعن أعمالهم في مواقع مختلفة، مما يمكّن من بناء سيرة ذاتية، استنادا إلى ثومبسون. وأضاف: «لا أحد يدرك مدى المجازفة في مسألة إمكانية ربط المعلومات بعضها ببعض من مواقع مختلفة بالشكل الذي تقدر عليه أدوات مثل (مالتيغو) و(إيكسومايند)».