هواتف تطبيقات جديدة.. بمميزات كبيرة

منافسة حادة بين كبرى الشركات المنتجة

هاتف «كين 1»
TT

جميع الأمور تدور اليوم حول هواتف التطبيقات، أليس كذلك؟ ابتداء من الابتكارات والأحداث الكبيرة، وانتهاء بالإثارة وما يتناقله الناس. فقبل فترة ترك أحد موظفي «أبل» بشكل عرضي نموذجا أوليا بالغ السرية، الذي قد يكون خليفة هاتف «آي فون» الحالي في أحد مقاصف وادي السيليكون في كاليفورنيا. وكانت النتيجة عناوين كبرى بالصحف، وإشاعات، وفضائح، ومدونات يومية.

كل ذلك لأن الأمر يتعلق بهاتف تطبيقات. ولو كان هذا الذي نسيه الموظف كاميرا تسجيل فيديو، أو جهاز «جي بي إس»، أو «ويندوز بي سي» لما أثار كل هذه الضجة، ولبقي في علبة المفقودات الواقعة وراء المقصف من دون أن يسأل عنه أحد.

ومن الأخبار الأخرى المثيرة المتعلقة بهاتف التطبيقات أنه في أعقاب شهور من الإشاعات والتسريبات أطلقت «مايكروسوفت» هاتفها الجديد «كين» Kin للشباب الصغار من سكان المدن، كما وأن هاتف «إنكريديبل» Incredible من شركة «إتش تي سي» شرع يغزو المعجبين بنظام «أندرويد» الذي طورته «غوغل». وتتوفر هذه الهواتف من «فيريزون» شبكة الخدمات اأكثر عدوانية للزبون، لكنها الأفضل قاطبة.

* طرازان جديدان

* وهناك طرازان من «كين»، «كين 1» و«كين 2»، البالغ سعرهما 50 و100 دولار على التوالي. وهما يعملان بنظام التشغيل ذاته. وكلاهما سميك لكون شاشاتهما تخفي لوحة المفاتيح التي تنزلق إلى الخارج عن طريق الإبهام. وكلاهما مزودان بأربعة أزرار: واحد للتشغيل، والثاني لرفع الصوت وخفضه، والثالث للكاميرا، والأخير تحت الشاشة مباشرة للإعادة والترجيع إلى الخلف.

والشكل هو الذي يميز بين الجهازين. والأكثر خداعا في «كين 1» هو شكله التربيعي المدمج المدور عند الحواف. وهو لو لم يكن مصنوعا من البلاستيك اللماع، لاعتقدت أنه قطعة من الحلوى.

والاثنان هما أكثر على شكل مربعين أسودين تقليدين تدور صور شاشتيهما مع الهاتف. والطباعة سهلة لكون لوحة المفاتيح ذات مساحة أكبر. ويملك الاثنان سعة تخزينية تبلغ 8 غيغابايت لكل منهما، فضلا عن كاميرا تلتقط صورا بوضوح 8 ميغابيكسيل، وفيديو بوضوح 720p العالي، وطبعا هناك الشاشة الواسعة.

على الصعيد الفني فهذان الجهازان ليسا هواتف تطبيقات. صحيح أنه يمكن القيام ببعض أعمال هاتف «آي فون» مثل مسح الشاشة للوصول إلى الشاشة التالية، أو ما قبلها، أو توسيع صفحة الشبكة أو تكبيرها عن طريق إبعاد الإصبعين عن بعضهما، لكنك لا تستطيع تركيب برامج جديدة عليهما. كما وأن «مخزن تطبيقات كن» لا يزال سرابا.

لقد صمم هذان الجهازان ليكونا أداة تواصل للشباب الصغار. ومثال على ذلك فإن شاشة واحدة من الشاشات الثلاث الأولية هي عبارة عن بث عمودي مكتظ من التحديثات التي مصدرها الأصدقاء في «تويتر»، و«ماي سبيس»، و«فيس بوك»، فضلا عن المدونات المفضلة، والأخبار، وهكذا.

وطبقت «مايكروسوفت» ثلاثا من أفكارها في «كين». الفكرة الأولى هو أنه مشغل موسيقي لـ«زيون» يشغل برنامج «زيون» ذاته غير المستحب، مع إمكانية الوصول إلى المخطط ذاته لتنزيل ما تقدر عليه من موسيقى مقابل 15 دولارا شهريا.

الفكرة الثانية هي بإمكان المشاركة في كل الأشياء من الصور، إلى صفحات الشبكة، إلى «تويت»، عن طريق سحبها إلى نقطة خضراء في أسفل الشاشة. إنها أشبه بموقف للسيارات للأشياء التي تنوي إرسالها إلى الأصدقاء.

* استوديو إنترنتي

* لكن أفضل ما أنجزته «مايكروسوفت» هنا هو «كين استوديو» الذي هو موقعك الخاص على الشبكة الذي هو بدوره توقيت كل ما قمت به على هذا الهاتف. فهو يقوم بشكل مستور بجمع نسخة من كل صورة أو فيديو قمت بالتقاطه، وكل نمرة هاتف اتصلت بها، وكل رسالة نصية قمت بإرسالها. إنها موقع للدعم، لكنه يمثل أيضا كل ما جرى القيام به. وبشكل عام يبدو أن «مايكروسوفت» قد قامت بعمل ممتاز في جمع مئات الوظائف والمزايا في أزرار ضبط قليلة العدد، فضلا عن التصميم البياني الحديث والجيد.

