«مايكروسوفت» تكشف عن تكنولوجيا مستقبلية.. تعتمد على سلوك الإنسان

رئيس وحدة البحوث يتحدث عن مشروع «ناتال» في محاضرة بمكتبة الإسكندرية

د. ريك راشد
TT

كشف الدكتور ريك راشد Rick F. Rashid؛ نائب رئيس شركة «مايكروسوفت» والمشرف على وحدة البحوث التابعة للشركة، في محاضرة له الاسبوع الماضي بمكتبة الإسكندرية بعنوان «عالم تقوده البيانات»، عن أحدث ابتكار تقدمه «مايكروسوفت» في هذا المجال وسيطرح في الأسواق قريبا، وهو «مشروع ناتال» (Project NATAL)، الذي يقدم لمستخدميه تقنيات جديدة يمكن استخدامها في ألعاب الفيديو وكل أشكال الترفيه بحيث يكون المستخدم المتحكم الوحيد في اللعبة والمسؤول عن تحريك ما يظهر بالشاشة عن طريق الحركة وباستخدام نظارة ثلاثية الأبعاد.

وقال راشد لـ«الشرق الأوسط»: «إن طريقة عمل تلك النظم تعتمد على السلوك الإنساني في الأساس، فهي تجمع معلومات حول سلوك الإنسان، وتستخدم ما تعرفه لإجراء عدد من الإحصاءات وبناء نماذج تتوقع ردود الفعل، وبالتالي خلق افتراضات تعتمد على حقائق معينة، مؤكدا أن تلك النماذج ليست ثابتة ولكنها يمكن أن تتغير نتيجة ردود الفعل المتغيرة للإنسان».

وأكد أن «مايكروسوفت» تعتمد على تلك النظم بشكل كبير من أجل ابتكار برامج لحل مشكلات الإنسان وتسهيل أعماله ومساعدته على اتخاذ القرارات، ومنها برامج الترجمة الإلكترونية التي تعتمد على كم من المعلومات مستمد من الآلية التي يستخدمها الإنسان في الترجمة، بالإضافة إلى برنامج «بينغ» للتصحيح اللغوي الذي تم ابتكاره حديثا وسيطرح قريبا في الأسواق، وهو لا يقوم بتصحيح اللغة فقط ولكن يعمل على تعديل أي سياق أو تركيب لغوي مكتوب بشكل خاطئ.

وعرض نائب رئيس «مايكروسوفت» عددا آخر من أحدث ابتكارات الشركة التي تعتمد على تلك الأنظمة، ومنها برنامج الاحتمالات «إنفير دوت نيت» (Infer.Net)، وهو برنامج يقدم الاحتمالات والتوقعات، بناء على الإحصاءات، وهو متاح للجميع عبر الإنترنت. وأشار إلى آلية استخدام محركات البحث للتعرف على نوعية النتائج التي يقبل عليها المستخدم، وبالتالي إعطاء نتائج أفضل في عمليات البحث المستقبلية، وأكد أن تلك التكنولوجيا يمكن الاعتماد عليها لتشخيص عمليات البحث من خلال التعرف على هوايات المستخدم وأنواع الترفيه التي يفضلها وتقديمها من خلال خدمات الشبكات الاجتماعية.

وأوضح راشد أن «مايكروسوفت» ابتكرت برامج مماثلة لحل مشكلات يومية في عدد من المجالات، ومنها: برنامج «Phylo D.Net»، الذي يستخدم في مجال الطب لتقييم حالات المرضى بناء على الإحصاءات والمعلومات المتاحة، بالإضافة إلى برنامج المرور الذي يمكن أن يتوقع حالة المرور وأماكن الاختناق المروري خلال الساعة المقبلة بناء على المعلومات المتوافرة عن الحالة المرورية الحالية.

وتابع قائلا: «إننا نعيش الآن في عالم يتيح لنا جمع عدد هائل من المعلومات، إذا تم استخدامها بشكل صحيح يمكن أن تقدم حلولا كثيرة في مجال الأعمال والطب والعلوم والتعليم وغيرها». وأضاف: «أن تتنبأ.. إذن أنت موجود»، موضحا أن صعوبة التنبؤ بالمستقبل تكمن في أن التكنولوجيا متغيرة ولا تسير في اتجاه واحد، كما أنها يمكن أن تأخذ تحولات جذرية بسرعة كبيرة، ولا يمكن التنبؤ برد فعل الأفراد والثقافات المختلفة تجاه التكنولوجيا، مشيرا إلى أن العلماء توقعوا اختراع جهاز متنقل للتواصل بين الناس منذ سنوات، وهو الهاتف الجوال الآن، ولكن لم يتوقع أحد حينها أن هذا الجهاز قد يستخدم في أعمال الغش أو السرقة.

وأشار إلى أن الكم الهائل من البيانات والمعلومات، الذي تتيحه التكنولوجيا الآن، قد يغير العالم بأكمله، حيث يتيح بناء نماذج تقوم على تلك البيانات من أجل العمل على حل مشكلات الإنسان، كما يمكن الاعتماد على تلك المعلومات لابتكار أنظمة يمكن أن تتوقع رد فعل الإنسان تجاه بعض الأشياء، وبالتالي توفير المعلومات التي يحتاجها بناء على تلك التوقعات.

ولفت الانتباه إلى أن العلم لا يمكنه إعطاء تنبؤات مؤكدة لما سيكون عليه المستقبل كما قد يفترض البعض، ولكنه يستطيع أن يتنبأ بنوع التكنولوجيا التي ستكون موجودة في المستقبل، وابتكار أدوات من الممكن أن تحل مشكلات الأفراد في المستقبل القريب، من خلال الكم الهائل من المعلومات الذي تتيح التكنولوجيا الحديثة تخزينه الآن.

يذكر أن وحدة البحوث التابعة للشركة، تضم أكثر من 800 باحث في ستة مختبرات حول العالم. وهي تجري مجموعة من الأبحاث الأساسية والتطبيقية التي تشمل مختلف التخصصات، ومنها: التفاعل بين الإنسان والحاسوب، صناعة الآلات، الوسائط المتعددة والرسوم البيانية، نظم الحوسبة الاجتماعية، الهندسة المعمارية، وتطوير الشبكات.

وقد حصل راشد على درجة الماجستير في العلوم عام 1977 ودرجة الدكتوراه في علوم الكومبيوتر من جامعة روشستر في نيويورك عام 1980. وعمل كأستاذ في علوم الحاسب الآلي في جامعة كارنيغي ميلون قبل الانضمام إلى شركة «مايكروسوفت»، التي عمل من خلالها على تطوير مجموعة من الأبحاث في مجال أنظمة التشغيل والشبكات وضغط البيانات. وتمكن راشد أيضا خلال العمل في الشركة من إدارة عدد من المشروعات التي حفزت تطوير نظام التلفزيون التفاعلي لـ«مايكروسوفت»، كما أدار مجموعة «مايكروسوفت» الأولى للتجارة الإلكترونية.