«نوكيا إن 8».. هاتف ذكي بصور عالية الدقة وتصفح مرن للإنترنت

«الشرق الأوسط» تختبر أفضل هاتف ـ كاميرا في الأسواق

«نوكيا إن 8»
TT

طرحت «نوكيا» هاتفا جديدا من طراز «إن 8» (N8) الذي يتمتع بمواصفات في غاية التطور، ومن شأنه رفع معايير المنافسة بين الهواتف الذكية. ويستهدف الهاتف محبي الوسائط المتعددة والتواصل عبر الشبكات الاجتماعية، وهو يستخدم نظام تشغيل مطور، ويسمح بالحصول على أفضل اللقطات من دون الحاجة إلى خبرة في عالم التصوير. وقدمت «نوكيا السعودية» جهازا تجريبيا لـ«الشرق الأوسط» قبل طرحه في الأسواق بنحو أسبوعين، وذلك لتقييمه ومعاينته.

* تجربة «الشرق الأوسط»

* وكانت تجربة الجهاز إيجابية، حيث إنه يستخدم واجهة تفاعل مطورة وسلسة، والكتابة على لوحة المفاتيح الرقمية سريعة ومريحة، وكان تصفح الإنترنت سلسا ومن دون مواجهة مشكلات في المواقع التي زارتها «الشرق الأوسط». وكان أول برنامج تم تحميله على الهاتف هو متصفح «أوبيرا» (Opera)، نظرا لأنه عادة ما يعرض غالبية المواقع بشكلها الصحيح، على خلاف غالبية متصفحات الهواتف الجوالة التي تقدم مشكلات واضحة في بعض المواقع غير المصممة خصيصا للهواتف الجوالة. ولكن المفاجأة كانت هي عدم الحاجة إلى استخدام متصفح «أوبيرا»، حيث استطاع متصفح الهاتف عرض جميع الصفحات المطلوبة بشكلها الصحيح، حتى المواقع التي تستخدم تقنيات «فلاش» المشاكسة بالنسبة للهواتف الجوالة. واستطاع المتصفح أيضا عرض الصفحات التي تعمل باللغة العربية بسلاسة.

وعلى الصعيد الترفيهي، فإني أستخدم شخصيا مشغل «آي بود تاتش» للاستماع إلى الموسيقى لدى قيادتي السيارة، ولكنني وجدت نفسي راغبا في الاستعاضة عن المشغل واستخدام الهاتف كمصدر رئيسي لتشغيل الموسيقى، حيث إنه يستخدم 16 غيغابايت من الذاكرة التخزينية الداخلية، مع القدرة على إضافة بطاقات الذاكرة بحجم يصل إلى 32 غيغابايت، ليكون الحجم النهائي للذاكرة التخزينية 48 غيغابايت (أكثر من 16 ألف أغنية). وإن احتجت إلى المزيد من السعة التخزينية، فمن السهل استخدام بطاقات ذاكرة إضافية واستبدال تلك الموجودة في الهاتف من دون إيقافه عن العمل، حيث وضعت «نوكيا» مخارج خاصة في جانب الهاتف لتبديل شريحة الاتصالات وبطاقة الذاكرة. إلى ذلك، يمكن وصل الأقراص الصلبة الخارجية ووحدات «يو إس بي» المحمولة التي تحتوي على ملفات الموسيقى (والفيديو) بالجهاز باستخدام وصلة خاصة تقدمها الشركة في علبة الهاتف. وبالإمكان أيضا استخدام الجهاز لتشغيل عروض الفيديو في السيارة إن كانت سيارتك تحتوي على شاشة عرض، الأمر المناسب للأطفال.

* بين الهاتف والكومبيوتر

* ومن الأمور المريحة في هذا الهاتف القدرة على نسخ ملفات الموسيقى وعروض الفيديو من وإلى أي كومبيوتر بسهولة، ومن دون الحاجة إلى استخدام أي برنامج، الأمر غير المتوفر في مشغل «آي بود تاتش» (وهاتف «آي فون»). أضف إلى ذلك أن متصفح الهاتف يدعم تقنيات «فلاش»، على خلاف أجهزة «أبل».

