حركة الأعين والشفاه والعضلات.. تتحكم بالكومبيوتر

وسائل مبتكرة تساعد المعاقين على استخدامه

نظم متنوعة لمساعدة المعوقين ذوي الاحتياجات الخاصة
TT

بالنسبة إلى غالبية الناس يُعتبر الجلوس أمام الكومبيوتر عملية سهلة، اللهم إلا إذا كان البعض منا من فاقدي النظر، أو مصابين بالشلل، أو معاقين جسديا، وبذلك يصبح استخدام الكومبيوتر إحباطا في حد ذاته.

بيد أن جيلا جديدا من الأجهزة والمعدات والبرمجيات يسهل على المعاقين التجوال في العالم الرقمي والتفاعل مع الآخرين، وبالتالي إنجاز العمل، أخذت تساعدهم في التغلب على عثرات التقنيات القديمة. وهكذا يصبح بمقدور المحاسب الضرير أن يطلب من «البرنامج القارئ للشاشة» أن يقرأ له المعلومات الموجودة على صفحة «سبريدشيت» (الجداول الحسابية) بصوت عالٍ، في حين يستطيع المبرمج المشلول كتابة رمز بواسطة التحكم في الكومبيوتر عن طريق حركات ذكية لعضلات الرقبة.

والأمر الجوهري هنا هو أن جهاز الكومبيوتر (بي سي) ما هو إلا جهاز كومبيوتري عام قادر على التأقلم مع الأشكال المختلفة من عمليات الإدخال والإخراج. فالكومبيوتر لا يهمه على سبيل المثال ما إذا كان المستخدم يتحكم بمؤشره عن طريق القدم، أو حركة العين، بدلا من الماوس التقليدي ولوحة المفاتيح.

ولقد جمعت مجلة «كومبيوتر وورلد» الإلكترونية 15 أسلوبا مبتكرا قد تساعد المعاقين على الاستفادة من العالم الأساسي للعمليات الكومبيوترية. وتستخدم هذه الأجهزة تشكيلة من التقنيات المتوفرة عبر مجال واسع من الأسعار التي تبدأ من الصفر إلى آلاف الدولارات.

واستخدام الكومبيوتر هذه الأيام ليس مرهونا بالأجسام السليمة القادرة فقط، بل بجميع الأجسام القادرة والمصابة بالإعاقة.

* أوامر بالعضلات والعين

* الرسائل العضلية - نظام الحوافز: بالنسبة إلى أولئك الذين بُترت بعض أطرافهم، أو المصابين بالشلل، أو يشكون إعاقة في أيديهم، فإن نظام التحفيز «إمبالس» (Impulse) من «إيبل نيت» (AbleNet) قد يكون السبيل لاستخدام الكومبيوتر، دون اللجوء إلى الوسائط الميكانيكية المساعدة الكبيرة الحجم. ويحل التحفيز محل لوحة المفاتيح التقليدية والماوس عن طريق جهاز صغير مركب على جلد المستخدم الذي يستخدم تقنية الرسم، أو التسجيل العضلي الكهربائي (للانقباضات والاسترخاءات) للاستشعار، وتكبير وبث النبضات الكهربائية الصغيرة التي ترسل من الدماغ إلى العضلات. وهذه النبضات تؤدي عملها في مناطق متعددة من الجسم، بما في ذلك الرقبة والوجه، وبمقدورها أن تحول بسمة ما أو غمزة إلى نقرة على الكومبيوتر. ويلتصق مستشعر قطبيّ للتحفيز يمكن طرحه بعد الاستعمال، على الجلد مع جهاز بث لاسلكي بتقنيات «بلوتوث» يركب عليه من فوق، ليقوم برنامج كومبيوتري إضافي يسمى «إي زد» (E Z Keys) مثلا موجود في الكومبيوتر، بعد ذلك بعمله. ويباع نظام «إمبالس» بـ2100 دولار فأكثر.

* التشغيل بحركة العين: المصابون بالشلل الرباعي الذي يشمل كل الأطراف الأربعة أو غيرهم الذين لا يستطيعون استخدام لوحة المفاتيح العادية والماوس للتحكم في الكومبيوتر يمكنهم ذلك عن طريق حركة الأعين. ويستخدم برنامج «آي غايز إيدج» (Eyegaze Edge) من «إل سي تكنولوجيز» كاميرا عالية السرعة تعمل بالأشعة تحت الحمراء مركبة تحت شاشة الجهاز، مع وحدة معالجة صغيرة خارجية لترجمة هذه الحركة إلى عمل على الشاشة.

