جيل جديد من الكاميرات.. يجمع بين هواة التصوير ومحترفيه

آلات تصوير ذات عدسات يمكن تغييرها

ثلاثة طرازات متطورة وحديثة من الكاميرات: في الوسط كاميرات «مايكرو فور ثيردس» الجديدة، وإلى اليمين كاميرا «دي إس إل آر» وإلى اليسار كاميرا «سدد والتقط»
TT

بمقدور أي مصور محترف أن يبين لك بسرعة منافع الكاميرا الرقمية عن طريق مستشعر كبير للصور. فقط قم بتركيب مستشعرات كبيرة، وليس زيادة عدد البيكسلات (عناصر الصورة) للحصول على صور أفضل.

لكن حتى المصورين المحترفين لا يرغبون في الحصول على كاميرات انعكاسية (ريفليكس) رقمية كبيرة من نوع العدسات المفردة. وهذا ما جعل الكاميرات التي تدعى «مايكرو فور ثردس» Micro Four Thirds تعيد تحديد المجال الأوسط للتصوير الرقمي.

* كاميرات جديدة

* يكفي فقط أن تسأل تايسون روبيشود المصور المحترف من بورتلاند في ولاية أوريغان الذي قام مؤخرا بشراء كاميرا «مايكرو فور ثردس» من طراز «لوميكس DMC ـ GF10». وهو يعلق على ذلك بقوله: «لقد رغبت في الحصول على كاميرا أستطيع أن أصحبها معي عندما لا أرغب في حمل كاميرا كبيرة، ولكن مع ذلك تستطيع أن تعطي ضوءا جيدا خافتا، وصورا ذات نوعية عالية».

وبالنسبة لمصور هاو يطمح إلى التقاط صور جيدة، فقد تكون مثل هذه الكاميرات الجديدة خطوة تتعدى طراز «سدد والتقط» point ـ and ـ shoot model. فهي تغلق الفجوة بين الكاميرات الرقمية ذات العدسة الواحدة S. L. R. D.، والكاميرات الرقمية المدمجة الصغيرة التي توضع في الجيب الصديقة للبيئة. وحمل واحدة منها للمرة الأولى هو كشف جديد، لا سيما بالنسبة لأولئك الذين يفكرون في الترقي إلى طرازات العدسة الواحدة الرقمية، لكنهم وجدوا أن حجمها ووزنها كبيران.

والكاميرات الهجين على الصعد كافة، عمقا وارتفاعا وطولا ووزنا، مع عدساتها، هي أصغر ومناسبة أكثر، نظرا لتصميمها الذي يحذف علبة المرآة والمنشور الخماسي الخاص بـ«S. L. R. D» فهي تستقر في راحة اليد بسهولة، ويمكن تعليقها حول الرقبة من دون إزعاج. وكانت «أولمبوس» و«باناسونيك» قد خرجتا بصيغة «مايكرو فور ثردس» عام 2008 بغية كسر احتكار «نيكون» و«كانون» الذي كان مفروضا على الجانب الأعلى من سوق «S. L. R. D» على حد قول كريس شوت مدير قسم الأبحاث للصور الرقمية في مؤسسة «آي دي سي». وتماما مثل «S. L. R. D» تملك كاميرات «مايكرو فور ثردس» مجموعة متنوعة من العدسات التي يمكن تغييرها.

ويمت اسم هذه الكاميرات الغريب بحجم مستشعر الصورة البالغ 4/3 بوصة لدى قياسه أفقيا. وهذا المستشعر هو الذي يجعل هذه الكاميرات أفضل بكثير من أفضل كاميرات «سدد والتقط» «بروسيمور» التي تجمع بين التقنيتين الاحترافية والاستهلاكية معا. ويبلغ حجم مستشعر صور «مايكرو فور ثردس» ثمانية أضعاف حجم مستشعر كاميرات «سدد والتقط». والمستشعر بحجم بعض مستشعرات «S. L. R. D»، مما يعني أن نوعية الصور يمكن مقارنتها بنوعية المجموعة الأدنى من كاميرات «S. L. R. D».

وإذا كان اسم «مايكرو فور ثردس» لا يعجبك، فهناك اسم آخر لهذا النوع من الكاميرات وهو «الكاميرا الخالية من المرآة ذات العدسات التي يمكن تغييرها».

* صيغة مدمجة

* وكانت «أوليمبوس» قد طرحت ثلاثة طرز منها، في حين شرعت «باناسونيك» في بيع خمسة. والآن شرع صناع الكاميرات الأخرى في إنتاج تفسيراتهم الخاصة بهذه الصيغة. فقد شرعت «سامسونغ» مؤخرا في شحن «NX 10» في الوقت الذي عرضت فيه «سوني» فكرة كاميرا مدمجة تستخدم كاميرات يمكن تغييرها مع مستشعر كبير للصورة.

ورفضت «نيكون» و«كانون» التعليق على خططهما لإنتاج كاميرا خالية من المرآة، لكن شوت يقول إنهما ينظران تحديا إلى هذا النوع من التصميم، لأنهما يريان فيه تهديدا لأعمالهما.

وعلى الرغم من أن أرقام المبيعات لم تتوفر بعد، فإن هذه الصيغة المدمجة الجديدة قد أثارت اهتماما كبيرا بين هواة ومحترفي التصوير؛ إذ تقول «أوليمبوس» إن مبيعاتها فاقت توقعاتها.