ولكن حتى الشباب في عمر 20 سنة قد يمقتون شاشة اللمس التي لا تعمل جيدا برسومها المتحركة المهتزة ونوعيتها الرخيصة، كما لا توجد مساعدة على صعيد الطباعة مثل تصليح الأخطاء الإملائية، وتكبير الحرف الأول من الجمل في اللغة الأجنبية، ووضع الفواصل وعلامات الربط، وغيرها.

ثم هنالك مشكلة السعر، إذ تفرض «فيريزون» مبلغ 90 دولارا شهريا كحد أدنى مع خدمة الرسائل النصية. وهي الكلفة ذاتها لهاتف تطبيقات حقيقي مثل «درويد»، أو «بالم بري». وتكلف الهواتف المنافسة لـ«كن» أكثر بقليل، لكنها تقوم بأعمال ووظائف أكثر أيضا وبسرعات عالية جدا. ومثال على ذلك جهاز «إتش تي سي إنكريديبل». ووصف الهاتف بـ«إنكريديبل»، أي الرائع هو أمر فيه الكثير من المراوغة، ما لم يكن الجهاز رائعا فعلا، وإلا عرضت نفسك للسخرية. فإذا كان الجهاز سريعا للغاية وأنيقا لماعا بتصميم جميل، فقد يمكن عند ذاك وصفه بالرائع. وفي الواقع فإن هذا الوصف ينسحب على جهاز «إتش تي سي». إذ لا يوجد هاتف تطبيقات آخر بمثل هذه السرعة. فكل الأمور تحدث فورا وبشكل آني، كالفتح والإغلاق والتقريب والتكبير. وبرنامج «اندرويد» ليس سهل الاستخدام كبرنامج «آي فون»، ولكن حتى الأخطاء لا تهم كثيرا نظرا لأنها لا تأخذ من وقتك كثيرا.

وليس التصميم وحده هو الذي يميز هذا الجهاز المسطح الأسود بشاشته العاملة باللمس عن الأجهزة السابقة. فالفرق الوحيد المميز هنا هو لوحته الخلفية بطبقاته الغريبة التي تشبه حقول الرز الإندونيسية. لكن الفرق الفعلي هنا هو في التفاصيل. فعن طريق تحديث المنتج مرات متعددة فقد يصبح «رائعا» فعلا. ومثال على ذلك الشاشة الكبيرة البراقة والملونة البالغ قياسها 3.7 بوصة. وللهاتف هذا سعة تبلغ 8 غيغابايت مبيتة فيه مع شق لوضع بطاقات الذاكرة التي تتسع حتى 32 غيغابايت. والكاميرا تلتقط صور 8 ميغابيكسل يجري تعزيز وهجها عن طريق كشافات ضوئية عاملة بالصمامات الثنائية الباعثة للضوء (إل إي دي). وهي بتركيز بؤري أوتوماتيكي، ومؤقت ذاتي، ومتحكم بالصور التي هي بجودة أي صور أخرى ملتقطة بالهاتف.

* هاتف خارق

* أما جهاز «إنكريديبل» فيتضمن آخر نسخة من برنامج «أنرويد». ومن فضائله أنه يزودك بنظام «جي بي إس» جيد، منعطفا منعطفا. كذلك يمكنك من الطباعة عن طريق الكلام، وإن كان ذلك ليس نزيها تماما من الأخطاء، لكنه مناسب وعملي بالنسبة إلى هاتف مثل هذا الذي لا يملك لوحة مفاتيح.

وهاتف «إتش تي سي» هذا مزود بنظام «أندرويد» المعزز الذي يدعى «سينس». وهو لذلك يقدم سبع شاشات ابتدائية للتطبيقات والمعدات. ويمكن قرص الإصبعين لتقليصها إلى بطاقات جاهزة لإعادة ترتيبها. وهناك راديو «إف إم» يعمل عند وضع السماعات الصغيرة على الأذنين.

ويقوم تطبيق يدعى «فريندس ستريم» بجمع جميع أخبار أصدقائك الجديدة الموجودة على «فيس بوك» و«فليكر» و«تويتر» في تغذية واحدة يمكن تصفحها صعودا ونزولا تماما مثل جهاز «كن». وعلى المنوال ذاته عندما تنقر على اسم في دفتر العناوين يمكنك رؤية كل رسالة إلكترونية ونصية وصوتية، فضلا عن الصور الجديدة والمحدثة لذلك الشخص في «فليكر» و«فيس بوك».

ومن دون شك فإن «إنكريديبل» هو أفضل هاتف «أندرويد» حتى اليوم، ولكن كما يسأل الجميع، هل هو قاتل «آي فون»؟

في الواقع أنه يأتي مع مجموعة كبيرة من البرمجيات. ومثل هذه المميزات الكثيرة تعني مزيدا من التعقيد. وهو ليس مخصصا للذين يهابون التعقيد. كما أن التطبيقات في «مخزن أنرويد» ليست جيدة كالموجودة في «مخزن تطبيقات أبل». كذلك فإن «إنكريديبل» هو أسرع وأفضل تجهيزا من هاتف «آي فون» الحالي، ولا يقطع المكالمات في نيويورك أو كاليفورنيا. غير هاتف «آي فون» الجديد من «أبل» سيكون سريعا للغاية ويقدم بعض المزايا المثيرة.

في هذا الوقت يشتد التنافس بين «مايكروسوفت» و«إتش تي سي» و«أبل» وغيرها. وهذا يعني المزيد من هواتف التطبيقات المثيرة للاهتمام، والمزيد من الخيارات.

* خدمة «نيويورك تايمز».