وبعد معايرة الجهاز، لا يبقى على المستخدم سوى النظر مباشرة إلى مفاتيح التحكم على الشاشة التي تعرض لوحة مفاتيح، وأدوات تحكم بالماوس، مع سلسلة من العبارات للاختيار من بينها، أو برنامج لإضاءة المصابيح وتشغيل الأجهزة المنزلية. ويقوم الجهاز بتعقب نظر المستخدم المصوب على شاشة التحكم ليضغط على زر لدى النظر عليه فترة محددة من الزمن. يبلغ سعر البرنامج 7250 دولارا فأكثر.

تحكم بالفم والرأس

* النفث والنفخ والرشف: يمكن التحكم في الكومبيوتر بحركات الفم من نفث ونفخ ورشف، يجري تسليطها على عصا تحكم (جويستيك) مجوفة. ويمكن للمستخدم استغلال العصا بفمه وخده ولسانه لتحريك المؤشر على الشاشة، وبالتالي النقر على بند ما عن طريق النفخ عبر هذه القشة المعدنية أو المصّ منها. وعلى الرغم من أن نظم الرشف والنفث كنظام «كواد جوي» «QuadJoy» من «سيمكو» مثلا موجود منذ سنوات كثيرة، فإن نظام «جوس2» «Jouse2» المعاد تصميمه من قِبل شركة «كومبيوسولت» أخذ هذه التقنية إلى أبعاد جديدة. فالجهاز (1400 دولار) يجري وصله إلى فتحة «يو إس بي» تابعة لكومبيوتر يعمل بنظم تشغيل «ويندوز» أو «لينوكس» أو «ماك»، بينما يمكن تركيب الذراع المفصلية القابلة للتعديل، على سطح الطاولة، أو المكتب، أو الكرسي ذي العجلات. ويمكن للمستخدمين تعديل الأوضاع مثل سرعة المؤشر، والنقرة المزدوجة، وحساسية الرشف والنفث. وعلاوة على كونه بديلا للماوس، يعمل «جوس2» مع برنامج «جوي رايت» الكومبيوتري من إنتاج الشركة ذاتها بديلا أيضا للوحة المفاتيح التي تتيح لمستخدميها التحكم في مؤشر النصوص، وإدخال الأحرف الفردية، والأرقام، والتنقيط، عن طريق الجمع بين رشف الهواء ونفخه. وبمقدور «جوس2» أيضا ترجمة أوامر رموز مورس إلى أحرف.

* تعقب حركات الرأس: «سمارت ناف4» (SmartNav4)، و«كاميرا ماوس 2010» (Camera Mouse 2010)، خيار آخر بالنسبة إلى أولئك الذين لا يستطيعون التحكم في الماوس العادي ولوحة المفاتيح، لكنهم قادرون على التحكم الثابت في حركات الرأس عن طريق جهاز «سمارت ناف4»، وهو ماسح بالأشعة تحت الحمراء يقبع على رأس الشاشة (500 دولار)، أو على دفتر الملاحظات «نوتبوك». ويتحرى الماسح المرتبط بنظام «ويندوز» أو «ماك» حركة الرأس على مدى زاوية نظر قدرها 45 درجة 100 مرة في الثانية الواحدة.

ويعمل «سمارت ناف4» عن طريق تحسس نقطة عاكسة صغيرة يمكن إلصاقها على جبين المستخدم، أو على إطار نظارته، أو قبعته، أو سماعة الرأس. وتشمل العدة رزمة من 26 نقطة يمكن إعادة استخدامها. ولدى تحريك الرأس تتبع «سمارت ناف4» الحركة لوضع المؤشر على المكان الذي ترغبه على الشاشة. ويمكن للمستخدم الطباعة على لوحة مفاتيح افتراضية حيث يمكن القيام بكل المهام من نقر وسحب.

* بديل مجاني بالنسبة إلى ذوي الميزانيات المحدودة: وهو «تطبيق كاميرا ماوس 2010» (Camera Mouse 2010 application) الذي طوره الباحثون في جامعة بوسطن. وهو بديل برنامج لماوس «ويندوز»، ويستطيع تعقب حركات الرأس عن طريق كاميرا إنترنت (ويبكام).