«والسرعة التي ينمو بها هذا الصنف واهتمام المستهلكين به هو أمر مثير للغاية» كما تقول سالي سميث كليمنس مديرة الإنتاج في «أوليمبوس»، التي تابعت تقول: «والآن شرعنا نرى منتجات (سوني) من هذه الكاميرات تدخل في هذا الحقل، وأعتقد أنها باتت المنتج القياسي العادي بالنسبة للمستهلك الباحث عن كاميرات (سدد والتقط) من النوع العالي».

وكانت التخفيضات في الأسعار قد أضافت زخما جديدا في الإقبال على هذه الكاميرات. وتبدأ الأسعار الأولى من «مايكرو فور ثردس» بـ900 دولار لتصل إلى 1500 دولار. وكانت «أوليمبوس» قد طرحت مؤخرا طراز «PEN E - PL1» بسعر 600 دولار، في حين ستقوم «باناسونيك» في مايو (أيار) المقبل بشحن «لوميكس DMC - GF10» بسعر يقل عن 800 دولار. أما «سامسونغ NX 10» فتكلف 700 دولار.

وبعض كاميرات «مايكرو فور ثردس» بطيئة في التركيز على المشهد، لأنه لا يزال ينقصها القليل من «S. L. R. D» لكن التحسينات على الصعيد الإجمالي جيدة للغاية، مما يوازي أداء النوع الابتدائي من «S L. R. D.» مع سهولة الاستخدام.

وفي الواقع لقد أعجبت بالأنواع الثلاثة من هذه الكاميرات، لكن المفضلة لدي هي «أوليمبوس PEN E - PL1» لأنها الأصغر حجما، كما أن صورها تتميز بحدتها وحيوية ألوانها، فضلا عن تصميمها الأنيق وتركيبها المتين، وهي صفات تميزها عن غيرها.

* مزايا مهمة

* وإذا كنت تبحث في السوق عن كاميرا خالية من المرايا، إليك بعض العوامل التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار:

* حجم المستشعر: مستشعر الصورة هو شريحة إلكترونية مربعة تحول الصورة البصرية إلى إشارة إلكترونية. وبشكل عام، كلما كان المستشعر كبيرا، تمكنت الكاميرا من التقاط الصور بشكل أفضل.

* حجم الجسم: كاميرات «مايكرو فور ثردس» صغيرة الحجم ومدمجة، ولكنها ليست رقيقة ورشيقة بما فيه الكفاية للدخول في جيب السترة أو البنطال. ومن دون العدسات يمكن أن تزن نحو 10 إلى 20 أونصة (الأونصة نحو 28 غراما)، مقارنة بالنوع المتدني من كاميرات «S. L R. D.» التي يبلغ وزنها 18 أونصة. والوزن وحده لا يكفي لوصف منافعها. و«أوليمبوس PEN E - PL1» على سبيل المثال تزن 10.4 أونصة، لكنها نصف حجم أكثر كاميرات «أوليمبوس» صغرا من طراز «S. L. R. D» التي هي «E – 620».

* سرعة تركيز البؤرة أوتوماتيكيا: المصورون العرضيون ينجذبون عادة إلى كاميرات «S. L. R. D» نظرا لأنها تقدم سرعات كبيرة للتركيز أوتوماتيكيا على المشهد (البؤرة). وكثير منها يمكنها أن تركز على المشهد وتلتقطه خلال 0.2 ثانية أو أسرع من ذلك. لكن الكاميرات الخالية من المرايا تكون عادة أبطأ.

* توفر العدسات: عدد العدسات الخاصة بالكاميرات الخالية من المرايا حتى اليوم لا يزال محدودا. وتقوم «باناسونيك» ببيع 8 عدسات خاصة بكاميرات «مايكرو فور ثردس». أما «أوليمبوس» فتملك عدستين مع أخريين ستتوفران في الربيع المقبل. «سامسونغ» من جهتها تملك ثلاث عدسات خاصة بكاميراتها «NX 10». ولكون التقنية جديدة، يجري تسديد تكلفة إضافية للحصول على هذه العدسات مقارنة بعدسات «S. L. R. D. » والأخيرة يمكن استخدامها مع وصلة مهايئة، على الرغم من أنه في غالبية الحالات يتوجب على المستخدمين التركيز على المشهد يدويا.

* منظار المشهد الإلكتروني: الكاميرات الخالية من المرايا ينقصها المنظار الخاص بالمشهد، مما قد يجعل بعض المستخدمين يتحولون عنها، إذ يجري تأطير المشهد المراد تصويره عن طريق الشاشة التي تعمل بالبلور السائل (إل سي دي). وبعض الشركات الصانعة تلجأ إلى المناظير الإلكترونية، التي يكون بعضها معتما وبطيء الانتعاش.

* المصباح الكشاف: جميع هذه الكاميرات باستثناء «أوليمبوس E - P1» و«E - P2» تشتمل على مصباح كشاف (فلاش) يبرز إلى الأعلى. وهي قابلة أيضا لتزويدها بمصباح أكثر تعقيدا.

* النمط السينمائي: بإمكان جميع الكاميرات الصغيرة المدمجة الخالية من المرايا المتوفرة في الأسواق باستثناء «باناسونيك لوميكس DMG - G1» التقاط فيديو عالي التحديد والوضوح بدرجة استطراد 720 مع الصوت. إذ بمقدور «باناسونيك DMC - GH1K» التقاط صور كاملة 1080p عالية التحديد. ولتسهيل الاستخدام يتوجب على الكاميرا هذه أن يكون لها زر خاص لتحول بسرعة إلى النمط السينمائي. وعليك أن تكتشف ما إذا كان يمكن استخدام التركيز الأوتوماتيكي على المشهد، أو ضوابط التحكم اليدوي، أو التأثيرات الخاصة، أثناء التقاط الفيديو.

* خدمة «نيويورك تايمز»