برنامج جديد.. لمراقبة نشاطات الموظفين

يرصد كل جوانب عملهم واتصالاتهم

TT

تنفذ كثير من الرسائل الفورية وتطبيقات البريد الإلكتروني مهمات اطلاعك على الشخص الموجود على الشبكة في أي لحظة، لكن تطبيقا جديدا للاتصالات يدفع هذا الأمر خطوة أخرى للأمام، إذ يبلغك ما إذا كان أحد الموظفين مثلا منهمكا في العمل على مكتبه، أو يدردش على الهاتف، أو غادر مكتبه في فترة الغداء! ويدعى النظام «ماي يونتي» myUnity، وقد طورته مختبرات «إف إكس بالو ألتو» للأبحاث التابعة لشركة «فيوجي زيروكس». ويقدم هذا التطبيق الخاص بالهواتف الذكية والأجهزة المكتبية لائحة مرئية عما يفعله الأشخاص المسجلون على قائمة المتصلين. وقد يساعد هذا المستخدمين على تقرير ما إذا كان الوقت مناسبا للاتصال بشخص ما، وكيفية القيام بذلك.

ويعمل «ماي يونتي» على الكثير من المصادر، بما فيها موقع الهاتف الجوال الذي يوظف هذه التقنية، فضلا عن المعلومات التي جرت معالجتها من قبل كاميرا الشبكة «ويبكام» العائدة للمستخدم. ويقدم هذا البرنامج واجهة تفاعل تعمل بنقرة واحدة للاتصال بأي شخص عبر البريد الإلكتروني، أو التراسل الآني.

برنامج للكومبيوتر والهاتف

* يقول جيكوب بيهيل، عضو الفريق الذي طور «ماي يونتي»، إن البرنامج هذا يمكنه مساعدة المستخدمين على التعامل مع بيئات العمل المتشعبة جدا، «حيث إن عدد الأدوات التي يستخدمها الأشخاص للاتصال مع زملائهم يتزايد باستمرار، خاصة أنهم يعملون في مواقع وفترات ونطاقات زمنية مختلفة».

ويتوفر البرنامج لأجهزة كومبيوتر «ويندوز» وهواتف «أندرويد» الذكية، مستخدما رموزا ملونة بسيطة ونصوصا لإظهار ما إذا كان الشخص على سبيل المثال يجلس وحيدا في مكانه بالعمل، أو بعيدا عن مكتبه، ولكنه لا يزال في المبنى. وهذا ما يسهل التقرير عما إذا كان من الأفضل البحث عنه والتكلم معه، أو الاتصال به عن طريق هاتفه الجوال، كما نقلت مجلة «تكنولوجي ريفيو» الصادرة عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عن بيهيل. وتقوم واجهة التفاعل أيضا بالإفصاح عن المزيد من المعلومات المفصلة، ومثال ذلك عن طريق الرسائل الفورية، أو خدمات الاتصالات الهاتفية عبر بروتوكول الإنترنت، مع الاستناد أيضا إلى التقويمات والمواعيد اليومية.

ويجري جمع المعلومات عن طريق مجموعة من البرمجيات والمستشعرات التي تقوم بإرسال المعلومات إلى خدمة على الإنترنت، حيث يمكن للذين يتعاملون مع المستخدمين الوصول إليها. وتقوم البرمجيات المركبة في شبكات الشركات بتعقب المكان الذي يدخل منه الأشخاص إلى الشبكة، وتقوم تطبيقات الهواتف بالمشاركة بمعلوماتها الخاصة بالمواقع والأماكن. فعندما يكون أحدهم في المكتب، يمكن تحديد مكانه على وجه التقريب عن طريق نقاط شبكة «واي - فاي» ومستشعرات «بلوتوث» التي تتعقب هاتفه، أو جهازه الـ«لاب توب».