وعن طريق معايرة النظام حتى زاوية العين، أو المسافة بين الأنف والفم، يستطيع المستخدم تحريك المؤشر على الشاشة. وعن طريق تثبيته ساكنا على مساحة صغيرة من الشاشة، فإنه ينشّط آنذاك عملية النقر. وهو بحاجة إلى وقت للاعتياد عليه، وليس معقدا ولا دقيقا كالمنتجات الأخرى مثل «سمارت ناف».

* بدائل الماوس

* العمليات الكومبيوترية عن طريق الضوء «لوماك»: «لوماك» نظام مختلف يحل محل لوحة المفاتيح والماوس، وهو يعتبر ابتكارا كبيرا بحيث استحق مكانته في متحف نيويورك للفنون العصرية. إنه فن فعلا، ولكن لغرض معين. فكلمة «لوماك» تعني «ماوسا ولوحة مفاتيح تعمل بالضوء». وبالنسبة إلى الذين لا يستطيعون تحريك أيديهم فإنها تعني حرية استخدام الكومبيوتر.

ويستخدم النظام جهازا يركب على الرأس يطلق شعاعا ليزريا إلى بديل لوحة المفاتيح يتضمن 105 بقع حساسة للضوء مرتبة في دوائر، تمثل أو تقابل الأحرف والأرقام والتنقيط وحركات الماوس. وعندما يقوم المستخدم بتسليط شعاع الليزر على الذي الوضع يرغبه، وبالتالي نقله إلى زر التأكيد الموجود في مركز الدائرة، يقوم «لوماك» بتنفيذ الأوامر. وهو لا يحتاج إلى معايرة، أو برمجيات إضافية.

* ماوس عامل بالقدمين: بديل للماوس الذي يستخدم دواسات القدم، ليس أمرا جديدا بالنسبة إلى المصابين بمتلازمة النفق الرسغي، أو الآخرين الذين يتحكمون بالكومبيوتر عن طريق أقدامهم. على أي حال يأخذ «نو هاندز ماوس» (NoHands Mouse) من «هنتر ديجيتال» مثل هذه التقنية إلى أبعاد جديدة عن طريق إعادة تصميمها وتشغيلها بالأقدام أيضا. وخلافا للدواسات الكبيرة الرباعية العادية التي تفتقر إلى الحساسية اللازمة لتحريك المؤشر بشكل دقيق، فإن دواسات «نو هاندز» هي على شكل بيضاوي بمنصة رقيقة للقدم التي تستشعر الحركة على مدار 360 درجة بدرجات متفاوتة من الضغط. وتقوم إحدى الدواستين بتولي أمر حركة المؤشر، والثانية تقوم بعملية النقر.

* تكبير الحروف والعروض

* لوحة مفاتيح صحيحة للكومبيوتر: أحيانا كل ما يحتاج إليه الأمر هو إعادة التصميم بشكل حصيف لتكييف المنتج لكي يلائم شخصا ضعيف النظر، أو يشكو آخر من غياب التنسيق بين اليد والعين. لكن «بيغ كيز إل إكس» (BigKeys LX) (159 دولارا) من «غريستون ديجتال»، هو ابتكار جديد للوحة المفاتيح العادية، مع مفاتيح وعناوين كبيرة بارزة. وهذا النظام يحل محل لوحة المفاتيح العادية لاستخدامه مع كومبيوترات «ويندوز» أو «ماك». ولا يتطلب الأمر هنا برمجيات إضافية، لكن مع وجود مفاتيح مساحة الواحدة منها بوصة واحدة مربعة، أي أربعة أضعاف مساحة المفاتيح التقليدية، فهذا يجعلها سهلة الاستخدام.

* تقريب الشاشة وتكبيرها: بالنسبة إلى الذين يشكون تردي النظر، أو التنكس البقعي للعين، فإن من شأن مكبّر الشاشة تقريب الجمل والنصوص، وحتى الحروف الفردية لكي تصبح في مجال النظر. وكانت النسخ الأخيرة من «ويندوز» قد تضمنت مكبرا أوليا لكنه لم يتمكن من تكبير أكثر من تسعة أضعاف الحجم الأصلي، كما أن الأحرف وحجمها بدت مشوشة غير واضحة.

