مؤتمر «إنتل» للمطورين يقدم تقنيات وإبداعات جديدة كل ستة أشهر

بنتيوم 4 بسرعة 2 غيغاهيرتز * عرض لبنتيوم 4 بسرعة 3.5 غيغاهيرتز * تقنية «ملتي ثريدينغ» الثورية * تقنية «بانياس» * معالج «إيتانيوم» * مبدل «ميديا سويتش» * مبدأ التوازي * دعم لمطوري التطبيقات اللاسلكية

TT

انتهت يوم الخميس الماضي فعاليات مؤتمر «إنتل» للمطورين لخريف 2001 IDF Fall الذي أقيم في مدينة سان هوزية عاصمة وادي السيليكون الأميركي. وتقيم «إنتل» هذا المؤتمر كل ستة أشهر في الولايات المتحدة، بالاضافة إلى مؤتمرات مماثلة في كل من اليابان وتايوان والصين، حيث تدعو إليه المطورون من جميع أنحاء العالم، بغرض عرض نتائج أحدث ما توصلت إليه من أبحاث ومنتجات، وتزويدهم بالمعلومات التقنية اللازمة التي تساعدهم على النجاح في تصميم منتجات ابداعية جديدة تساهم في دعم اقتصاد الإنترنت، وتساهم في تطوير الوضع العام لبيئات الأتمتة وبناء البنية التحتية الخاصة بها. وقد شارك في هذا المؤتمر الأخير ما يزيد عن 4000 شخص بين مطور وأصحاب قرار وخبراء في صناعة تقنية المعلومات، بالاضافة إلى مشاركة من 180 شركة عرض منتجات تعتمد على تقنيات «إنتل» المختلفة سواء في مجالات البرمجيات أو الأجهزة بما في ذلك أجهزة الاتصالات والأجهزة الخادمة والأجهزة الشخصية والمحمولة.

ومن خلال أربع محاضرات رئيسية وما قدر بحوالي 210 ساعات من المحاضرات المتخصصة وورش العمل، تحدث كبار خبراء «إنتل» عن أحدث ما توصلت إليه مختبراتها، خلال الستة أشهر التي تلت مؤتمر الربيع الذي عقد في أواخر شهر فبراير (شباط) الماضي. وفي ما يلي استعراض لبعض من التقنيات الجديدة التي اعلن عنها في المؤتمر الاخير.

* «بنتيوم 4» بسرعة 2 غيغاهيرتز ثم بسرعة 3.5 غيغاهيرتز

* وفي الوقت الذي استغلت فيه «إنتل» اقامة المؤتمر للاعلان عن البدء في توفر معالج «بنتيوم 4» بسرعة 2 غيغاهيرتز الذي يعد أسرع معالج كومبيوتر في العالم، في الأسواق، أذهلت حضور المؤتمر بتجربة عملية لمعالج يعمل بسرعة 3.5 غيغاهيرتز صمم اعتمادا على تقنية نورثوود (Northwood) ذات 0.13 مايكرون. كما أعلنت عن أن معالجا بسرعة 4 غيغاهيرتز من انتاجها سيظهر في الأفق القريب. وتريد «إنتل» من هذه الاعلانات تأكيد ادراكها لحاجة الناس لأجهزة كومبيوتر اسرع واسهل في الاستخدام، وأن ما نحتاج إليه هو تجاوز الغيغاهيرتز الى ما بعده والعمل مع القطاع بشكل عام على تحقيق أفضل امكانيات الاتمتة، كما قال بول أوتوليني، النائب التنفيذي لرئيس شركة «إنتل»، مدير عام مجموعة الهيكلية (Inter Architecture Group)، الذي أضاف « أن السرعة بالميغاهيرتز والسعر كانت أهم ما يطلبه الناس عند شرائهم للكومبيوتر الشخصي، والآن ما زال الأمر يتعلق بالغيغاهيرتز والسعر ولكن مع زيادة في التركيز على الاعتمادية والأداء وسهولة الاستخدام والسعر المناسب والأمن والمحافظة على الطاقة في حالة الحديث عن أجهزة الكومبيوتر المحمولة، أو بكلمات أخرى تجربة الاتمتة الكاملة».

* تقنية «بانياس»

