نزعات جديدة.. في عالم الألعاب الإلكترونية

تحكم بالإيماءات وألعاب «اجتماعية»

خدمة «أون لايف» السحابية لاستئجار الألعاب
TT

مر أكثر من 4 أعوام على طرح جهاز «إكس بوكس 360»، و3 أعوام على طرح أجهزة «بلايستيشن 3»، و«وي»، بالإضافة إلى عشرات الأعوام لألعاب الكومبيوتر الشخصي. وكانت الألعاب الإلكترونية في السابق بسيطة، وتستخدم عصا وزرا واحدا، وتطورت لتستخدم مجموعات أزرار عديدة، ومن ثم طرحت أدوات تحكم بعصي وأزرار تتعرف على شدة الضغط عليها، بالإضافة إلى استشعارها ميلانها في الهواء، وتطورت الرسومات والموسيقى بشكل كبير بفضل استخدام الأقراص الليزرية بأنواعها وأحجامها المتعددة، إلا أن النزعات المقبلة ستكون أكثر تأثيرا بالنسبة لكيفية ومكان اللعب، والمبالغ التي يمكن دفعها لقاء المحتوى الجديد.

* تحكم بالإيماءات

* ومن المتوقع تحول أسلوب التحكم في الكثير من الألعاب المقبلة من شكله التقليدي إلى آخر يستخدم فيه جسد اللاعب وأداة خاصة للتفاعل مع اللعبة، وخصوصا مع توجه شركات صناعة أجهزة الألعاب إلى هذا المجال، حيث أعلنت شركة «سوني» مؤخرا عن عزمها طرح أداة «موف» Move التي تعمل على جهاز «بلايستيشن 3» التي تستخدم كاميرا تتعرف على أداة التحكم وما الذي يفعله المستخدم بها، بالإضافة إلى إعلان شركة «مايكروسوفت» أداة «ناتال» Natal التي تتكون من كاميرا بدون أداة تحكم، تتعرف على حركات جسد المستخدم. ومع تطور الهواتف الجوالة وبدء تعرفها على حركات أيدي المستخدمين، فليس من المستبعد ظهور ألعاب إلكترونية تستخدم هذه التقنية، وانتقالها إلى الكومبيوترات الشخصية لاحقا، نظرا لانخفاض أسعار الكاميرات الرقمية الخاصة بها.

وبالنسبة لأداة «موف»، فهي عبارة عن كاميرا رقمية توضع فوق التلفزيون، وظيفتها هي ملاحقة أداة التحكم اللاسلكية التي يحملها المستخدم والتي تستشعر ميلانها في الهواء، وخصوصا منطقة مضيئة في أعلى أداة التحكم. وتستطيع الكاميرا التعرف على عدم ظهور المنطقة المضيئة، لترسل هذه المعلومة إلى اللعبة التي تفسر ذلك بالطريقة المناسبة، مثل وضع المستخدم يديه (وأداة التحكم) وراء ظهره أثناء اللعب بلعبة قتال للدلالة على استهزائه بخصمه وعدم حاجته إلى استخدام يديه للقتال، الأمر الذي يفسر على شكل حركات مضحكة لشخصية اللاعب، أو إرجاع يده إلى وراء ظهره بسرعة ومن ثم إلى الأمام في الألعاب التي تستخدم أسلحة نارية، للدلالة على إضافة عيارات نارية جديدة إلى السلاح، أو دورانه حول نفسه بسرعة في الألعاب الموسيقية للدلالة على تحمسه واستخدامه حركات خاصة تزيد من نقاطه، وغير ذلك. أما بالنسبة لأداة «ناتال»، فهي تتعرف على شكل جسد المستخدم، وتتابع تحركاته بشكل مستمر، وترسل هذه المعلومات إلى اللعبة لتفسرها بالشكل الذي يناسبها، مثل تحريك المستخدم يديه في الهواء لملامسة كرات تطير نحوه، في إشارة إلى رد الكرات عن المرمى، أو الاختباء وراء أريكة للدلالة على اختباء شخصيته وراء صندوق كبير في معركة حامية الوطيس، وغير ذلك. ولن يكون من السهل الاعتياد على نمط التحكم الجديد هذا، ذلك أن أغلبية اللاعبين قد اعتادوا على الجلوس أثناء اللعب واستخدام أدوات تحكم بأزرار كثيرة، ولكن إن استخدمت هذه التقنيات بطرق صحيحة وإبداعية، فإن النتائج ستكون مذهلة.