رصد حركة الموظف

* ويمكن لـ«ماي يونتي» التعرف على ما إذا كان الشخص المعني يعمل على مكتبه، عن طريق النقر على كاميرا الشبكة الخاصة به، أو كاميرا الأمن التي تظهر مكان عمله، «بحيث تبحث عن الحركة في بعض المناطق المحددة من قبل المستخدم» على حد قول بيهيل. وهذا ما يتيح لهذا الجزء من النظام التحري عن حركته على المكتب، ليس هذا فحسب، بل أيضا الكشف عن وجود زائر ما معه. ويعمل فريق التطوير على تجارب حول استخدام المستشعرات العاملة بالأشعة ما دون الحمراء التي تستشعر وجود الأشخاص من دون التقاط فيديو لهم.

ويقوم برنامج هاتف «أندرويد» بالتحري أيضا عما إذا كان الشخص قيد العمل في مهمة ما بينما تدرك النسخة الخاصة بالمكتب ما إذا كان الشخص يقوم باستخدام حاسوبه أم لا بشكل نشط. ويجري ضم القدرة على تعقب استخدام الهاتف المكتبي إلى الخدمة، كما يمكن للمستخدمين اختيار القدر الذي يودون للنظام معرفته عنهم، والمشاركة به مع الآخرين.

ويجري استخدام «ماي يونتي» في مختبرات «إف إكس بالو ألتو» منذ شهور، كما يستخدم حاليا في أحد فروع «فيوجي زيروكس» في اليابان. وأظهرت المقابلات مع المستخدمين أن بمقدور الأداة هذه أن تساعد في تحسين الاتصالات «فقد رأينا انخفاضا في عدد رسائل البريد الإلكتروني التي يجري إرسالها وزيادة في الاتصالات التي تتم وجها إلى وجه، والتي تظهر أننا نؤمن فرصا أفضل لمثل هذه المقابلات»، على حد قول بيهيل.

و«ماي يونتي» هي في الواقع تكامل لطيف لجميع هذه الأنماط المختلفة التي تشكل اليوم جزءا من مكان العمل، كما يقول جايسون هونغ الذي يعمل على «الخصوصيات والعمليات الكومبيوترية الجوالة» في جامعة كارنيغي ميلون في أميركا، الذي جرب هذه الخدمة في الصيف الماضي. وأضاف: «اليوم الوضع شبيه بالفترة التي سبقت شبكة (فيس بوك) الإخبارية، حيث إن جميع المعلومات موجودة، لكن يتوجب عليك الذهاب والبحث عنها بنفسك».

وعلى أي حال، وكما يشير هونغ، فإنه لا يمكن لجميع أماكن العمل أن تتأقلم بسهولة على مثل هذا التعقب وهذه الملاحقة، «ففي المؤسسات التي توجد فيها بعض الحساسيات والعداوات، قد لا تؤدي مهمتها جيدا»، على حد قوله. فقد يخشى بعض المستخدمين أيضا من إفشاء معلومات لا يودون أن يطلع عليها الآخرون، كما يقول.

وكان هونغ ورفاقه في الجامعة المذكورة قد طوروا أداة مشابهة تدعى «لوكاسينو» كجزء من أبحاثهم. وتقدم هذه الأداة لمستخدميها تحكما وسيطرة أفضل على المعلومات التي يشاركون بها. «والأمر الذي وجدناه هو أن الأشخاص يصبحون أقل حرصا على الخصوصيات مع الوقت، خاصة عندما لا تحصل الأمور التي يخشون منها»، على حد قوله.

وهو يعتقد أن النمط ذاته قد ينطبق على الخدمات الأخرى التي تتعقب سلوك المستخدم، ومنها «ماي يونتي» أيضا.

ويعتقد هونغ أن هناك فرصة طيبة لأن تصبح مثل هذه الأدوات من الأمور الشائعة للمساعدة في تنظيم أماكن العمل، ويضيف «وأعتقد أن ثمة مجالا آخر لها خارج نطاق العمل منذ إدراك أن الأقارب والأصدقاء باتوا يستخدمون خدمات كـ(فورسكوير) وغيرها».

ويبدو أن مختبرات «إف إكس بالو ألتو» لم تقم باستكشاف أبعاد هذه الإمكانية بعد، لكن بيهيل يقول إن تقنية «ماي يونتي» يمكن تحويلها بسهولة إلى تطبيق تجاري واسع.