هواتف جوالة.. بشاشات مجسمة

برنامج يحول المشاهد العادية إلى ثلاثية الأبعاد في الزمن الحقيقي

هاتف «سامسونغ بي 710»
TT

من 10 تقنيات وأجهزة جديدة واعدة اختارها مؤخرا فريق من خبراء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، هاتف «سامسونغ بي 710» (B710) الذي طرح في كوريا الجنوبية، ويبدو أشبه بهاتف ذكي نموذجي. لكن شيئا غير متوقع يحدث لدى تغيير الشاشة من الوضع العمودي إلى الأفقي. فقد انتقلت الصورة من البعدين إلى الأبعاد الثلاثة (الصورة المجسمة).

التقنية التي تولد مثل هذا الانطباع العميق لدى المشاهدين، هي من تصميم جوليان فلاك، المدير التنفيذي لشركة «داينميك ديجيتال ديبث» الذي قضى أكثر من عقد من الزمان في إكمال وإنضاج برنامج يمكنه تحويل محتويات البعدين إلى الأبعاد الثلاثة في الزمن الفعلي. وهو بمقدوره تذليل أعقد المشكلات والصعوبات عن طريق تقديم الصور بالأبعاد الثلاثة، مع الحاجة طبعا إلى نظارات خاصة يمكنها أن تنقل صور مستقلة مختلفة بالنسبة إلى كل عين.

ويقوم برنامج «فلاك» (Flack) هذا بتركيب المشاهد ثلاثية الأبعاد من الفيديوهات (العروض المرئية) الحالية ذات البعدين، عن طريق تقدير عمق الأشكال والمشاهد، واستخدام الملامح المختلفة، مثل قطعة من السماء في أعلى إطار الصورة، التي تمت ربما إلى خلفية بعيدة مثلا. ويقوم بعد ذلك بإنتاج أزواج من صور مختلفة قليلا التي يقوم دماغ المشاهد بجمعها لتوليد الإحساس بالعمق.

ويمكن استخدام التقنية هذه مع التلفزيونات ثلاثية الأبعاد التي أعلن عنها في بداية العام الحالي، والتي تتطلب نظارات خاصة، لكن تأثيرها الكبير سيكون على شكل وسيلة لإنتاج محتويات للأجهزة الجوالة المجهزة بشاشات مجسمة أوتوماتيكية (أوتو - ستيريوسكوبيك) ثلاثية الأبعاد التي تعمل عن طريق توجيه الضوء لإنتاج نسخ مختلفة من الصورة مباشرة لكل عين من عيني المشاهد.

ويعمل هذا التأثير بشكل أفضل على مجموعة ضيقة من زوايا النظر، لكنه لا يناسب الشاشات السينمائية، أو التلفزيونية. غير أن الهواتف تستخدم عادة من قبل شخص واحد في الوقت ذاته، ويجري حملها بسهولة حسب الزاوية المناسبة. وهذا ما سيجعل الأجهزة الجوالة للوسائط المتعددة تكسب السباق ربما، لجعل المشاهد الثلاثية هي المنحى الرئيسي والأهم.

لقد أصبحت «داينميك ديجيتال ديبث» معروفة بفضل برنامج «فلاك» بصورة مبكرة في المقام الأول على صعيد الأبعاد الثلاثة. وكان البرنامج هذا قد شيد لحساب الهاتف «بي 710» الذي أطلقته «سامسونغ» في كوريا الجنوبية في عام 2007، قبل أن ترخص محتويات الأبعاد الثلاثة التي ابتكرتها «داينميك ديجيتال ديبث» لهاتفها الأخير ثلاثي الأبعاد من طراز «دبليو960» الذي أطلق في شهر مارس (آذار) الماضي. وكانت مؤسسة «ديسبلاي سيرش» الخاصة بالأبحاث قد توقعت مؤخرا أنه سيكون هناك 71 مليون جهاز من هذا النوع بحلول عام 2018 على نطاق العالم كله.

ولعل أكثر الأوجه المثيرة لبرنامج «فلاك» في الوقت الراهن هو الألعاب، إذ تقوم مئات الألعاب بمحاكاة العمليات الفضائية ثلاثية الأبعاد للقيام بعمليات متنوعة كمسارات الصواريخ، ومن ثم تحويل مثل هذه العمليات ثلاثية الأبعاد إلى بعدين. وعن طريق هذا البرنامج، كما يقول مبتكر فلاك، يمكن للهندسة ثلاثية الأبعاد المتوفرة داخل اللعبة ذاتها أن تصبح متوفرة للعرض على الشاشات.

وكانت شركة «دي دي دي» قد أطلقت سلفا برنامجا يمكنه تحويل الألعاب إلى الأبعاد الثلاثة على أجهزة الكومبيوتر «بي سي»، كما تتوقع إطلاق برنامج مشابه يعمل على الأجهزة الجوالة خلال العام أو العامين المقبلين.

وستعزز تطبيقات هذا البرنامج كالألعاب المتحركة والفيديو من استخدام واعتماد الشاشات ثلاثية الأبعاد، التي ستمهد الطريق بدورها إلى بروز جيل جديد من التطبيقات وواجهات التفاعل، تماما مثلما قامت الشاشات ذات البعدين الخاصة بالأجهزة الجوالة بإطلاق تطويرات جديدة، مثل واجهات التفاعل العاملة باللمس والواقع المعزز.