متصفحات الإنترنت في 2010.. تطويرات مستمرة لكسب ثقة المستخدمين

الأمن والسرعة وتسهيل التصفح أهم مزايا الإصدارات الجديدة

TT

يبدو أن حرارة حروب متصفحات الإنترنت تزداد مع اقتراب فصل الصيف، إذ تتنافس متصفحات «إنترنت إكسبلورر» و«فايرفوكس» و«كروم» على اجتذاب أكبر شريحة ممكنة من المستخدمين. ولا يجب اعتبار المتصفحات بشكلها الحالي اليوم، عبارة عن مجرد نافذة للدخول إلى الإنترنت، بل إنها أصبحت منصة برمجية كاملة تعمل داخلها الكثير من البرامج والتقنيات المعقدة، وخصوصا في الهواتف والأجهزة المحمولة، حيث يعرض المتصفح الصور، ويشغل الموسيقى وعروض الفيديو، ويعرض ملفات الوثائق المختلفة داخله، ويدعم الصفحات الديناميكية المتحركة، والتفاعل مع ملفات المستخدم عن طريق سحبها من وإلى المتصفح، واستقبال الأخبار، وغير ذلك من المزايا الأخرى. ووفقا لمعدل النتائج التي تقدمها 6 مواقع متخصصة في احتساب نوع المتصفح المستخدم لشهر فبراير (شباط) 2010، فإن ما نسبته 54.5% من المستخدمين يستخدمون متصفح «إنترنت إكسبلورر» (بجميع إصداراته)، بينما يستخدم 30.96% متصفح «فايرفوكس»، و5.61% «كروم»، يليه «سافاري» بنسبة 5.27%، ثم «أوبيرا» بنسبة 2.1%، و1.78% للمتصفحات الأخرى (16 متصفحا).

ونظرا لاعتماد المستخدمين على المتصفح بشكل أساسي، فإن عاملا السرعة، والأمن الرقمي، يشغلان حيزا كبيرا من جهود الشركات المبرمجة، حيث أطلقت «غوغل» منذ منتصف شهر مارس (آذار) الماضي، تحديثات لسد 11 ثغرة أمنية، بينما سدت «آبل» 16 ثغرة في متصفح «سافاري»، وعجلت «موزيلا» طرح إصدار خاص من «فايرفوكس» بعد انتقاد الحكومة الألمانية له. وتقدم الإصدارات الجديدة من المتصفحات الكثير من المزايا الخاصة لتسريع الأداء، وجعل المستخدم يشعر أنه وفر الكثير من الوقت، وخصوصا أن مستخدم الكومبيوتر يقضي جل وقته في تصفح الإنترنت.

* «غوغل كروم»

* وتعاقدت «غوغل» في شهر أبريل (نيسان) الحالي مع شركة «آدوب» (Adobe) التي تمتلك تقنية «فلاش»، وذلك من أجل دمج تقنية «فلاش» في داخل متصفح «كروم» عوضا عن تحميل المستخدم لها بشكل منفصل، الأمر الذي من شأنه رفع رتبة متصفح «كروم» بين منافسيه. وسيحدث «كروم» تقنية «فلاش» عند طرحها من تلقاء نفسه، الأمر الذي يعني سد الثغرات الأمنية التي قد تكتشف في هذه التقنية وإضافة الكثير من المزايا الجديدة، من دون تدخل المستخدم. وتجدر الإشارة إلى أن ما نسبته 99% من مستخدمي الإنترنت حملوا تقنية «فلاش» على متصفحاتهم لاعتماد موقع ما عليها. هذا، ويمكن إيقاف عمل هذه التقنية عبر خيارات المتصفح، وبكل سهولة. ويرجح الخبراء دمج شركة «مايكروسوفت» تقنية «سيلفرلايت» في متصفح «إنترنت إكسبلورر» كرد عملي على تحالف «غوغل» و«آدوب»، مع امتناع شركة «آبل» عن تبني تقنية «فلاش» في أجهزتها، نظرا لأنها تعتبر هذه التقنية عبئا ثقيلا على النظام.