* لتحقيق أعلى أداء للأتمتة النقالة (Mobile computing) مع أقل مصروف من الطاقة للحصول على أطول عمر للبطارية وبخاصة في اجهزة الكومبيوتر الدفترية بشكل خاص والتي يتوقع أن ينمو سوقها بسرعة أكبر بكثير من نمو سوق الاجهزة المكتبية خلال السنوات الخمس المقبلة، مع ملاحظة أن معظم النمو سيكون في الأجهزة النحيفة والخفيفية. حيث الاتجاه هو نحو أجهزة أنحف أكثر واخف أكثر وتدوم أكثر. عرضت «إنتل» أحدث ما توصلت إليه مختبراتها في الدولة الاسرائيلية، وهي تقنية أطلق عليها اسم نهر فلسطيني محتل هو «بانياس». حيث من المتوقع أن تدمج هذه التقنية في معالجات الجيل المقبل من أجهزة الكومبيوتر الدفترية. وتعتمد تقنية «بانياس» على ما يسمى باسلوب Micro ops fusion وهو تكنيك تحجيم خاص للدوائر الالكترونية يتيح تحديد حجمها بما يتناسب تماما مع الطاقة التي تحتاجها، مع توقيت دقيق. وستؤدي «بانياس» إلى أداء عال أكبر بكثير مما هو متاح حاليا. وتتلخص طريقة عمل «بانياس» في أن أجزاء شريحة المعالج التي تحتاج للتشغيل في وقت معين هي التي ستعمل، في حين تكون بقية الأجزاء في سبات، فلو كان جزء التنفيذ أو أخذ البيانات من ذاكرة «كاش» هي المطلوبة فسيعمل الجزء المطلوب، أما الباقي فلن يستهلك أي جزء من الطاقة لأنه سيكون في سبات، تماما كما يطفئ أحدنا الاضاءة في غرف المنزل التي لا يستخدمها، مع وجود فرق بين المثالين هو أن «بانياس» يقوم بذلك تلقائيا من دون تدخل المستخدم. وبالاضافة إلى ذلك تمت دراسة نسبة استهلاك الطاقة في جميع أجزاء الدوائر الالكترونية وعندما وجد أن هناك أجزاء تستهلك من الطاقة ما هو أكثر من حاجتها أعيد تصميمها بحيث لا تستهلك سوى المطلوب مما ساهم في إطالة عمر البطارية بشكل كبير.

* تقنية «هايبر ثريدينغ» الثورية

* من أجل تحقيق أداء أعلى كان الأسلوب المعتمد هو باستخدام أجهزة كومبيوتر تحتوي على أكثر من معالج بحيث تقسم (Threading) المهام المطلوبة من أنظمة التشغيل والتطبيقات إلى أجزاء تعالج كل مجموعة منها من قبل معالج، مما يزيد من الكفاءة وسرعة الأداء. إلا أن هذا الأمر كان يستخدم في الأجهزة الخادمة وفي بعض محطات العمل (Workstations)، ولا يستخدم في أجهزة الكومبيوتر المكتبية بسبب الكلفة العالية. ولمعالجة هذا الوضع قالت «إنتل» إنها ستعلن في العام المقبل عن معالج جديد اسمه «فوستر» (Foster) من عائلة معالجات «زيون» (Xeon) التي تعتمد في تصميمها على هيكلية «بنتيوم 4»، ستزود بامكانيات المعالجة المتوازية لأجزاء المهام المطلوبة، مما سيجعل البرنامج أو التطبيق الذي يتعامل مع معالج واحد يراه وكأنه معالجان مختلفان افتراضيان فيوجه إليه أمرين متوازيين في وقت واحد، مما يزيد من الأداء الذي يمكن الحصول عليه من هذا المعالج. ويطلق على هذا الأسلوب الثوري الجديد اسم «هايبر ثريدينغ» Hyper Threading، والذي يعني معالجة متعددة على شريحة معالج واحد فقط. ومن المتوقع أن يفتح هذا الأسلوب آفاقا جديدة أمام مستخدمي أجهزة الكومبيوتر المكتبية العادية سواء في العمل أو المنزل، خاصة عند الرغبة في فتح عدة برمجيات في آن واحد، وبتكلفة تقل كثيرا عن استخدام أكثر من معالج. كما يمكن إذا جمع هذا الأسلوب الجديد مع تعدد المعالجات نفسها فسيزيد الأداء بمراحل أكبر مما يمكن الحصول عليه حاليا. وتتيح تقنية «ملتي ثريدينغ» الجديدة زيادة في الأداء بمعدل 30 في المائة عن الأنظمة العادية، وهو الأمر الذي يشكل فرقا ملموسا في المؤسسات التي تستخدم أعدادا كبيرة من الأجهزة.

* معالج «إيتانيوم»

