كاميرات رقمية صغيرة بمستشعرات كبيرة.. لتصوير لقطات رائعة

تتمتع بدرجة وضوح عالية مثل الكبيرة

كاميرا Alpha NEX - 5 من «سوني»
TT

قبل قرون كان هناك صبي يتهيأ للقيام بسفرة طويلة. فقال له سيده «ستحتاج إلى مياه الشرب بكثرة. قم بتجهيز برميل يجمع لك مياه المطر». فقصد الصبي مستودعا محليا للحصول على عدة، لصنع برميل كبير مفتوح في أعلاه. وما إن أمطرت السماء حتى امتلأ البرميل بسرعة. «حسنا» قال له سيده، «الآن احمله». لكن الصبي اعترض قائلا «هذا البرميل كبير جدا وثقيل، ولا أستطيع حمله، وإنني بحاجة إلى واحد صغير خفيف الوزن».

«ملاحظة حكيمة» أجابه سيده، و«مع ذلك» تابع الصبي قائلا «الوعاء الصغير يعني فتحة صغيرة، وقد لا تستطيع جمع الكثير من نقاط المطر».

فهز سيده رأسه موافقا «حسنا! لقد استوعبت يا بني الآن الفرق بين الكاميرات الرقمية ذات العدسة الانعكاسية المفردة S.L.R. وكاميرات الجيب. فالأولى كبيرة وثقيلة، لكنها مجهزة بمستشعر ضخم يجمع الكثير من الضوء، وبالتالي التقاط صور واضحة حتى في فترات الشفق، أما كاميرات الجيب فمجهزة بمستشعرات صغيرة تلتقط صور مهزوزة غير واضحة في الضوء الخافت، لكنها على الأقل لن تؤذي الظهر لدى حملها هنا وهناك».

* كاميرات جديدة

* وهكذا الحال منذ أمد بعيد، إذ يمكن للأشخاص شراء الكاميرات الكبيرة بمستشعرات كبيرة، أو كاميرات صغيرة بمستشعرات صغيرة. لكن عام 2008 قامت «باناسونيك» و«أوليمبوس» بإعادة التفكير بالمشكلة برمتها. فقد أنتجتا صيغة لكاميرا جديدة تدعى «مايكرو فور ثيردس» Micro Four Thirds. وكان حجم هذه الكاميرات الجديدة ومستشعراتها يتراوح بين الصغيرة المدمجة وS.L.R. مما أثار حماس عشاق عالم التصوير. وتوجد حاليا 8 طرز منها مزودة بـ11 عدسة.

ويبدو أن الشركات الأخرى الصانعة للكاميرات قد ألهمتهم الفكرة هذه، فقامت «سامسونغ» في مارس (آذار) الماضي بإطلاق نوع هجين جديد باسم «إن إكس 10» NX10 بمستشعر أكبر بنحو 60 في المائة من «مايكرو فور ثيردس»، وهو بنفس حجم APS - C الموجود في كاميرات S.L.R. مثل «كانون ريبيل» أو «نيكون دي 90».

* كاميرا صغيرة

* وفي الأسبوع الماضي أنزلت «سوني» طرازا جديدا في خطوة متقدمة في سباق الكاميرات الصغيرة ذات المستشعرات الكبيرة، وهو عبارة عن آلة صغيرة تدعى Alpha NEX - 5 التي لن تتوفر قبل يوليو (تموز) المقبل، ولكن من الجدير انتظارها.

وهي مثل كاميرا «سامسونغ»، تتضمن مستشعرا بحجم APS - C الكبير. ومع ذلك فالكاميرا هذه صغيرة الحجم جدا، أي بنصف وزن وحجم كاميرا.S.L.R صغيرة. وهي من دون العدسات بحجم كاميرا الجيب العادي. وفي الواقع فإن برميل العدسة أطول من الكاميرا ذاتها. كما أنها أصغر كاميرا في العالم بعدسات يمكن تغييرها. ومع وصل العدسات، تبدو NEX - 5 غريبة الشكل، لا بل سخيفة، لكن إذا التزمنا بالمنطق فهي تعمل بشكل جيد.

وللوصول إلى صغر الحجم هذا توجب على «سوني» أن تتلاعب بالأمور. فهي شأنها شأن غالبية الطرز الهجينة الأخرى غير مزودة بمنظار للعين. وهناك مجال لستة أزرار فقط مقارنة مع نحو 25 في كاميرات S.L.R.، ومع ذلك فإنها تقدم غالبية أزرار التحكم الخاصة بالكاميرات الاستهلاكيةS.L.R. العادية، إضافة إلى بعض المميزات الكبيرة الخاصة بكاميرات الهواة. وسعرها 600 دولار مناسب جدا، أو يمكن التوفير وشراء NEX - 3 ذات الجسم البلاستيكي بدلا من المعدني. وبمثل سعر كهذا لن تحصل على عدسات تقريب وتكبير قياس 16 ملليمترا. وعلى الكاميرا أن تكون عدساتها مستوية بما فيه الكفاية لتناسب جيب السترة، وعن طريق 50 دولارا إضافيا يمكنك أن تحصل بدلا منها على كاميرا قياس 18 - 55 ملليمترا بتقريب وتكبير 3 أضعاف. وستتوفر عدسات 200 - 18 ملليمترا بتقريب وتكبير 11 ضعفا الخريف المقبل مقابل 800 دولار تقريبا. ومع وجود وصلة المهايأة يمكن استخدام أي من عدسات S.L.R. العشرة التابعة لـ«سوني ألفا»، لكنها أكبر حجما، ولا تستطيع تركيز البؤرة أوتوماتيكيا.