* «آبل» وعالم الألعاب

* ومع أن الأجهزة الجديدة لشركة «آبل» لا تعتبر أجهزة محمولة متخصصة بالألعاب الإلكترونية، إلا أنها أثبتت أن اللاعبين والمبرمجين يفضلونها على غيرها، ذلك أن أجهزة «آي فون» و«آي بود تاتش» (و«آي باد» قريبا) أصبحت تقدم ألعابا جميلة جدا من المبرمجين الجدد والشركات المتخصصة على حد سواء، والدليل هو شعبية قسم الألعاب الإلكترونية في متجر «آي تونز» (يحصل المتجر على نحو 84 لعبة جديدة يوميا)، ووصل عدد الألعاب الفعالة في شهر فبراير (شباط) الماضي إلى 24668 لعبة. وازداد عدد المبرمجين الجدد الذين حصل بعضهم على مبالغ تجاوزت مئات الآلاف من الدولارات بعد طرحهم ألعابا بسيطة وجميلة في متجر «آبل». ويتوقع الخبراء طرح الشركة جهازا محمولا متخصصا في الألعاب الإلكترونية، يحتوي على دارات جديدة للرسومات المجسمة، وقدرات صوتية متطورة، بالإضافة إلى بعض الأزرار.

وتجدر الإشارة إلى أن شركة «مايكروسوفت» تطور حاليا نظام التشغيل «ويندوز موبايل 7» على الهواتف الجوالة، الذي يقدم مزايا جديدة للألعاب الإلكترونية، مثل القدرة على اللعب بلعبة ما على الهاتف، وحفظ مكان توقف اللاعب فيها، ومن ثم متابعة اللعب على الكومبيوتر الشخصي أو جهاز «إكس بوكس 360» باللعبة نفسها، ومن المكان نفسه الذي توقف عنده اللاعب في الهاتف الجوال. ويعتبر هذا النظام منافسا كبيرا لشركة «آبل»، نظرا لأن انتشار الكومبيوترات الشخصية التي تعمل بنظام التشغيل «ويندوز» وجهاز «إكس بوكس 360» سيدعم ألعاب الهواتف الجوالة التي تعمل بنظام التشغيل الجديد، وبشكل كبير.

* ألعاب «اجتماعية»

* وعلى الرغم من أن هدف الشبكات الاجتماعية هو تواصل المستخدمين بطرق مختلفة، فإن الكثير من الشركات بدأت باعتبارها منصة ألعاب غنية بالمستخدمين، حيث انتشرت الكثير من الألعاب الإلكترونية في الشبكات الاجتماعية، من أفراد وشركات صغيرة، وحتى بعض الشركات الكبيرة المتخصصة، منها شركة «سوني» التي قررت طرح أول لعبة استراتيجية لها على موقع «فيس بوك»، باسم «باكسنورا» PaxNora. اللعبة ممتعة للغاية، وهي ترسل الإنجازات التي وصل إليها اللاعب أو المساعدات التي يحتاجها، إلى صفحته في موقع «فيس بوك»، ليساعده أصدقاؤه الذين شاهدوا تلك الرسائل. هذا، ويمكن للاعب منافسة الأصدقاء في هذه اللعبة، والدردشة معهم.

ومن الألعاب الإلكترونية الأخرى التي حصلت على شعبية كبيرة في موقع «فيس بوك»، ألعاب «حروب المافيا» Mafia Wars و«المزرعة» Farmville. ويجب في لعبة «حروب المافيا» جمع الأصدقاء لتشكيل عصابة مافيا، وطلب المساعدة من الأصدقاء عن طريق كتابة ذلك في صفحته على موقع «فيس بوك» (عبر اللعبة). أما بالنسبة للعبة «المزرعة»، فيجب فيها على اللاعب بناء مزرعته الصغيرة في أسلوب جميل ورسومات لطيفة تناسب اللاعبين الجدد. وبرمجت هذه الألعاب شركة «زينغا» Zynga التي طرحت 24 لعبة على مواقع «فيس بوك» و«ماي سبيس» و«ماي ياهو!» و«تاغد» و«بيبو» و«فريندستر»، تتراوح بين ألعاب السباقات، وإنشاء مزارع الأسماك، وتصميم الملابس، وبناء المطاعم وتشغيلها، وألعاب مصاصي الدماء، وألعاب البطاقات، والقراصنة، وتربية الحيوانات الأليفة، وألعاب الكلمات والأرقام، وغيرها. وطرحت الشركة أيضا برامج على أجهزة «آي فون» و«آي بود تاتش» تسمح للمستخدم بالتفاعل مع اللعبة أثناء تنقله.

