الغضب الإلكتروني.. قد يؤدي إلى خسارة السمعة والهيبة

خطوات محددة لتفاديه عند تصفح البريد

TT

متى كانت آخر مرة كنت مستغرقا في استخدام الكومبيوتر، وشعرت بأنك قد تعرضت لهجوم بالكلمات؟ قد يحدث هذا من دون سابق إنذار. فقد يحدث وأنت تتصفح بريدك الإلكتروني، أن تثور فجأة بسبب كلمات أرسلها أحدهم، أو من نغمة معينة شعرت بوجودها بين سطور الرسالة. وقد تكون الرسالة الإلكترونية هذه مليئة بالفجوات، أو بعلامات التعجب (!) أو بأحرف سوداء قاتمة.

كما قد تتعرض لهجوم بالبريد الإلكتروني بحيث يرسل أحدهم رسالة إليك من دون سابق إنذار، أو من دون أن يكون قد تحدث إليك مسبقا، لكي يرد على أمر ذكرته في أحد الاجتماعات أو دونته في مكان ما. ومتلقو مثل هذه الرسائل عندما يرون نسخها المرسلة إلى عدد كبير من الأشخاص، ينتابهم غضب شديد لكي يدافعوا عن أنفسهم، ويردوا الصاع صاعين.

* غضب إلكتروني

* لكن لماذا يحدث هذا؟ في هذه الأيام نحن معرضون أكثر لمثل هذا الغضب، وبخاصة لدى استخدام لوحة مفاتيح الكومبيوتر. وحتى أنه يوجد عامل يدفعنا إلى خوض معارك البريد الإلكتروني، ويطلق على ذلك «توقف النفس الإلكتروني» e - mail apnea. - على وزن مرض «توقف التنفس أثناء النوم» - وكانت المفكرة ليندا ستون التي كانت تعمل سابقا في شركتي «مايكروسوفت» و«أبل»، قد صاغت هذا التعبير بعد البحث في هذه الظاهرة، ورد فعل الناس تحت تأثير الكومبيوتر.

السرعة في رد الفعل من دون الأخذ بنظر الاعتبار سوء الفهم الذي قد يحصل، قد يؤثر عليك، سواء كنت مرسل الرسالة الإلكترونية أولا، أو متلقيها. وقد لاحظت الخبيرة ستون في حديث إلى مجلة «غرين بيلدر» الإلكترونية، أننا نحبس أنفاسنا لدى التعامل مع الرسائل الإلكترونية. وقد أكد الأطباء هذا الأمر. ولدى القيام بذلك، يجري حرمان الدماغ للحظة من الأكسيجين، وبالتالي يطلق استجابة المواجهة أو الفرار، مما يوقد من جذوة رد الفعل العاطفية، وإطلاق الكلمات عن طريق استخدام أصابعنا على لوحة المفاتيح.

والذي قد يبدو تنفيسا بريئا عن احتقان يمكن فهمه، قد يكلفك عملك، ويدمر سمعتك، ويؤخر فرص ترقيتك. واستنادا إلى مقال نشر مؤخرا في صحيفة «يو إس إيه توداي» كتبتها لورا بيتريسا فإن 26 في المائة من 600 شركة تقريبا شاركت في استطلاع يتعلق بـ«السياسات والإجراءات الإلكترونية في الشركات لعام 2009»، ذكرت أنها طردت موظفين بسبب إساءة استخدامهم البريد الإلكتروني.

* تفادى الفخ

* إذن ما الذي تستطيع أن تفعله لتفادي وقوعك في مثل هذا الفخ وأنت مستغرق في تصفح بريدك الإلكتروني؟ إليك 5 أساليب لتتحول عن سوء الفهم هذا، وما قد ينتج عنه:

* تراجع عن استخدام الكومبيوتر، فمقاومة الرغبة في الرد هي علامة عن ضبط النفس، مع إضافة نقاط أخرى إلى صيتك وسمعتك. كما إنك تعزز ما يمكن أن نسميه بـ«الذكاء الاتصالي» عن طريق التجاوب.. بعدم الرد!

* لاتضع اسمك، أو اسم من ترسل له نسخة، في المكان المخصص للعنوان، فكلنا في حاجة إلى التنفيس عن الذات، والبريد الإلكتروني هو أداة تنفيس آنية. لذا، لا تجعل نفسك عرضة لشن الهجمات عليك عن طريق ما تكتب عندما تكون غاضبا من أمر ما.

* نفّس عن ذاتك خارج الشبكة.. اطلب إلى أحدهم أن يعطيك منظورا للأمور التي لا تستطيع رؤيتها، أو عندما تكون متأكدا من أنك على صواب، والآخر على خطأ. قد تكون محقا ربما وتكسب المعركة، لكنك قد تخسر الحرب. من هنا لا يمكن محو الخطأ والضرر الحاصلين بسهولة عندما تضغط على زر الإرسال.

* امنح الآخرين حق التساؤل.. غالبا ما نزعم أننا ندرك ما يرغبه الآخرون، أو ينوون القيام به. ويمكن تسمية ذلك «افتراضات». لذا، قم بإعادة صياغة النص مستخدما كلماتك أنت. ومثال على ذلك: اكتب مثلا «يبدو ما تقوله».. أو: «دعني أرى ما إذا كنت أتابع ما يبدو أنه مشكلة هنا».

* تمعن بنظرة فاحصة واعتمد عليها.. اسأل نفسك: ما الذي أستجيب له هنا؟ وما الذي يدفع الآخر للقيام بهذا الأمر؟ وبعد ذلك اتصل به، أو اطلب مقابلته شخصيا. واستهل ذلك عن طريق الاعتراف بسهولة سوء الفهم. واعترف أن تفاقم الأخطاء قد يؤدي إلى تبادل التهجمات عبر البريد الإلكتروني الذي قد تسبب ضررا كبيرا لكما معا.