* صور رائعة

* وصور هذه الكاميرا رائعة جدا، وكبيرة براقة وواضحة المعالم، بألوان حقيقية مع خلفية مهزوزة قليلا جدا، وهي أمور لا تستطيع الحصول عليها بكاميرا بحجم الجيب.

والكاميرا هذه ممتازة في الأماكن المنخفضة الإضاءة لا بسبب جهاز الاستشعار الكبير الخاص بها فحسب، بل لأنها ورثت أيضا عن مجموعة «سوني» لكاميرات الجيب، نمط «هاند هيلد توايتلايت» الذكي. وتستطيع الكاميرا بسرعة تصوير 6 لقطات، وبالتالي مقارنتها بعضها مع بعض للخروج بواحدة منها جيدة ونظيفة. وبإيجاز فأنت نادرا ما تحتاج إلى كشاف ضوئي مع هذه الكاميرا. وهي ورثت مميزات أخرى من مجموعة كاميرات الجيب الخاصة بـ«سوني»، أحدها «سمايل شاتر». فهي تلتقط صورا كثيرة أوتوماتيكيا لدى قيام الشخص الذي يجري تصويره بالابتسام. والميزة الأخرى هي «سويب بانوراما» المدهشة التي ما حركت الكاميرا بسرعة على شكل قوس أفقيا، سواء كان ذلك أفقيا أو عموديا، تقوم الكاميرا بعد ثانيتين بعرض صور موصولة ببعضها على شكل لقطة بانورامية بزاوية 220 درجة، ووضوح 23 ميغابيكسل.

* فيديو عالي الوضوح

* وتلتقط NEX - 5 فيديوهات عالية الوضوح بدرجة 1080i بفضل مكبرات الصوت الاستيريو، وخيار العدسات، والمستشعر الكبير. وفي الواقع تقوم كاميرات NEX باستمرار بتعديل درجة التعرض إلى الضوء وتركيز البؤرة أثناء التقاط الفيديو. ومثل هذا الأمر مضمون في كاميرات تسجيل الفيديو، أو كاميرات الجيب. لكن تطبيق ذلك بالكاميرات التي تغير عدساتها هو أمر صعب.

وهناك المزيد الذي ستعجب به كالشاشة البراقة قياس 3 بوصات التي تقلب صعودا ونزولا بحيث يمكن التصوير بها فوق مستوى العينين وتحتها. ويمكن تركيز بؤرتها بشكل أسرع بكثير من الكاميرات الهجين المنافسة، وحتى من بعض كاميرات.S.L.R.

وأقصى سلسلة من الصور التي تلتقط معا في الكبسة الواحدة، هي 7 لقطات في الثانية الواحدة. وهي ميزة كبيرة أثناء تصوير الأحداث الرياضية، والطبيعة، وحتى المجموعة المتنوعة من الابتسامات. وتقوم Auto HDR بجمع 3 صور في واحدة لجمع مجموعة كبيرة من الألوان البراقة والقاتمة أكثر بكثير ممن تستطيع جمعه الصورة الواحدة. وهذا النمط الأوتوماتيكي يقوم بإدارة القرص إلى الخلفية المرئية المهزوزة، أو الواضحة بحيث يمكن فقط إدارة القرص لتعديل عمق المجال الذي تريده فقط.

وبصورة عامة فإن «سوني» هنا في أفضل وضعياتها حاصدة سنوات خبرتها بمجال التصغير والبصريات. وNEX - 5 يمكن التوصية بها بسهولة خاصة لدى رغبتك في شراء كاميرتك الأولى المتغيرة العدسات. لكن ثمة عيبا واحدا وهو الأزرار القليلة العدد، الذي يعني التوجه كثيرا إلى نظام لائحة الوظائف والمهام.

* مزايا ونقائص

* وقد استطاعت «سوني» إعادة تصميم لوائح المهام، وبشكل ذكي أيضا بحيث تستخدم الكاميرا «المفاتيح الناعمة» كتلك الموجودة على الهاتف الجوال، إذ هناك زران إلى جانب الشاشة اللذان تتغير مهامهما مع العناوين التي تظهر على الشاشة. لكن هذه مدرسة «آي فون» فيما يخص تصميم الوظائف والمهام التي من السهل تعلمها، لكن من الصعب إدارتها وتشغيلها. والأصعب من ذلك هو عدم وجود قرص طبيعي لتغير النمط. فالتحول من النمط الأوتوماتيكي إلى نمط المشهد، سواء كان بانوراميا أو غيره ينبغي استدعاء القرص الذي يظهر على الشاشة عن طريق 6 كبسات أزرار. ولتعديل حساسية الضوء يتطلب الأمر 6 كبسات، إضافة إلى جانب إدارة القرص. وللتحول إلى تركيز البؤرة يدويا، يحتاج الأمر إلى 11 كبسة. وعلى الغرار ذاته في نمط إعادة التشغيل، لا يمكن مشاهدة الصور والفيديوهات معا، والتحول بينها يتطلب 6 كبسات أزرار. المهم أن سوق الكاميرات الهجين لا تزال يافعة، فـ«مايكرو فور ثيردس» لا تزال طفلة على صعيد الكاميرات العادية المطروحة. و«سامسونغ» لا تزال تملك كاميرا واحدة منها. وكاميرا «سوني» الهجين تعتبر بشكل عام أفضل جميع هذه الأنواع.

* خدمة «نيويورك تايمز»