«ماك بوك إير» الجديد من «أبل».. مزايا متنوعة

لابتوب عصري يعمل من دون أقراص

TT

ما أن تخرج جهاز «ماك بوك إير» MacBook Air قياس 11.6 بوصة من علبته حتى تتراءى في مخيلتك كلمة «نيتبوك»، فحجم هذا اللابتوب الجديد الصغير من «أبل»، وسمكه الرقيق ووزنه الخفيف، من دون ذكر معالجه المتواضع من طراز «إنتل كور» الثنائي القلب بسرعة 1.4 غيغاهرتز تجعلك تشبهه تماما بـ«نيتبوك» (دفتر الإنترنت). لكنه في الواقع أقرب إلى لابتوب عصري تماما منه إلى نيتبوك صغير محدود الإمكانيات.

وقد مضى على إنتاج طرز هذا الموديل من كومبيوترات اللابتوب 3 سنوات تقريبا. وكان قد كشف عن الطراز الأول منه في يناير (كانون الثاني) 2008. لكن «أبل» تقدم حاليا 4 نماذج منه تختلف في حجم الشاشة، وقوة المعالجة، وقدرة التخزين. ويأتي اثنان من هذه النماذج بشاشة قياس 11.6 بوصة، واثنان آخران بشاشة أكبر قياس 13.3 بوصة، أي بالحجم ذاته كالسابق مع وضوح وتحديد أكثر. وتتراوح الأسعار بين 999 و1599 دولارا، لكن يمكن إنفاق أكثر من ذلك قليلا لتحديث المعالج، وإضافة المزيد من ذاكرة «رام» العشوائية، وزيادة فسحة التخزين.

* كومبيوتر لابتوب جديد

* النسخة التي كشف النقاب عنها أخيرا هي المجموعة الجديدة التي تقدم قدرة تخزين تبلغ 128 غيغابايت، ويبلغ سعرها 1199 دولارا. وإذا رغبت في المزيد من قدرة التخزين فعليك بالطراز الذي يبلغ سعره 1599 دولارا لكونه الوحيد الذي يقدم 256 غيغابايت من هذه القدرة.

وعندما كشف ستيف جوبز المدير التنفيذي لـ«أبل» عن الأجهزة الجديدة وصفها بالقول: «هذا ما تحصل عليه عندما تجمع بين (ماك بوك برو) و(آي باد)». وقد استوعب الكثيرون قوله: جهاز «إير» قياس 11.6 بوصة يبدو في اليد كما لو أنه «آي باد»، على الرغم من أنه أثقل قليلا. فالأخير يزن 1.5 رطل، فيما يتجاوز «إير» 2.3 رطل (الرطل 453 غراما تقريبا). لكن عند الاستعمال يبدو «إير» أقل شبها بـ«آي باد»، وأكثر قربا من جهاز «ماك بوك برو» التقليدي. وهذا عائد جزئيا إلى نظام التشغيل.

وبينما يعمل «آي باد» كليا باللمس المتعدد، ويعمل على نظام iOS، بينما يستخدم «إير» لوحة المفاتيح التقليدية ورقعة التعقب ويعمل على نظام OS X. وقد يضمحل هذا الفرق قليلا في العام المقبل مع إطلاق جهاز «ماك OS X 10.7 لايون» الذي سيستمد بعض صفات وخصائص iOS استنادا إلى «أبل». ويبلغ عرض «إير» في أوسع مكان فيه حيث تلتقي الشاشة بالعلبة السفلية، 0.62 بوصة.

وتختلف الحافة التي تحيط بشاشة «إير» منها في طرز «ماك بوك برو». فهي أعرض، ومن الألمنيوم وليست سوداء. ويفضل الكثيرون منظر الألمنيوم لأنه أكثر جمالا وانسجاما على صعيد التصميم. وتقوم الحافة بالإمساك أيضا بالكاميرا التي بالإضافة إلى استخدامها في الدردشة بالفيديو عبر «آي تشات»، يمكن استخدامها الآن للدردشة على «فيس تايم» مع مستخدمي «آي فون 4». وتستخدم الطرز قياس 11.6 بوصة شريحة سرعة الساعة البطيئة للمعالج الثنائي القلب (النواة) ذي سرعة 1.4 غيغاهرتز التي توفرها «أبل» حاليا على جهاز اللابتوب. ولا يمكن تحديث المعالج في النسخة الأساسية، لكن يمكن تعزيزه إلى شريحة 1.6 غيغاهرتز في طراز 1199 مقابل 100 دولار. لكن من الصعب ملاحظة الفرق الضئيل في سرعة الساعة.

