روبوتات تقود السيارات وساعات «آي باد» ومدن بمعمارية بيئية

تقنيات قد تحدد معالم القرن الحالي

TT

تخيل هذا السيناريو المستقبلي: أننا على اتصال وثيق بعضنا مع بعض عبر تقنيات الاتصال والترفيه التي نرتديها على أجسادنا، وينتمي سائقونا والقائمون على خدمتنا، بل وزملاؤنا في العمل إلى الروبوتات التي تحمينا من الأخطار، بينما يجري تصميم مدننا على نحو يبقينا بمأمن من الضرر البدني والبيولوجي والنفسي. والمؤكد أن هذه الرؤية تحمل بداخلها إمكانية التحول إلى حلم خيالي على النحو الذي تخيله الكثيرون مطلع القرن العشرين.

يقول روب إنديرل في مجلة «تيك نيوز وورلد» الإلكترونية، تسجل هذه الخواطر من داخل معرض «فولكس فاغن/أودي» داخل جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، حيث عرضت مؤخرا أول سيارة مزودة بروبوت مصممة من أجل المشاركة في مسابقات من دون سائق. ومن المقرر أن يتبع هذا الحدث افتتاح «معمل ستانفورد فولكس فاغن لابتكارات السيارات». وفي مطلع الشهر السابق، عرضت شركة «إتش بي» العاملة في تقنية المعلومات تطويرات باستطاعتها إحداث تغيير هائل في كيفية تشييدنا المدن وتصنيعنا الأجهزة الإلكترونية الشخصية.

* روبوتات وأجهزة شخصية

* شهدت بداية القرن الماضي مولد السيارات، وهي التقنية التي بدا أنها ستصوغ وجه أميركا، بل والعالم بأسره. وساعد هذا الاختراع على تبديل المسافة التي يمكننا قبولها بين محل الإقامة والعمل، وكذلك وجهات السفر التي يمكننا الانتقال إليها بسهولة، وساعد في تحويل الولايات المتحدة من بلد زراعي إلى صناعي.

بصورة عامة، هناك الكثير من التقنيات المحتملة التي يمكنها تحديد ملامح هذا القرن، من أبرزها الروبوتات، وذلك في ظل مولد آلات أكثر ذكاء عن أي وقت مضى بإمكانها إحداث تغيير دائم في أسلوب خوضنا الحروب وتنظيف منازلنا ورعايتها ورعاية شركاتنا التجارية وطبيعة الوظائف التي يتولاها الأفراد بالفعل.

من بين التقنيات الأخرى المتميزة الأجهزة الإلكترونية الشخصية. ربما نشهد منتجات تبدأ في صورة يمكن ارتداؤها وربما تصبح أكثر اندماجا بمرور الوقت، بحيث نجد بحلول نهاية القرن أنه من المتعذر التمييز بين ما هو شخصي والتقنية.

وربما يشهد هذا القرن أيضا عودة إلى الماضي، إذا ما تمكنا من استغلال الفضلات المتخلفة عنا وتصميم مدننا على نحو أقل اعتمادا على الموارد القاصية وأكثر قدرة على الاعتماد على الذات.

وربما يبدو من المفارقة أن الروبوت القادر فعلا على مساعدتنا في تحديد ملامح هذا القرن يرتبط بما يمكن استخدامه في تحديد الملامح المميزة للقرن الماضي: السيارات. كانت جامعة ستانفورد و«فولكس فاغن/أودي» قد تعاونتا في بناء وعرض نموذج أولي لسيارة يمكنها قيادة نفسها بنفسها. وقد ظهرت مثل هذه القدرات الأولية في السباق الذي نظمته وكالة أبحاث مشاريع الدفاع المتقدمة (داربا)، حيث سارت سيارة بتقنية مشابهة من دون قائد في ميدان سباق صحراوي بنجاح. ويتمثل السباق الذي يستهدفه المشروع الجديد في أن السيارة الجديدة ستبدل كل تجربة القيادة تماما - إذ إن هذه التجربة أشبه بتحويل قصة خيال علمي إلى حقيقة قائمة.

* ساعة كومبيوترية

* تعكف «إتش بي» حاليا على تطوير ساعة فائقة لحساب الحكومة الأميركية. تتميز الساعة بشاشة قياس 4 - 5 بوصة يمكن مشاهدتها في الأماكن المفتوحة، وبمقدور هذه الساعة في صورتها الأولية مراقبة تحركات الجنود وتعقب الأصدقاء والخصوم وعرض صور وخرائط من القمر الصناعي ومراقبة وعرض معلومات عن الحالة الصحية، ومجسات للتعرف على وجود كاميرات داخل المباني وما وراء الضباب أو سحب الدخان. بالنسبة للجندي، ربما تنجح مثل هذه الساعة في إنقاذ حياته - لكن بالتأكيد لها الكثير من الاستخدامات الأخرى.

ومن شأن مثل هذا الاختراع إضفاء مزيد من القوة على جهاز «آي باد» جديد قد ترتديه في معصمك، وتوفير سبل أمامك للاتصال عبر سبل يعجز الآخرون ممن لا يرتدون ذات الجهاز عن الوصول إليها، خاصة المجسات التي تمدك بمعلومات عن حالتك الصحية وتذكرك بموعد تناول الدواء أو تنبؤ حال مرورك بحالة نفسية سيئة.

وبمقدور أجهزة التعقب الموجودة في مثل هذه الأجهزة تمكينك من متابعة تحركات أحبائك وتحذيرك بالابتعاد عن المناطق التي تحمل مستوى غير مقبول من المخاطر - من المناطق سيئة السمعة من المدينة إلى المواقع التي شهدت في الفترة الأخيرة وقوع حوادث أو أعمال عنف. تعد هذه التقنية مقدمة محتملة لنمط جديد من التقنيات يدمج داخل الجسد، وبمقدورها فعل جميع المهام تقريبا التي يقوم بها «آي باد».

كما عرضت «إتش بي»، كيفية عملها على توسيع مجالات البحث التي صممت في البداية لخدمة مراكز بيانات قادرة على الاعتماد على ذاتها لتشمل مدنا قادرة على الاعتماد على نفسها. وتبهر الأنظار تصاميم مدن «المعارية البيئية» (أركولوجي)، وهي المدن القادرة على الاعتماد على ذاتها. ومن الواضح أننا كنا نبني المدن على هذا النحو خلال العصور الوسطى، بحيث تجري حماية الموارد اللازمة خلف أسوار المدن.

وعملت «إتش بي» على المساعدة في تحديد سبل لبناء مدن ذات معمارية بيئية مكتفية بذاتها ولديها مستوى من الانبعاثات الكربونية يقارب الصفر.