ويسهل الجهاز الدخول إلى الشبكات الاجتماعية من واجهته مباشرة، وذلك لقراءة الرسائل وإرسال التعليقات والمشاركة بالصور بسرعة، مع إمكانية نقل مواعيد المناسبات من «فيس بوك» مباشرة إلى تقويم الجهاز. ويقدم الهاتف خدمة «ويب تي في» (WebTV) التي تعرض برامج التلفزيون والأخبار من خلال عدد من القنوات العالمية، مثل «سي إن إن» و«ناشيونال جيوغرافيك» و«باراماونت» و«إي.. إنترتينمنت»، وغيرها من المحتوى الموجود في متجر «أوفي» (Ovi) الإلكتروني.

ويمكن التفاعل مع جميع أقسام الشاشة باستخدام إصبع واحدة عند تشغيل الجهاز في الوضع العمودي، الأمر المفيد عندما تكون يد المستخدم الأخرى مشغولة أو تحمل شيئا. وسيشعر المستخدم بأن الهاتف قد تعرف على ملامسة الإصبع للشاشة بفضل ميزة الارتجاج الخفيف (يمكن تفعيل أو إيقاف عمل هذه الميزة من قائمة خصائص الهاتف).

وإن كنت تفضل شراء الأفلام وتحميلها من الإنترنت، فلن تحتاج إلى نسخها على أقراص «دي في دي» واستخدام مشغلك، ذلك أن الهاتف يشغل الكثير من عروض الفيديو عالية الدقة، ويمكن وصله بالتلفزيون عبر مأخذ «إتش دي إم آي» (HDMI) أو بشكل لاسلكي عبر تقنية «دي إل إن إيه» (DLNA) (إن كان تلفزيونك يدعم هذه التقنية)، مع قدرته على تجسم الصوتيات وتوزيعها بتقنية 5.1 (5 سماعات وواحدة خاصة بالأصوات الجهورية) بشكل كامل.

ويستخدم الجهاز هيكلا من الألمنيوم مقوى لضمان الصلابة من دون زيادة وزنه، وهو مقاوم للخدوش، وخصوصا عند وضعه في الجيب إلى جوار المفاتيح، ولكن يجب استخدام مفك خاص لتبديل الغلاف الواقي. وإن استغربت وجود مأخذ الشاحن الكلاسيكي أسفل الهاتف ووجود مأخذ شاحن «مايكرو يو إس بي» في الوقت نفسه، يمكن القول إن وجود مأخذ الشاحن الكلاسيكي هو من أفضل الأمور التي أضافتها «نوكيا» إلى هذا الهاتف، حيث يمكنك تشغيل عروض الفيديو على التلفزيون من القرص الصلب الخارجي (أو وحدات «يو إس بي» المحمولة) المتصل بمأخذ «مايكرو يو إس بي» في الهاتف، الأمر الذي قد يستنفد بطاريته إن كنت تريد مشاهدة عدة أفلام أو إن كانت بطارية جهازك غير مشحونة. ويمكنك بهذه الطريقة شحن الهاتف من مأخذ، والحصول على عروض الفيديو من المأخذ الآخر، سواء كنت في المنزل أو في السيارة أثناء السفر لمسافات طويلة.

* مواصفات تقنية

* ويستخدم الجهاز معالجا من نوع «آرم 11» (ARM 11) يعمل بسرعة 680 ميغاهيرتز. ويمكن ملاحظة الأداء المرتفع الذي يقدمه المعالج عند عمل التطبيقات وتشغيل ملفات الوسائط المتعددة وتصفح الإنترنت. ويعتبر الجهاز الأول من نوعه الذي يستخدم نظام التشغيل الجديد مفتوح المصدر «سيمبيان 3» (Symbian 3) الذي يعمل باللمس المتعدد ويقدم عدة واجهات للمستخدم لتخصيص الجهاز بما يتناسب مع رغبته من خلال التطبيقات المصغرة «ويدجيت» (Widget). ويمكن ملاحظة التصميم الجديد لقوائم نظام التشغيل فور عمل الهاتف، حيث تبقى خصائص النظام السابق، ولكن مع تطويرها وتسريع عملها بشكل ملحوظ، حيث إن الجهاز يتعرف على أوامر اللمس بشكل أسرع بكثير من الهواتف السابقة للشركة، ويمكن القول إنه من أفضل الهواتف استجابة.

