طرز جديدة من قارئات الكتب الإلكترونية.. تطرح العام الحالي

بمقدورها تزويد المستخدمين بالمجلات والصحف أيضا

«كيو ريدر» من شركة «بلاستيك لوجيك» عرض بداية شهر يناير الماضي في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات الاستهلاكية
TT

القارئات الإلكترونية من «سوني» وغيرها كانت موجودة قبل أن تطلق «أمازون» جهازها «كيندل» عام 2007. لكن الأخير كان الأول الذي قدم تقنيات التنزيل اللاسلكي للكتب، الأمر الذي جعل شراءها بدافع فوري أمرا سهلا. وبيعت الوحدات الأولى منه بـ399 دولارا، لكن «أمازون» خفضت السعر إلى 259 دولارا وأغرت المشترين بمواد غير غالية السعر، كالإصدارات الجديدة للكتب بسعر 10 دولارات للواحد منها.

وعندما يفكر الأشخاص بقارئات الكتب الإلكترونية يخطر على البال فورا قارئ «كيندل» الأبيض النحيف، لكن مثل هذا الأمر على وشك أن يتغير. إذ ستطرح في الأسواق في العام الحالي مجموعة من أجهزة القراءة الإلكترونية التي ستأخذ هذه القارئات إلى ما هو أبعد من الشاشات الرمادية اللون بمميزات وخصائص، مثل التشغيل بواسطة اللمس، والدردشة عن طريق الفيديو، وربما تخفيض أسعارها أيضا.

وهذا يحدث في الوقت التي تقوم فيه الأجهزة الأخرى مثل الهواتف الجوالة والكومبيوترات اللوحية بإعطاء المستخدمين المزيد من الخيارات للحصول على كتبهم المفضلة. ولعل الجانب السلبي الوحيد هنا هو القلق من شراء قارئ للكتب من شركة قد لا تدوم طويلا.

وكانت عشرات الشركات تقريبا التي تصنع هذه الأجهزة، أو تسلم مواد للقراءة، قد عرضت منتجاتها في المعرض الدولي للأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية في لاس فيغاس، وهذه هي المرة الأولى الذي خصص فيها المعرض جناحا خاصا لمثل هذه الكتب.

* طرز جديدة

* المعلوم أن الكتب الإلكترونية تشكل جزءا من مبيعات الكتب، لكن شعبيتها شرعت تزداد باضطراد. فاستنادا إلى «جمعية الإلكترونيات الاستهلاكية» التي نظمت المعرض، فقد جرى شحن 2.2 مليون كتاب إلكتروني إلى المحلات في العام الماضي، أي أربعة أضعاف كمية العام الذي سبقه. وتتوقع هذه الجمعية أن يصل العدد في العام الحالي إلى خمسة ملايين. «وهذا نمو كبير»، كما نقلت وكالة «أسوشييتد بريس» عن جايسون أوكسمان كبير نواب رئيس الشؤون الصناعية في هذه الجمعية.

وخلال موسم العطلات في نهاية العام الفائت، باعت «أمازون» من الكتب الإلكترونية أكثر من الكتب العادية لأول مرة.

وللبقاء في حلبة المنافسة خرجت «بارنس أند نوبل» بكتاب «نوك» الذي يبلغ سعره 259 دولارا، في حين ظلت «سوني» في اللعبة عن طريق قارئاتها الخاصة بها التي تبدأ أسعار الطرز الأولية منها بسعر 200 دولار. وكل كتاب من هذه الكتب يقدم مئات الآلاف من العناوين، باستثاء القليل نسبيا. وأظهر الناشرون قليلا من الاهتمام في تفضيل جهاز على الآخر.

والآن شرعت شركات أخرى بالدخول إلى اللعبة، حيث إن «سامسونغ إلكترونيكس» الرائدة في مضمار الهواتف والأجهزة التلفزيونية في الولايات المتحدة ستطلق في العام الحالي قارئتها أيضا.

وتقوم «إنتريد المحدودة» ببيع جهازها الذي تدعوه «كوول - يير» بسعر 249 دولارا، كما عرضت طرازين في المعرض المذكور أيضا وهما: كتاب صغير خفيف الوزن يدعى «كومباكت»، وآخر ذو شاشة تعمل باللمس يدعى «كونيكت» الذي يمكنه تنزيل الكتب من مخزن «إنتريد» على الشبكة، إذا كان المستخدم حاضرا في بقعة «واي - فاي» ساخنة.

