كيف تشتري جهاز تلفزيون عالي الوضوح؟

اعتمد على ملاحظاتك الخاصة وليس على مواصفات الجهاز

TT

تطورت التلفزيونات العالية الوضوح بشكل كبير خلال السنتين الماضيتين. ففي العام 2008 كان التلفزيون بوضوح 1080p (نقطة تسلسلية) يعتبر من الأجهزة الأحدث طرازا، أما اليوم فبات جهازا عاديا. وفي ذلك الوقت كانت التلفزيونات المضاءة من الخلف بأسلوب الصمام الثنائي الباعث للضوء LED في بداية ظهورها، وكانت أسعارها خيالية. وكانت «سوني» تفرض سعرا قدره 5000 دولار لمثل هذه التلفزيونات من طراز «برافيا» قياس 46 بوصة. أما اليوم فإن مثل هذه الطرز باتت متوفرة على نطاق واسع، في حين انخفضت الأسعار بقدر كبير.

كما تنوعت مميزات التلفزيونات، فالعديد منها بات يعمل مع شبكة الإنترنت، ويأتي مع برنامج مبيت داخله ويوفر دخولا سهلا لمواقع الإنترنت الشعبية وخدماتها مثل «نيتفليكس أون ديماند»، و«تويتر»، و«يوتيوب». كما أن تلك التي تدعم إعادة تشغيل الموسيقى، وعرض الفيديو، والصور الساكنة، قد تطورت بأشواط، لكنها تختلف كثيرا على صعيد الطرز والمحلات التي تبيعها. وهذه يمكن البحث عنها في الإنترنت مع المعلومات الخاصة بخيارات الوصل.

وكانت هذه الأجهزة والتغييرات الأخرى على صعيد الوضوح والتحديد العاليين قد أثرت على ما هو موجود في المخازن والمحلات لدى القيام بالتبضع لاقتناء جهاز تلفزيون عالي الوضوح، فالكثير من المشورة والنصح اللذين كانا يقدمان في الماضي لا يزال مطبقا ونافذ المفعول.

* مؤشرات الأجهزة

* ولكن هنا بعض الإشارات القليلة التي ينبغي استيعابها لدى الكشف على الأجهزة التي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم. إذ إنه من السهل التمييز بين أجهزة البلازما، وتلك التي تعمل بالبلور السائل (إل سي دي). فقد كانت الأجهزة الأولى أكبر، وذات نوعية عرض سينمائية ممتازة، والناجمة عن القدرة على بلوغ اللون الأسود القاتم جدا، وعلى التعامل مع الأفلام السينمائية السريعة جدا. لكن أجهزة «إل سي دي» كانت أصغر، وأكثر بريقا. لكن مثل هذه الفروقات تزول في أجهزة قياس 40 و50 بوصة، لا سيما مع وصول أجهزة «إل سي دي» التي تستخدم الإضاءة الخلفية LED بخفوت موضعي للإضاءة.

والخفوت الموضعي هذا للإضاءة، يعني القدرة على تعتيم الصمامات الثنائية المفردة هذه، أو مجموعات منها، لإنتاج درجات من السواد التي تتيح للأجهزة بلوغ درجات حالكة جدا من السواد، بحيث بتنا نرى المزيد من هذه الأجهزة من فئة قياس 46 إلى 50 بوصة، وهو القياس الذي كانت تسود به أجهزة البلازما في السابق. لذلك عندما تكون في مخازن بيع الأجهزة التلفزيونية، لا تحكم على الجهاز على أساس تقنية العرض بالشاشة المسطحة وحدها.

وهذا الفرق بين البلازما و«إل سي دي» بات أكثر أهمية في السنوات الأخيرة. فأجهزة «إل سي دي» تستهلك دائما طاقة أقل من البلازما، لكن أجهزة «إل سي دي» بإضاءة LED الخلفية هي حتى أكثر كفاءة من قريباتها من الأجهزة الأخرى التي أساسها CCFL. فإذا كنت من المستخدمين المواظبين باستمرار على مشاهدة التلفزيون فقد تتكبد سعرا أعلى للحصول على جهاز بإضاءة LED خلفية، لكنك في المقابل ستوفر كثيرا على المدى الطويل في فاتورة استهلاك الكهرباء.

