أحدث تقنيات العروض المجسمة ومدارس المستقبل الرقمية

في المعرض الدولي للكومبيوتر «سيبت 2010»

الهاتف الذكي «ليكويد إيه 1» من «ايسر» يعمل بنظام «أندرويد» عرض في «سيبت 2010» («الشرق الأوسط»)
TT

شنت الشرطة الألمانية، ترافقها النيابة العامة، حملة واسعة شملت الكثير من أجنحة المعرض الدولي للكومبيوتر بتهمة «قرصنة التكنولوجيا» والتجاوز على براءات الاختراع. وطبعا فقد كانت للشركات الصينية والأوروبية الشرقية حصتها من هذه الهجمة التي تأتي بالتزامن مع تزايد التحذيرات من «التجسس الاقتصادي والتقني» على المستوى العالمي.

ولهذا فقد كان لتقنية أمن المعلومات حصتها البارزة أيضا من برنامج المعرض الدولي للكومبيوتر «سيبت» الذي انتهى السبت الماضي. عدا عن ذلك فقد واصل المعرض، رغم تضاؤل عدد المشاركين فيه، نزعاته السابقة المتمثلة في الحركة وتعدد الوظيفة ومراعاة البيئة. وهكذا شهد المعرض هذا العام طغيان أجهزة الهواتف الجوالة العاملة على نظام «أندرويد»، وتضاؤل حجم الكومبيوتر التقليدي، وتفوق الكومبيوترات اللوحية في مجال الأجهزة الجوالة، وزيادة «تسطح» التلفزيونات، والتركيز على «ترابط» الأجهزة المنزلية بعضها ببعض بجهاز تحكم واحد.

وكان فيلم «أفاتار» حاضرا في المعرض من خلال التقنيات الكثيرة التي تمتع المشاهد برؤية الأفلام بالأبعاد الثلاثة (المجسمة)، عدا عن أن التقنيات الجديدة تحولت من السينما، وقاعات العرض الخاصة، إلى تقنية الأجهزة الجوالة، فصار بوسع الهاتف الجوال عرض الأفلام والصور بالأبعاد الثلاثة بعد أن يتلقاها من المصدر، وصارت شاشات التلفزيون والكومبيوتر تعرض الصور المماثلة.

* تقنيات العروض المجسمة

* وصمم مهندسو جامعة زارلاند الألمانية برنامجا يتيح للأجهزة عرض الصور بالأبعاد الثلاثة، وتطرح شركة «فيديو ويب» جهاز «س 600» الجوال الذي يلتقط الصور والأفلام والبرامج التلفزيونية من الأقمار الصناعية ويعرضها على الجدار بصور ثلاثية الأبعاد أيضا. بل إن شركة «Sunny Ocean Studios»، التي تزود شركات إنتاج التلفزيونات بتقنية الصور الثلاثية الأبعاد، أنتجت جهازا يتيح مشاهدة عروض الصور الثلاثية الأبعاد بكل وضوح من 64 زاوية، وهو ما يؤهل المشاهد لرؤية العروض أينما جلس في قاعة العرض.

وجهاز العرض «بيمر» من «أسوس هـ 5360» يعرض الصور بثلاثة أبعاد وبألوان ودقة متناهية دون الحاجة إلى نظارات خاصة. فالجهاز يستخدم تقنية تدمج الصور بعضها فوق بعض على الشاشة أمام عيني المشاهد دون الحاجة إلى نظارات. ولكن على الراغب في شراء الجهاز، الذي يستخدم تقنية الوضوح الفائق (HD) أن يدفع 800 يورو لقاء الجهاز. وطرحت شركة «أسوس» أول لوحة مفاتيح لسينما المنزل، وهي عبارة عن كومبيوتر كامل يشبه أجهزة مزج الصوت والصور. اسم الجهاز «Eee Keyboard» ويرسل الصور بتقنية الوضوح الفائق دون كابل إلى التلفزيون بعد أن يتلقاها مباشرة أو يتسلمها عبر الشبكة. والجهاز مزود بشاشة صغيرة (5 بوصات) لكنها تعمل بتقنية اللمس، وسيطرح إلى السوق في خريف هذا العام. والمهم أنه يعمل ككومبيوتر كامل ولوحة أزرار عند الحاجة.

