كيف يمكنك إصلاح «آي فون» الشخصي؟

مبتدئ علم نفسه عبر الإنترنت يقدم خدمات إنقاذ الهواتف المعطوبة

TT

اكتظت غرفة المعيشة الخاصة ببريندان ميكلروي في الدور العلوي من إيست فيلدج بالمرضى، الذين بدت على ملامحهم علامات القلق والتوتر: منهم من يهز ركبته، أو يقضم أحد أظافره أو شفته.

كان الجميع ينتظر النتيجة بشغف.. لا نتائج الكشف على طفل مريض أو حيوان أليف، بل على أجهزة «آي فون» التي جاءوا لإصلاحها! يجلس ماكلروي، 28 عاما، الذي يبدو أشبه بمن يلعب مباراة الرغبي منه بشخص يصلح المحتويات الداخلية بجهاز آي فون، إلى منضدة اكتظت بأدوات صنعته من البراغي الفضية الصغيرة وعلب البلاستيك والورق المقوى التي تضم قطع غيار للأجهزة.

وباستخدام مجموعة من الأدوات - من الأكواب الماصة ومفكات البراغي - يشرع ماكلروي في العمل على استبدال شاشة مكسورة ونزعها من جهاز آي فون. وبعد 15 دقيقة يعيد تركيب الغطاء السفلي ويسلم الجهاز لصاحبه القلق الذي يدخل الرقم السري لتشغيل الجهاز ويتنهد بارتياح مع عودة الجهاز إلى الحياة مرة أخرى.

* تعلم ذاتي

* يقول ماكلروي، الذي علم نفسه كيفية إصلاح أجهزة آي فون عبر دراسة فيديوهات «يوتيوب» التعليمية التي توضح كيفية فك وتركيب الجهاز: «ليس الأمر بالعسير، لكن الصعوبة تكمن في العمل بصورة احترافية».

ومع بيع «آبل» 50 مليون جهاز آي فون على مستوى العالم، ربما كان من المؤكد ازدهار محلات إصلاح هذه الأجهزة. ولا يشمل الضمان الذي يصدر مع الجهاز لمدة عام، التلف ما لم يتبين أنه ناجم عن خطأ في التشغيل. واللجوء إلى مراكز خدمة «آبل» المعتمدة لإصلاح العطب مكلف للغاية فإصلاح الشاشة على سبيل المثال يمكن أن يتكلف 300 دولار. ومن ثم يسعى مقتنو أجهزة آي فون إلى الوسائل البديلة لاستعادة صحة أجهزتهم.

قائمة الخدمات التي يقدمها ماكلروي أو دكتور براندون إذا قصدت موقعه على الإنترنت أقل تكلفة، فاستبدال البطارية في جهاز «3 جي» أو «3 جي إس» على سبيل المثال، ستكلف صاحب الجهاز 50 دولارا، أما إصلاح شاشة اللمس في جهاز 3جي آي فون فتتكلف 70 دولارا أما جهاز 3جي إس فتكلفته 85 دولارا.

ما يقوم به ماكيلروي هو إحدى عمليات خدمات إصلاح جهاز الآي فون. فالبحث السريع عن هذه النوعية من الخدمات في موقع مثل Yelp يظهر العشرات من هذه الأماكن في مناطق المدن الكبرى مثل سان فرانسيسكو ونيويورك وشيكاغو ولوس أنجليس.

وتعرض شركات مثل «ميشن ربير» و«رابيد ربير» و«آي ريس كيو»، بالأساس خدمات عبر البريد، تتطلب شحن جهاز آي فون المعطوب. إضافة إلى دعوة العملاء إلى شقته، يقوم ماكلروي بمكالمات هاتفية داخل وحول مدينة نيويورك سيتي، وأحيانا التجول في الأحياء عدة مرات في اليوم الواحد. كما يقبل الإصلاحات عبر البريد الإلكتروني، ويقول إن لديه عملاء خارج الولايات المتحدة بعضهم من البرتغال. من المؤكد أن أشجع من بيننا هم من يحاولون إصلاح آي فون بأنفسهم، فلا يوجد قصور في الأدوات أو فيديوهات «يوتيوب» التي تقدم المعلومات وكيفية إصلاح الأعطاب للراغبين في التعلم.

من الجدير بالذكر أن طريقة «قم بذلك بنفسك» أو السماح لشخص آخر غير «آبل» أو وكلائها المعتمدين بإصلاح الجهاز يعد انتهاكا للضمان.