هذا، وأثبت متصفح «كروم» جدارته من بين المتصفحات، إذ خضع لامتحانات تقنية كثيرة من خبراء القرصنة في مؤتمر خاص اسمه «بون 2 أون» (Pwn 2 Own) لمحاولة اختراق المتصفحات. واستطاع «كروم» الثبات أمام وابل من محاولات التحايل لمدة 3 أيام متواصلة، وكان المتصفح الرئيسي الوحيد الذي لم يستطع القراصنة اختراقه. وتجدر الإشارة إلى أن المؤتمر المذكور يقدم للفائزين جوائز تصل قيمتها إلى 100 ألف دولار أميركي وكومبيوترات محمولة متطورة من شركات كثيرة. وحاول القراصنة اختراق المتصفح على نظم تشغيل كثيرة، من ضمنها «ويندوز إكس بي» الذي يعتبر الأقل أمنا بالنسبة للمتصفحات. ولم تصمد متصفحات «فايرفوكس» و«إنترنت إكسبلورر» سوى دقائق معدودة في اليوم الأول للمؤتمر. ويرجح الخبراء ذلك إلى أن ما نسبته 5 إلى 11% من القراصنة يستخدمون متصفح «كروم»، ولم يتسن لهم فرصة للعثور على ثغرات أمنية جدية فيه، أو لم يستثمروا وقتا كبيرا في محاولة التعرف على آلية عمله واختراقه. ومن مفاجآت هذا المؤتمر وصول متصفح «أوبيرا» إلى قائمة أفضل المتصفحات التي اخترقت.

«إنترنت إكسبلورر» تحضر «مايكروسوفت» نفسها لطرح الإصدار التاسع من متصفحها «إنترنت إكسبلورر» الذي سيدعم لغة «إتش تي إم إل 5» (HTML 5) الجديدة، مع تقديم سرعة أكبر في الأداء وعمل «نصوص جافا»، واستخدامه بطاقات الرسومات الموجودة في كومبيوترات المستخدمين لتسريع الأداء، واعتماد تقنيات «سي إس إس 3» (CSS3) في عرض الصفحة وعناصرها. ويمكن معاينة النسخة التجريبية الأولية (مخصصة للمبرمجين) من موقع الشركة للبرامج التجريبية http://ie.microsoft.com/testdrive.وتسمح لغة «إتش تي إم إل 5» تشغيل مجموعات أكبر من البرامج داخل المتصفح، كل في بيئته الخاصة، عوضا عن تشغيل برامج متخصصة لكل نوع منها، مثل الرسوم البيانية المتطورة، والصور المتحركة التفاعلية، وغير ذلك. وتقول «مايكروسوفت» بأن نظام التشغيل «ويندوز إكس بي» لن يدعم هذا المتصفح، نظرا لأنه قديم للغاية ولن يستطيع دعم جميع المزايا الموجودة في المتصفح. وبالنسبة لمتصفح «إنترنت إكسبلورر 8»، يقول عبد الرحمن القحطاني، استشاري حلول البرمجيات في «مايكروسوفت السعودية»، إن المتصفح أكثر أمانا وسرعة وسهولة من قبل، حيث صورت الشركة المتصفحات بواسطة كاميرات خاصة تلتقط العروض بسرعة عالية جدا، وقارنت الزمن المطلوب منذ الضغط على زر جلب الصفحة إلى زمن عرضها على الشاشة، وتفوق «إنترنت إكسبلورر» في هذا الفحص العملي، حيث إن المسائل التقنية الداخلية ليست مهمة بالنسبة للمستخدم العادي الذي لا يكترث سوى بسرعة عرض الصفحة على شاشته. ويضيف القحطاني أن الكثير من مزايا المتصفح تستهدف تسريع العمل، مثل «شرائح الإنترنت» (Web Slices) التي تضيف قطعة صغيرة من الصفحة المرغوبة توضع في شريط خاص، وتعرض المعلومات المحدثة فقط من دون عرض الصفحة كلها، مثل شرائح لرسومات الكاريكاتير في الصحف، أو الأخبار العاجلة، أو مقالات موقع ما، أو حالة الجو في مدينة ما. ومن المزايا الجديدة التي تسرع العمل «المسرعات» (Accelerators)، التي هي عبارة عن ميزة تسمح للمتصفح القيام بعد خطوات روتينية بالنيابة عن المستخدم، مثل تحديد المستخدم لكلمة ما في صفحة، ليعرض المتصفح ترجمتها في لغات مختلفة، أو معناها في لغة ما، أو يعرض خريطة العنوان المرتبط بتلك الكلمة في حال كانت عنوانا، أو البحث في «فيس بوك» عن تلك الكلمة، أو إرسال بريد إلكتروني يحتوي على النص الذي اختاره المستخدم، أو إنشاء موضوع جديد في مدونة المستخدم يحتوي على النص المختار، أو البحث عن سلعة ما في متجر إلكتروني وفقا للكلمة المختارة.