وإذ تطرح شركة «أبل» كومبيوترا محمولا بلا أزرار، تطرح شركة «فوجيتسو» جهاز كومبيوتر صغيرا لوحيا (13 بوصة)، يقترب من دفتر الملاحظات الإلكتروني (نوتبوك) ويعمل بشاشة دوارة على مفصل يمكن العمل عليها بواسطة قلم. والجهاز جاهز للسوق هذا الشهر وبسعر 1700 يورو.

* تحكم بكل الأجهزة

* وحسب معطيات «بيتكوم» فإنها توظف 10 مليارات يورو حتى 2015 في تقنية ربط أجهزة المنزل بجهاز تحكم واحد يوفر للإنسان أقصى درجات الراحة في السكن. وعرضت الشركة نموذجا أوليا من جهاز لا يزيد حجمه على نصف حجم أجهزة التحكم السائدة، ويمكنه تشغيل جهاز تحضير القهوة والتلفزيون وجهاز التدفئة وغيرها. ويستخدم الجهاز تقنية لاسلكية لقياس ترددات كل جهاز كي يميز بينها ومن ثم يوصل الأوامر لها.

وعلى مستوى الراحة المنزلية أيضا عرضت شركة «ريكون» نظام «ريكون كونترول سيستم» لتقنين صرف طاقة التدفئة في البيت. وذكر جيرد شابلونين من الشركة أن الجهاز يضمن تقليص صرف الطاقة بنسبة 30 في المائة، ويكلف مع نصبه وتنظيمه، في أي منزل من مساحة 70 مترا مربعا، نحو 1500 يورو. ويستخدم النظام جهازا اسمه «مدير الطاقة» يتولى تنظيم درجة الحرارة في كل غرفة على حدة باستخدام أجهزة استشعار حرارية يجري دمجها في أجهزة التدفئة. والجهاز مزود بشاشة صغيرة تطرح للمستهلك درجات الحرارة في كل غرفة، ويمكن بواسطتها برمجة درجات الحرارة وأوقات خفض ورفع درجات الحرارة التي يفضلها الإنسان.

* مدرسة رقمية

* في القاعة 9 من المعرض، أقامت «مايكروسوفت» و«سامسونغ» أول مدرسة «رقمية» مستقبلية للأطفال، استخدمت فيها الشركتان آخر ابتكاراتهما في عالم الكومبيوتر والمعلوماتية. واجتذبت المدرسة الرقمية، بالتعاون مع ولاية نيدرزاكسن (هانوفر)، أكثر من 500 طفل من تلاميذ المدارس الابتدائية. وبدت القاعة بهيجة بألوانها ولوحاتها حيث يشرف «المعلمون» من الشركتين على تعليم التلاميذ (6 - 12 سنة) على الأجهزة المتنوعة.

صفوف مدرسة المستقبل بلا لوحة، بلا طباشير، وبلا كتب ولا أقلام، ولا حتى ماوس، لأنها تتجاوز «العصر الطباشيري» إلى عصر شاشات اللمس والإصبع الإلكتروني. فسطوح المناضد الصغيرة هنا عبارة عن شاشات كومبيوترية تعمل باللمس أو بتقنية الإصبع (Pointer) وتحتوي المناهج الدراسية. وترفع المدرسة الحديثة حقيبة الظهر الثقيلة عن كاهل التلميذ لتزوده بشريحة ذاكرة «ستك» (Stick) صغير يحمله التلميذ معه إلى البيت ليؤدي واجباته.

وكومبيوتر المعرض الدولي «سيبت 2010» هو «نوتبوك» الأطفال الذي أخذت شركة سامسونغ الكورية على عاتقها تصميمه لأبناء المدارس الإلكترونية. و«نوتبوكN150 » لا يختلف عن غيره من ناحية السعة والقدرات وتعدد الوظيفة، إلا أن بوسع المعلم برمجته بما يناسب سن كل تلميذ. و«النوتبوك» مزود بنظام تشغيل «ويندوز 7»، وببطارية تعمل لمدة 8 ساعات دون توقف، أي أكثر بكثير من وقت الدراسة، وشاشته لا تؤذي عيني الطفل ولا تعكس وجوه الأطفال الأخرى. وذكر يوهان كريمر، من «سامسونغ»، أن الكومبيوتر مصمم بحيث لا تؤثر فيه كمية 50 مليلترا من الماء أو الشاي قد يسكبها التلميذ في غفلة عليه، كما أنه يرتبط ببنك للمعلومات يفيد التلميذ في دراسته. والأهم، بالنسبة لأهالي الأطفال، أنه مزود سلفا بكل التقنيات التي تحجب المواقع الإلكترونية غير المحبذة للأطفال.