* جرب التلفزيون

* وإذا كنت ستستخدم جهازك لمشاهدة المحتويات من مصادر أخرى مثل «ذاكرات فلاش يو إس بي»، وكاميرات التسجيل الفيديوية (كامكوردر)، و«نتبوكس»، أو حتى بعض الهواتف الجوالة، اجلبها هذه معك واقنع البائع بالمحل ليسمح لك بوصلها إلى الجهاز الذي ترغب في شرائه لتجربته. وراقب بعض العناصر التي تهتز في الوقت الذي ينبغي أن تبدو ثابتة تماما. كذلك لاحظ ما إذا كانت الخطوط المستقيمة في المباني والجدران تتذبذب وتتأرجح؟ كذلك لاحظ إن كنت تشاهد تموجا في بعض أنواع الأنسجة، أو الأسطح ذات النمط المعين؟ ونحن في اختباراتنا بإشراف لجان كنا نبحث بشكل خاص عن هذه المسائل في بعض المشاهد، في أفلام مثل «مهمة مستحيلة 3»، و«الفارس الأسود» التي هي من إصدارات «بلو - راي»، فضلا عن بعض الظلال والمشاهد غير الواضحة. وإليكم أيضا ميزة أخرى كانت في يوم من الأيام مصدر اعتزاز بالنسبة إلى تقنية بلازما، لكنها باتت اليوم من صفات «إل سي دي»، ألا وهي معدلات الانتعاش المتزايدة.

وهنالك أيضا المزيد الذي يتوجب عليك أن تعرفه قبل شراء تلفزيون عالي التحديد والوضوح. إذ إن جميع أجهزة التلفزيون الجديدة العالية الوضوح لها خاصية الاستخدام الأول الذي يبدأ بخيار نمط الاستخدام المنزلي، أو نمط العرض في محلات البيع. ومن المؤكد على سبيل الرهان أن ما تراه في محلات البيع يكون من النمط الأخير. فنمط العرض في محلات البيع يرفع من درجة البريق، لأن الناس تنجذب عادة بالصور البراقة، لكنها في غرف الجلوس المنزلية قد تبدو الصورة ذاتها ذات وهج مزعج. لذلك اسأل البائع لكي يريك النمط المنزلي الذي هو النمط الافتراضي، أو السائد، لكي تحكم بنفسك.

* ألوان التلفزيون

* كذلك هل تعجبك الألوان التي تراها على التلفزيون؟ إن أفضل طريقة للتأكد من ذلك هو النظر إلى لقطات فيديوية مع أشخاص آخرين واستخدام ضوابط الصورة، بحيث يبدو الجلد البشري مليئا بالحيوية والحياة، مع التأكد مما إذا كانت الأشياء الأخرى أيضا على الشاشة تبدو جيدة بالنسبة لك. وإذا كنت مسرورا بالألوان البراقة في المشاهد، تأكد من أن الأشخاص الظاهرين فيها لا يبدون كما لو أن الشمس لوحتهم، وهي مشكلة لاحظناها عندما تكون بعض الألوان مشبعة أكثر من اللزوم.

وثمة سبب وجيه عندما يعرض العديد من البائعين فقط في محلاتهم مشاهد الرسوم المتحركة الشعبية جدا، والسبب ليس لإمتاع المتسوقين. فأفلام الكارتون في يومنا هذا من إنتاج الكومبيوتر تبدو رائعة على جميع العروض الرقمية.

وتكون في أحسن الأوضاع مع أفلام الحركة الحية، والبرامج التلفزيونية التي لا تجري هندستها إلى حد الكمال دائما. والأمر ذاته ينطبق على صور الألعاب. وما لم تكن تنوي ممارسة الكثير من الألعاب على جهازك العالي التحديد والوضوح، فأنت لست بحاجة إلى التدقيق جدا فيما يعرض من ألعاب على التلفزيونات في محلات البيع. ولكن لسوء الحظ فإن غالبية محلات البيع الكبيرة تعرض تلفزيوناتها بالعشرات في رفوف مصطفة فوق بعضها البعض، بحيث لا تستطيع معرفة ماهية كل واحد منها. لكن من حسن الحظ زودت جميع الأجهزة الجديدة بنظم صوت محسنة جدا مؤلفة من مكبرات صوت أكثر متانة من سابقاتها وقادرة على محاكاة الأصوات التي تصدر من جميع الاتجاهات. ومرة أخرى أيضا لا تعتمد على مواصفات الجهاز وحدها، بل استخدم ملاحظاتك الخاصة.

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»