وتنوي «إنتريد» إطلاق الطرازين في الربع الأول من العام الحالي، كما تنوي طرح طراز يعمل على شبكة جوالة «3 جي» لاستخدامه في الأماكن التي تقع خارج نطاق «واي - فاي» في الصيف المقبل.

وعرضت «إنتوراج سيستمز» في المعرض قارئا بسعر 490 دولارا له شاشتان، واحدة ملونة على اليمين تعمل باللمس قياس 10.1 بوصة، وأخرى قياس 9.7 بوصة أبيض وأسود إلى اليسار. ويجري التحكم بالجهاز عن طريق قلم إلكتروني. وجهاز «إنتوراج» هذا الذي يدعى «إيدج» كجهاز «نوك» سيعمل على نظام التشغيل «أندررويد» من «غوغل» بحيث يمكن استخدام الشاشة الملونة لتصفح الشبكة ومشاهدة الفيديو، وستكون هناك أيضا كاميرا صغيرة لأغراض الدردشة عن طريق الفيديو.

وسيكون بمقدور الزبائن شراء الكتب من مخزن «إنتوراج» عبر شبكة «واي - فاي»، كما أنه من المتوقع أن تطلق الشركة نسخة بخدمة تعمل لاسلكيا. ومن المتوقع شحن جهاز «إيدج» إلى الزبائن في الشهر المقبل. وسيكون سعره ضعف سعر النسخة الصغيرة من «كيندل». لكن دووغ أتكينسون نائب شركة «إنتوراج» للتطوير التجاري والتسويقي يعتقد أن الأفراد سيقدرون هذا الجهاز، لأنه سيجمع بين تصفح الشبكة وقراءة الكتب.

* قراءة المجلات والجرائد

* والنجاح في هذه السوق قد يتطلب أكثر بكثير من بيع أجهزة محددة. إذ ستقوم كل من «أمازون»، و«بارنس آند نوبل»، و«سوني»، على سبيل المثال ببيع الكتب الإلكترونية لقراءتها أيضا على الأجهزة الأخرى، مثل هواتف «آي فون». وهذا ما سيعطي لهذه الشركات سبيلا للأرباح، إذا ما تبين أن أكثر أجهزة القراءة شعبية هو كومبيوتر لوحي مثلا كالذي يتوقع أن تطلقه «آبل» في العام الحالي.

ومن الشركات الأخرى التي شرعت تنحى هذا المنحى «سكيف إل إل سي»، وهي شركة للقراءة الإلكترونية طورتها مجموعة الوسائط الإعلامية «هيرست كورب» التي تأمل أن ترسل المحتويات إلى الأجهزة التي هي من صنع منتجين متنوعين.

وتركز «سكيف» على محاولة جعل الصحف والمجلات تبدو جيدة على قارئات الكتب، وهذا أمر صعب، نظرا لأن تصميم صفحاتها أكثر تعقيدا من الأعمدة المنفردة للنصوص التي اعتدنا رؤيتها على صفحات الكتب. كما تخطط «سكيف» لتضمين الإعلانات أيضا.

وسيكون المنتج الأول، «سكيف ريدر» مجهزا بشاشة رمادية تعمل باللمس قياس 11.5 بوصة يمكنها تنزيل المواد من مخزن «سكيف» عن طريق شبكة الإنترنت. وستتشارك الشركة مع «سبرينغ نيكستيل كورب» لأغراض تسليم المادة لاسلكيا. ومن المتوقع أن يتوفر الجهاز في العام الحالي على الرغم من عدم إعلان «سكيف» عن اسم أو سعر له.

وبمقدور «كيندل» حاليا تسليم منشورات مثل مجلة «نيوزويك» و«وول ستريت جورنال». ويعتقد رئيس شركة «سكيف» جيل فشسبيرغ أن الأفراد سينجذبون إلى جهاز شركته، نظرا لأنه سيكون مكرسا لمحتويات الصحف والمجلات.

وفي الواقع يقول المحلل روس روبن من مجموعة «إن بي دي» للتقنيات، إن أبحاث شركته وجدت أن الأشخاص أكثر اهتماما بقراءة المجلات على القارئات الإلكترونية من الكتب.