«السحابة الخاصة».. بنية تقنية معلوماتية تفتح الآفاق أمام قطاع الأعمال

دراسة عالمية: العالم الرقمي عام 2020 سيصبح أكبر بـ44 مرة مما كان عليه في 2009

TT

توقعت شركة عالمية ودراسة دولية انتشار مصطلح جديد في عالم التقنية المتعلقة بالأعمال تتمثل في «السحابة الخاصة»، وهي عبارة عن بنية معلوماتية وتقنية تحتية ممتدة مفتوحة أمام قطاع الأعمال للاستفادة منها، وتعبر عن نقطة ملتقى وشبكة محتوى تقني عال متاحة لتفعيلها.

وكشف خبراء مختصون في شركة «إي إم سي» العالمية لـ«الشرق الأوسط» عن أن السحابة الخاصة (Private Cloud) على الإنترنت ستكون بمثابة بحر يقدم حلول البنية التحتية المعلوماتية، ويمكن المؤسسات من خلال اعتماد تكنولوجيا أن تستفيد من منافع تجارية كثيرة منها.

وحسب محمد أمين نائب رئيس ومدير عام إدارة شركة «إي إم سي» لمنطقة تركيا وأفريقيا والشرق الأوسط، فإن «السحابة الخاصة» تشكل طريقة حديثة لتنظيم وإدارة موارد وخدمات تكنولوجيا المعلومات التي من خلالها تستطيع الشركات أن تستهلك وتوظف هذه الموارد والخدمات.

وضرب أمين في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بمثال الموقع الإلكتروني «غوغل» الذي بات حاليا محرك بحث ومحتوى عالميا لا يمكن الاستغناء عنه مطلقا لأي فرد، لافتا إلى أن السحابات المعلوماتية ستصبح في المستقبل القريب قدره بأقل من 5 سنوات ذات أهمية قصوى لقطاع الأعمال العالمي بما تحويه من حلول وتقنيات مساعدة. وكان أمين قد أشار في محاضرة حضرتها «الشرق الأوسط» بداية الشهر الحالي إلى أنه بدلا من تعبئة أدوار محدودة ومحددة مسبقا، فستصبح موارد تكنولوجيا المعلومات مجموعة مرنة يمكن لرجال الأعمال والعمليات الاستفادة منها وفقا لاحتياجاتهم، خاصة في الأوقات التي يحتاجون إليها فيها.

وذكر أمين أن «السحابة الخاصة» تمثل الوصول الواسع للمعلومات والتطبيقات وتخفيض الوقت والجهد والتكلفة المرتبطة بنشر تكنولوجيا المعلومات بنسبة 70 في المائة وتحقيق الكفاءة في تكاليف مراكز البيانات بما يصل إلى نسبة 40 في المائة، متوقعا أن يتفشى المصطلح مع زيادة الاستخدام والاستفادة منه.

ولخص أمين فكرة «السحابة الخاصة» بالإشارة إلى أنها مضمون استراتيجي مطلوب لتحويل البنى التحتية المعلوماتية من مراكز التكلفة إلى محركات تنموية تجارية جديدة تحقق لها المكاسب.

ووفقا لاستبيان مشترك بين «إي إم سي» مع «سي بي آي» البحثية أجري على ممثلين لشريحة واسعة ومتنوعة من المستخدمين لتكنولوجيا المعلومات ورؤساء البنى التحتية ومديري تقنية المعلومات ومهندسي الأنظمة، أوضحوا أن الحافز الرئيسي للسحابة الخاصة هو تخفيض التكلفة وزيادة المرونة، بينما صرح ما مجموعه 67 في المائة من المشاركين في الاستبيان بالحاجة إلى تحول في تقنية المعلومات، مما يظهر بوضوح الحاجة إلى تحسين استخدم الموارد وبيئة المعلوماتية، بالإضافة إلى زيادة الفعالية، في حين أن 18 في المائة أشاروا إلى أن تحويل البيانات سيكون أساسيا لأعمالهم.

وأوضح أمين أن التحدي الذي تواجهه المؤسسات خلال الانتقال إلى «السحابة الخاصة» يكمن في توفيق عمليات التحويل مع الأهداف التجارية للشركة، لكنه أكد أنه من الأساسي للقيام برحلة ناجحة نحو السحابة الخاصة ألا يتم نقل بيئة معلوماتية بأكملها إلى السحابة في مرة واحدة، بل يجب اتباع نهج مؤلف من مراحل لتحويل البنية التحتية.

واستطرد بأن ذلك سيساعد العملاء في تمديد حياة تكنولوجيا المعلومات الحالية الخاصة بهم، عوضا عن شراء المزيد من البنى التحتية وهو أمر غير مفيد للبيئة في أغلب الأحيان أو غير اقتصادي كليا، ولا سيما أنهم عرضوا للحضور جميع المقومات والحلول المطلوبة في السحابة الخاصة.

وتضم السحابة حلول الدعم والاسترداد والأرشفة، حماية البيانات بشكل ذكي واستعادتها بشكل موثوق ونسخها بشكل فعال لتوفير حل كامل البراهين لتحسين استراتيجيات الدعم الحالية وتقديمها على نحو جاهز للسحابة، إدارة البنية التحتية للمعلومات، من السحب المادية للسحب الافتراضية، تمكين المؤسسات من تخطي الصعوبات المرتبطة بإدارة بنية تحتية افتراضية لتوفير خدمات تقنية المعلومات، تخزين المعلومات.

وتوقعت الدراسة أنه بحلول عام 2020، فإن العالم الرقمي سيصبح أكبر بـ44 مرة مما كان عليه في عام 2009، وبالتالي فإن أبرز التحديات ستتمثل في كيفية تخفيض تكاليف التخزين ومخاطر خسارة المحتوى والمحافظة على القدرة لاستخراج القيمة منها.