* كاميرا مطورة

* ويقدم الهاتف أيضا رسومات مجسمة متطورة، الأمر الواضح في الألعاب الإلكترونية، ويمكن أداء المهام المتعددة وتشغيل عدد كبير من التطبيقات في آن واحد (نحو 25 تطبيقا). ويستخدم الجهاز شاشة يبلغ قطرها 3.5 بوصة تعرض الصور بدقة 360x640 بيكسل، وتعمل بتقنية «آموليد» (AMOLED) التي تقدم صورا وألوانا في غاية الوضوح، وتوجد فيه كاميرا تلتقط الصور بدقة 12 ميغابيكسل وتستطيع التعرف على الأوجه، (استطاعت الكاميرا التعرف على 11 وجها من 12 عند تجربتها)، وعدسات متطورة من طراز «كارس زايس»، بالإضافة إلى وجود فلاش «زينون» (وليس «إل إي دي» LED كباقي الهواتف). ويسمح الهاتف بتحرير عروض الفيديو عالية الدقة (بدقة 720 التسلسلية Progressive) الملتقطة عبر برامج مدمجة، مع القدرة على تجسيم الصوت بتقنية «دولبي ديجيتال بلاس» لدى وصله بالنظام المنزلي المسرحي عبر مخرج «إتش دي إم آي»، مع القدرة على استقبال وإرسال بث موجات «إف إم».

ويستخدم الجهاز 256 ميغابايت من الذاكرة للعمل. وعلى الرغم من هذا الحجم للذاكرة، فإن الاستخدام المكثف للهاتف (حتى عند تشغيل أكثر من 10 برامج في آن واحد) لم يؤثر على مستوى الأداء إطلاقا، ولم تكن الذاكرة مشكلة في أي وقت.

ويمكن تغيير خلفيات سطح كل شاشة على حدة، ومن السهل تعريف والاتصال بشبكات «واي فاي» اللاسلكية لتصفح الإنترنت. ويدعم الهاتف تقنيات «بلوتوث 3.0» السريعة، وهو يقدم نسخة مجانية من برامج «كويك أوفيس» (QuickOffice) (تتطلب تسجيلا مجانيا)، وقارئ «بي دي إف»، وبرنامج للتعامل مع الملفات المضغوطة (ZIP). إلى ذلك، يدعم الجهاز نظام ترتيب التراسل على شكل محادثات.

ويبلغ وزن الجهاز 134 غراما، وتبلغ أبعاده 11.4x5.9x1.3 سنتيمتر، ويمكن لبطاريته العمل لنحو 6 ساعات من التحدث، أو 16 يوماً في وضع الانتظار، أو يومين من التصفح المستمر للإنترنت. الهاتف متوفر في 5 ألوان، هي: الأزرق، والبرتقالي حصريا في متاجر «نوكيا» (في فترة إطلاق الهاتف)، والرمادي، والفضي، والأخضر، في متاجر بيع الهواتف الجوالة (ومتاجر «نوكيا» أيضا)، وسيطرح في المنطقة العربية الأسبوع المقبل بسعر يبلغ نحو 2200 ريال سعودي (585 دولارا أميركيا).

* مآخذ على الجهاز

* ويعتبر تخصيص واجهة التفاعل بشكل دقيق أمرا غير سلس، حيث لا يمكن نقل مجموعة برامج «ويدجيت» واحدة من شاشة إلى أخرى، بل يجب حذفها من شاشة وإضافتها إلى الشاشة الأخرى، بالإضافة إلى عدم تناغم بعض الخصائص، مثل تحميل برنامج لتلفزيون الإنترنت من متجر «أوفي» وعدم العثور عليه في مجلد «تلفزيون الإنترنت» بعد الانتهاء من تحميله. وعلى الرغم من أن برامج الشبكات الاجتماعية الموجودة في الهاتف تعمل، فإن خصائصها محدودة بعض الشيء، حيث لا يستطيع برنامج «فيس بوك» تحميل صور الأصدقاء المشترَكين بين دفتر العناوين وحساب «فيس بوك»، على خلاف (بعض الأجهزة الأخرى)، مع عدم وجود ميزة تسمح للمستخدم بتحميل صورة التقطها من الهاتف إلى ألبوم صوره في «فيس بوك». إلى ذلك، يعتبر نظام التشغيل الجديد أفضل من السابق بشكل كبير، ولكنه يحتاج إلى بعض التعديلات الصغيرة هنا وهناك. ومن الممكن إصلاح هذه الأمور في نسخ مجانية محدثة من البرامج ونظام التشغيل مستقبلا.