ولكن هل يمكن لتربية الأطفال الصغار على التقنية الإلكترونية أن تضر بصحتهم وقدراتهم على اللعب والحركة؟ يقول كريمر إن المدرسة الرقمية تتيح مجال الرياضة كاملا بين الدروس وبعدها، كما أن الأطفال من هذه السن يستخدمون الكومبيوتر والشبكة الإلكترونية بانتظام. واستشهد كريمر بدراسة لشركة «بيتكوم» كشفت أن 71 في المائة من الأطفال (6 - 10 سنوات) يستخدمون الكومبيوتر والشبكة بإشراف والديهم أو دونه، وترتفع هذه النسبة إلى 100 في المائة بين المراهقين.

* بيانات تلفزيونية

* في مجال تقنية التلفزيونات يبدو أن تقنية «فيديو تيكست»، أي عرض الأخبار والمعلومات بالحروف والأرقام المقروءة على الشاشة، قد علاها الصدأ، وستترك مكانها إلى تقنية جديدة. ويطلق على التقنية الجديدة اسم «Hybrid Broadcast broadband TV» (HbbTV) والتقنية التي طرحتها شركة «فيديو فيلت» الألمانية تعمل أيضا ضمن جهاز التحكم عن بعد أو في التلفزيون مباشرة، وتعرض النتائج المرغوب بها في المجال المعين، فمثلا عندما يشاهد الإنسان في التلفزيون مباراة لكرة القدم، يضغط على زر(HbbTV) في جهاز «فيديو ويب س 600»، من إنتاج الشركة المذكورة، لتظهر المعلومات الخاصة بالمباراة فقط، مثل عدد الزوايا الركنية أو عدد الأخطاء (الفاولات)، كما يمكن للجهاز أن يستعرض المعطيات عن المباريات التي تجري في الوقت ذاته كما هو الحال في دورات كرة القدم. وتتوقع مصادر الشركة أن تلقى التقنية رواجا كبيرا بدءا من مونديال كأس العالم لكرة القدم في صيف هذا العام في جنوب أفريقيا.

وبمناسبة فيلم «ترانسفورمر» الذي حصد الكثير من الجوائز الدولية، طرحت شركة «أسوس» لأول مرة جهاز «نوتبوك ترانسفورمر» يعد بالاقتصاد جدا في الطاقة. و«الترانسفورمر» يحمل اسم «Optimus Primus» البطل «الترانسفورمر» الأول في الفيلم المذكور، ويستخدم نظاما هجينا للاقتصاد في الطاقة. فهو يحتوي على مشغل سريع الاستهلاك للطاقة من «Antel» ومشغل آخر من «nVidia» مقتصد في الطاقة. إلا أن «ترانسفورمر أسوس» أفضل من البطل الحقيقي للفيلم لأنه لا يحتاج إلى من يشغله، فالمستهلك السريع للطاقة ينطلق أوتوماتيكيا حال التحول إلى برامج على الشبكة تتطلب السرعة. ويكون بذلك شبيها بالمحركات الهجين التي تعمل في سيارات المرسيدس، فالمحرك الكهربائي المقتصد بالطاقة يعمل حتى سرعة 70 كم (في شوارع المدينة)، ويشتغل محرك البنزين السريع حال وصول السائق إلى الطرق السريعة وتجاوزه تلك السرعة.

* نظم ملاحية

* ورغم أن دراسة أخيرة لنادي السيارات الألماني (adac) اتهمت أجهزة الملاحة بالتسبب في حدوث أزمات الزحام على الشوارع، فإن هذه الأجهزة أصبحت ملازمة لـ70 في المائة من السيارات. وتحولت هذه الأجهزة إلى كومبيوتر صغير وتلفزيون وعارض معلومات وهاتف جوال في آن. مثال ذلك «ملاح جارمينوس»(Garminus Nüvi 1490 TV) المزود بشاشة 5 بوصات ويلتقط معظم البرامج التلفزيونية، وهو مثار نقاش جديد مع نادي السيارات الذي يحذر من مخاطر الحديث في الجوال أثناء قيادة السيارة.