ويمكن لـ«زوم تيكست ماغنيفاير/ريدر» (ZoomText Magnifier/Reader) من «سكويرد» تكبير النص الأصلي 32 مرة وعرضه بأشكال متنوعة. كما يمكن أيضا قراءة ما تراه، بما في ذلك الوثائق والمستندات، والبريد الإلكتروني، وصفحات الشبكة، ولوائح التطبيقات، وغيرها.

* قلم وقارئ

* قلم ماسح وقارئ بصوت عالٍ: قارئات ومكبرات الشاشة هي جوانب مهمة لدى استخدام الكومبيوتر، لكن التعامل التجاري يعني أيضا إمكانية قراءة المواد بعيدا عن الشاشة كالمذكرات، والوصولات، وكتيبات التشغيل والإرشاد. وهنا يكمن التحدي الفعلي للأشخاص الذين يعانون نظرا سيئا. لكن قلم المسح الإلكتروني «إنفو سكان تي إس إيلايت» (InfoScan TS Elite) قد يساعدك عن طريق مسح المواد وحفظها وقراءتها لك ثانية في ما بعد. فهذا القلم ينزلق فوق الصفحة ليستوعب نحو 500 صفحة من المواد في داخله لينقلها بعد ذلك إلى الكومبيوتر عبر كابل «يو إس بي» للمزيد من العمل عليها وتحريرها. وفي داخل القلم قاموس للغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والبرتغالية أو الإسبانية.

* وثمة منتج آخر هو قارئ «إنتيل ريدر» (Intel Reader) الذي قد يساعد الذين يعانون إعاقة في النظر، خصوصا عندما يكونون بعيدين عن الكومبيوتر. وهو بحجم وثقل الكتاب الورقي العادي. ويمكنه تكبير النصوص على شاشته قياس 4.3 بوصة في الوقت الذي يقوم فيه الصوت الصناعي المركَّب بقراءة المادة. ويمكن تحميل القارئ بمواد من «ويندوز بي سي»، أو من نظام «لينوكس» عبر كابل «يو إس بي»، أو عن طريق توجيه كاميرا القارئ البالغة قدرتها خمسة ميغابيكسلات على المستند لتكبيرها وقراءة صفحات الـ«سبريدشيت»، والمذكرات، والتقارير. وهو يخزن 600 صفحة.

* لفاقدي البصر والسمع

* «برايل» الجوال: يسجل العديد من فاقدي البصر المعلومات بأسلوب «برايل»، لكن غالبية أجهزة «برايل» كبيرة يصعب حملها. هنا يأتي دور «برايل + موبايل مانيجر» (Braille + Mobile Manager) بقرص صلب سعة 60 غيغابايت ومعالج قوي. وهو جوال يزن فقط 7.4 أونصة (نحو 220 غراما). وهو مزود بلوحة مفاتيح «برايل» لتسجيل الملاحظات، مع مسجل صوت. وكل ما هو مسجَّل داخله يمكن تلاوته على المستخدم بالصوت الصناعي، أو إرساله إلى الكومبيوتر عبر شبكتي اتصالات «واي - فاي» أو «بلوتوث» اللاسلكيتين. ويمكنه تصفح الإنترنت، وتشغيل الموسيقى، وقراءة الكتب بصوت عالٍ.

* وهناك طراز أقوى منه أشبه باللابتوب يُدعى «برايل نوت أبيكس» (BrailleNote Apex) من شركة «هيومان وير».

* أداة صغيرة لتعزيز السمع: استخدام الكومبيوتر ليس بالتحدي الكبير بالنسبة إلى معاقي السمع، لكن قد يشكّل ذلك بعض الصعوبة لهم في أثناء العمل في المكاتب وسماع ما يقوله الزملاء بوضوح. من هنا قد يساعدك هاتف «آي فون»، أو «آي بود تاتش»، عن طريق تطبيق يدعى «ساوند إيه إم بي» (soundAMP) من صنع «جنجر لابس». ويقوم هذا التطبيق بمضاعفة صوت الكلمات، مع ترشيح الضجيج الخلفي بغية جعل الأصوات أكثر فهما خلال الاجتماعات، وضجيج المكاتب. ويمكن تعديل مقياس مستوى الصوت ليلائم سمعك، كما يمكن إسكاته تماما حتى لا تزعج رب العمل. وإذا لم تتمكن من ملاحقة ما قيل أخيرا يمكن لهذا النظام تلاوة ما قيل خلال خمس الدقائق الأخيرة. ويمكن تنزيل التطبيق من «مخزن تطبيقات أبل» مقابل 10 دولارات.