تقنيات مطورة.. للبحث الآني

الشبكات الاجتماعية تغير الطريقة التي نعثر بها على المعلومات

TT

يشرف أميت سينغال على بحث لمؤسسة «غوغل»، هدفه دمج بيانات جديدة في نتائج البحث في الزمن الحقيقي بهدف تحديث المحتوى، وذلك عن طريق تتبع وتصنيف التحديثات الجارية على المحتوى الإلكتروني، خاصة أن آلاف الرسائل تنتقل من خلال الشبكات الاجتماعية كل لحظة.

يعد البحث الآني أو البحث في المحتوى الذي تم تحديثه في نفس وقت البحث، بمثابة استجابة لتحول أساسي في الطريقة التي يستخدم بها الناس الإنترنت. فقد اعتاد الناس على زيارة إحدى الصفحات والنقر على إحدى الوصلات والانتقال إلى صفحة أخرى. والآن يبذل هؤلاء الناس الكثير من الوقت في رصد تدفق البيانات - رسائل التحديث والتعليقات وتحديثات الوضع والعناوين - من خدمات مثل «فيس بوك» و«تويتر»، وكذلك من المدونات ومواقع الأخبار.

* بحث آني

* تعد كتل المعلومات سريعة الزوال بمثابة العملة الجديدة على الإنترنت، ويمثل البحث عن المعلومات المفيدة بها تحديا أمام محركات البحث. ولا تعد السمة الأكثر صعوبة في هذا البحث، وفقا لسينغال، هي جمع البيانات. إذ تشعر مواقع «فيس بوك» و«تويتر» بالسعادة لإمكانية بيعهما لما هو موجود من مدخلات البيانات فيهما، وتمريره مباشرة إلى مقدمي خدمات البحث؛ بحيث تتدفق المعلومات مباشرة إلى كومبيوترات «غوغل».

والجزء الصعب حقا في البحث الآني هو معرفة معنى وقيمة الكميات الصغيرة من المعلومات. ويتجاوز التحدي ترشيح الرسائل المتطفلة على الرغم من أن ذلك جانب مهم من التحدي. ويريد الأشخاص الذين يبحثون في البيانات المحدثة في وقت البحث نفس الدرجة من الجودة والثقة والصلة بموضوع البحث التي يتوقعونها عندما يقومون بالبحث التقليدي على الإنترنت.

* تتبع الوصلات

* تسيطر «غوغل» على البحث التقليدي عن طريق تتبع الوصلات بدقة إلى إحدى الصفحات أو غيرها من الإشارات الخاصة بقيمتها حيث تتراكم على مدار الوقت. لكن بالنسبة للبحث الآني، فإن هذه الطريقة لا تصلح. من الممكن أن تفقد الرسائل على مواقع الشبكات الاجتماعية قيمتها في غضون دقائق من كتابتها. ويتعين على «غوغل» قياس قيمة هذه الرسائل في ثوان، أو حتى في أجزاء من الثانية. ومن المعروف أن «غوغل» تلتزم الصمت بشأن خوارزميات البحث الخاصة بها، لكن سينغال يفسر عددا صغيرا من المتغيرات التي تستخدمها الشركة لتحليل ما يطلق عليه «ثرثرة». وبعض هذه المتغيرات يكون مباشرا. وبصفة عامة، من الممكن افتراض أن أحد مستخدمي موقع «تويتر»، الذي يجتذب الكثير من الأتباع ويجري إعادة استخدام رسائله في كثير من الأحيان من جانب مستخدمين آخرين، لديه مزيد من الثقة. وبالمثل، يكتسب مستخدمو موقع «فيس بوك» الثقة في الوقت الذي يتضاعف فيه عدد أصدقائهم، لا سيما إذا كان هؤلاء الأصدقاء لديهم أيضا الكثير من الأصدقاء.

* إشارات متكررة

* وتعد الإشارات الأخرى أكثر مهارة. فقد يشير الارتفاع المفاجئ لتكرار إحدى الكلمات في الرسائل، مثل كلمة زلزال على سبيل المثال، إلى حدث مهم. وإذا كانت إحدى الرسائل حول موضوع مناقشة عامة تشمل عبارة غير عادية، فإن ذلك قد يشير إلى معلومات جديدة أو فكرة جديدة. ويقول سينغال إن «غوغل» تبحث باستمرار عن التحولات في اللغة وغيرها من الانحرافات عن السلوك المتوقع. كما تعمل الشركة على توصيل محتوى الرسائل ببيانات الموقع الجغرافي التي تبثها الهواتف الذكية أو أجهزة الكومبيوتر المحمولة الأخرى، أو تذيعها خدمات مثل «فورسكوير» Foursquare. ومن الممكن أن يعد موقع شخص يرسل رسالة بمثابة صفقة كبيرة. فإذا علمت أن شخصا ما يرسل تعليقا حول زلزال يوجد في موقع قريب من مركز الزلزال، فإن مثل هذه التعليقات ستكون أكثر قيمة من التعليقات التي يرسلها شخص يبعد عن المكان بمئات الأميال. وتتفق وجهة نظر سينغال الذي تحدث إلى مجلة «تكنولوجي ريفيو» حول البحث الآني إلى حد كبير مع استراتيجية «غوغل»: استخلاص من خليط من البيانات عدد صغير من أجزاء المحتوى التي تتعلق بدرجة أكبر لموضوع البحث الذي يقوم به الفرد عند نقطة زمنية محددة. وتتبنى المواقع التي تقدم خدمات البحث، بما في ذلك شركة «مايكروسوفت»، أشد المنافسين لـ«غوغل»، وجهة نظر أكثر تشددا.

* امتداد شبكي

* ولا يحب سيان سوشتر، الذي يدير مركز تكنولوجيا البحث بشركة «مايكروسوفت»، مصطلح البحث الآني، والذي يعتبره مقيدا للغاية. ويعتقد أن محرك البحث «بينغ» التابع لـ«مايكروسوفت» لا ينبغي فقط أن يرشح البيانات التي تتدفق من الشبكات الاجتماعية، ولكن عليه أن يصبح امتدادا لها.

وفي النهاية، يقول سوشتر، ستتم المحادثات الثنائية في موقع «بينغ»، ويطلقها الكلمات الرئيسية التي يستخدمها الأفراد. ويتوقع أن البحث الآني سيكون مختلفا للغاية عن النوع الذي سبقه من البحث لدرجة أنه سيمحو المميزات طويلة الأمد لـ«غوغل». ويقول: «التاريخ لا يهم هنا». وبعد توقف، أضاف: «إننا في طريقنا لهزيمتهم هزيمة ساحقة».

وقد سمع أميت سينغال هذه التهديدات من قبل، وحتى الآن لم ترق إلى أفعال. لكن حتى إذا أقر أن البحث الآني في طريقه لأن يصبح «تغيرا جذريا» في تاريخ البحث كأي شيء رآه، فإن المحافظة على موقع «غوغل» في المقدمة في عصر المحادثات والحوار قد يكون الاختبار الأصعب بالنسبة لسينغال.