وتبدأ طرز 13.3 بوصة بمعالجات ثنائية القلب، سرعة 1.86 غيغاهرتز، لذلك إذا ما رغبت في اختيار طراز الشاشة الأكبر تحصل على سرعة إضافية قليلة، كما يمكن تحديث المعالج في طراز 1599 دولارا إلى 2.13 غيغاهرتز إذا رغبت. وتأتي جميع أجهزة «إير» مع ذاكرة «رام» 2 غيغاهرتز، وشريحة صور ورسومات (غرافيكس) «نيفيديا جي فورس 320 إم» مدمجة فيها. ويستخدم معالج الصور والرسومات 288 ميغابايت من الذاكرة الرئيسية، وهو المعالج ذاته المستخدم في جهاز «ماك ميني» و«ماك بوك». ومع أخذ ذلك بعين الاعتبار يوصى بمضاعفة ذاكرة «رام» إلى 4 غيغابايت.

* ذاكرة بلا قرص

* والخبر المهم أن «أبل» تمكنت من التخلص من القرص الصلب باختيارها ذاكرة فلاش «ناند» NAND لأغراض التخزين. وهذا ما يتيح التوفير في المساحة الداخلية لجهاز اللابتوب، وبالتالي توفير سرعة ملحوظة مقارنة بالأقراص الصلبة التقليدية، خاصة إذا كنت تستخدم الجيل الأول من أجهزة «إير» التي تأتي بقرص صلب بطيء ذي 4200 دورة بالثانية. والواقع أن ذاكرة فلاش «ناند» هي بالأساس كوجود بطاقة «إس إس دي» ذات تركيب بالحالة الصلبة.

والتخزين على ذاكرة فلاش هو أكثر كلفة مقارنة بالأقراص الصلبة من السعة ذاتها، لكن الأسعار هذه شرعت تتدنى مع اكتساب فلاش المزيد من الرواج والشعبية، خاصة أن الأخير يفتقر إلى الأجزاء المتحركة، مما يعني مزيدا من الاعتمادية والموثوقية خاصة مع أجهزة اللابتوب التي يجري حملها من مكان إلى آخر. كذلك فإن فلاش أسرع من القرص الصلب.

وعلى صعيد الاستخدام اليومي يشتغل «إير» بشكل يدعو للإعجاب، كما يشير خبراء مجلة «كومبيوتر وورلد» الإلكترونية. وميزته الأساسية هي حجمه، إذ يسهل حمله هنا وهناك، إضافة إلى متانته التي تتحمل نقله يوميا من المنزل إلى مكان العمل وبالعكس.

والشاشة اللامعة 1366×768 بيكسيل براقة وواضحة تماما كما هو متوقع من منتجات «أبل». ويعمل الفيديو العالي التحديد بشكل سلس على الشاشة برمتها، وبشكل نقي، وبألوان مشبعة بفضل شريحة «نيفيديا 320 إم» الخاصة بالصور والرسومات (غرافيكس). كما أن حجم الشاشة الصغيرة ومحدوديتها العالية تتضافران للوصول إلى بيكسيلات عالية بالنسبة إلى البوصة الواحدة، مما يجعل النصوص والصور تبدو واضحة وحادة بشكل استثنائي.

ولوحة المفاتيح الكاملة الحجم تبدو مثل تلك الموجودة في لابتوب «ابل» التقليدي «ماك بوك برو»، بحيث لا تزدحم الأصابع عند الطبع. وتوفر المفاتيح السوداء الكبيرة نسبيا بالأحرف البيضاء التي عليها، رؤية واضحة للعينين مما يسهل النقر عليها. لكن للأسف فإن اللوحة هذه ليست مضاءة من الخلف كما كانت الحال في أجهزة «ماك بوك إير» السابقة. وتبلغ حياة شحنة البطارية بالنسبة إلى جهاز «إير» الصغير حسب تقديرات «أبل» نحو 5 ساعات. أما طراز 13 بوصة الذي يستوعب بطارية أكبر فتدوم شحنتها نحو 7 ساعات.