وترتفع أسعار أحد وكلاء «آبل» المعتمدين وهو «تك سيرفيس»، متجر الحاسبات الشهير في مقاطعة تشيلسي في منهاتن عن أسعار ماكلروي، فاستبدال الشاشة المكسورة لجهاز 3 جي آي فون يتكلف 149 دولارا. إلا أن الشركة تبرر هذه الزيادة بالإشارة إلى تاريخها الطويل. تقول جازمين هب، المتحدثة باسم الشركة: «إننا نعمل في هذا المجال منذ أكثر من 23 عاما، ولسنا طلبة جامعيين يقيمون متجرا للقيام بذلك في العطلة الأسبوعية».

وتشير هب إلى أن الشركة قدمت ضمانا على إصلاحاتها وأن التقنيين تم تدريبهم من قبل شركة «آبل»، ولن تفصح عن عدد أجهزة الآي فون التي قام المتجر بإصلاحها لكنها قالت إن الشاشات المكسورة كانت العطل الأكثر في الجهاز. وتقول ناتالي كيرس المتحدثة باسم الشركة إن شركة «آبل» توصي بالبحث عن متاجر مرخصة وذلك على موقعها على شبكة الإنترنت apple.com/support.

ويقدم ماكلروي ضمانه الخاص بالقطع. حيث يضمن عمله اليدوي وسيستبدل أي هاتف آي فون كسر خلال عملية الإصلاح رغم أن ذلك لم يحدث منذ أن شرع في إصلاح هواتف آي فون. وقال: «لم تكن محاولتي الأولى بالغة السهولة. فقد كنت أنهيت عملي كساق في حانة وعندما التقطت هاتفي سقط على الأرض الخرسانية وتحطم».

وطمعا في الحصول على إصلاح اقتصادي قرر أن يجرب نفسه في استبدال الشاشة المكسورة. في البداية قام بشراء قطع الغيار من موقع «إي باي» ثم من متجر إصلاح محلي ثم شرع في العمل.

وقال: «أستطيع أن أصف المحاولة الأولى بأنها كانت شبه ناجحة».

* خدمات للإصلاح

* لكن بعد أن صقل موهبته في إصلاح الهواتف لعدد من الأصدقاء الراغبين في ذلك لم يمض وقت طويل حتى طور من نفسه وأصبح من الثقة بحيث بدأ في طلب رسوم مقابل الإصلاح.

وعبر إعلان في «كريغزليست» بدأ ماكلروي في عرض خدماته لاستبدال الشاشات المكسورة وبعد ذلك زاد من عدد خدماته لتشمل إصلاح مواضع بطاقات إس آي إم المعطوبة والأغلفة المكسورة والأعطال الناجمة عن تسرب المياه إلى الجهاز والعيوب غير المعروفة مثل عدم استجابة أنظمة التشغيل في الجهاز.

وقال إن عمله بدأ في الازدهار منذ وقت طويل وأنه خفض من إعلاناته في الصحف لأن الإعلانات الشفهية على موقعه على الإنترنت www.drbrendan.com تجتذب المزيد من الزائرين. وقد استقال من عمله في الحانة للتركيز على أعمال الإصلاح. وخلال الأسابيع القليلة الماضية استخدم مساعدا له هو أخوه الأصغر دان الذي يعمل في إصلاح أجهزة آي بود.

وقال ماكلروي، الذي يقدر عدد الأجهزة التي قام بإصلاحها منذ يونيو (حزيران) وحتى الآن بألف جهاز: «نادرا ما يوجد جهاز لا أستطيع إصلاحه. فقد جاءني ذات مرة شخص ألقى بجهاز آي فون من الطابق العاشر، وكان الجهاز مشطورا لنصفين لكن اللوحة الأم للجهاز كانت سليمة وعلى الرغم من الكسر استطعت إصلاحه».

الهواتف الأسوأ ليست تلك التي تسقط من أماكن مرتفعة بل تلك التي تسقط في المراحيض. ويقول «لذا أحتفظ بقفازين مطاطين لأمور كهذه».

وقال ماكلروي إنه وسع نطاق خدماته لتشمل إصلاح أجهزة «ماك بوك». وهو الآن يزيد من نشاطه ليشمل موجة جديدة من العمل: آي باد. وهو يتشكك في أن يستمر جهاز آي فون مصدر الدخل الرئيس بالنسبة له.

وقال: «يبدو تعرض جهاز آي باد للكسر أمرا نادرا فله حافظة جيدة تحميه عند السقوط».

* خدمة «نيويورك تايمز»