ويؤكد القحطاني أن المتصفح أسرع أو يساوي سرعة المتصفحات الأخرى عند عرض أكثر 25 موقعا مرغوبا في العالم. إلى ذلك، يقدم المتصفح ميزة عرض الصور المرتبطة أثناء البحث، الأمر الذي يسرع في العثور على النتيجة أكثر من الطريقة الكلاسيكية التي تتمثل في قراءة المستخدم للنتائج والبحث عن الموقع الأقرب للنتيجة المرغوبة. ومن المزايا المهمة في المتصفح رفع مستوى الأمن، حيث إنه سيعرض أمام المستخدم صفحة خاصة تخبره إن كان الموقع الذي يريد الذهاب إليه مشبوها (عن طريق مقارنة رابط الموقع بقاعدة بيانات خاصة تحتوي على المواقع المشبوهة)، وتنصحه بعدم الذهاب إلى الموقع، مع توفير القدرة على الذهاب إلى الموقع تحت مسؤولية المستخدم. وترى «مايكروسوفت السعودية» أن «إنترنت إكسبلورر 8» أكثر توافقا مع معايير الإنترنت من قبل، مع توفيره ميزة التصفح الآمن (InPrivate Browsing) التي لا تترك أي معلومات عن تاريخ تصفح المستخدم.

* «فايرفوكس»

* وقد فوجئت شركة «موزيلا» المصنعة لمتصفح «فايرفوكس» بإعلان الحكومة الألمانية في شهر مارس (آذار) الماضي حجب ثقتها في إصدار 3، 6، نظرا لوجود ثغرات أمنية خطيرة فيه، ونصيحة خبراء الأمن الحكوميين للمواطنين بالانتظار إلى حين طرح إصدار 2، 3، 6. وحدثت «موزيلا» متصفحها فورا بعد ذلك التصريح، وطرحته عبر الإنترنت لاسترجاع ثقة المستخدمين في أسرع وقت ممكن.

وتجدر الإشارة إلى أن «موزيلا» طرحت إصدارا خاصا من متصفح «فايرفوكس» لهاتف «نوكيا إن 900» (N900) الجوال (أفضل تجربة تصفح على الهواتف الجوالة لغاية الآن)، الذي يمكنه تنسيق المواقع المفضلة للمستخدم بين كومبيوتره وهاتفه الجوال. نصائح لحماية نفسك أثناء التصفح

* استخدم برنامجا خاصا لحماية جهازك من الفيروسات والبرامج المتطفلة.

* حدّث برامج جهازك الأساسية، مثل نظام التشغيل، ومتصفح الإنترنت، وبرنامج الحماية من الفيروسات، ويفضل أن تكون هذه العملية آلية (عبر خيارات البرنامج).

* تأكد أن عنوان الموقع الذي تريد الذهاب إليه هو الموقع الحقيقي، وليس موقعا يتظاهر بأنه الموقع المرغوب.

* استخدم آليات التصفح الآمنة إن كانت متوفرة في متصفحك، حيث إنها ستحد من سرقة الملفات الخاصة بك، وخصوصا تلك المستخدمة لإجراء العمليات المصرفية عبر الإنترنت.

* تأكد أن الموقع الذي تريد إجراء التعامل المالي الإلكتروني معه يبدأ بهذه الأحرف «https» (حرف الـ«s» هو اختصار لكلمة «آمن» Secure)، ووجود قفل صغير أصفر اللون في زاوية المتصفح (يدل على أن التعامل مع الموقع يتم عبر اتصال آمن).

* لا تثق في الرسائل التي تطلب منك إرسال معلوماتك المصرفية عبر الإنترنت، أو تحميل برامج لم تطلبها، أو إرسال كلمة السر الخاصة بك، ذلك أن الغالبية العظمى للشركات المحترمة لن تطلب هذه المعلومات منك.