* لتلبية احتياجات المؤسسات وأتمتتها تناولت «إنتل» في مؤتمرها معالج «إيتانيوم» (Itanium) المخصص للأجهزة الخادمة عالية الأداء. فبعد الجيل الأول من «إيتانيوم» الذي كان يحمل الاسم الحركي «ميرسيد» والذي كان يتميز بوجود ذاكرة «كاش» من المستوى الثالث خارج المعالج، ظهر الجيل الثاني الذي يحمل الاسم «ماكنلي» الذي وضعت ذاكرة «كاش» فيه على نفس شريحة المعالج وزادت قدراته حيث أنه أصبح يضم 240 مليون ترانزيستور. وتقول «إنتل» إن الاعتماد على «إيتانيوم» يأتي على أعلى المستويات، حيث أعلنت مؤسسة العلوم الوطنية في الولايات المتحدة عن توقيع اتفاقية لتوفير 53 مليون دولار لأربع مؤسسات أبحاث أميركية لبناء أول سوبر كومبيوتر يستطيع تقديم أداء يقدر بحوالي 13.6 تيرافلوب، مما يجعله أكبر كومبيوتر في العالم. وسيتكون هذا الجهاز من ألف جهاز خادم من شركة «آي بي أم» تحتوي على 3300 معالج «ماكنلي» لتوفير الأداء المطلوب. وقد أخذ في الاعتبار عند تصميم «إيتانيوم» العديد من الأمور التي تجعل منه مناسبا للمهمات التي سيؤديها، ومن ذلك امكانية فحص حالته للتأكد من عدم وجود أخطاء واصلاحها إن وجدت، مما يعطي لمديري أنظمة المعلومات القدرة على المحافظة على استمرار عمل الأنظمة من دون توقف. وقد عرضت اثناء المؤتمر عدة تجارب عملية لإظهار قدرات الادارة الذكية للأخطاء، حيث يمكن لمدير النظام من خلال برنامج متطور أن يرى الأخطاء وهي تحدث ثم وهي تعالج من دون أن يحتاج للتدخل بنفسه. ومن بين هذه التجارب رفع درجة حرارة المعالج بخمسين درجة حيث قام بخفض نشاط تلقائيا واغلاق بعض القنوات العاملة فيه بدلا من أن يستمر ويتعطل بالكامل.

* مبدل «ميديا سويتش»

* من أجل مساعدة المؤسسات على الانتقال الاقتصادي والسهل إلى شبكات «إيثرنت» ذات سرعة غيغابت، أعلنت «إنتل» عن البدء بانتاج شريحة مبدل «ميديا سويتش 5416 Media Switch IXE التي ستساعد المصانع المنتجة للأجهزة بناء مبدلات «إيثرنت» ذات نطاق اتصالات عال قابل للترقية، كل منها يمكن أن يزود بستة عشر منفذ ثلاثية السرعة (10 و100 و1000 ميغابيت بالثانية). وتستطيع هذه المبدلات أن تهيئ نفسها تلقائيا لتستخدم السرعة المناسبة لجهاز الكومبيوتر المتصل بها من خلال كافة الشبكة. وتتيح تقنية «إنتل» انتاج هذه المبدلات بأسعار مناسبة بمعدل 100 دولار لكل منفذ. وتشكل هذه الشريحة ما يشبه الدماغ المتطور للمبدلات التي ستعتمد عليها، والتي ستساعدها على التعامل مع حزم البيانات باختلاف أنواعها كالصوت والفيديو والرسومات ثلاثية الأبعاد من خلال شبكات إيثرنت وبروتوكول الإنترنت، بسرعة عالية.

* مبدأ التوازي

* أعلنت «إنتل» خلال مؤتمر المطورين عن مبدأ التوازي (Parallelism) وهو أسلوب يستخدم مصادر الأتمتة المتوازية المتعددة على جميع المستويات ابتداء من المعالج ووصولا إلى المؤسسة نفسها، في خطوة ستساهم في تخفيض تكلفة التشغيل مع المحافظة في الوقت نفسه على الأداء العالي. وحتى تستفيد المؤسسات من هذا المبدأ، فإن عليها أن تطبق ثلاثة مبادئ أساسية. الأول هو نشر مصادر الأنظمة في أسلوب موزع يتيح لعدد أكثر من المهام أن تنفذ في وقت أقل. والثاني، هو نشر التقنيات التي تساعد على ادارة تنفيذ المهام وتقليل الوقت الذي تكون فيه مصادر الأنظمة في المؤسسات في وضع سكون بسبب عدم وجود مهمة للمعالجة، وهو الأمر الذي تقدم معالجات «إيتانيوم» و«ماكنلي» إمكانية تنفيذه بسبب المزايا التي زودت بها، وكذلك الحال مع تقنية «هايبر ثريدينغ» الجديدة. أما المبدأ الثالث للتوازي فهو ربد الأنظمة الضعيفة من خلال تقنيات تعطيها قدرة أكبر مثل تقنية «إنفينيباند» (InfiniBand) التي تقدم طرقا جديدة لوصل الأجهزة الخادمة في مراكز بيانات الإنترنت.

* دعم لمطوري التطبيقات اللاسلكية

* أعلنت «إنتل» عن برنامج صمم خصيصا لمساعدة المطورين على بناء وتسويق تطبيقات وخدمات وأجهزة لاسلكية من خلال تقديم الدعم التقني الذي تحتاجه، بما في ذلك امكانية استخدام 300 أداة تطوير يمكن أن تستخدم في تصميم هواتف نقالة، ومساعدات شخصية رقمية (PDA) وأجهزة انترنت نقالة أخرى. وقد أعلنت 200 شركة مختلفة عن مشاركتها في برنامج إنتل هذا من بينها «إي تي آند تي» و«كومباك» و«هيولت ـ باكرد» و«بالم» وغيرها. وقد خصصت «إنتل» للمطورين موقعا خاص هو www. intel.com/pca/developernetworkيمكنهم بالاشتراك به الحصول على كم كبير من المعلومات، بالاضافة إلى الدعم التقني على مستوى البرمجيات أو الأجهزة.