الشاشات.. هل تتحول إلى نظام كومبيوتري مجسم يعمل بالإيماءات؟

مجسات استشعار ضوئية لترجمة حركات اليد إلى أوامر

TT

تمكن عدد من الطلاب الأذكياء في «معهد ماساتشوسيتس للتقنيات» (إم آي تي) من معرفة كيفية تحويل شاشة تعمل بالبلور السائل (إل سي دي) إلى نظام كومبيوتري ثلاثي الأبعاد يعمل بالإيماءات. إذ يستطيع المستخدمون لمس الشاشة لتنشيط أزرار الضبط والتحكم، ليقوم الجهاز بتفسير إيماءاتهم هذه بالبعد الثالث أيضا. وفي الواقع يجري تحويل الشاشة برمتها إلى مجس استشعار كبير الحجم قادر على معرفة الموضع الذي توجد فيه يداك، ومدى بعدهما عن الشاشة.

«إن الهدف من وراء ذلك هو تضمين هذه الإمكانية في شاشة رقيقة من البلور السائل، كالهاتف الجوال مثلا، والقدرة على القيام بذلك من دون ارتداء القفازات، أو أي شيء آخر من هذا القبيل» كما يقول ماثيو هيرش، المرشح لنيل شهادة الدكتوراه في مختبر «ميديا لاب» التابع لـ«إم آي تي» الذي ساعد في تطوير هذا النظام. وقامت «إم آي تي» بعرض المبدأ في مؤتمر «سيغراف» الذي انعقد في منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

* نظام من الإيماءات

* نظام واجهة الاستخدام الإيمائي هذا مثير للاهتمام نظرا لإمكانية إنتاجه تجاريا، كما يقول دانيال ويغدور مهندس الخبرات الاستخدامية في «مايكروسوفت» في حديث لمجلة «تكنولوجي ريفيو» الإلكترونية التي يصدرها المعهد، الذي أضاف: «إن نظم البحث في السابق زرعت كاميرات بقيمة آلاف الدولارات في الغرف لتعقب الإيماءات المختلفة وإبرازها للمستخدمين، لكن المثير بالنسبة لنظام (إم آي تي) الأخير هذا أن الأمور باتت تتجه إلى إمكانية تخيل استغلال هذه الإيماءات والاستفادة منها».

والتعرف على الإيماءات هو هدف البحث الخاص بواجهة تفاعل المستخدم الذي يحاول ترجمة حركات اليد إلى أوامر على الشاشة. والفكرة هنا ببساطة هي كيفية التفاعل مع الكومبيوترات، وجعل العملية أكثر طبيعية. وهذا يعني أنه يمكن تحريك اليد لقلب الصفحات، أو الإشارة فقط بالأصبع على الشاشة لسحب النوافذ وتحريكها هنا وهناك.

وكانت «إم آي تي» قد تحولت إلى مركز ساخن لأعمال البحث الخاصة بالعمليات الكومبيوترية الإيمائية. وفي العام الماضي عرض الباحثون في «إم آي تي» «واجهة الاستخدام الإيمائية القابلة للارتداء» التي دعيت بـ«الحاسة السادسة» التي تتعرف على حركات اليد الأساسية. وكان أكثرها إثارة ينطوي على استخدام الكاميرات الثمينة، أو تلك التي تتطلب منك ارتداء بطاقات تعقب على الأصابع بألوان مختلفة. كما تستخدم بعض النظم كاميرات صغيرة يمكن تبييتها في الشاشات لالتقاط المعلومات الإيمائية. ولكن المآخذ أو العيوب، حتى مع هذه الكاميرات المزروعة، أن الكاميرات تكون بعيدة قليلا عن مركز الشاشة، ولا تعمل جيدا على المسافات القصيرة. كما أنها لا تتحول بسهولة، من دون بذل أي جهد، بين الأوامر الإيمائية (كتحريك اليدين في الهواء) والأوامر اللمسية على الشاشة (أي لمس الشاشة فعلا).

* مستشعرات ضوئية

* وتستخدم أحدث نظم «إم آي تي» تشكيلة من المستشعرات الضوئية المرتبة وراء شبكة من البلور السائل، كتلك التي تستخدم في شاشات البلور السائل. وتستطيع هذه المستشعرات التقاط صورة الأصبع لدى ضغطه على الشاشة. ولكن حال ابتعاد الأصبع تصبح الصورة باهتة ومشوشة.

وعن طريق إزاحة طبقة المستشعرات الضوئية بشكل يتلاءم قليلا مع تشكيلة البلور السائل، يمكن للباحثين تضمين الضوء الذي يصل إلى المستشعرات واستخدامه لالتقاط المعلومات العميقة من بين أشياء أخرى.

وفي مثل هذه الحالة يعمل البلور السائل كعدسات ليساعد في توليد نمط أبيض وأسود يسمح للضوء بالمرور إلى المستشعرات. ويتغير النمط بسرعة عن طريق الصورة التي يعرضها البلور السائل، بحيث لا يلاحظ المشاهد ذلك. لكن هذا النمط يتيح للنظام تفسير الصور وفك رموزها بشكل أفضل ملتقطا المعلومات العميقة ذاتها التي تستطيع التقاطها التشكيلة التي يقارب حجمها الثقب الصغير، ولكن بصورة أسرع، استنادا إلى الباحثين في «إم آي تي».

المبدأ أو الفكرة هذه جديدة تماما، حيث إن الباحثين في هذا المعهد لم يتمكنوا من اختبار البلور السائل بعدما زرعت في داخله المستشعرات الضوئية، على الرغم من أن شركات، مثل «شارب» و«بلانر»، تخطط لإنتاجها قريبا.

ولكن بالنسبة للفترة الحالية قام هيرش وزملاؤه في «إم آي تي» بعرض صوري في المختبر لتنفيذ اختباراتهم. واستخدمت في هذا الغرض كاميرا موضوعة على مسافة من الشاشة لتسجيل الصور التي تمر عبر كتل من المربعات البيضاء والسوداء.

ويمكن إنتاج الشاشات ثنائية التوجيه من «إم آي تي» في رزم رقيقة يمكن حملها، ولا تتطلب سوى أجزاء قليلة إضافية مقارنة بشاشات البلور السائل التي هي قيد الإنتاج حاليا، كما تقول مصادر معهد «إم آي تي».