وتحصل الشركات المبرمجة لهذه الألعاب على المال، إما من الإعلانات التي تظهر في أطراف الشاشة، أو عن طريق بيع عناصر في عالم اللعبة لقاء مال حقيقي (ما يشكل 90% من مدخول الشركة)، مثل بيع عشبة تعيد طاقة اللاعب فورا عوضا عن الانتظار لفترة ما، أو بيع نقود في عالم اللعبة لشراء ما يلزمه بها، أو بيع عناصر أخرى يحتاجها للتقدم في اللعبة، عوضا عن البحث عنها، وغالبا ما تكون كلفة هذه العناصر منخفضة، وأقل من 10 دولارات أميركية. ويمكن لأي لاعب اختيار عدم شراء هذه العناصر وكسبها بالطريقة العادية، ولكن الكثيرين يريدون التقدم بسرعة في عالم اللعبة، ولا يطيقون الانتظار.

هذا، واستطاع 300 ألف لاعب لألعاب شركة «زينغا» جمع مبلغ 1.5 مليون دولار أميركي للتبرع لضحايا زلزال هاييتي في 5 أيام فقط، حيث أعلنت الشركة عن تبرعها بجزء كبير من المبالغ التي تحصل عليها من بيع عنصر خاص للاعبيها في 47 دولة في العالم. هذا، وتبرعت الشركة العام الماضي بمبلغ 1.2 مليون دولار أميركي (بالطريقة نفسها) لجمعيات خيرية معنية بالعناية بالأطفال والنساء. وتجدر الإشارة إلى أن عدد لاعبي جميع ألعاب الشركة قد وصل إلى أكثر من 200 مليون، 100 مليون منهم هم مستخدمون مختلفون. وأوضحت الشركة أن القدرة الشرائية لمنتجاتها هي من نحو مليون مستخدم فقط، وأن أكثر لعبة يلعبها المستخدمون هي لعبة «المزرعة» التي وصل عدد مشتركيها إلى 65 مليونا، بينما وصل عدد مشتركي لعبة «كافيه وورلد» إلى 9 ملايين لاعب في شهرين من طرحها فقط.

* ألعاب عربية

* وعلى الصعيد العربي، طرحت ألعاب عربية كثيرة على الشبكات الاجتماعية، مثل لعبة «آي - تريكس» i - Trix التي يمكن فيها منافسة 3 أصدقاء آخرين، أو الذكاء الصناعي، للعب بلعبة الورق المشهورة، ولعبة «حلقوم» التي يجب فيها وضع مكعبات راحة الحلقوم فوق البسكويت في توقيت دقيق وتشكيل طبقات كثيرة، ولعبة «سر جعبة» التي هي عبارة عن لعبة شبيهة بلعبة ترتيب القطع «تيتريس» Tetris العالمية، ولعبة سباق السيارات «تحدي السرعة: الوطن العربي»، ولعبة «الأصلي» للدفاع عن الموسيقى الأصلية ووضع حد لنسخ الاسطوانات المزورة والمنسوخة في لعبة شبيهة بلعبة «باك - مان» Pac - Man العالمية، ولعبة «صقور الجو» للدفاع عن بلد اللاعب جويا، وغيرها من الألعاب الأخرى.

وأصبح من السهل على المبرمجين الذين لا توجد لديهم ميزانيات كبيرة لألعابهم تطوير الألعاب وطرحها في الشبكات الاجتماعية، أملا في لفت أنظار شركات كبيرة لتبني مشاريعهم وألعابهم، ومن دون كلفة تسويق إضافية.

* ألعاب «مستأجرة» و«سحابية»

* ويرجح الخبراء استخدام الشركات المبرمجة للألعاب نظاما يستأجر فيه اللاعب رقميا لعبة ما ويلعب بها، ومن ثم يمسحها من على جهازه، لقاء مبلغ بسيط أو دفع مبلغ ما لقاء ألعاب غير محدودة لمدة أسبوع أو شهر أو سنة، وخصوصا بالنسبة للألعاب التي تختلف إصداراتها في المحتوى فقط (وبعض التطويرات البسيطة الأخرى)، مثل ألعاب كرة القدم، وكرة السلة، وألعاب العزف الموسيقي. وستبدأ الألعاب السحابية تطبيق جزء من هذه الفكرة في وقت لاحق من العام الحالي، مثل خدمات «أون لايف» On Live و«غايكاي» GaiKai السحابية التي تسمح باللعب بألعاب كثيرة لقاء 15 دولارا أميركيا شهريا.