ربما فشل الهاتف الجوال نسبيا في السيارات بسبب مخاطر الطرق، ولكن شركة «تليكوم» طرحت هذه المرة هاتفا مدمجا في المقود ومزودا بأجهزة التقاط وإيصال للصوت عالية الفعالية. والجهاز عبارة عن جهاز لدخول الإنترنت، ومتصفح وجهاز لبث الموسيقى والأخبار. وبدلا من جهاز «WLAN» الاعتيادي طرحت تليكوم هذا العام جهاز «سبيد بورت 504 ف» الذي يوفر مدخلا للإنترنت، ويمكن ربط جهاز تلفزيون وجهاز فيديو عليه. ويحتوي الجهاز على شريحة تربط الهاتف الجوال بالشبكة الثابتة فيتحول إلى هاتف تقليدي بلا كابل.

وفي مجال صيانة المعلومات طرحت شركة «ف - سكيور» الفنلندية برنامجا ضد قرصنة المعلومات يتيح للمستخدم المحافظة على معلوماته الشخصية. ويمنع النظام دخول المتطفلين إلى الهاتف الجوال وإلى الكومبيوتر، ويزود المستخدم بالقدرة على مسح المعلومات التي يريدها وهو في الشارع، عن طريق إرسال SMS إلى كومبيوتره في البيت، وإعطاء شفرة خاصة. وطور معهد «فراونهوفر» الألماني تقنية للموبايل والكومبيوتر تمنع التجسس أثناء أعمال الصيرفة على الكومبيوتر. ويقول ماريو هوفمان، من المعهد، إن التقنية تقارن معطيات صاحب الحساب مع بصمته البيولوجية في جواز السفر قبل أن تسمح له بدخول الحساب الخاص به.

* صحافة إلكترونية

* في عالم الصحافة يبدو أن تقنية الرقائق الصحافية الإلكترونية تشق طريقها بقوة، إذ طرحت شركة «سكيف» الأميركية بالتعاون مع شركة «ل.ج» جريدة إلكترونية بتقنية «reader - E». والصحيفة رقيقة جدا لكنها مزودة أيضا بتقنيتي «WLAN» و«UTMS» للاتصال بالشبكات. وأطلقت الشركة على الجريدة اسم صحيفة «المستقبل»، وهي قادرة على تحميل الكتب المختلفة أيضا.

وزودت «أركوس» أول مسطح جيبي لها بنظام «غوغول أندرويد»، وهو إطار وجهاز بوسائط إعلامية متعددة بشاشة مقاس 7.8 بوصة، 600 ميغاهيرتز، ومزود بـ«WLAN» مدمج ونظام يؤهله للربط مع بقية الأجهزة المنزلية. في مجال الطب وفرت شركة «بودي تيل» للمرضى، ومراقبي أوزانهم، تقنية تعينهم في الحمية وفي الالتزام بالبرامج الغذائية والطبية. والنظام عبارة عن «Pressure Tel» و«Weight Tel» يقيسان وزن وضغط الإنسان وأوزان ودهون المواد الغذائية، بواسطة أجهزة استشعار الضغط، والاستشعار البيولوجي. هذا يعني أن الزبون قادر على معرفة كمية الدهون في كل وجبة يتناولها. وتتيح هذه الأنظمة نقل كل المعطيات لاسلكيا إلى ملف المريض في المستشفى. وينظم العملية جهاز صغير في البيت مزود بشاشة، ويتسلم المريض، أو الراغب في تقليل وزنه، يوميا من طبيبه على الشاشة وصفة الغذاء المناسبة والموزونة من ناحية مكوناتها. ومن يشعر بأن الرقابة زادت عليه، ويود التهام قطعة نقانق عالية الدهن، يستطيع أن يغلق الجهاز لفترة من الوقت.

وفي عالم اليوم، الذي يسمى عالم السرعة والأناقة، لا بد من وقفة أخيرة مع السرعة. فالكثير من الشركات زودت كومبيوتراتها بمدخل «USB.3» العالي السرعة. وسارعت شركات إنتاج شرائح الذاكرة من العصي (Stick) إلى إنتاج حافظات المعلومات الصغيرة المناسبة لهذه التقنية، وهي غالبا صغيرة وأنيقة وذات سرعات وطاقات حفظ عالية. مثال ذلك عصي المعلومات من شركة «لوكسيو» التي وصلت طاقة إحداها إلى 120 غيغابايت. ومن يبحث عن السرعة الحقيقية فعليه أن يجرب العصي من «RaidDRIVE» المخصصة لـ«USB.3» العالي السرعة. وتبلغ سرعة النقل في هذه العصي 320MB|S .